البحث

عبارات مقترحة:

الخبير

كلمةُ (الخبير) في اللغةِ صفة مشبَّهة، مشتقة من الفعل (خبَرَ)،...

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

علي ابن المديني

يعتبر الإمام علي بن عبد الله المعروف بابن المديني البصري، أبو الحسن (و 152- ت 234هـ) من النقاد المعتدلين في الجرح والتعديل عند مقارنة أقواله بأقوال غيره من النقاد. وابن المديني إمام جليل وثّقه الأئمة المحدثون وأشاروا إلى جلالة قدره وسعة علمه حتى إن البخاري ذكر أنه ما استصغر نفسه أمام أحد كما فعل أمام شيخه ابن المديني.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح، كنيته أبو الحسن، وقيل له ابن المديني، بصري، مولى السعديين. " التعديل والتجريح لمن خرج له لبخاري في الجامع الصحيح" لأبي الوليد الباجي القرطبي (3/962).

شهرته

اشتهر بعلي بن المديني، أو بابن المديني.

مولده

وُلد سنة 152هـ في البصرة. " تاريخ مولد العلماء ووفياتهم" لأبي سليمان محمد بن عبد الله الربعي (1/377)، و"تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي (11/456).

وفاته

توفي في مدينة (سر من رأى) وهي حاليًا مدينة سامراء العراقية. " الثقات" للعجلي (ص349-350)، سنة 234هـ. " التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح" لأبي الوليد الباجي القرطبي (3/962).

شيوخه

من أكبر شيوخ الإمام علي ابن المديني الذين أثروا في شخصيته العلمية، الأئمة الكبار: سفيان بن عيينة الهلالي. يحيى بن سعيد القطان. عبد الرحمن بن مهدي. وقد روى عن أبيه، وحماد بن زيد، وابن علي، وبشر بن المفضل، وبشر بن السري، والفضل بن عنبس، وغندر، وعبد الرزاق، وغيرهم. " تهذيب التهذيب" لابن حجر (7/349). و ينظر أيضًا "الإمام علي بن المديني: شيخ البخاري وعالم الحديث في زمانه" لإبراهيم العلي (ص67-80).

تلاميذه

أهم تلاميذ ابن المديني الذين أكثروا الرواية عنه: محمد بن إسماعيل البخاري. محمد بن عثمان ابن أبي شيبة. محمد بن أحمد بن البراء. وقد روى عنه أيضًا: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم. " تهذيب التهذيب" لابن حجر (7/349).

مؤلفاته

له كتاب "العلل ومعرفة الرجال". وله أيضاً كتاب "تسمية مَن روي عنه من أولاد العشرة وغيرهم من أصحاب رسول الله ". وله "سؤالات ابن المديني ليحيى بن سعيد القطان". وذكر الحاكم النيسابوري عدداً من مؤلفاته ولكنه أشار إلى أنها انقرضت. " سير أعلام النبلاء" للذهبي (11/60).

منهجه

قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة - يعني الرازي - عن فضيل بن سليمان؟ فقال: لين الحديث، روى عنه علي بن المديني، وكان من المتشددين. "الجرح والتعديل" (7 /73). أراد: فاجعل من روايته عنه توثيقًا، فإنه كان غاية في الاحتياط. ويقول الذهبي: «وأما علي بن المديني فإليه المنتهى في معرفة علل الحديث النبوى، مع كمال المعرفة بنقد الرجال، وسعة الحفظ والتبحر في هذا الشأن، بل لعله فرد زمانه في معناه. وقد أدرك حماد بن زيد، وصنف التصانيف، وهو تلميذ يحيى بن سعيد القطان، ويقال: لابن المديني نحو مائتي مصنف». "ميزان الاعتدال" (3 /141). وقد عد ابن حجر عليًّا بن المديني من المتشددين، ويحمل ذلك على تشدد مقيد، لا مطلق، فبالنظر في آرائه مقارنةً بآراء الأئمة النقاد الآخرين نجد أن عليًّا بن المديني من النقاد المعتدلين في نقده للرواة. عِلمًا أن القطان المتشدد، وابن مهدي المتوسط من شيوخ ابن المديني. يقول علي ابن المديني: «إذا اجتمع يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ‌على ‌ترك ‌رجل لم أُحدِّث عنه، فإذا اختلفا أخذت بقول عبد الرحمن لأنه أقصدهما، وكان في يحيى تشدد». "تاريخ بغداد" (11/512). ومما يشير إلى توسطه أيضًا ما استدل عليه الذهبي من كلام ابن المديني نفسه حيث قال: «عفان وأبو نعيم لا أقبل قولهما في الرجال، لا يدعون أحداً إلا وقعوا فيه»، فعلق الذهبي: «يعني أنه لا يختار قولهما في الجرح لتشديدهما، فأما إذا وثّقا أحدًا فناهيك به». "التهذيب" (7/357). واتسم منهج ابن المديني في نقد الرجال بالنزاهة العلمية، ومما يظهر ذلك: يقول يعقوب ابن شيبة: سألت علي ابن المديني، عن ابن إسحاق، قلت: كيف حديث محمد بن إسحاق عندك صحيح؟ فقال: نعم، حديثه عندي صحيح، قلت له: فكلام مالك فيه؟ قال علي: ‌مالك ‌لم ‌يجالسه ولم يعرفه. ثم قال علي: ابن إسحاق، أي شيء حدث بالمدينة؟ قلت له: فهشام بن عروة قد تكلم فيه. فقال علي: الذي قال هشام ليس بحجة، لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها. "تاريخ بغداد" (2/22). وقال في شبابة بن سوار: «كان شيخًا صدوقًا إلا أنه كان ‌يقول ‌بالإرجاء». "الكامل" (4/1365). وقال في المسيب بن شريك التميمي أحد الذين ترك الناس حديثه: ‌«ما ‌أقول: ‌إنه ‌كذاب». قال عبد الله بن علي بن المديني بعد ما حكى عن أبيه القول السابق: «ولم يحدث عنه بشيء». "لسان الميزان" (8/66). وينظر في منهج الإمام علي بن المديني في الجرح والتعديل، وكذلك في التعليل، وكذلك في بيان بعض مصطلحات علم الحديث: رسالة "الإمام علي بن المديني ومنهجه في نقد الرجال" لإكرام الله إمداد الحق، وهي رسالة ماجستير من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وقد لخص الباحث معالم منهج ابن المديني في نقد الرجال في ما يأتي: التوسط والاعتدال في النقد. النزاهة العلمية. الدقة العلمية. الأمانة العلمية. الجرأة والصرامة في النقد. عدم روايته إلا عن مقبول. استعمال التاريخ للحكم على الراوي. التعجُّب من السؤال عن المعروفين بالجرح أو بالعدالة. النقد أثناء سرد الإسناد. تتبع الرواة حتى يتبين له حالهم. كتابة الأحاديث الضعيفة للمعرفة، وأن لا تقلب إلى أحاديث الثقات. اعتباره لنقد بعض النقاد. مخالفة ابن المديني لنقد بعض النقاد. بيانه ما بين الرواة من تماثل أو تقارب. تفسيره للجرح ليكون النقاد الآخرون على بينة من جرح ابن المديني للرواة، وقد لا يفسره إذا كان ذلك بعد نقد ودراسة شاملة، وبحث مُضنٍ.

أقوال أهل العلم

«إني لأرغب بنفسي عن مجالستكم منذ ستين سنة، ولولا علي بن المديني ما جلست». اللُّؤلُؤي "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي (11/457-458).
«علي بن المديني أعلم الناس بحديث رسول الله ، وخاصة بحديث ابن عيينة». أَبُو حَاتِم الرَّازِي "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي (11/457-458).
«كان علي بن المديني علَماً في الناس في معرفة الحديث والعلل». البُخاري "الجرح والتعديل" (3 /1 /194)، ونقله الباجي "التعديل والتجريح لمن خرج له لبخاري في الجامع الصحيح" (3/962).
«ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني». صالِح جَزَرَة "التعديل والتجريح لمن خرج له لبخاري في الجامع الصحيح" لأبي الوليد الباجي القرطبي (3/962).
«أعلم من أدركت بالحديث وعلله علي بن المديني، وأفقههم في الحديث أحمد بن حنبل، وأقهرهم بالحديث سليمان الشاذكوني». النَّسَائِي "تهذيب الكمال" للمزي (21/19).
«ثقة مأمون أحد الأئمة في الحديث». الإمام ابن حَنْبَل "تهذيب التهذيب" لابن حجر (7/356).
«أعلمنا بالعلل علي بن المديني». أخرجه ابن حبان في " المجروحين " (1 /55) وإسناده صحيح