البحث

عبارات مقترحة:

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

المحسن

كلمة (المحسن) في اللغة اسم فاعل من الإحسان، وهو إما بمعنى إحسان...

القهار

كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...

الحديث الموضوع

الحديث الموضوع هو شر الأحاديث الضعيفة، ولا تجوز روايته في أي معنى كان: في الأحكام أو القصص أو الترغيب والترهيب إلا مع بيان أنه موضوع. وقد قيض الله العلماء لبينوا وضع الأحاديث المكذوةب على النبي صىل الله عليه وسلم، ويُعتَبَر كتاب "المنار المنيف" لابن قيم الجوزية من أفضل المصادر التي جمعت القواعد التي يُعرف بها الموضوع.

التعريف

التعريف لغة

الموضوع اسم مفعول من وَضَع، والوَضْعُ: ضدّ الرفع. ووضَعَ الشيءَ وَضْعاً: اخْتَلَقَه. "لسان العرب" لابن منظور (مادة (وضع)). فالموضوع لغة: هو الملصق، أو المسقط، أو المنحط.

التعريف اصطلاحًا

هو الكذب على رسول الله ، وهو الحديث المُختَلَق المصنوع ولا يُنسب بأي معنى كان، في الأحكام أو القصص، أو الترغيب والترهيب، وغير ذلك. إلى النبي . "فتح المغيث" للسخاوي (1/310). كالأربعين الوَدعانية، ونسخة علي الرضا المكذوبة عليه. انظر: "الموقظة" للذهبي (ص36). ومن أمثلته: ما رواه ابن حبان في مقدمة "تاريخ الضعفاء"، عن ابن مهدي قال: قلت لميسرة بن عبد ربه: من أين جئت بهذه الأحاديث من قرأ كذا فله كذا؟ قال: وضعتها أرغب الناس فيها. وهكذا حديث أبي الطويل في فضائل قراءة سور القرآن سورة سورة. فروينا عن المؤمل بن إسماعيل، قال: حدثني شيخ به. فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال: حدثني رجل بالمدائن - وهو حي - فصرت إليه، فقلت: من حدثك؟ فقال: حدثني شيخ بواسط - وهو حي - فصرت إليه، فقال: حدثني شيخ بالبصرة، فصرت إليه، فقال: حدثني شيخ بعبادان، فصرت إليه، فأخذ بيدي، فأدخلني بيتا، فإذا فيه قوم من المتصوفة، ومعهم شيخ، فقال هذا الشيخ حدثني، فقلت: يا شيخ من حدثك؟ فقال: لم يحدثني أحد. ولكنا رأينا الناس قد رغبوا عن القرآن، فوضعنا لهم هذا الحديث؛ ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن.

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

أُطلق الموضوع في اصطلاح المحدثين على الحديث المختَلَق - وهو إلى هنا متفق مع المعنى اللغوي للفظ -، مع تخصيص المحدثين نسبة هذا الكلام المُختلق إلى رسول الله زوراً.

الأقسام

(الموضوع) على مراتب: 1. ما اتُّفق على أنه كذب، بحيث يعرف أن راويه كذاب أو اعترف بكذبه. 2. ما الأكثرون على أنه موضوع، والآخرون يقولون: ساقط مطروح، ولا نجسُر أن نسميه موضوعاً. 3. ما الجمهور على وَهْنِه وسقوطه، والبعض على أنه كذب. انظر: "الموقظة" للذهبي (ص36).

مذاهب أهل العلم

أودع بعض المفسرين كالواحدي، والثعلبي والزمخشري في تفاسيرهم حديثًا موضوعًا في فضائل السور عن أبي بن كعب، و قد قرر المحدثون أن كل من فعل ذلك من المفسرين فهو مخطئ في ذلك. قال العراقي: «لكن من أبرز إسناده منهم، كالثعلبي، والواحدي فهو أبسط لعذره، إذ أحال ناظره على الكشف عن سنده، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه من غير بيانه، كما تقدم. وأما من لم يبرز سنده، وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش، كالزمخشري». " شرح التبصرة والتذكرة" للعراقي (1 /312-313).

مسائل وتنبيهات

المسألة الأولى: كيف يعرف الحديث الموضوع؟ أبرز ما كُتب في طرق وقواعد معرفة الحديث الموضوع، كتاب "المنار المنيف" لابن القيم الجوزية. ومن تلك القواعد؛ أن يكون الحديث لا يُشبِهُ كلام النبوة. وأن يكون الحديث مما يُسخَر منه. وأن يكون الحديث مما يذكر مدح من تسمى بمحمد وأحمد وأنه لا يدخل النار. وأن يكون مشتملاً على مجازفات ضد أهل بلد أو شخص كأحاديث ذم الحبشة والسودان أو القول عن محمد بن إدريس - الشافعي - شر من إبليس. وغيرها من القواعد. انظر: "المنار المنيف" لابن القيم الجوزية. المسألة الثانية: أصناف الوضاعين بحسب الحامل لهم على الوضع: 1. الزنادقة الذين وضعوا الحديث استخفافاً بالدين، كالحارث الكذاب الذي ادعى النبوة. 2. أصحاب الأهواء كالخوارج أو الشيعة أو غيرهم. وقد روى ابن أبي حاتم في مقدمة كتابه "الجرح والتعديل" عن أحد التائبين من الخوارج أنه قال: «انظروا عمن تأخذون دينكم، فإنا كنا إذا هوينا أمرًا صيرناه حديثًا». 3. من طغى عليه حب الظهور فوضع الحديث للفت الأنظار إليه، أو وضعوا أسانيد صحيحةلأحاديث ضعيفة، وزعموا السماع ممن لم يسمعوا منهم. "النكت" لابن حجر (ص364). 4. منهم من يفعله تزلفًا وتقربًا للخلفاء مثل غياث بن إبراهيم حيث وضع للمهدي في حديث : لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر، فزاد أو جناح، وكان المهدي إذ ذاك يلعب بالحمام، فتركها بعد ذلك، وأمر بذبحها، وقال: «أنا حملته على ذلك». 5. منهم من يفعله للتكسب وطلب الرزق مثل أبي سعيد المدائني. 6. منهم من يفعل ذلك ديانة وحسبة لترغيب الناس في أفعال الخير، ولهذا قال يحيى بن سعيد القطان: «ما رأيت الصالحين أكذب منهم في الحديث». رواه مسلم. قال العراقي: «يريد بذلك - والله أعلم - المنسوبين للصلاح بغير علم يفرقون به بين ما يجوز لهم ويمتنع عليهم. يدل على ذلك ما رواه ابن عدي والعقيلي بسندهما الصحيح إليه أنه قال: ما رأيت الكذب في أحد أكثر منه فيمن ينسب إلى الخير. أو أراد أن الصالحين عندهم حسن ظن، وسلامة صدر، فيحملون ما سمعوه على الصدق، ولا يهتدون لتمييز الخطأ من الصواب». "شرح التبصرة والتذكرة" (1/310). المسألة الثالثة: مصادر الوضع: الوضاعون للحديث منهم من يضع من نفسه كلامًا وينسبه للنبي ، ومنهم من يضع كلام بعض الحكماء، أو بعض الزهاد، أو بعض الإسرائيليات، فيجعله حديثًا، مثل: «المعدة بيت الداء»، فإنه من كلام الأطباء، ومثل: «حب الدنيا رأس كل خطيئة» فإنه من كلام مالك بن دينار، ومن الوضع ما يقع دون قصد من صاحبه.