البحث

عبارات مقترحة:

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

القوي

كلمة (قوي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من القرب، وهو خلاف...

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...

المجاز

المجاز: استعمال اللفظ في غير ما وضع له، كوصف الرجل الشجاع بالأسد، فإن الأسد وضع للحيوان المفترس، فإذا استعمل في غيره عدّ ذلك مجازًا، والمجاز يجري في المفرد والمركب، والمركب منهما، ويشترط للمصير إليه وجود علاقة بين المعنيين، ويجب المصير إليه في حال تعذر الحقيقة، واختلف العلماء في وقوعه، والصحيح أنه واقع.

التعريف

التعريف لغة

فالمجاز لغة: مصدر جازَ يَجُوزُ مَجَازًا، ويطلق على معنيين: الأول: قطع الشيء، يقال: جُزتُ الموضع أجوزُهُ جَوازاً، وجَوزًا، وجُئُوزًا، ومَجَازًا، وجَازيَةً، أي: سلكته، وسرت فيه، وأَجَزتُهُ: خَلَّفتُهُ وقطعته، والاجتياز: السلوك. انظر: "الصحاح" للجوهري (3/870)، "مقاييس اللغة" لابن فارس (1/494). الثاني: وسط الشيء، فالَجَوز من كُلِّ شَيءٍ وَسَطُهُ، والجمع أَجْواز، ومنه: الجَوزَاءُ، وهي: الشَّاةُ يَبيَضُّ وَسَطُهَا، وتطلق أيضًا على: أحد نجوم السماء، وسُمِّيَت بذلك؛ لِأَنَّهَا تَعتَرِضُ جَوْزَ السَّمَاءِ، أَي وَسَطَهَا، وقيل: سُمِّيَت بِذَلِكَ؛ لِلكَوَاكِبِ الثَّلَاثَةِ الَّتِي فِي وَسَطِهَا. انظر: " الصحاح" للجوهري (3/871)، "مقاييس اللغة" لابن فارس (1/494).

التعريف اصطلاحًا

اللفظ المستعمل في غير موضوعه الأول على وجه يصح. انظر: "شرح مختصر الروضة" للطوفي (1/505)، "مفتاح الوصول" للتلمساني (ص: 471). «اللفظ المستعمل»: يخرج به اللفظ المهمل. «في غير موضوعه الأول»: يخرج به الحقيقة، كاستعمال لفظ الأسد في الرجل الشجاع، فإنه غير موضوع له، بل وضع أولًا للحيوان المفترس. «على وجه يصح»: احتراز من استعماله على وجه لا يصح، وهو ما إذا انتفت شروطه أو بعضها، فلا بد من توفر شروط المجاز حتى يحمل عليه اللفظ.

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

المعنى اللغوي الأقرب للاصطلاحي: هو قطع الشيء، والعلاقة بين المعنيين: التضمن، فالمجاز فيه معنى العبور والانتقال؛ فكما أن الإنسان يجتاز من مكان إلى مكان، كذلك اللفظ يجتاز من معنى إلى معنى. انظر: "ميزان الأصول" للسمرقندي (1/368)، "المحصول" للرازي (1/293).

الأقسام

ينقسم المجاز باعتبار الموضوع له إلى ثلاثة أقسام: الأول: مجاز في الإفراد، كإطلاق لفظ الأسد على الشجاع، والحمار على البليد. الثاني: مجاز في التركيب والإسناد، كقوله تعالى: ﴿فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ﴾ [البقرة: الآية 16] لأن الربح في الحقيقة من صفة التاجر لا من صفة التجارة. الثالث: المركب من الإفراد والتركيب، مثل: «أحياني اكتحالي بطلعتك» فإنه استعمل الإحياء لا في موضوعه الأصلي، ولفظ الاكتحال لا في موضوعه الأصلي، ثم نسب الإحياء إلى الاكتحال مع أنه غير منتسب إليه. انظر: "المحصول" للرازي (1 /321)، "شرح التنقيح" (ص: 45).

الحكم

إذا تعذرت الحقيقة صير إلى المجاز؛ صيانة للكلام عن الإلغاء، وهذا بإجماع الأصوليين. انظر: "أصول السرخسي" (1/199)، "المحصول" للرازي (1/413)، "شرح الكوكب المنير" لابن النجار (3/436)، "نشر البنود" (1/131)، قال البزدوي رحمه الله: «إذا كانت الحقيقة متعذرة أو مهجورة: صير إلى المجاز بالإجماع؛ لعدم المزاحمة». " أصول البزدوي بشرحه كشف الأسرار" (2/87).

مذاهب أهل العلم

اختلف الأصوليون في وقوع المجاز في اللغة على ثلاثة أقوال: القول الأول: وقوع المجاز في اللغة، وهو قول جمهور الأصوليين انظر: "قواطع الأدلة" للسمعاني (1/267)، "شرح الكوكب المنير" لابن النجار (1/191)، "الإبهاج" للسبكي (1/297). القول الثاني: نفي المجاز، وهو منسوب إلى أبي إسحاق الإسفراييني، واختيار ابن تيمية. انظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (7 /88)، وابن القيم. انظر: "مختصر الصواعق المرسلة" اختصار الموصلي (ص: 285). القول الثالث: واقع في اللغة، بخلاف القرآن والسنة، وهو قول بعض الظاهرية. انظر: "البحر المحيط" للزركشي (3 /50). والصحيح الذي عليه العمل هو مذهب الجمهور، واستدلوا لصحة قولهم: أن المجاز ممكن وواقع. أما الإمكان: فلأن فرض وقوعه لا يلزم منه محال لذاته ولا لغيره، وكل ما كان كذلك، فهو ممكن. وأما وقوعه: فما اشتهر من استعمال أهل اللغة من إطلاق لفظ الأسد على الشجاع، والحمار على البليد، والبحر على العالم، وغير ذلك مما لا يحصر. انظر: "شرح مختصر الروضة" للطوفي (1 /533).

أمثلة

1- قال تعالى: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ [يوسف: 82]، والمعنى: اسأل أهل القرية؛ لأن الحقيقة متعذرة هنا، فالقرية لا تُسأل، ومن هنا تعين المجاز. انظر: "نهاية السول" للإسنوي (ص: 129). 2- قال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾ [البقرة: 245] ، القرض له معنيان: حقيقي، وهو: إسلاف المال ونحوه بنية إرجاع مثله، ومجازي، وهو: البذل لأجل الجزاء، والمعنى الحقيقي متعذر؛ فتعين المعنى المجازي. انظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (2/481). 3- قولهم: سال الوادي، الأصل: سال الماء في الوادي، لكن تجوز فيه، والعلاقة: السببية القابلية. انظر: شرح مختصر الروضة" (1 /507).

مسائل وتنبيهات

يشترط للمجاز أن يكون هناك عِلاقة تنقله من المعنى الحقيقي إلى المعنى المجازي، كالشجاعة التي ينتقل الذهن بواسطتها عن الرجل الشجاع إذا أطلقنا عليه لفظ أسد إلى السبع المفترس، إذ لولا هذه العلاقة، وهي صفة الشجاعة، لما صح التجوز. ويشترط أن تكون العلاقة ظاهرة يسرع الفهم إليها عند إطلاق لفظ المجاز، حرصًا على سرعة التفاهم، وحذرًا من إبطائه، لأن ذلك عكس مقصود الواضع. انظر: "شرح مختصر الروضة" للطوفي (1 /505)، "بيان المختصر" للأصفهاني (1 /186).