البحث

عبارات مقترحة:

الواحد

كلمة (الواحد) في اللغة لها معنيان، أحدهما: أول العدد، والثاني:...

الحي

كلمة (الحَيِّ) في اللغة صفةٌ مشبَّهة للموصوف بالحياة، وهي ضد...

العلي

كلمة العليّ في اللغة هي صفة مشبهة من العلوّ، والصفة المشبهة تدل...

اليمين الغموس

عظّمَ اللهُ نفسَه، وأمرَ خلقَه بذلك، ومن التّعظيم ألّا يقسمَ به إلّا لأمرٍ عظيم، فكان من الكبائر أن يقسمِ الإنسانُ بالله كذبًا وزورًا وبُهتانًا، فتؤدي هذه اليمين إلى الكذب وإلى أعظم من ذلك، وهو الانتقاص من الإله، لذلك سُمّيت غموسًا لأنّها تغمس صاحبها في الإثم.

التعريف

التعريف اصطلاحًا

هي اليمين الكاذبة الفاجرة يقتطع بها الحالف مال غيره، وسُمّيت غموسًا لأنّها تغمس صاحبها في الإثم، ثم في النار. "الذخائر" للسفاريني (ص 227)، و"المطلع" للبعلي (ص338)، و"الزواجر" لابن حجر الهيتمي(2 /303).

الأدلة

القرآن الكريم

اليمين الغموس في القرآن الكريم
ذكرَ الله في كتابه عقوبةً شديدة للذين يشترون بالأيمان ثمنًا قليلًا فقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)﴾. [آل عمران: 77].

السنة النبوية

اليمين الغموس في السنة النبوية
يعدُّ اليمين الغموس من الكبائر بصريح الحديث: عن عبدالله بن عمرو: «الكَبائِرُ : الإشْراكُ باللَّهِ ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، - أوْ قالَ: - اليَمِينُ الغَمُوسُ. شَكَّ شُعْبَةُ وقالَ مُعاذٌ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، قالَ: الكَبائِرُ : الإشْراكُ باللَّهِ ، واليَمِينُ الغَمُوسُ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، أوْ قالَ: وقَتْلُ النَّفْسِ». أخرجه البخاري (6870) ولعظيم ذنب الذي يحلف كذبًا فإنَّ الله لا ينظر إليه ولا يكلّمه: عن أبي ذر الغفاري: «ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ : المَنّانُ الذي لا يُعْطِي شيئًا إلَّا مَنَّهُ، والْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ الفاجِرِ، والْمُسْبِلُ إزارَهُ. وفي رواية: ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ، ولا يَنْظُرُ إليهِم، ولا يُزَكِّيهِمْ، ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ». أخرجه مسلم (106) والحالف كذبًا استحقَّ غضبَ الله عليه: عن عبدالله بن مسعود: «مَن حَلَفَ على مالِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بغيرِ حَقِّهِ، لَقِيَ اللَّهَ وَهو عليه غَضْبانُ، قالَ عبدُ اللهِ: ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنا رَسُولُ اللهِ مِصْداقَهُ مِن كِتابِ اللهِ: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ [آل عمران: 77] إلى آخِرِ الآيَةِ». أخرجه مسلم (138)

الأضرار والمفاسد

1. اليمين الغموس تُذهِب المال، وهي سبب للفقر: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه أَنّ النَّبِيَّ قَالَ: «الْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ تُذْهِبُ الْمَالَ أَوْ تَذْهَبُ بِالْمَالِ» أخرجه البزار (‏922) 2- تورثُ اليمين الغموس الظُّلمة في قلب صاحبها: عن عبدالله بن أنيس: «إنَّ من أَكبرِ الكبائرِ الشِّرْكُ باللَّهِ ، وعقوقُ الوالدَين، واليمينُ الغَموسُ، وما حلفَ حالفٌ باللَّهِ يمينَ صبرٍ ، فأدخلَ فيها مثلَ جَناحِ بعوضةٍ إلّا جعلت نُكتةً في قلبِهِ إلى يومِ القيامةِ» أخرجه الترمذي (3020). اليمين التي لزمت صاحبها قضاء، فحبس عليها حتى يؤدِّيَها. 3- عذابُها مُعجّلٌ في الدّنيا: عن أبي هريرة: «ليس شيءٌ أعجلَ عِقابًا من البَغيِ وقطيعةِ الرَّحمِ واليمينِ الفاجرةِ تدَعُ الديارَ بَلاقِعَ» أخرجه البيهقي (20364) وقد ضربت العرب مثلًا في ذلك فقالت: «اليَمِين الغَمُوسُ تَدَعُ الدَّارَ بلاَقِعَ»، والبْلْقَع: المكان الخالي. 4. لا كفارة فيها: لما روي عن ابن مسعود أنه قال: «كنا نعد اليمين التي لا كفارة فيها اليمين الغموس». ولأن اليمين الغموس من الكبائر بدليل قوله : «الكبائرُ: الإشراكُ بالله، وعقوقُ الوالدين، وقتلُ النفس، واليمينُ الغموس». أخرجه البخاري (6298). والكبيرة لا تمحوها الكفارة. انظر، "الممتع في شرح المقنع " لابن المُنجّى (4 /432)، "مجمع الأمثال " للميداني (2 /425)، " النهاية في غريب الحديث والأثر " لابن الأثير (3/8).

وسائل الاجتناب

1. أن يستحضرَ المرءُ خُطورةَ هذا اليمين، وأنّه من الكبائر التي لا كفارة لها، فيستحقُّ صاحبها أن يُغمسَ في النّار. 2. تعظيمُ اللهُ عزَّ وجلَّ في القلب، حتّى لا يجعلَ الإنسانُ اللهَ عزَّ وجلَّ عُرضةً لإيمانه، فمن عظّمَ الله عظّم الحلف به. 3. تجنّب اليمين بالله حتى في صدقٍ، إلّا لعظائم الأمور، فإنَّ التّهاون في القَسَم يُفضي إلى الكذب به. 4- الاستثناء في اليمين هو أن يقول: والله! إن شاء الله، أي: أنه يضيف ذلك إلى مشيئة الله؛ لأنه إذا قال: إن شاء الله فإن الأمر واسع، ولا يعتبر حانثًا؛ لأنَّ الذي يقع هو الذي شاءه الله إما هذا وإما هذا، فإذا قال الإنسان في حلفه: والله إن شاء الله لأفعلن كذا وكذا ولم يفعل، فليس عليه كفارة ولا يعتبر حانثًا؛ لأنه أضاف ذلك إلى مشيئة الله، وذلك لحديث عن عبدالله بن عمر: «مَن حلَف على يَمينٍ فقال : إنْ شاء اللهُ ، فقد استثنى». أخرجه أبو داود (3261).

مسائل متعلقة

الكفارة في اليمين الغموس

اختلف الفقهاء في وجوب الكفارة في اليمين الغموس على قولين: القول الأول: عدم وجوب الكفارة في اليمين الغموس. وإليه ذهب جمهور الفقهاء: الحنفية، والمالكية، والحنابلة، وهو قول سفيان الثوري وأهل العراق، وأبي ثور، وأبي عبيد وإسحاق وأصحاب الحديث والأوزاعي ومن وافقه من أهل الشام. القول الثاني: وجوب الكفارة في اليمين الغموس. وإليه ذهب الشافعية والحكم وعطاء ومعمر. انظر: "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" لابن رشد (1 /349)، "البحر الرائق " لابن نُجيم (4 /301- 304)، "روضة الطالبين " للنووي(11 /3)، "فتح الباري " لابن حجر (11 /566).