البحث

عبارات مقترحة:

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

السحر

إن السحر والتعامل به من أعظم المحرمات وأشد الموبقات، وله آثار خطيرة دينية ودنيوية على الفرد والمجتمع. يقول الله في محكم كتابه: ﴿ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ﴾ [البقرة:102]، يسهم الجهل في أحكام الدين في تعزيز اللجوء لهذه الكبيرة الخطيرة، لاعتقاد مستخدمها بأنها تفيده من دون الله، ول قد شرع الله سبحانه لعباده ما يتقون به شر السحر قبل وقوعه، وأوضح لهم سبحانه ما يعالج به بعد وقوعه رحمة منه لهم، وإحساناً منه إليهم، وإتماماً لنعمته عليهم.

التعريف

التعريف لغة

«السحر هو التمويه وتخيل الشيء بخلاف حقيقته، مع إرادة تجوُّزه على من يقصده به، وسواء كان ذلك في سرعة أو في بطء». انظر "معجم الفروق اللغوية" للعسكري (ص 272). و قال ابن منظور: «والسحر: الفساد. وطعام مسحور: إذا أُفسد عمله، وقيل طعام مسحور مفسود». "لسان العرب" لابن منظور(349/4).

التعريف اصطلاحًا

قال الفخر الرازي: «لفظ السحر في عرف الشرع يختص بكل أمر يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع». "مفاتيح الغيب" للرازي(619/3). وقال المناوي: «السحر يقال على معان، الأول: تخيلات لا حقيقة لها نحو ما يفعله المشعوذة. الثاني: استجلاب معاونة الشيطان بضرب من التقرب إليه، الثالث: ما يغير الصور والطبائع كجعل الإنسان حمارا، ولا حقيقة له عند المحصلين». "التوقيف على مهمات التعريف" للمناوي(ص191). وقال ابن حمدان: «والسحر ثابت موجود له حقيقة». "نهاية المبتدئين" (ص58).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

المعنى الاصطلاحي واللغوي متفقان ويدوران حول الخفاء والتمويه.

الفروق

الفرق بين السحر و السحر والمعجزة والكرامة

قال المازري: «والفرق بين السحر والمعجزة والكرامة: أن السحر يكون بمعاناة أقوال وأفعال؛ حتى يتم للساحر ما يريد، والكرامة لا تحتاج إلى ذلك، بل تقع غالبًا اتفاقًا، أما المعجزة، فتمتاز عن الكرامة بالتحدي». " فتح الباري" لابن حجر(10/223). قال الحافظ ابن حجر: «ونقل إمام الحرمين الإجماع على أن السحر لا يَظهَر إلا من فاسق، وأن الكرامة لا تظهر على فاسق. وقال الحافظ : وينبغي أن يُعتَبَر بحال من يقع الخارق منه، فإن كان متمسِّكًا بالشريعة، مجتنبًا للموبقات، فالذي يظهر على يده من الخوارق كرامةٌ، وإلا فهو سِحر؛ لأنه ينشأ عن أحد أنواعه، كإعانة الشياطين». "فتح الباري" لابن حجر(10/223).

الأدلة

القرآن الكريم

السحر في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 102] قال تعالى: ﴿قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾ [الأعراف: 11]. قال تعالى: ﴿قَالَ مُوسَىٰ أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ ۖ أَسِحْرٌ هَٰذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ﴾ [يونس: 77]. قال تعالى: ﴿وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى﴾[طه: 69].

السنة النبوية

السحر في السنة النبوية
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «اجتنبوا السّبع الموبقات، قيل: يا رسول الله، وما هنّ؟ قال: «الشّرك بالله، والسّحر، وقتل النّفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ، وأكل مال اليتيم، وأكل الرّبا، والتّولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات». أخرجه البخاري(5764)، ومسلم(89). عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: «من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد». أخرجه ا لترمذي (135). وعن سعد قال: سمعت رسول الله : «من تصبح سبع تمرات عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر». أخرجه البخاري (5769). وعن عمران بن حصين قال: قال ر سول الله : «ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن عقد عقدة أو قال عقد عقدة ومن أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد .» أخرجه البخاري (5769). وعن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: «سُحر النبي حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي، دعا الله ودعاه، ثم قال: أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: جاءني رجلان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق، قال: فيما ذا؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان قال: فذهب النبي في أناس من أصحابه إلى البئر، فنظر إليها وعليها نخل، ثم رجع إلى عائشة فقال: والله لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين قلت: يا رسول الله أفأخرجته؟ قال: لا، أما أنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيت أن أثور على الناس منه شرا وأمر بها فدفنت». أخرجه البخاري (5763). عن بعض أزواج النبي عن النبي : «مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً». أخرجه مسلم (2230). عن عامر بن سعد عن أبيه- رضي الله عنه- قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «من اصطبح كلّ يوم تمرات عجوة لم يضرّه سمّ ولا سحر ذلك اليوم إلى اللّيل» وقال غيره: سبع تمرات». أخرجه البخاري (5768)، ومسلم (2047).

الإجماع

قال النووي: «وَيَحْرُمُ فِعْلُ السِّحْرُ بِالْإِجْمَاعِ، وَمَنِ اعْتَقَدَ إِبَاحَتَهُ فَهُوَ كَافِرٌ». "روضة الطالبين" للنووي(346/9).

أقوال أهل العلم

«أنّ حفصة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قتلت جارية لها سحرتها» ابن قُدَامَة عبد الرحمن بن سعد بن زرارة
«السّاحر لا يصدر منه الخير، ولا يستعمل في أسباب الخير» ابن قُدَامَة ابن خلدون
«إن اعتقد ما يوجب الكفر مثل التقرب إلى الكواكب السبعة، وأنها تفعل ما يلتمسه منها، أو اعتقد حل السحر كفر، لأن القرآن نطق بتحريمه، وثبت بالنقل المتواتر، والإجماع عليه، وإن لم يعتقد ذلك فسِّق ولم يكفر». المَرْداوي الشافعي
«السحر عزائمُ ورقًى وعُقَدٌ، يؤثِّر في القلب والأبدان، فيُمْرِض، ويَقتُل، ويُفرِّق بين المرء وزوجه، قال تعالى: ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ﴾ [البقرة: 102]» الإِمَام الشَّافِعي "الكافي" لابن قدامة(64/4).
ومَنْ أَظْهَرَ الإسلامَ والكُفْرُ باطنٌ*****فذلكَ زِنديقٌ مَتَى تابَ فَارْدُدِ كذا حُكْمُ مَنْ قدْ كَفَّرُوهُ بسِحْرِهِ*****ومَنْ يَتَكَرَّرْ كُفْرُهُ بعدَ أنْ هُدِي "الألفية في الآداب الشرعية" (ص69).

العقوبة

أولاً: قتل الساحر على قولين: - القول الأول: وهو ما ذهب إليه جمهور أهل السنة من الصحابة والتابعين وفقهاء الأمصار ورواية عن الإمام الشافعي أنه متى ما ثبتت جريمة السحر بحق إنسان بإقرار أو بيّنه وجب قتله مطلقاً من غير استتابة إلا أن يأتي تائباً قبل أن يقدر عليه. «حدُّ الساحرِ ضربةٌ بالسيفِ. أخرجه الترمذي(1460). قال ابن قدامة: «وحَدُّ الساحر القتل، رُوِيَ ذلك عن عمر، وعثمان بن عفان، وابن عمر، وحفصة، وجُندُب بن عبدالله، وجندب بن كعب، وقيس بن سعد، وعمر بن عبدالعزيز، وهو قول أبي حنيفة، ومالك». "المغني" (30/9). القول الثاني: وهو مذهب الإمام الشافعي وابن المنذر وراية عن الإمام أحمد، أن الساحر إذا عمل بسحره ما يبلغ الكفر وجب قتله كفراً بعد الاستتابة أما إذا لم يبلغ الكفر وقتل نفساً قتل قصاصاً. وما سوى ذلك يعزر. ثانياً: من أتى عرافا لم تقبل له صلاة أربعين يوما: عن بعض أزواج النبي عن النبي : «مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً». أخرجه مسلم (2230).

الأضرار والمفاسد

الأضرار الدينية: - «البعد عن دين الله عز وجل وعن العقيدة الصحيحة وعن الرضا بقضاء الله وقدره فالسّحر شرك بالله وكفر به.﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾[البقرة: 102]. . - ترك الملاذ الحقّ الذي يجب اللجوء إليه - وهو ربُّ العباد - واللجوء إلى الشياطين وعبيدهم. - الذي يذهب للسحرة والكهان ضعيف التوكل واليقين بالله رب العالمين. - انتشار الشركيات، وتقديم الذبائح والقرابين باسم الشياطين والآلهة التي تعبد من دون الله. - كثرة الوساوس في حياة المسحور، في العبادات والعادات. الأضرار الصحية: - الإضرار بالنساء الحوامل، وإسقاط الأجنَّة، ومنع الحمل. - اضطرابات نفسية وعصبية تؤثر على تصرفات المريض. -تراجع النشاط والخمول الدائم أو المتقطع في أنحاء الجسم. - زيادة الهموم والغموم، والحيرة والقلق والمعاناة. الآثار الاجتماعية: - «هدم البيوت والمباعدة بين الأزواج، وما يسمى بسحر التفريق، وهذا السحر قد يكون للزوجة أو الزوج، قال تعالى: ﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 102]. • منع الزواج أو تعقيد أمور الراغبين فيه. • العنف الأسري في الأسر المسحورة، فقد يؤدي السحر إلى ضرب الزوجة والأبناء، وإلى ظهور العداوة الأسرية وازدياد الشكوك والمشكلات بين الأزواج، بالإضافة إلى الكآبة والحزن بين أفراد الأسرة. • السحر يزرع الشكوك بين المسلمين، ويدعو إلى الانتقام بكل وسيلة متاحة، وبالذات إذا - عرف المسحور من سحره، وبالتالي قد يصل إلى الجرائم والقتل. فيه هلاك للسّاحر وضرر بالمسحور». انظر: "الحذر من السحر" للجريسي (ص128)، "عالم السحر والشعوذة" د. عمر سليمان الأشقر (ص 199- 207)، "الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة " أسامة المعاني (ص 184 - 186)، "نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم" عدد من المختصين (4601/10).

وسائل الاجتناب

تحقيق الإخلاص في توحيد الله سبحانه: ويكون ذلك باليقين الجازم بعظمة الله عزّ وجلّ وقَدْره حقَّ قدره، وإفراده سبحانه بالعبادة، والاعتقاد بأنْ لا استحقاق في شيء منها لأحد غيره، وذلك بتوحيد الله في ربوبيته وإلهيته وأسمائه الحسنى وصفاته العُلى، وهو درع حصين وسلاح مكين لا يمكن لمخلوق أن يتسلل منه، أو يقارب حِماه. "الحذر من السحر" للجريسي(ص236). التحصن بالأذكار الشرعية والدعوات والتعوذات المأثورة، ومن ذلك قراءة آية الكرسي."حكم السحر والكهانة وما يتعلق بها" لابن باز (ص11). الاستعاذة بالله، وقد أرشدنا القرآن إلى الاستعاذة في غير موضع من كتابه قال تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ﴾. [فصلت: 36]. تقوى الله وحفظه عند أمر الله ونهيه، فمن اتّقى الله تولّى الله حفظه ولم يكله إلى غيره، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً﴾ [الطلاق: 2]. التّوكّل على الله والاعتماد عليه، فمن توكّل على الله فهو حسبه. تجريد التّوبة إلى الله من الذّنوب الّتي سلّطت عليه أعداءه؛ فإنّ الله تعالى يقول: ﴿وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ [الشورى: 30]. الصّدقة والإحسان؛ فإنّ لذلك تأثيرا عجيبا في دفع البلاء والسّحر والحسد. الإكثار من قراءة القرآن والأدعية المأثورة. استخراج السّحر وإبطاله، وهذه من طرق علاج السّحر بعد وقوعه. استعمال الأدوية المباحة شرعًا والّتي يعرفها الأطبّاء وأهل العلم. انظر: "عالم السحر والشعوذة" د. عمر سليمان الأشقر (ص 199- 207).

مسائل متعلقة

ما جاء في تكفير الساحر

قال الإمام الشافعي: «والسحر اسم جامع لمعان مختلفة، فيقال للساحر صف السحر الذي تسحر به، فإن كان ما يسحر به كلام كفر صريح استتيب منه، فإن تاب وإلا قتل وأخذ ماله فيئاً، وإن كان ما يسحر به كلاماً لا يكون كفراً، وكان غير معروف ولم يضر به أحد نهي عنه، فإن عاد عزر، وإن كان يعمل عملاً إذا عمله قُتِل المعمول به، وقال عمدت قتله، قتل به قوداً، إلا أن يشاء أولياؤه أن يأخذوا ديته...». انظر "كتاب الأم" (1 /391، 392). وقال ابن قدامة: «إن تعلُّمَ السحر وتعليمَه حرام لا نعلم فيه خلافاً بين أهل العلم، قال أصحابنا: ويكفر الساحر بتعلمه وفعله سواء اعتقد تحريمه أو إباحته، وروي عن الإمام أحمد ما يدل على أنه لا يكفر». انظر " المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة" (2/60، 69، 101 – 107). وقال ابن حمدان: «والسحر ثابت موجود له حقيقة، لكنه حرام، يكفر معلمه ومُتعلِّمُه في الأصح». "نهاية المبتدئين" (ص58). وقال أبو حيان: «وأما حكم السحر فما كان منه يعظم به غير الله من الكواكب والشياطين وإضافة ما يحدثه الله إليها فهو كفر إجماعاً، لا يحل تعليمه ولا العمل به، وكذا ما قصد بتعمله سفك الدماء والتفريق بين الزوجين والأصدقاء وأما اذا كان لا يعلم منه شيئاً من ذلك بل يحتمل فالظاهر أنه لا يحل تعلمه والعمل به». و قال الشنقيطي: «التحقيق في هذه المسألة هو التفصيل، فإن كان السحر مما يعظم فيه غير الله كالكواكب والجن وغير ذلك مما يؤدي إلى الكفر فهو كفر بلا نزاع، ومن هذا النوع سحر هاروت وماروت المذكور في سورة البقرة فإنه كفر بلا نزاع، كما دل عليه قوله تعالى: ﴿ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ [البقرة: 102] , وإن كان السحر لا يقتضي الكفر كالاستعانة بخواص بعض الأشياء من دهانات وغيرها، فهو حرام حرمة شديدة، ولكنه لا يبلغ بصاحبه الكفر» انظر كتاب "أضواء البيان" (4 /456).

المواد الدعوية