البحث

عبارات مقترحة:

الفتاح

كلمة (الفتّاح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من الفعل...

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

القادر

كلمة (القادر) في اللغة اسم فاعل من القدرة، أو من التقدير، واسم...

الدياثة

الديوث هو الذي يقبل الفحش في أهله ونسائه، فمن تلبّس بهذه الصفة انحطَّت مرتبته لتصبح أقل من البهائم، كما أن هذه الصفة تجلب غضب الله، وتدخله في زمرة المطرودين من رحمته، فضلاً عن ذلة من تلبّس بها بين الناس، فالواجب على المؤمن أن يحصن غيرته بكل سبيل، ويحفظ أهله من كل قبيح، فالغيرة باب حفظ العرض، فإن سقطت انصدع الجدار الذي يحمي عرضه وشرفه.

التعريف

التعريف لغة

الدّياثةُ: الالتواءُ في اللّسان. والدّيُوثُ: الذي لا يغار على أهله. وأصل الدّياثة: التّذليل، يُقال: ديث البعير، أي: ذلّـلهُ، وطريقٌ مُديثٌ، أي: مُذلّلٌ. وتأتي الدّياثةُ بمعنى التّسهيل والتّليين، تقُول: داث الشّيءُ، ديثاً، أي: لان وسهُل، ومنه سُمي الذي لا يغار على أهله ديُوثاً؛ لأنّهُ لين نفسهُ، وسهّل عليها ذلك. "العين" للخليل (8 /5)، "المحكم والمحيط الأعظم" لابن سيده (9 /392).

التعريف اصطلاحًا

الديوث: عدمُ غَيرَة الرجل على أهله ومحارمه، والدَّيوث: هو الذي يقر الخبث في أهله، أي: يستحسنه على أهله. "الزواجر عن اقتراف الكبائر" للهيتمي، " الكبائر " للذهبي (ص137).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

أصل الدياثة في اللغة الالتواء، ومن هذا الأصل أخذ معنى الدياثة في الاصطلاح، فالديوث قد مال عن فطرته السوية، إلى الشذوذ الذي أدّى به إلى قبول الرذيلة في أهله.

الأدلة

السنة النبوية

الدياثة في السنة النبوية
1- حرم الله الجنة على الديوث فعن عمار بن ياسر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم : «ثلاثةٌ لا يدخلون الجنَّةَ: الدَّيُّوثُ، والرَّجِلَةُ من النِّساءِ، ومُدمنُ الخمرِ قالوا يا رسولَ اللهِ ! أما مدمنُ الخمرِ فقد عرفْناه، فما الدَّيُّوثُ؟ قال: الذي لا يُبالي من دخل على أهلِه قلنا: فما الرَّجِلَةُ من النساءِ؟ قال: التي تشبَّه بالرجالِ». أخرجه البيهقي (10800). 2-والدياثة سببٌ في المنع من رحمة الله فعن عبدالله بن عمرو: «ثلاثةٌ قد حرم اللهُ عليهم الجنةَ مدمنُ الخمرِ، والعاقُّ، والديوثُ الذي يُقرُّ على أهلِه الخبثَ». أخرجه النسائي (2562)

أقوال أهل العلم

ولا يوجد ديّوث قوّاد إلّا وهو زانٍ، لأنّه إن لم يكن معه إيمان يكره به زنا غيره بزوجته كيف يكون معه إيمان يمنعه من الزّنا؟ ابن تَيْمِيَّة مجموع الفتاوى (15 /318- 320).
إن من ثمرة الحمية الضعيفة قلة الأنفة من التعرض للحرم والزوجة والأمة، واحتمال الذل من الأخساء، وصغر النفس، والقماءة، وقد يثمر عدم الغيرة على الحريم، فإذا كان الأمر كذلك اختلطت الأنساب، ولذلك قيل: كل أمة ضعفت الغيرة في رجالها ضعفت الصيانة في نسائها، فإنه قد خلقت الغيرة لحفظ الأنساب- فعلى هذا- كل أمة فقدت الغيرة في رجالها فقدت الصيانة في نسائها. الغَزالي إحياء علوم الدين (3 /168)
من كان يظن بأهله الفاحشة ويتغافل لمحبته فيها، أو أن لها عليه دينًا وهو عاجز، أو صَداقًا ثقيلًا، أو له أطفال صغار، ولا خير فيمن لا غيرة له، يعني فمن كان هكذا: فهو الديوث. الذَّهَبي " الكبائر " للذهبي(137)

الأضرار والمفاسد

الدياثة من الصفات الخبيثة التي تنشر السوء بين الناس فمن مضارها: 1- تؤدّي هذه الصّفة الذّميمة إلى مفاسد اجتماعيّة خطيرة، فمن ذلك اختلاط الأنساب، وانتشار الأوبئة والأمراض الجنسية الخبيثة، والدياثة باب كل شر فمن رضي لنفسه أخبث الصفات والأخلاق رضي من سيئها ما هو دونها، وهذا يؤدي إلى انتشار الأخلاق الرذيلة التي تهدم المجتمع وتقلبه رأساً على عقب. 2- فيها مخالفة للفطرة الإنسانيّة السّليمة، فإن النفس الإنسانية السوية تأبى هذه الصفة، بل حتى أكثر الحيوانات التي لا عقل لها تأبى هذا. 3- تجلب غضب الله وسخط رسوله صلّى الله عليه وسلّم، ومن غضب عليه الله فقد حلّ به عقاب الدنيا والآخرة، فمن له ينصره من غضب الله؟ 4- كبيرة من الكبائر الّتي نهى عنها ديننا الحنيف، والمؤمن يأبى أن يدخل في جملة مرتكبي الكبائر. 5- لا خير فيمن لا يغار على أهله، وهو من أخبث الناس، وأكثرهم دناءةً، بل إن من لا يغار على أهله فقد فارق طبيعة البشر، والتحق بزمرةِ البهائم كالخنازير، بل إن بعض الحيوانات التي لا عقل فيها تكون في مرتبةٍ أشرف منه، إذ إن من أجناس الحيوانات من له غيرة شرسة. 6- الدّيّوث لا قيمة له في المجتمع الصّالح، ولا يأخذ له قيمة، فهو يسقط من عين أهله أولاً قبل أي شيء، وتذهب هيبته من القلوب، ويصير مثار السخرية بين الناس، ومضرب المثل في السوء. انظر " نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم" لمجموعة من المؤلفين (10 /4501).

وسائل الاجتناب

1- معرفة ما لهذه الكبيرة من أخطار أخرويّة فقد صحَّ في الحديث لا يدخل الجنّة ديوث. كما عند النسائي (2562). 2- استحضار المضار التي تجلبها الدياثة على المجتمع، ابتداءً من الديوث نفسه فهو مرفوض من قبل أصحاب النفوس القويمة، ثم يفسد بهذا أهله والنّاس. 3- مصاحبة الأخيار والبعد عن الأشرار، فإنَّ أصدقاء السوء ينمّون الطّبائع الرّذيلة في النّفس. 4- القراءة في أخبار السّلف وأخلاق العرب في غيرتهم على نسائهم، ممّا يحرّك بواعث الغيرة على الأعراض. وسبب ضعف الغيرة وانعدامها: كثرة ملابسة الذنوب، يقول العلماء: وكلما اشتدت ملابسة المرء للذنوب، أخرجت من نفسه الغيرة على نفسه وأهله وعموم الناس، وقد تضعف جدًا حتى لا يستقبح بعد ذلك قبيحًا، لا من نفسه ولا من غيره، وإذا وصل إلى هذا الحد، فقد دخل في باب الهلاك. ومن الدياثة ما يكون بسبب البدعة والخرافة، وقد جاء في كتاب "كنوز السعادة الأبدية" (ص237-238) قال: «وقد ذكروا أن الحبيب أحمد بن عيسى الهدار كان إذا رأى امرأة في الطريق قبصها في ثديها والحكمة في ذلك أنه يخرج شهوة الزنا منها، فقال بعض السادة لزوجته: إن سمحتي لعمي أحمد يقبص ثديك فعلت بك وفعلت، فلما كانت في تلك الطريق فإذا الحبيب أحمد واصل إليها، فأسرعت المشي، وخبَّت خوفًا من الحبيب أحمد ومن زوجها، فخَبَّ الحبيب أحمد وراءَها، وقال لها: مالك عذر من قبصة عمك أحمد وإن خبَّيتِي، فلحقها وقبصها في ثديها وزوجها ينظر وقال لها: تأتي بسبعة أولاد كلهم يركبون الخيل على رغم أنف زوجك، فقال زوجها: إذا كان هكذا فلا بأس». فانظر إلى الخرافة كيف تفعل بأصحابها، فتخرجهم عن مقتضى الحمية الفطرية، والغيرة الشرعية، إلى الانحلال والإباحية.