البحث

عبارات مقترحة:

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

القاهر

كلمة (القاهر) في اللغة اسم فاعل من القهر، ومعناه الإجبار،...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

الحكم بغير الحق

عظَّمَ الإسلامُ شأنَ الحُقوق سواءٌ تعلّقت بالله أم بالعبد، لذا جعل الإسلام الحكم بغير الحق من الكبائر، ويجبُ أن لا يقدم عليه إلّا من كان له علمٌ كافٍ وتقوى تحصّنه، فإنَّ المغنم بالمغرم، فما للقاضي أجرٌ عظيم فعليه وزرٌ عظيم.

التعريف

التعريف اصطلاحًا

القضاء بخلاف الحق في حق الله تَعَالَى، أو حق العبد، إما عن خطأ، أو عن عمد. انظر : حاشية ابن عابدين (5 /418)، الإنصاف للمرداوي (11 /230).

الأدلة

القرآن الكريم

الحكم بغير الحق في القرآن الكريم
1- وصف الله تعالى من حكم بغير حكمه الذي أنزله بأكثر من وصف تغليظاً لهذا فقال تعالى : ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة : 44] 2- وقال : ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [المائدة: 45] 3-و قال : ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: 47] 4- وجعل الله الحكم بغير ما أذن به افتراءً عليه تعالى فقال: ﴿ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾ [يونس: 59] 5-وجعل الله تعالى تحكيم ما أنزله من شروط الإيمان فقال : ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: 65] 6- و قال: ﴿ وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ﴾ [المائدة: 43] 7-وجعل الله تعالى حكمه الحكم الذي ليس بعده حكم ولا معقب عليه فقال : ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [الرعد: 41]

السنة النبوية

الحكم بغير الحق في السنة النبوية
1-القضاء بين الناس فتنةٌ من الفتن من قام بها على حقها نجى وإلا كان من الهالكين ف عن عبدالله بن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : «القضاةُ ثلاثةٌ واحدٌ ناجٍ واثنانِ في النارِ قاضٍ قضى بالهوى فهوَ في النارِ وقاضٍ قَضى بغيرِ عِلْمٍ فهوَ في النارِ وقاضٍ قَضى بالحقِّ فهوَ في الجنَّةِ». " المعجم الأوسط "(4 /145). 5- وشَبَّه الرسول الولايةَ بالموت المُؤلِم حيث شبهه بالذبح بغير سكين ف عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «مَن ولِيَ القضاءَ فقَدْ ذبحَ بغيرِ سِكِّينٍ». أخرجه أبو داود (3571). قال الخطابي: «معناه أن الذبح بالسكين يحصل به راحة الذبيحة بتعجيل إزهاق روحها، فإذا ذبحت بغير سكين كان فيه تعذيبٌ لها». "الزواجر" (2 /307). 6-وكان الصحابةُ وهم من خيار الناس، وأكثرهم تقوى يأبَون ولاية القضاء، ف عن عبدالله بن عمر: أنَّ عثمانَ بنَ عفّانَ قال لابنِ عمرَ: اذهَبْ فكُنْ قاضيًا قال: «أوَتُعفيني يا أميرَ المؤمنينَ قال: اذهَبْ فاقضِ بيْنَ النّاسِ. قال: تُعفيني يا أميرَ المؤمنينَ. قال: عزَمْتُ عليك إلّا ذهَبْتَ فقضَيْتَ قال: لا تعجَلْ سمِعْتُ رسولَ اللهِ يقولُ: مَن عاذ باللهِ فقد عاذ مَعاذًا»؟ قال: نَعم. قال: فإنِّي أعوذُ باللهِ أنْ أكونَ قاضيًا. قال: وما يمنَعُك وقد كان أبوك يقضي؟ قال: لأنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ يقولُ: «مَن كان قاضيًا فقضى بالجهلِ كان مِن أهلِ النّارِ، ومَن كان قاضيًا فقضى بالجَوْرِ كان مِن أهلِ النّارِ، ومَن كان قاضيًا عالِمًا يقضي بحقٍّ أو بعدلٍ سأَل التَّفلُّتَ كَفافًا، فما أرجو منه بعدَ ذا؟». أخرجه ابن حبان (5056). 7-وقد نبه الرسول على ثقل الأمانة التي يتوَلاها من ولي القضاء حتى من قام بحقها ف عن عائشة أم المؤمنين: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «لَيأتينَّ على القاضي العدلِ يومٌ يتمنى أنه لم يقضِ بين اثنينِ في تمرةٍ». أخرجه أحمد (24464).

الإجماع

واتفق أهل العلم جميعًا على أن الواجب على كل حاكم رفع إليه حكم - قد خالف الكتاب والسنة والاتفاق - أن يبطله ولا يجيزه. "الإقناع في مسائل الإجماع " (2 /146). وفي هذا دليل على بطلان الحكم بغير الحق.

أقوال أهل العلم

قال العلامة الزمخشري: عن هذه الآية: ﴿ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾ [يونس: 59]. كفى بهذه الآية زاجرة زجرًا بليغًا عن التجوّز فيما سئل عن الأحكام، وباعثه على وجوب الاحتياط فيها، وأن لا يقول أحد بشيء جائزًا إلا بعد إتقان وإيقان، ومن لم يوقن فليتق الله و ليصمت، وإلا فهو مفتر على الله. الزَّمَخْشَرِي "الكشاف" للزمخشري (354/2)
قال الإمام أحمد : لا يجب أن يجيب [أي المفتي ] في كل ما يستفتى فيه. و كان ينكر على من يهجم على الجواب (الإفتاء). الإمام ابن حَنْبَل "الذخائر في شرح منظومة الكبائر " (312)
أول من يدعى يوم القيامة إلى الحساب القضاة. محمَّد بن واسِع " الزواجر " (2 /310).
«لو خيرت بين القضاء، وضرب عُنُقي لاخترتُ ضرب عُنُقي، ولم أختر القضاء». مَكْحُول البَيْرُوتي " الزواجر " (2 /310).
إني وجدت أعلم الناس أشدهم هرباً منه [أي: القضاء ]، ودعا مالك بن المنذر محمد بن واسع ليجعله على قضاء البصرة، فأبى فعاوده وقال لتجلس وإلا جلدتك، فقال إن تفعل فأنت سلطان، وإن ذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة. أَيُّوب السَّخْتِياني "الزواجر " (2 /310).
قيل لسفيان الثوري: إن شريحًا قد استُقضِي، فقال: «أي رجل قد أفسدوه». سُفْيان الثَّوري "الزواجر " (2 /310).

الأضرار والمفاسد

1- القاضي إذا حكم بغير علم، أو تهاون في استنباطه للحكم أو تحريره فقد استحق دخول النار، بسبب مجازفته في أحكام الجبار، كما قال الله تعالى: ﴿ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾ [ يونس: 59] 2- فساد العقيدة. 3- انتشار الآراء الفاسدة التي تفسد الدين والدنيا. 4- هدم دار المسلمين من الداخل. انظر "فتح الرحمن " (1 /392)، " الذخائر لشرح منظومة الكبائر " (311).

وسائل الاجتناب

1- العلم بأخطار ومفاسد الحكم بغير الحقّ، وما أعدّه الله من عذابٍ وعقوبة. 2- أن لا يطلب القضاء، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي قال: «مَنْ طَلَبَ القَضاءَ واسْتَعانَ عَلَيْهِ وُكِلَ إِلَيْهِ، وَمَنْ لَمْ يَطْلُبْهُ وَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَيْهِ أَنْزَلَ اللهُ مَلَكًا يُسَدِّدُهُ». أخرجه أبو داود (3578). قال اللكنوي: «أي: يلهمه الرشد، ويوفقه الصواب، ولأن من طلبه يعتمد على نفسه، فيحرم من التوفيق، ومن أجبر عليه يتوكل على ربِّه فيلهمه، فينبغي أن لا يشتغل أحدهما لو ناله بما يحرم من التوفيق». "عمدة الرعاية على شرح الوقاية" (5 /421). 3- تقوى الله عزَّ وجلَّ والخوف منه، فإنَّ من خافَ الله لم يتجرّأ على الحكم بغير حكمه. 4- الزّهد في هذه الدّنيا، وأنها زائلة بكل ما فيها، وهي لا تساوي عند الله جناح بعوضة. 5- أخذُ العلمِ الربّاني الذي يعصمُ صاحبه من الوقوع في الزلل، والوقوع في الخطل، إلا ما هو معذور فيه. 5- استمراء قول لا أعلم، فإنَّ ذلك لا يعيب بل ذاك قول الملائكة: ﴿سبحانك لا علمَ لنا﴾.