البحث

عبارات مقترحة:

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

السيد

كلمة (السيد) في اللغة صيغة مبالغة من السيادة أو السُّؤْدَد،...

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

الرشوة في الحكم

الرشوة التي تقدم لإبطال حقٍ أو إحقاق باطلٍ محرمةٌ بالإجماع، وهي كبيرةٌ من الكبائر، ورد اللعن فيها على معطيها وآخذها والساعي فيها، لأنَّ فيها هضمًا للحقوق وأكلًا لأموالِ النّاسِ بالباطل.

التعريف

التعريف لغة

الرِشوةُ: الـجعل والعطِيةُ، يُقال: رشاهُ، يرشوهُ، رشوًا، أي: أعطاهُ العطِية، وارتشى مِنهُ رِشوةً: إذا أخذها، فالراشِي الذي يُعطِي، والـمُرتشِي الاخِذُ، والرائِش الذي يسعى بينهُما. وتأتي بِـمعنى الـمُصانعةِ والـمُحاباةِ. وتُطلق على كُلِّ ما يُتوصّل بِهِ إلى الشّيءِ، ثم اختصّت بِـما يُوصل بِهِ إلى الـممنوعِ، وأصلها مِن الرِشاءِ، وهو: الـحبل الذي يُتوصّل بِهِ إلى الـماءِ. والـجمعُ: رشىً، ورِشىً. "معجم مقاييس اللغة" (2 /397)، "لسان العرب" (14 /322)، "تاج العروس" (38 /153).

التعريف اصطلاحًا

ما يُعطى لإبطال حق، أو إحقاق باطل، أَوْ هِبَةٌ تُعطَى لِمسؤُولٍ لقضاءِ حاجةٍ، أو مصْلحةٍ، ومن أمثلته تحريم الإسلام الرشوة، ولعن فاعليها. انظر: "الاستذكار " لابن عبدالبر (1 /531)، "تبيين الحقائق " للزيلعي (4 /178)، "روضة الطالبين " للنووي (11 /144)، "الإنصاف " للمرداوي(11 /212).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

أصل كلمة الرشوة في اللغة، ما يتوصل به إلى غيره، وفي الاصطلاح المال الذي يدفع ليتوصل به إلى مطلوبٍ. فالمعنى اللغوي أخص من المعنى الاصطلاحي وبينهما العموم والخصوص المطلق.

الأدلة

القرآن الكريم

الرشوة في الحكم في القرآن الكريم
نهى الله تعالى عن أكل الحقوق بالباطل وتقديم المال للقضاة بهذا القصد فقال تعالى : ﴿وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 188].

السنة النبوية

الرشوة في الحكم في السنة النبوية
1- لعن رسول الله الراشي والمرتشي ف عن عبدالله بن عمرو: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : «لعَن اللهُ الرّاشيَ والمُرتشيَ في الحكم». "صحيح ابن حبان " (5067)، "سنن الترمذي " (1336). 2- كما لعن رسول الله الساعي في الرشوة بينهما ف عن ثوبان مولى رسول الله : «لعَنَ رسولُ اللهِ الرّاشيَ، والمُرتشيَ، والرّائشَ» ، يَعني: الذي يَمشي بَينَهما. " مسند الإمام أحمد " (22399).

الإجماع

«واتفقوا على تحريم الرشوة شكرًا على قضاء بحق أو بباطل، وتعجيل القضاء بحق أو بباطل». "الإقناع في مسائل الإجماع" (145/2).

أقوال أهل العلم

وإذا أخذ القاضي رشوة على قضائه فقضاؤه مردود، وإن كان بحق والرشوة مردودة، وإذا أعطى القاضي على القضاء رشوة فولايته باطلة. الإِمَام الشَّافِعي "الزواجر " (2 /315)
إذا دخلت الرشوة من الباب خرج الحق من الكوة الحسن البَصْري "روض الأخيار المنتخب" (271)
رشوة الحاكم من السُّحت. عُمَر بن الخَطَّاب "تفسير القرطبي" (6 /138)
يكره من الرشوة أن ترشي لتعطي ما ليس لك، أو تدفع حقًا قد لزمك، فأما أن ترشي لتدفع عن دينك ودمك ومالك فليس بحرام. وَهْب بن مُنَبِّه "تفسير القرطبي" (6 /184)

الأضرار والمفاسد

مضار الرشوة عائدة على الشخص والمجتمع والحكم ومنها: 1- التعرض لسخط الله. 2- إفساد منهج الحكم، ليصبح الحكم لصالح من يقدم الرشوة، وتضيع الحقوق. 3- تمادي أهل الباطل في باطلهم. 4- ضياع موارد الأمة، وإدخال الممنوعات وغيرها. 5- ضياع الكفاءات وتقديم من لا يستحق. 6- نشر الحقد والبغضاء بين أفراد المجتمع. انظر "الرشوة" لعطية سالم (139-140).

وسائل الاجتناب

1- تقوية الوازع الديني، والعلم أن الله قد حرّم الرشوة وسيعاقب عليها، واليقين بأن الله تعالى سيعوضه خيراً منها. 2- مراقبة الحاكم أو نائبه لمظان الرشوة. 3- إطلاق يد الحاكم لتضبط الرشوة وإطلاق لسان العالم وقلمه ليقيدها. 4- تعزير من يقوم بها ليكون عبرةً لغيره. انظر "الرشوة" لعطية سالم (142).

مسائل متعلقة

حكم الرشوة:

الرشوة التي تبطل حقاً وتحق باطلاً محرمةٌ بالإجماع، وأما التي تكون لدفع مضرةٍ -بغير وجه حقٍ- عن الدين أو النفس أو المال، فالتحقيق على جوازه للمعطي، ويدعمه الأثر الوارد عن ابن مسعود، أما الآخذ فإنه يجوز له، إن كان سيصرف ما أخذه لإصابة الحق. وهذا في غير القضاء، فإن على القاضي أن يتحرى الحق قدر استطاعته، ويحرم أخذه مطلقاً. انظر "الرشوة" لعطية سالم (150)