البحث

عبارات مقترحة:

السميع

كلمة السميع في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

الخوض في الباطل

الخوض في الباطل خلق ذميم، وآفة خطيرة، ومثاله الكلام عن المعاصي وأهلها، وكذلك كل كلام يَنشَأ عنه تحريك الشهوات، أو إثارة الغرائز، أو الغيبة، أو الاعتراض على الغير والطَّعن فيه، ويدخل فيه أيضًا الخوضُ في حكاية البِدَع، والمذاهب الفاسدة، وما جرى من قتال الصحابة، على وجهٍ يوهم الطَّعنَ في بعضهم، أو ترديد الشائعات التي تتناول الناس، وأنواع الباطل التي لا يمكن حصرُها؛ لكثرتها وتفننها، قال تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾.[النساء: 140].

التعريف

التعريف لغة

الخوض: «الخاء والواو والضاد أصل واحد يدل على توسط شيء ودخول. يقال خضت الماء وغيره. وتخاوضوا في الحديث والأمر، أي تفاوضوا وتداخل كلامهم». "مقاييس اللغة" لابن فارس (229/2). الباطل: «(بطل) الباء والطاء واللام أصل واحد، وهو ذهاب الشيء وقلة مكثه ولبثه. يقال: بطل الشيء يبطل بطلًا وبطولًا. وسمي الشيطان: الباطل؛ لأنه لا حقيقة لأفعاله، وكل شيء منه فلا مرجوع له ولا معول عليه، والبطل الشجاع... لأنه يعرض نفسه للمتالف». "مقاييس اللغة" لابن فارس (258/1).

التعريف اصطلاحًا

«الباطل هو: ما لا ثبات له، ولا خير فيه، سواء أكان اعتقادًا، أم فعلًا، أم كلامًا، أم غيره». انظر: "التعريفات" للجرجاني (ص 42)، "المفردات" للراغب (ص 129). «الخوض في الباطل: الكلام في المعاصي». "إحياء علوم الدين" للغزالي (115/3).

الأدلة

القرآن الكريم

الخوض في الباطل في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾. [النساء: 140]. وقال تعالى: ﴿لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً﴾. [النساء: 148]. وقال تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾. [النساء: 114]. وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾. [المؤمنون: 3]. وقال تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾. [ق: 18]. وقال تعالى: ﴿ما سلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ [المدثر: 42-45].

السنة النبوية

الخوض في الباطل في السنة النبوية
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: «إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ». أخرجه البخاري (6478). عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن رسول الله قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيَقُل خيرًا أو ليَصْمِت». أخرجه البخاري (6475). وفي حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه يخاطبه النبي : «ثَكِلَتكَ أُمُّكَ، وهل يَكُبُّ النَّاسَ على مَناخرِهم في جَهنَّمَ إلَّا حَصائدُ ألسِنتِهم؟». أخرجه من طرق مطولاً الترمذي (2616)، والنسائي في "السنن الكبرى" (11394)، وابن ماجه (3973)، وأحمد (22063) واللفظ له.

أقوال أهل العلم

«أَعْظَمُ النَّاسِ خَطَايَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ خَوْضًا فِي الْبَاطِلِ». ابن مَسْعُود "مجمع الزوائد" للهيثمي (10/306).
«كلام الإنسان، بيان فضله، وترجمان عقله، فاقصره على الجميل، واقتصر منه على القليل، وإياك وما يستقبح من الكلام؛ فإنه يُنَفِّر عنك الكرام، ويُوَثِّب عليك اللئام». جَمَال الدين القاسِمي "جوامع الآداب" للقاسمي (ص 6).
«ومما يجري مجرى فحش القول وهُجْره في وجوب اجتنابه، ولزوم تنكبه، ما كان شنيع البديهة، مستنكر الظاهر، وإن كان عقب التأمل سليمًا، وبعد الكشف والرويَّة مستقيمًا». المَاورْدي "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص 284).
«إذا أراد المؤمن أن يتكلَّم نظر؛ فإن كان له تكلَّم، وإلاَّ أمسك، والفاجر إنما لسانه رَسْلاً رَسْلاً». السَّفَّارِيني إبراهيم التيمي
واحذَر مِنَ الخَوضِ الذي قَد يُزْرِيْ*****بفَضلِهِم مِمَّا جَرىٰ، لو تَدْرِيْ فإنَّهُ عَنِ اجتِهادٍ قَد صَدَرْ ***** فاسْلَمْ أذَلَّ اللهُ مَن لَهُم هَجَرْ "العقيدة السفارينية" الأبيات (162-163).

الصور

-حِكَايَةِ أَحْوَالِ النِّسَاءِ، وَمَجَالِسِ الْخَمْرِ، ومقامات الفساق، وتنعم الأغنياء، وتجبر الملوك، ومراسمهم المذمومة، وأحوالهم المكروهة. يقول ابن تيمية: «ومن أدمن قصص ‌الملوك وسيرهم؛ لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام». "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/543). - وَيَدْخُلُ فِيهِ الْخَوْضُ فِي حِكَايَاتِ الْبِدَعِ وَالْمَذَاهِبِ الْفَاسِدَةِ، وَحِكَايَاتِ مَا جَرَى مِنْ مَثَالِبِ الصَّحَابَةِ عَلَى وَجْهٍ يُوهِمُ الطَّعْنَ فِي بَعْضِهِمْ وَكُلُّ ذَلِكَ بَاطِلٌ وَالْخَوْضُ فِيهِ خَوْضٌ بَاطِلٌ. "إحياء علوم الدين" للغزالي (115/3). قيل للإمام أحمد: يا أبا عبد الله، ‌ما ‌تقول فيما كان من علي ومعاوية رحمهما الله؟ فقال أبو عبد الله: «ما أقول فيها إلا الحسنى، رحمهم الله أجمعين». "السنة" للخلال برقم (713). يقول ابن حجر الهيتمي: «ويجب الإمساكُ عمّا جرى بين الصحابة بمعنى: أنه يجب على من تأهل إعطاء كلٍّ منهم ما يستحقه شرعًا، وغيره يلزمه اعتقاد ما عليه أهل السنة تفصيلًا إن سهل، وإلا إجمالًا كما هو. لا الكفّ عن معرفة أخبارهم وسيرهم، إلا لمن خشي عليه من الاطلاع عليها أن يعتقد في بعض منهم ما لا يليق به، كما هو الغالب على العوام عند سماعهم ممن لا يبين لهم الحق عند أهل السنة من مشكلها. فتأمله؛ فإنه الحق الذي تشهد به القواعد، ولهذا لم يبالوا بإطلاق الوجوب الموهم». "التعرف في الأصلين والتصوف" لابن حجر الهيتمي، مطبوع بهامش شرحه لابن علان المسمى "التلطف في الوصول إلى التعرف" (ص125-126). ويقول الشيخ محمد بن الحسن الآلاني الكردي بعد نقله بمعناه في "رفع الخفا شرح ذات الشفا" (2/570): «انتهى كلامه فاحفظه، فإنه نفيس، ويستفاد منه أن الواجب على العوام أن لا يسمعوا ذلك إلا من عالمٍ ماهر يبين لهم الحقّ عند أهل السنة». وانظر "اللآلىء الحسان على محارم اللسان" لولد الخديم (ص14).

الأقسام والأنواع

«أَنْوَاعُ الْبَاطِلِ لَا يُمْكِنُ حَصْرُهَا لِكَثْرَتِهَا وَتَفَنُّنِهَا، فَلِذَلِكَ لَا مَخْلَصَ مِنْهَا إِلَّا بِالِاقْتِصَارِ عَلَى مَا يَعْنِي مِنْ مُهِمَّاتِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا». "إحياء علوم الدين" للغزالي (115/3).

العقوبة

1 - قسوة القلب: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي قال: «لا تُكثِروا الكلامَ بغيرِ ذكرِ اللهِ، فإنَّ كثرةَ الكلامِ بغيرِ ذكرِ اللهِ قسوةٌ للقلبِ، وإن أبعدَ الناسِ من اللهِ القلبُ القاسي». أخرجه الترمذي (2411). 2- الوقوع في الإثم: قال ابن مسعود: «قَالَ أَعْظَمُ النَّاسِ خَطَايَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ خَوْضًا فِي الْبَاطِلِ». مجمع الزوائد للهيثمي (10/306). 3- دخول النار: قال تعالى: ﴿سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾. [المدثر: 42-45].

وسائل الاجتناب

1- الإكثار من ذكر الله: أنَّ أعرابيًّا قال لرسول الله : «إنَّ شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ، فأنبئني منها بشيء أتشبث به ، قال: لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله عزَّ وجلَّ» أخرجه الترمذي (3375)، وابن ماجه (3793). 2- لزوم الصمت: قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾. [الإسراء: 36]. 3- أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ الموت بين يديه، وأنه مسؤول عن كل كلمة، وأن أَنْفَاسَهُ رَأْسُ مَالِهِ.: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾. [ق: 16]. 4- أن يعلم أَنَّ لِسَانَهُ شَبَكَةٌ يَقْدِرُ أن يقتنص بها الحور العين فإهماله ذلك وتضييعه خسران مبين. في الحديث: «مَن يَضْمَن لي ما بيْنَ لَحْيَيْهِ وما بيْنَ رِجْلَيْهِ، أضْمَنْ له الجَنَّةَ». أخرجه البخاري(6474). 5- التخلق بخلق الحياء: الحياء يمنع من كثير من فضول الكلام، ويحمل على كثير من أعمال الخير، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ما كان الحياء في شيء قط إلا زانه، ولا كان الفحش في شيء قط إلا شانه». أخرجه الترمذي (1974)، وابن ماجه (4185) قال ابن عبد البر: «إنَّ الحياء يمنع من كثير من الفحش والفواحش، ويشتمل على كثير من أعمال البر، وبهذا صار جزءًا وشعبة من الإيمان؛ لأنَّه وإن كان غريزة مركبة في المرء، فإنَّ المستحي يندفع بالحياء عن كثير من المعاصي، كما يندفع بالإيمان عنها إذا عصمه الله، فكأنه شعبة منه، لأنَّه يعمل عمله، فلما صار الحياء والإيمان يعملان عملًا واحدًا، جعلا كالشيء الواحد، وإن كان الإيمان اكتسابًا والحياء غريزةً». "التمهيد" لابن عبد البر (9/234). 6- مصاحبة ومجالسة الأخيار: من جالس الأخيار يعينونه على طريق الخير، ويحمدونه إذا أحسن، وينصحونه إذا أخطأ، قال : «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل». أخرجه أبو داود (4833)، والتِّرمذي (2378).