البحث

عبارات مقترحة:

الحكم

كلمة (الحَكَم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من...

القوي

كلمة (قوي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من القرب، وهو خلاف...

المقيت

كلمة (المُقيت) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أقاتَ) ومضارعه...

سرية خالد إلى بني جذيمة

سرية قادها الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه، بعثه رسول الله إلى بني جذيمة يدعوهم إلى الإسلام، ومعه ثلاثمائة وخمسون رجلا، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، فلما قدموا المدينة تبرأ رسول الله إلى الله مما حدث، وبعث عليا يودي لهم قتلاهم، وما ذهب منهم.

اسمها

سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة.

وقتها

كانت سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة في شوال سنة ثمان من مقدم رسول الله المدينة. انظر: "المغازي" للواقدي (1 /6)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /147)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 315).

موقعها

بعث رسول الله خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة. قال ابن سعد: «وكانوا بأسفل مكة على ليلة، ناحية يَلَمْلَم». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /147). ويَلَمْلَمُ: موضع على ليلتين من مكة، وهو ميقات أهل اليمن، وفيه مسجد معاذ بن جبل، وقال المرزوقي: هو جبل من الطائف على ليلتين أو ثلاث، وقيل: هو واد هناك. "معجم البلدان" للحموي (5 /441).

عدد المسلمين

خرج خالد بن الوليد إليهم في ثلاثمائة وخمسين رجلا. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /875)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /147)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 315).

قائد المسلمين

خالد بن الوليد

سببها

بعث رسول الله خالد بن الوليد إلى بني جذيمة داعيا إلى الإسلام، ولم يبعثه مقاتلا. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /875)، "السيرة" لابن هشام (2 /429)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /147)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 315).

أحداثها

وقصة ذلك رواه البخاري، فقال: قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «بعث النبي خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره، حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره، حتى قدمنا على النبي فذكرناه، فرفع النبي يده فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين». أخرجه البخاري (4339). وذكر الواقدي وابن سعد أن بني سليم هم الذين قتلوا من بأيديهم من الأسرى، أما المهاجرون والأنصار فلم يفعلوا ذلك، وأطلقوا أسراهم، فقالوا في قصة هذه السرية: لما رجع خالد بن الوليد من هدم العزى، بعثه رسول الله وهو مقيم بمكة إلى بني جذيمة يدعوهم إلى الإسلام، فخرج في ثلاثمائة وخمسين رجلا من المهاجرين والأنصار وبني سليم، فانتهى إليهم، فقال: ما أنتم؟ قالوا: مسلمون قد صلينا وصدقنا بمحمد، وبنينا المساجد في ساحتنا، وأذنا فيها، قال: فما بال السلاح عليكم؟ قالوا: إن بيننا وبين قوم من العرب عداوة، فخفنا أن تكونوا هم، قال: فضعوا السلاح، فوضعوه، فقال لهم: استأسروا، فاستأسر القوم، فأمر بعضهم فكتف بعضا، وفرقهم في أصحابه، فلما كان في السحر، نادى خالد بن الوليد: من كان معه أسير فليضرب عنقه، فأما بنو سليم، فقتلوا من كان في أيديهم، وأما المهاجرون والأنصار فأرسلوا أسراهم، فبلغ النبي ما صنع خالد فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد. قال ابن إسحاق: «ثم دعا رسول الله علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، فقال: يا علي، اخرج إلى هؤلاء القوم، فانظر في أمرهم، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك. فخرج علي حتى جاءهم ومعه مال قد بعث به رسول الله ، فودى لهم الدماء وما أصيب لهم من الأموال، حتى إنه ليدي لهم ميلغة الكلب، حتى إذا لم يبق شيء من دم ولا مال إلا وداه، بقيت معه بقية من المال، فقال لهم علي رضوان الله عليه حين فرغ منهم: هل بقي لكم بقية من دم أو مال لم يود لكم؟ قالوا: لا. قال: فإني. أعطيكم هذه البقية من هذا المال، احتياطا لرسول الله ، مما يعلم ولا تعلمون، ففعل. ثم رجع إلى رسول الله فأخبره الخبر: فقال أصبت وأحسنت! قال: ثم قام رسول الله فاستقبل القبلة قائما شاهرا يديه، حتى إنه ليرى مما تحت منكبيه، يقول: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد، ثلاث مرات». "السيرة" لابن هشام (2 /430). وذكر أهل السير والمغازي أنه كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف كلام وشر بسبب هذه الحادثة. قال عبد الرحمن بن عوف لخالد: عملت بأمر الجاهلية في الإسلام. فقال خالد: إنما ثأرت بأبيك. فقال عبد الرحمن: كذبت، قد قتلت قاتل أبي، ولكنك ثأرت بعمك الفاكه بن المغيرة، حتى كان بينهما شر، فبلغ رسول الله ذلك، فقال لخالد: «مهلا يا خالد دع عنك أصحابي، فوالله لو كان لك أحد ذهبا ثم أنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحته». انظر تفصيل هذه القصة وأحداثها في: "المغازي" للواقدي (2 /875- 884)، "السيرة" لابن هشام (2 /428- 435)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /147- 148)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 315- 316)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /365- 367).

نتيجتها

قتل خالد بن الوليد من بني جذيمة قبل أن يتثبت، فعاتبه النبي ، فودى لهم قتلاهم.

دروس وعِبَر

قال ابن حجر في قوله : «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين»: «والذي يظهر أن التبرؤ من الفعل لا يستلزم إثم فاعله، ولا إلزامه الغرامة، فإن إثم المخطئ مرفوع، وإن كان فعله ليس بمحمود». "فتح الباري" لابن حجر (13 /182). قال ابن كثير معقبًا لما حصل من الشجار بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف: «والمظنون بكل منهما أنه لم يقصد شيئا من ذلك، وإنما يقال هذا في وقت المخاصمة، فإنما أراد خالد بن الوليد نصرة الإسلام وأهله، وإن كان قد أخطأ في أمر واعتقد أنهم ينتقصون الإسلام بقولهم: صبأنا صبأنا، ولم يفهم عنهم أنهم أسلموا، فقتل طائفة كثيرة منهم وأسر بقيتهم، وقتل أكثر الأسرى أيضا، ومع هذا لم يعزله رسول الله بل استمر به أميرًا، وإن كان قد تبرأ منه في صنيعه ذلك وودى ما كان جناه خطأ من دم أو مال. ففيه دليل لأحد القولين بين العلماء في أن خطأ الإمام يكون في بيت المال لا في ماله. والله أعلم. ولهذا لم يعزله الصديق حين قتل مالك بن نويرة أيام الردة، وتأول عليه ما تأول حين ضرب عنقه واصطفى امرأته أم تميم، فقال له عمر بن الخطاب: اعزله فإن في سيفه رهقا. فقال الصديق: لا أغمد سيفا سله الله على المشركين». "السيرة" لابن كثير (3 /595). قال القاضي عياض في قوله : «فوالله لو كان لك أحد ذهبا ثم أنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحته»، مبينًا سبب تفضيل نفقة الصحابة رضي الله عنهم: «وسبب تفضيل نفقتهم أنها كانت في وقت الضرورة وضيق الحال بخلاف غيرهم، ولأن إنفاقهم كان في نصرته وحمايته، وذلك معدوم بعده، وكذا جهادهم وسائر طاعتهم، وقد قال الله تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً﴾ سورة الحديد: 10 الآية، هذا كله مع ما كان في أنفسهم من الشفقة والتودد والخشوع والتواضع والإيثار والجهاد في الله حق جهاده، وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل ولا تنال درجتها بشئ، والفضائل لا تؤخذ بقياس، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء». "شرح النووي على مسلم" (16 /93). ذكر ابن سعد ومغلطاي أن يوم هذه الحادثة تعرف بيوم الْغُمَيْصَاءِ. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /147)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 315). والْغُمَيْصَاء؛ تصغير الغمصاء تأنيث الأغمص: موضع في بادية العرب قرب مكة، كان يسكنه بنو جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة، الذين أوقع بهم خالد بن الوليد رضي الله عنه عام الفتح. "معجم البلدان" للحموي (4 /214).