البحث

عبارات مقترحة:

المليك

كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

الظاهر

هو اسمُ فاعل من (الظهور)، وهو اسمٌ ذاتي من أسماء الربِّ تبارك...

غزوة العشيرة

خرج رسول الله وأصحابه إلى الْعُشَيْرَة ليعترضوا فيها عيرًا لقريش ذاهبة إلى الشام، فيها كرائم أموالها، وقد كانت تلك القافلة من أعظم قوافل قريش، وهي التي كانت بسببها غزوة بدر الكبرى عندما عادت من الشام، وقد فات رسول الله وأصحابه العير، ورأوا أنها مضت قبل وصولهم ذلك بأيام، فرجع رسول الله وأصحابه إلى المدينة بعد أن وادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة، ولم يلقوا كيدًا.

اسمها

غزوة العشيرة، وسماه الواقدي وابن سعد: غزوة ذي العشيرة. انظر: "المغازي" للواقدي (1 /12)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /9).

وقتها

خرج رسول الله في جمادى الأولى من السنة الثانية إلى الْعُشَيْرَة ليلقى فيها عيرا لقريش خرجت من مكة تريد الشام. انظر: "فتح الباري" لابن حجر (7 /280) "إرشاد الساري" للقسطلاني (6 /240) "عيون الأثر" لابن سيد الناس (1 /263). وذكر الواقدي وابن سعد أن النبي خرج في جمادى الآخرة على رأس ستة عشر شهرًا. انظر: "المغازي" للواقدي (1 /12)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /9).

موقعها

علم النبي في جمادى الأولى من السنة الثانية أن عيرا لقريش خرجت من مكة ذاهبة إلى الشام، فسار النبي لملاقاتها حتى بلغ الْعُشَيْرَة من بني مدلج. والْعُشَيْرَة: بالشين المعجمة والتصغير آخرها هاء؛ موضع ببطن يَنْبُعُ بين مكة والمدينة، من أرض بني مدلج، قال أبو زيد: العشيرة حصن صغير بين ينبع وذي المروة يفضل تمره على سائر تمور الحجاز إلا الصيحاني بخيبر والبرني والعجوز بالمدينة. قال ابن حجر: "مكانها عند منزل الحج بينبع ليس بينها وبين البلد إلا الطريق". "فتح الباري" لابن حجر (7 /279). ذكر الأزهري أن الْعُشَيْرَة تصغير عشرة؛ وهي من كبار الشجر، له صمغ حلو يسمى سكر العشر يبنت فيه كثيرا، يضاف إلى العشيرة ذو فيقال ذو العشيرة، كما يضاف إليه ذات فيقال ذات العشيرة، وهذا على قول من يذهب إلى أنها الشجرة، وافاد ذلك الحموي وصححه. ويقال في اسمه العشير والعشيرة بالتذكير والتأنيث، وكذا العشيراء، وفيه أيضا العُسَيْرة؛ بالسين المهملة وبالتصغير وآخره هاء، أما العَسِيرة بالسين وبدون تصغير فهي غزوة تبوك. قال ابن حجر: "وأما العشيرة فلم يختلف أهل المغازي أنها بالمعجمة والتصغير وآخرها هاء"."فتح الباري" لابن حجر (7 /280) انظر: "معجم البلدان" للحموي (4 /124)، "إرشاد الساري" للقسطلاني (6 /241)، "إنسان العيون" للحلبي (2 /175). حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، كنت إلى جنب زيد بن أرقم، فقيل له: "كم غزا النبي من غزوة؟ قال: تسع عشرة " قيل: كم غزوت أنت معه؟ قال: سبع عشرة، قلت: فأيهم كانت أول؟ قال: العُسَيْرَةُ أو العُشَيْرُ " فذكرت لقتادة فقال: العُشَيْرُ". أخرجه البخاري (6204). ويَنْبُعُ: ذكر الأصبغ السلمي أنها عن يمين رضوى، على بعد ليلة من رضوى وسبع مراحل من المدينة، "وهي لبني حسن بن عليّ وكان يسكنها الأنصار وجهينة وليث، وفيها عيون عذاب غزيرة، وواديها يليل، وبها منبر، وهي قرية غنّاء وواديها يصب في غيقة، وقال ابن دريد: ينبع بين مكة والمدينة، وقال غيره: ينبع من أرض تهامة، أخذ اسمه من الفعل المضارع لكثرة ينابيعها". "معجم البلدان" للحموي (5 /450). قال ابن سعد: "وبين ينبع والمدينة تسعة برد". "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /9).

عدد المسلمين

خرج رسول الله في خمسين ومائة، وقيل: في مائتين من المهاجرين ممن انتدب، ولم يكره أحدا على الخروج، وخرجوا على ثلاثين بعيرا يعتقبونها. انظر: "المغازي" للواقدي (1 /12)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /9)، "فتح الباري" لابن حجر (7 /279)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (1 /263).

عدد المشركين

لم يذكر أهل السير فيه عددا واضحا، لكن يقول الحلبي: "وكان في العير سبعة وعشرون، وقيل: تسعة وثلاثون رجلا، منهم: مخرمة بن نوفل وعمرو بن العاص". "إنسان العيون" للحلبي (2 /175).

قائد المسلمين

كان رسول الله قائد المسلمين.

قائد المشركين

لم يذكر أهل السير فيه قائدًا معينًا، لكن يقول الحلبي: "وكان فيها أبو سفيان، أي قائدها". "إنسان العيون" للحلبي (2 /175).

سببها

بلغ النبي صلّى الله عليه وسلّم الخبر بخروج أعظم عير لقريش من مكة ذاهبة إلى الشام، فيها كرائم أموالها، فسار قبلها، حتى يغزو قريش. يقول الحلبي: "يقال" إن قريشا جمعت جميع أموالها في تلك العير، لم يبق بمكة لا قرشي ولا قرشية له مثقال فصاعدا إلا بعث به في تلك العير إلا حويطب بن عبد العزى، يقال: إن في تلك العير خمسين ألف دينار أي وألف بعير. وكان فيها أبو سفيان، أي قائدها. وكان معه سبعة وعشرون وقيل تسعة وثلاثون رجلا منهم مخرمة بن نوفل، وعمرو بن العاص، وهي العير التي خرج إليها حين رجعت من الشام. وكان سببا لوقعة بدر الكبرى. "إنسان العيون" للحلبي (2 /175). قال ابن حجر: "ذكر الواقدي أن هذه السفرات الثلاث كان يخرج فيها ليلتقي تجار قريش حين يمرون إلى الشام ذهابا وإيابا وسبب ذلك أيضا أنها كانت وقعة بدر وكذلك السرايا التي بعثها قبل بدر". "فتح الباري" لابن حجر (7 /280). وانظر: السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة" لأبي شهبة (2 /118)، "اللؤلؤ المكنون" موسى العازمي (2 /298).

أحداثها

علم النبي في جمادى الأولى من السنة الثانية أن عيرًا لقريش خرجت ذاهبة إلى الشام، فسار النبي لملاقاتها، وقد كانت تلك القافلة من أعظم قوافل قريش، وهي التي كانت بسببها غزوة بدر الكبرى عندما عادت من الشام، واستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، فيما قال ابن هشام، وحمل لواءه عمه حمزة بن عبد المطلب وكان أبيض. انظر: "السيرة" لابن هشام (1 /598)، "فتح الباري" لابن حجر (7 /279)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /9)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /166). قال ابن إسحاق: "فسلك على نَقْبِ بَنِي دِينَار، ثم على فَيْفَاءِ الْخَبَارِ، فنزل تحت شجرة بِبَطْحَاءِ ابْنِ أَزْهَر، يقال لها: ذَاتُ السَّاق، فصلى عندها. فثم مسجده ، وصنع له عندها طعام، فأكل منه، وأكل الناس معه، فموضع أثافي البرمة معلوم هنالك، واستقي له من ماء به، يقال له: الْمُشْتَرِب، ثم ارتحل رسول الله فترك الْخَلَائِقَ بيسار، وسلك شُعْبَةً يقال لها: شعبة عبد الله، وذلك اسمها اليوم، ثم صب لليسار حتى هبط يَلَيْلَ، فنزل بِمُجْتَمَعِهِ وَمُجْتَمَعِ الضَّبُوعَةِ، واستقى من بئر بِالضَّبُوعَة، ثم سلك الْفَرْشَ: فَرْشَ مَلَل، حتى لقي الطريق بِصُحَيْرَاتِ الْيَمَام، ثم اعتدل به الطريق، حتى نزل الْعُشَيْرَةَ مِنْ بَطْنِ يَنْبُعَ. فأقام بها جمادى الأولى وليالي من جمادى الآخرة، وادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كيدا." "السيرة" لابن هشام (1 /598)، "خاتم النبيين" لأبي زهرة (2 /530). المُشَيْرِبُ: قال الحموي: "وجدته في مغازي ابن إسحاق المشترب: وهو ماء ببطحاء ابن أزهر، وكان قد شرب منه النبي صلّى الله عليه وسلّم". "معجم البلدان" (5 /136). الْخَبَارِ: "بفتح أوله وآخره راء: موضع قريب من المدينة، والخبار في كلامهم: الأرض الرخوة ذات الحجارة، وهو فيف الخبار، ويقال: فيفاء الخبار." "معجم البلدان" (2 /342). الحَلائِقُ: بالحاء المهملة كأنه جمع حليقة أو حالق، ورواه بعضهم الخلائق بالمعجمة، انها جمع خليقة، وهي آبار معلومة، وفسرها من رواها بالخاء أنها البئر التي لا ماء فيها. "معجم البلدان" للحموي (2 /281) ضَبُوعَةُ: "وهو فعولة من ضبعت الإبل إذا مدّت أضباعها في السير، وهي الضبوعة". "معجم البلدان" للحموي (3 /452). مَلَلٌ: "بالتحريك، ولامين: اسم موضع في طريق مكة بين الحرمين، ملل: واد ينحدر من ورقان جبل مزينة حتى يصب في الفرش فرش سويقة وهو مبتدأ ملك بني الحسن بن علي بن أبي طالب وبني جعفر بن أبي طالب ثم ينحدر من الفرش حتى يصبّ في إضم، وإضم واد يسيل حتى يفرغ في البحر" "معجم البلدان" للحموي (5 /194) وقيل انما سمي مللا؛ " لأن الماشي إليه من المدينة لا يبلغه إلا بعد جهد وملل". وقال أبو حنيفة الدينوري: "وبين ملل والمدينة ليلتان". "معجم البلدان" للحموي (5 /195).

نتيجتها

وجد النبي صلّى الله عليه وسلّم أن العير التي خرج إليها طالبًا ليغنم منها قد فاتته، وأنها مضت قبل ذلك بأيام، فأقام النبي صلّى الله عليه وسلّم في العشيرة بقية جمادى الأولى وليالي من جمادى الآخرة ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كيدا. وادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة. قال الزرقانيُّ: "وتقدم في ودَّان أنه وادع بني ضمرة، فلعلها تأكيد للأولى أو أن حلفاء بني مدلج كانوا خارجين عن بني ضمرة لأمر ما وبسببه حالفوا بني مدلج". "شرح الزرقاني على المواهب اللدنية" (2 /234). انظر: "المغازي" للواقدي (1 /12)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /9)، "فتح الباري" لابن حجر (7 /280)، إرشاد الساري" للقسطلاني (6 /241)، "إنسان العيون" للحلبي (2 /175)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /166).

أحداث متعلقة

تكنية الرسول لعلي بن أبي طالب بأبي تراب روى ابن إسحاق عن محمد بن خيثم عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة، فلما نزلها رسول الله وأقام بها، رأينا أناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم وفي نخل، فقال لي علي بن أبي طالب: يا أبا اليقظان، هل لك في أن تأتي هؤلاء القوم، فننظر كيف يعملون؟ قال: قلت: إن شئت، قال: فجئناهم، فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثم غشينا النوم. فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في صور من النخل، وفي دقعاء من التراب فنمنا، فو الله ما أهبنا إلا رسول الله، يحركنا برجله. وقد تتربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها، فيومئذ قال رسول الله لعلي بن أبي طالب: ما لك يا أبا تراب؟ لما يرى عليه من التراب." "السيرة" لابن هشام (1 /598). علق على هذا الخبر ابن كثير قال: "وهذا حديث غريب من هذا الوجه له شاهد من وجه آخر في تسمية علي أبا تراب" ابن كثير السيرة (2 /363) وذكر حديث الصحيحين الذي يخالف هذا الحدث ويبين أن التسمية إنما كان لسبب آخر في زمن آخر، وهو ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن سهل بن سعد رضي الله عنه أنه قال: "جاء رسول الله بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت، فقال: أين ابن عمك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني، فخرج، فلم يقل عندي فقال رسول الله لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه، وأصابه تراب، فجعل رسول الله يمسحه عنه، ويقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب". أخرجه البخاري (441) ومسلم (2409)، واللفظ للبخاري. لذا عقب ابن إسحاق على هذا بقوله: "وقد حدثني بعض أهل العلم: أن رسول الله إنما سمى عليا أبا تراب، أنه كان إذا عتب على فاطمة في شيء لم يكلمها، ولم يقل لها شيئا تكرهه، إلا أنه يأخذ ترابا فيضعه على رأسه. قال: فكان رسول الله إذا رأى عليه التراب عرف أنه عاتب على فاطمة، فيقول: ما لك يا أبا تراب؟". قال: "فالله أعلم أي ذلك كان." "السيرة" لابن هشام (1 /598) والصحيح أن أول ما كنى فيه رسول الله علي بن أبي طالب بأبي تراب هو بعد نكاحه فاطمة رضي الله عنها، بعد غزوة بدر الكبرى. يقول ابن حجر: "والمعتمد في ذلك كله حديث سهل في الباب والله أعلم". "فتح الباري" لابن حجر (10 /588). وقال السهيلي: "وأصح من ذلك ما رواه البخاري في جامعه"، وذكر حديث البخاري عن سهل. "الروض الأنف" للسهيلي (5 /49). ومن العلماء من أشار إلى التوفيق بينهما فقال: "فإن كان محفوظًا أمكن الجمع بأن يكون ذلك تكرر منه في حق علي والله أعلم." "فتح الباري" لابن حجر (10 /588) "يجوز أن يكون خاطبه بهذه الكنية مرتين، أي ويكون سبب الكنية علوق التراب به، وكونه يضعه على رأسه، والله أعلم". "إنسان العيون" للحلبي (2 /175). وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يفرح بهذه الكنية. يقول سهل بن سعد: "إن كانت أحب أسماء علي رضي الله عنه إليه لأبو تراب، وإن كان ليفرح أن يدعى بها، وما سماه أبو تراب إلا النبي ". أخرجه البخاري (2604) ومسلم (2409)، واللفظ للبخاري.

دروس وعِبَر

وصل رسول الله وأصحابه العشيرة ووجدوا أن العير قد أفلتت منهم وفاتتهم بأيام، مما يدل أن قريشًا بدأت تأخذ حذرها، وترسل العيون. لم يدرك رسول الله وأصحابه عيرًا، وكانت قد سبقتهم، ولم يلقوا حربًا، لكنهم عادوا بتأليف القلوب، فوادعوا بنى مدلج ومن معهم من حلفاء لهم وكسبوهم، وفي ذلك تقوية للمسلمين وإضعاف لقريش. انظر: "خاتم النبيين" لأبي زهرة (2 /676)، "السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة" لأبي شهبة (2 /118).