البحث

عبارات مقترحة:

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

الوتر

كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...

سرية حمزة رضي الله عنه

سرية قادها الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه عم النبي ، وهي أول سرية أرسلها النبي بعد إذن الله عز وجل له بالقتال، كانت غاية المعركة اعتراض عير لقريش، غير أنه لم يحصل فيها قتال، وانصرف المشركون بقيادة أبي جهل إلى مكة، والمسلمون بقيادة حمزة رضي الله عنه إلى المدينة.

اسمها

سريّة حمزة رضيَ اللهُ عنه

وقتها

كانت سرية حمزة في السنة الأولى من الهجرة، في شهر رمضان، على رأس سبعة أشهر من مقدمه المدينة. انظر: "السيرة" لابن هشام (1 /595)، "السيرة" لابن كثير (2 /359)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /6)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /146)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لإبراهيم العلي (ص 187).

موقعها

بعث النبي سرية حمزة رضي الله عنه إلى سِيف البحر من ناحية العيص. وسِيف البحر أي: ساحله وشطه. انظر: "معجم البلدان" للحموي (5 /131) والعيص: بلدة تقع على ساحل البحر الأحمر، شمال ينبع وغرب المدينة المنورة، تسكنها جهينة. "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 187).

عدد المسلمين

قال ابن إسحاق وابن سعد وهو الذي سار عليه كُتَاب السَِير من بعدهم: في ثلاثين راكبًا من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد، وقيل: وهو قول للواقدي: "فيهم خمسة عشر من الأنصار". انظر: "السيرة" لابن هشام (1 /595)، "المغازي" للواقدي (1 /9).

عدد المشركين

ثلاث مائة راكب من أهل مكة.

قائد المسلمين

كان أمير المسلمين حمزة بن عبد المطلب بن هاشم.

قائد المشركين

كان في السرية من رؤوس الكفر أبو جهل بن هشام.

سببها

بعث النبي حمزة رضي الله عنه في ثلاثين رجلا من المهاجرين، ليعترضوا عيرا لقريش، جاءت من الشام تريد مكة، فيها أبو جهل في ثلاثمائة رجل. انظر: "السيرة" لابن هشام (1 /595)، "السيرة" لابن كثير (2 /359)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /6)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /146)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لإبراهيم العلي (ص 187).

أحداثها

بعد هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة نزل قوله تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [ الحج: 39]، حيث أذن الله عز وجل للمؤمنين بالجهاد، دفعًا للظلم والعدوان، فكانت سرية حمزة أول سرية في الإسلام، بعثه النبي ليعترض عيرًا لقريش في سيف البحر من ناحية العيص، وعقد له لواء أبيض، حمله أبو مَرْثَد كَنَّاز بن الْحُصَيْن الْغَنَوِي حليف حمزة. سار المسلمون حتى وصلوا سيف البحر، والتقى الجيشان واصطفوا للقتال، لكن خرج لهم مَجْدِي بن عَمْرو الجُهَنِي، وكان حليفًا للفريقين، حتى حجز بينهم، فلم يقتتلوا. انظر: "السيرة" لابن هشام (1 /595)، "السيرة" لابن كثير (2 /359)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /6)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /146)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لإبراهيم العلي (ص 187).

نتيجتها

لم يتم القتال، وانصرف الفريقان؛ أبو جهل في أصحابه وعيره إلى مكة، وحمزة بن عبد المطلب في أصحابه إلى المدينة. انظر: "السيرة" لابن هشام (1 /595)، "السيرة" لابن كثير (2 /359)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /6)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /146)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لإبراهيم العلي (ص 187).

دروس وعِبَر

كانت هذه السرايا والغزوات الأولى التي عقدت قبل غزوة بدر الكبرى في أول الهجرة تهدف إلى جملة من الأهداف، هي كالتالي: تهديد تجارة قريش بالدرجة الأولى وإدخال الرعب في قلبها، وتحذير أولي لها بأن تجارتها أصبحت في خطر ما لم تغير موقفها المعادي من الإسلام، وتترك تماديها في سياسة الإيذاء والاضطهاد للمسلمين. كانت لمناهضة زعماء قريش، إذ كانوا أصحاب المتاجر التى تحملها العير وقتا لآخر، وما كان الاتجاه في سرايا النبي ولا غزواته إلا الى محاربة التجار الزعماء الذين كانوا يقومون بالتجارة، وجلهم أو كلهم ممن حاربوا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم واشتركوا في إيذاء أصحابه، وإخراجهم من أموالهم وديارهم، فكان حقا على هؤلاء أن يضايقوا الذين أخرجوهم من أموالهم معاملة بالمثل، وليأخذوا مقابلا لبعض ما أخذ منهم، وليذيقوا أولئك الزعماء وبال ما صنعوا. كانت هذه السرايا إعلامًا لقريش بأن الإسلام صارت له قوة ومنعة، فإما أن يسارعوا إليه ويدخلوا في صفوفه، ولا يكونوا آخر الناس، وإما أن يسارع القصاص إليهم، ويؤخذ منهم ما سبقوا به من الاعتداء على أموال المسلمين وديارهم. إن الجولات التي كان يجولها المؤمنون في السرايا كان فيها دراسة للمؤمنين في الجزيرة العربية يتعرفون وديانها وجبالها، ويدرسون مجاهلها، ويتعرفون لمساير عير قريش. هذه السرايا كانت بمثابة تمرينات عسكرية تعبوية، ومناورات حية لجند الإسلام، استعدادًا للغزوات الكبرى التي كانوا يخوضون غمارها مع النبي . إن غزوات النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فيها نشر الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة؛ فيها تأليف للقلوب، وكسب لبعض القبائل وتحجيم دور الأعراب، حيث عقدت اتفاقات على النصرة والإيواء، كما فى غزوة الأبواء؛ اتفق النبي مع بني ضمرة، وفي غزوة العشيرة عقد مع بنى مدلج. انظر: "السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية" لأكرم ضياء العمري (2 /346)، "خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم" لأبي زهرة (2 /506- 511)، "السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث" لعلي الصلابي (374)، "السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآني" لمحمد الدبيسي (ص 449)، "السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة" لبريك العمري (ص 61- 76). كان المشاركون في هذه السرايا والغزوات الأولى من المهاجرين، أفرادا وأمراء، ولم يكن فيهم من الأنصار أحد، وذلك للأسباب التالية: أن الذين أخرجوا من أموالهم وديارهم هم المهاجرون، فكانوا أحق الناس بأن يطالبوا بمالهم الذي اغتصب، وديارهم التي خربت. أن المهاجرين هم الذين أوذوا في أبدانهم وكراماتهم من أولئك المشركين، فكانوا أشد الناس رغبة في القصاص ممن آذوهم، فكانوا أولى بلقاء قريش من غيرهم، فهم الذين استضعفوا وأراد المشركون إذلالهم، فكان في لقائهم بالمشركين بيانا لهم بأن الحق قد علا، وأنهم مكن لهم في الأرض. كما أشار إليه أيضا سعيد حوى في كتابه "الأساس في السنة وفقهها"، حيث بين أنه بتحرك الرعيل الأول للجهاد تبدأ الحركة الجهادية، ثم تتوسع وتعُمَ، وأن الصحابة المهاجرين كانوا معبئين نفسيا للصراع مع قريش، وبحاجة للتحرر من الضعف والاضطهاد، وأن القائد عليه أن يكون فطنا لنفوس أصحابه إذا أراد أن يُحدِث فيهم تغييرات عسكرية أو اجتماعية، بأن يقدم لهم بممهدات تعينهم عليه، فكذلك كان فعله . أن الأنصار كانوا قد عهدوا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم على الإيواء والنصرة، وأن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم ونساءهم وذرياتهم، ولم يكن في ذلك النص على أن يخرجوا معه في حرب، وإن كان هذا مفهوم ضمنا إلا أن النبي لم يُرٍد أن يخرج معه غير ما نص عليه العقد نصا صريحا لا تأويل فيه، وكان في المهاجرين غناء بالنسبة لهذا الغزو المحدود. وفي ذلك يقول ابن سعد في طبقاته، مبينا علة كون كل من اشترك في هذه السرايا من المهاجرين: "ولم يبعث رسول الله أحدا من الأنصار مبعثا حتى غزا بهم بدرا، وذلك أنهم شرطوا له أنهم يمنعونه في دارهم، وهذا الثبت عندنا". "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /6). انظر: "خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم" لأبي زهرة (2 /537)، "الأساس في السنة وفقهها" لسعيد حوى (1 /416). حين ينظر المرء إلى عدد أفراد هذه السرية، وهم ثلاثين رجلًا، ثم ينظر الى عدد أفراد غزوة الخندق مثلا، التي كانت في السنة الخامسة، وهم ثلاث آلاف رجل؛ يلاحظ مدى التقدم الضخم الذي أحرزه الجيش الإسلامي في المدينة. انظر: "المنهج الحركي للسيرة النبوية" لمنير الغضبان (2 /370). والغزوات التي كانت قبل بدر الكبرى لم يكن فيها قتال، والغزوات الثلاث الأولى -غزوة الأبواء وغزوة بواط وغزوة العشيرة- كانت في الطريق بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، وأما بدر فكانت قرب المدينة المنورة، وإن كانت على هذا الطريق. انظر: "خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم" لأبي زهرة (2 /528)

مسائل متعلقة

اختلف أهل المغازي والسير في أول السرايا

فمنهم من جعل سرية عبد الله بن جحش أول راية عقدت في الإسلام. ومنهم من جعل سرية عبيدة بن الحارث أول سرية أرسلت. وهو ما ذهب إليه ابن إسحاق، حيث ذكر أن سرية عبيدة بن الحارث هي أول راية عقدها رسول الله في الإسلام وأنه إنما أشكل أمرها، لأن النبي شيعهما جميعا، فاشتبه ذلك على الناس. انظر: "السيرة" لابن هشام (1 /595). وهو ما أفاده الحلبي بأن: " بعث حمزة وبعث عبيدة رضي الله تعالى عنهما كانا معًا، أي في يوم واحد في محل واحد، أي وشيعهما رسول الله جميعًا". "إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون" للحلبي (3/137). لكن القسطلاني رد على هذا الرأي بأن هذا مشكل، خصوصًا إذا علمنا أن بعث حمزة كان على رأس سبعة أشهر، وبعث عبيدة كان على رأس ثمانية أشهر، لكن عقب بقوله: "لكن يحتمل أن يكون عقد رايتهما معًا، ثم تأخر خروج عبيدة إلى رأس الثمانية لأمر اقتضاه، والله أعلم". "المواهب اللدنية" للقسطلاني (1/75). وبذلك حاول الجمع بين القولين. والراجح والذي عليه أكثر أهل المغازي والسير هو أن سرية حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه هي أول سرية بعثها رسول الله . وكذا جزم به موسى بن عقبة وأبو معشر والواقدي في آخرين. قال ابن عبد البر بعد أن ذكر الأقوال في أول سرية بعثت؛ سرية حمزة أم سرية عبيدة أم سرية عبد الله بن جحش: " والأول أصح، والله أعلم." "الاستيعاب" لابن عبد البر (1 /43). انطر : "فتح الباري" لابن حجر (7 /280)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 189)، السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة" لبريك العمري (ص 81).

تعريف المغازي والسرايا

والمغازي جمع مغزى، يقال غزا يغزو غزوا ومغزى، والواحدة غزوة وغزاة، وأصل الغزو القصد، والمراد بالمغازي: ما وقع من قصد النبي الكفار بنفسه أو بجيش من قبله، سواء قاتل أو لم يقاتل. والسرية: هي التي تخرج بالليل، والسارية التي تخرج بالنهار، وهي قطعة من الجيش تخرج منه وتعود إليه، وهي من مائة إلى خمسمائة، فما زاد على خمسمائة يقال له منسر، فإن زاد على الثمانمائة سمي جيشًا، وما بينهما يسمى هبطة، والخميس الجيش العظيم، وما افترق من السرية يسمى بعثا. انظر: "فتح الباري" لابن حجر (7 /279) - (8 /56). يقول الزرقاني: "وقد جرت عادة المحدثين وأهل السير واصطلاحاتهم غالبا أن يسموا كل عسكر حضره النبي بنفسه الكريمة غزوة، وما لم يحضره بل أرسل بعضا من أصحابه إلى العدو سرية وبعثا." "شرح المواهب اللدنية" للزرقاني (2 /220).

البعوث والسرايا وآية الجهاد

بعد أن هاجر النبي إلى المدينة، وبدأ بتوطيد أركان الدولة الإسلامية أذن الله عزوجل لنبيه بالقتال، دفاعا عن المسلمين، وردا للظلم والعدوان والاعتداء الواقع عليهم، "ولم يبعث -رسول الله - سرية حتى أنزل الله عز وجل عليه ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [الحج: 22] فكان أول لواء عقده لواء حمزة بن عبد المطلب." "أنساب الأشراف" للبلاذري (1 /268) قال القرطبي: "وهذا ناسخ لكل ما في القرآن من إعراض وترك صفح، وهي أول آية نزلت في القتال. قال ابن عباس وابن جبير: نزلت عند هجرة رسول الله إلى المدينة". "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (12 /68). وكذا انظر: "التفسير" لابن كثير (5 /381).

عدد السرايا والمغازي

اختلف أهل العلم من أصحاب المغازي وغيرهم في عدد السرايا والبعوث التي بعثها النبي منذ بدء الحرب على قريش حتى توفاه الله عزَّ وجلَّ، قال الإمام النووي: "قد اختلف أهل المغازي في عدد غزواته وسراياه، فذكر ابن سعد وغيره عددَهُن مفصَّلات على ترتيبهن، فبلغت سبعًا وعشرين غزاةً، وستًّا وخمسين سريةً؛ قالوا: قاتل في تسع من غزواته، وهي: بدر وأحد والمريسيع والخندق وقريظة وخيبر والفتح وحنين والطائف، هكذا عدّوا الفتح فيها؛ وهذا على قول من يقول: فُتِحَت مكة عَنْوةً، وقد قدّمنا بيان الخلاف فيها، ولعلّ بريدة أراد بقوله قاتل في ثمان إسقاط غزاة الفتح، ويكون مذهبه أنها فُتِحت صلحًا، كما قاله الشافعي". "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" للنووي (12 /195) ولعل السبب الذي أوجب هذا التنازع المتفاوت في أعداد هذه السرايا هو ما قاله المسعودي: "أن منهم من يعتدُّ بسرايا لا يعتد بها آخرون، وذلك أنه كانت سرايا في جملة مغازٍ فأفردها بعضهم واعتد بها، وبعض جعلها في جملة تلك المغازي، لأن رسول الله قد وجَّه في كثير من غزواته سرايا إلى ما يلي البلاد التي حلَّها بعد عزيمة المشركين بخيبر في الطلب على ما قدمنا، ووجَّه بعد فتح مكة سرايا لهدم الأصنام التي حول مكة فوقع هذا التنازع لأجل ذلك". "التنبيه والأشراف" للمسعودي (278- 279) وكما يذكر آخرون فإن هذا العدد ربما يفوق ما يذكره أهل المغازي وغيرهم بكثير "وذلك أنه كانت هنالك سرايا وبعوث لأغراض غير قتالية، فكانت هناك سرايا وبعوث لجباية الزكاة، وأخرى لتنفيذ الحدود، وبعوث قضائية، وأخرى تعليمية، ودعوية، وغير ذلك، والكثير من السرايا المبهمة المنثورة بين طيات كتب الحديث وكتب معاجم الصحابة، ومعاجم البلدان، والمعاجم اللغوية وغيرها." لبريك العمري (ص 60)

أدوار حرب النبي

حرب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قد أخذت أدوارا ثلاثة: في الدور الأوّل: توجه النبي للتصدي لمتاجر قريش وقوافلها، ليشعرهم بقوة المؤمنين بعد خروجهم من مكة، وبقوة الحق وأن الله يمدهم بالعون والنصر، وفي هذا الدور كانت السرايا والبعوث والغزوات التي قبل بدر الكبرى. والدور الثاني: كانت دفاعا عمن يهاجمون المدينة المنورة لينالوا من رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ومن معه من المؤمنين، وفي هذا الدور كانت بدر الكبرى وأحد والخندق، وكان إجلاء بني قينقاع وبنى النضير وبنى قريظة. الدور الثالث: كان في الخروج إلى العرب الذين قاتلوه كافة، فكان حقا عليه أن يقاتلهم كافة، كما أمره الله عز وجل بقوله: ﴿وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً، كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ سورة التوبة: 36، وفي هذا الدور كانت غزوة مؤتة، وغزوة تبوك من بعدها. انظر: "خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم" لأبي زهرة (2 /527).