البحث

عبارات مقترحة:

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

البارئ

(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...

الخلاق

كلمةُ (خَلَّاقٍ) في اللغة هي صيغةُ مبالغة من (الخَلْقِ)، وهو...

فتح عمورية

وفي سنة ثلاثة وعشرين ومائتين من الهجرة لما فعل ملك الروم في بلاد الإسلام ما فعل، وقتل الرجال وسبى النساء والأطفال، وبلغ خبر ذلك المعتصم، كما بلغه أن امرأة هاشمية من السبايا صاحت: وامعتصماه! استعظمه وكبر لديه وانتفض لذلك، ونهض من ساعته، وأعلن النفير، ووزع جيشه إلى ثلاثة اتجاهات، واصطحب معه خيرة قادته، ثم اجتمعت الجيوش الثلاثة بعد ذلك، وقرروا مهاجمة عَمُّورِيّة لأهميتها عند الروم، وأطبقت عليها جيوش المعتصم لست خلون من شهر رمضان، وبدأ الحصار على عَمُّورِيّة، وصعب الأمر على المسلمين لحصانتها وشدة المقاومة فيها، حتى أخبر المعتصم أن موضعا من السور أتاه سيل، وفتح ثلمة منه، فوجه المعتصم قوته لذلك الجانب، فتوسعت الثلمة بضرب المجانيق والسهام، ودخل الناس المدينة منه، وأخذت الروم السيوف، حتى كثرت الجراحات فيهم، وانتقم المعتصم للمسلمين، ثم ساق السبي والغنائم وأمر بإحراق المدينة وتسوية أسوارها بالأرض، فكانت عَمُّورِيّة ضحية غدر ملك الروم، وكانت مدة حصارها إلى أن فتحت خمسة وخمسين يوما، وكانت من أعظم فتوح الإسلام.

اسم المعركة

فتح عَمُّورِيّة.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث سنة ثلاثة وعشرين ومائتين من الهجرة 223ه /837م، وقد بدأ الحصار واجتماع الجيوش على المدينة في شوال، وكانت الوقعة في رمضان، في خلافة المعتصم بالله محمد بن هارون الرشيد العباسي. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (9 /57)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (11 /73)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (6 /25)، "البداية والنهاية" لابن كثير (10 /283)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 94).

موقعها

عَمُّورِيّة بلد في بلاد الروم. قال الحميري: «في بلاد الروم من ناحية بلاد باطوس، وتفسيره المشرق، وهي مدينة كبيرة مشهورة في بلاد الروم، وبلاد المسلمين أزلية، غير أن الفتوح تتوالى عليها من عهد المسلمين والروم، ولها سور حصين، وهي على نهر كبير يصب في الفرات، وعَمُّورِيّة رصيف إلى سائر البلاد المجاورة لها والمتباعدة عنها، ومنها الطريق إلى طرسوس، وبين عَمُّورِيّة والخليج مائة وخمسة وسبعون ميلاً وكانت منزلاً لبعض ملوك الروم… وغزاها المعتصم الخليفة العباسي وافتتحها في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين ومائتين، بسبب أن الروم خرجت إلى زبطرة، فقتلوا الرجال وسبوا النساء وأخربوها، وأمر ببناء زبطرة وشحنها». "الروض المعطار" للحميري (ص 413- 414).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة الخليفة العباسي المعتصم بالله محمد بن هارون الرشيد، ومعه من خيرة قادته، مثل الأفشين وأشناس وإيتاح بن دیار وعجيف بن عنبسة.

الطرف الثاني

جيش العدو بقيادة ملك الروم توفيل بن ميخائيل، ومعه الابطال من قواده، وكان بطارقة الروم قد اقتسموا أبراج السور، مثل وندوا وناطس.

سببها

وكان سبب فتح عَمُّورِيّة أن ملك الروم توفيل بن ميخائيل خرج بمائة ألف جندي إلى ثغور المسلمين، فأوقع فيها خسائر فادحة، وتوجه إلى مدينة اربطرة، فقتل الرجال وسبى النساء والأطفال، ثم أغار على ملطية، وفعل بها ما فعله بزبطرة، وزاد في غيه فسمل أعين الرجال وقطع آذانهم وجدع أنوفهم، وعاد ظافرا قبل أن تصل نجدات المسلمين، وكانت من بين السبي امرأة هاشمية أسيرة في أيدي الروم، فصاحت: وامعتصماه، فبلغ حالها المعتصم فقال: لبيك، لبيك، ونهض من ساعته وأعلن النفير العام. انظر: "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (11 /78)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (6 /38)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 94).

أحداثها

لما خرج ملك الروم وفعل في بلاد الإسلام ما فعل بلغ الخبر إلى المعتصم، فلما بلغه ذلك استعظمه وكبر لديه، وبلغه أن امرأة هاشمية صاحت: وامعتصماه! فأجابها وهو جالس على سريره: لبيك لبيك! ونهض من ساعته، وصاح في قصره: النفير النفير، وتجهز جهازا لم يتجهزه خليفة قبله قط من السلاح والعدد والآلة وغير ذلك، واصطحب معه خيرة قادته، مثل الأفشين وأشناس وإيتاح بن دیار وعجيف بن عنبسة، وجعل على مقدمته أشناس، ويتلوه محمد بن إبراهيم بن مصعب، وعلى ميمنته إيتاخ، وعلى ميسرته جعفر بن دينار بن عبد الله الخياط، وعلى القلب عجيف بن عنبسة. ولما وصل المعتصم إلى أرض الروم نزل على نهر السن، وهو على سلوقية، قريبا من البحر، بينه وبين طرسوس مسيرة يوم، وزع جيشه إلى ثلاثة اتجاهات، وقاموا بعلميات هجومية ضد المواقع والقلاع الرومية، وتوغل الأفشين قريبا من أنقرة وهناك اصطدم بجيش توفيل، وصمد المسلمون وكانت الدائرة آخر النهار على الروم، فقتل منهم خلق عظيم، وتفرق جند ملك الروم، ونجا هو بعد أن أصيب بجراح، وأرسل في البلاد يطلب المزيد من المدد، كما أن المعتصم علم بمواقعة الأفشين لملك الروم من بعض الأسرى فسارع لنجدته، ثم اجتمعت الجيوش الثلاثة بعد ذلك، وقرروا مهاجمة عَمُّورِيّة لأهميتها عند الروم، وأطبقت عليها جيوش المعتصم لست خلون من شهر رمضان، وبدأ الحصار والهجمات الليلية على المسلمين من أهل عَمُّورِيّة، وكان فيها من القادة ناطس ووندرو، وصعب الأمر على المسلمين لحصانتها وشدة المقاومة فيها. وكان رجل من المسلمين قد أسره الروم بعَمُّورِيّة فتنصر، فلما رأى المسلمين خرج إليهم، فأخبر المعتصم أن موضعا من المدينة وقع سوره من سيل أتاه، فكتب الملك إلى عامل عَمُّورِيّة ليعمره، فتوانى، فلما خرج الملك من القسطنطينية خاف العامل أن يرى السور خرابا، فبنى وجهه حجرا حجرا، وعمل الشرف على جسر خشب، فرأى المعتصم ذلك المكان، فأمر بضرب خيمته هناك، ونصب المجانيق على ذلك الموضع، وأمر الحدادين ورماة السهام بأن يرموها بسهام محماة ملتهية، فاحترقت الشرفات وانفرج السور من ذلك الموضع، واندفع المسلمون يقاتلون على هذا الموضع بلا هوادة ليلا ونهارا، وقد تحمل كل جيش القتال يوما، والروم يحاولون سد الثلمة فلا يستطيعون، واستمر الحال ثلاثة أيام، وفي هذا اليوم كان دور جيش المعتصم وقائده إيتاخ، فجدّ في دخول المدينة، وتوسعت الثلمة، واستطاع المسلمون دخول المدينة فلم تزل الحرب كذلك حتى كثرت الجراحات في الروم، ووضع السيف في المقاتلين، وانتقم المعتصم للمسلمين، ثم ساق السبي والغنائم وأمر بإحراق المدينة وتسوية أسوارها بالأرض، فكانت عَمُّورِيّة ضحية غدر ملك الروم، وكانت مدة حصارها إلى أن فتحت خمسة وخمسين يوما. انظر: "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (11 /78- 82)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (6 /38- 44)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 94- 95).

نتيجتها

كان النصر حليف المسلمين، وأمر المعتصم بعَمُّورِيّة فهدمت وأحرقت، وكان نزوله عليها لست خلون من شهر رمضان، وأقام عليها خمسة وخمسين يوما، وفرق الأسرى على القواد، وسار نحو طرسوس. وأخذ السيف الروم، وأقبل الناس بالأسرى والسبي من كل وجه، فأمر المعتصم أن يعزل منهم أهل الشرف، ونقل من سواهم، يقال: قتل فيها ثلاثين ألفاً وسبى مثلهم، وكان في سلبه ستون بطريقاً، وأمر ببيع المغانم في عدة مواضع، فبيع منها أكثر من خمسة أيام، وأمر بالباقي فأحرق، وكان لا ينادي على شيء أكثر من ثلاثة أصوات، ثم يوجب بيعه، طلبا للسرعة، وكان ينادي على الرقيق خمسة خمسة وعشرة عشرة، طلبا للسرعة.