البحث

عبارات مقترحة:

البارئ

(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...

المقيت

كلمة (المُقيت) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أقاتَ) ومضارعه...

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

معركة ذات السلاسل

في السنة الثانية عشرة من الهجرة بعد انتهاء الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه من قتال المرتدين توجهت أنظاره لفتح بلاد فارس، فأرسل خالد بن الوليد مع جيشه الذي قاتل المرتدين لدعم المثنى الشيباني الذي كان يناوش الفرس بين الحين والآخر، فكانت وقعة ذات السلاسل، التقى الجيشان في منطقة كاظمة حتى قَتَل خالد والقعقاع هرمز وفرسانه، فاضطربت صفوف الفرس، فحمل عليهم المسلمون حملة واحدة فانهزموا، وبعث خالد بالفتح والبشارة والخمس إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

اسم المعركة

معركة ذات السلاسل، أو معركة كاظمة.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث السنة الثانية عشرة من الهجرة (12ه /633م) في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /343)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /234)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /342).

موقعها

وقعت معركة ذات السلاسل في أرض كاظمة. قال الحموي: «على سيف البحر في طريق البحرين من البصرة، بينها وبين البصرة مرحلتان، وفيها ركايا كثيرة وماؤها شروب واستسقاؤها ظاهر». انظر: "معجم البلدان" لياقوت الحموي (4 /431)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /235).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد.

الطرف الثاني

وجيش الفرس بقيادة هرمز.

سببها

قام الْمُثَنَّى بْنُ حَارِثَةَ الشَّيْبَانِيُّ بالإغارة على أطراف العراق، وكانت تقع العراق وقتها تحت حكم الساسانية الفارسية، فعلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه بأمر المثنى بن حارثة الشيباني، فسأل الصحابة عنه فأثنى عليه قيس بن عاصم المنقري. فحضر المثنى بن حارثة الشيباني إلى المدينة وطلب من أبي بكر الصديق أن يجعله قائدًا على من أسلم من قومه، وهذا ليكون قائدهم في قتال الفرس في العراق، وافق أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأذن له، فكان يغزوهم قبل قدوم خالد، ثم أمر أبو بكر خالد بن الوليد أن يقوم بجمع جيش المسلمين الذي قاتل المرتدين في معركة اليمامة ويتجه بهم إلى العراق، ولما وصل العراق أمر المثنى قومه بطاعة خالد بن الوليد. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /343- 345)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /234- 235)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /342).

أحداثها

أرسل أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو باليمامة يأمره بالمسير إلى العراق، وقيل: بل قدم المدينة من اليمامة فسيره أبو بكر إلى العراق، قال ابن كثير: "والمشهور الأول". وكتب أبو بكر إلى المثنى وحرملة ومعذور وسلمى أن يلحقوا بخالد بِالْأُبُلَّة، فقدم خالد ومعه عشرة آلاف مقاتل، وكان مع المثنى وأصحابه ثمانية آلاف. ولما قدم خالد فرق جنده ثلاث فرق، ولم يحملهم على طريق واحد، على مقدمته المثنى وبعده عدي بن حاتم، وجاء خالد بعدهما، ووعدهما الحفير ليصادموا عدوهم، وكان ذلك الفرج أعظم فروج فارس وأشدها شوكة، فكان صاحبه أسوار اسمه هرمز. أرسل خالد بن الوليد وهو في طريقه إلى العراق إلى هرمز قائد جيش فارس يُخيّره بين الإسلام أو الجزية أو القتال، فآثر هرمز القتال، وأرسل إلى كسرى يطلب المدد والعون، فأمدّه كسرى بجيوشٍ جرارةٍ تحرك بها هرمز إلى منطقة كاظمة حيث يعسكر جيش المسلمين. ناور خالد بجيشه فتحرك إلى منطقة الحفير، ولما وصل هرمز كاظمة وجدها خاوية، فسمع أنهم تواعدوا الحفير، فسبقهم إليه ونزل به، فسمع بهم خالد، فمال بالناس إلى كاظمة، فغضب هرمز لذلك، وتحرك بجيشه نحو كاظمة، فسبقهم إليها، وأراد خالد من ذلك استغلال نقطة ضعف الجيش الفارسي، والتي هي ثقل تسليحه، مما يجعل تحرك الجيش مُجهد ومتعب لأفراده، وعسكر هرمز بالقرب من موارد الماء ليمنع الماء عن المسلمين، فأثار ذلك حماسة المسلمين، وخطب فيهم خالد قائلاً: أَلا انزلوا وحطوا أثقالكمْ، ثمَ جالِدوهمْ على الماء، فلعمري لَيَصِيرَنَّ الْمَاءُ لِأَصْبَرِ الْفَرِيقَيْنِ وَأكرم الجندين». ثم أمر هرمز رجاله بربط أنفسهم بالسلاسل، حتى لا يفروا ولا يهربوا من أرض المعركة وليستميتوا في القتال ويبذلوا جهدهم بدأت المعركة، وخرج هرمز ودعا خالدًا إلى البراز، واتفق هرمز مع بعض فرسانه أن يغدُروا بخالد إن خرج للمبارزة، فلما حمل أصحاب هرمز على خالد أدركه القعقاع بن عمرو وحمل عليهم فأزاحهم، وقتل خالد والقعقاع هرمز وفرسانه، وبعد مقتل هرمز اضطربت صفوف الفرس وانهزموا وركبهم المسلمون، وسميت الوقعة ذات السلاسل، وأوقعوا بالفرس هزيمة كبيرة. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /346- 350)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /234- 235)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /342- 344).

نتيجتها

قتل خالد والقعقاع هرمز وفرسانه. أخذ خالد سلب هرمز، وكانت قلنسوته بمائة ألف، لأنه كان قد تم شرفه في الفرس، وكانت عادتهم إذا تم شرف الإنسان تكون قلنسوتة بمائة ألف، واستحوذ المسلمون وخالد على أمتعة أهل فارس وسلاحهم، فبلغ وقر ألف بعير، وبعث خالد بالفتح والبشارة والخمس مع زر ابن كليب إلى أبي بكر الصديق. انتصر جيش المسلمين على جيش الفرس. امتدت الدولة الإسلامية وتوسعت داخل بلاد الفرس. صنعت هيبة لجيش المسلمين بمجابهتها لأكبر الممالك في وقتها وأعظمها. هيئت للفتوحات المتتابعة في بلاد الفرس. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /344- 349)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /235)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /344).