البحث

عبارات مقترحة:

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

البارئ

(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...

معركة أليس

في السنة الثانية عشرة من الهجرة لما أصاب خالد بن الوليد يوم الولجة ما أصاب من نصارى بكر بن وائل جمعوا الجموع لغزو المسلمين، واستنصروا الفرس عليهم، فلحقهم جابان بجيش كبير مددًا إليهم، فالتقى الفريقان في منطقة أُلَّيْس، وتبرازوا فقتل منهم خالد بن الوليد، ثم اقتتلوا قتالًا شديدًا حتى انتصر ا لمسلمون، وانهزمت فارس ومن معهم من نصارى العرب، وبعث خالد إلى الصديق بالبشارة والفتح والخمس من الأموال والسبي.

اسم المعركة

تسمى معركة أُلَّيْس أو معركة نهر الدم.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث السنة الثانية عشرة من الهجرة (12ه /633م) في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وذكر ابن كثير وابن الأثير أن وقعة أُلَّيْس كانت في صفر. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /355)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /238)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /346).

موقعها

وقعت معركة أُلَّيْس في منطقة أُلَّيْس في العراق. قال ابن الأثير: «وهو على الفرات». قال الحموي: «الموضع الذي كانت فيه الوقعة بين المسلمين والفرس في أول أرض العراق من ناحية البادية، وفي كتاب الفتوح: ألّيس قرية من قرى الأنبار». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (1 /248). وكذا انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /355)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /237)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /346).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة خالد بن وليد وعددهم ثمانية عشر ألفًا تقريبًا.

الطرف الثاني

جيش الكفار من نصارى العرب من بني بكر بن وائل، والتحق بهم جيش الفرس بقيادة جابان وعددهم مئة وخمسون ألفًا تقريبًا.

سببها

لما أصاب خالد يوم الولجة ما أصاب من نصارى بكر بن وائل الذين أعانوا الفرس غضب لهم نصارى قومهم، فكاتبوا الفرس، واجتمعوا على أُلَّيْس، وعليهم عبد الأسود العجلي، فأمر كسرى عظيم الفرس بهمن جاذويه بالقدوم على نصارى العرب بأُلَّيْس، فبعث بهمن جاذويه جابان مقدمة إليهم بجيش كبير من الفرس. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /355)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /237)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /346).

أحداثها

وصلت الإمدادات الفارسية بقيادة جابان لعون العرب النصارى، كما اجتمع على جابان نصارى عجل وتيم اللات وضبيعة وجابر بن بجير وعرب الضاحية من أهل الحيرة، وصادف وصول خا لد وجيشه أن الجيوش الفارسية قد أعدوا طعام الغداء وجلسوا للأكل، فلما رأوهم قالت العجم لجابان: أنعاجلهم بالقتال أم نغدي الناس ولا نريهم أنا نحفل بهم، ثم نقاتلهم؟ أمرهم جابان بأن يتركوا الطعام ويستعدوا للصدام مع ا لمسلمين، ولكن الغرور والكبر داخلهم؛ لأن تعدادهم كان يفوق المائة والخمسين ألفًا! فعصوه وبسطوا الطعام، وخالفوا أمر قائدهم، وانتهى خالد بن الوليد إليهم، وحط الأثقال، فلما وضعت توجه إليهم، وقد وكّل من يحمي ظهره من المسلمين، وطلب مبارزة عبد الأسود وابن أبجر ومالك بن قيس، فلم يردوا عليه من بينهم إلا مالكاً برز له، فقتله خالد، فصُدّ الأعاجم عن طعامهم، فقال لهم جابان: ألم أقل لكم، والله ما دخلتني من مقدم جيش وحشة إلا هذا؟ ثم أمرهم بأن يضعوا السم في الطعام، وقال لهم: حيث لم تقدروا على الأكل فسموا الطعام، فإن ظفرتم فأيسر هالك، وإن كانت لهم هلكوا بأكله، لكنهم اغتروا وتكبروا وظنوا أنهم لا يُغلبوا، فلم يفعلوا، وخالفوه مرة أخرى. فنادى الجيش بالهجوم، وبدأ القتال الذي صار ينتقل من حال إلى أشد منه قوة، واقتتلوا قتالًا شديدًا، وصَبَرَ ا لفرس، طمعًا في وصول القائد بهمن جاذويه بالإمدادات إليهم، وصبر المسلمون صبرًا بليغًا، فقال خالد: اللهم إن هزمتهم فعَلَيّ أن لا أستبقي منهم من أقدر عليه حتى أجري من دمائهم نهرهم، ولقي المسلمون منهم مقاومة عنيفة، ثم ازدادت قوة المسلمين في القتال، خاصة مسلمي بني بكر بن وائل، حيث كانوا أشد الناس على نصارى قبيلتهم، ولم يطل الأمر حتى انتصر ا لمسلمون، وانهزمت فارس. ونادى منادي خالد: الأُسَراء الأُسَرَاء إلا من امتنع فاقتلوه، فأقبل بهم المسلمون أُسَرَاء، ووكل بهم من يضرب أعناقهم يوما وليلة، فقال له القعقاع وغيره: لو قتلت أهل الأرض لم تجر دماؤهم، فأرسل عليها الماء تبُرّ يمينك، ففعل، وسمي نهر الدم، ووقف خالد على الطعام، وقال للمسلمين: قد نفلتكموه، فتعشى به المسلمون، وجعل من لم ير الرقاق يقول: ما هذه الرقاع البيض!. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /355- 357)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /237- 238)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /346).

نتيجتها

انتصر المسلمون وتكبد الفرس خسائر هائلة، وبلغ عدد القتلى منهم سبعين ألفًا، وعدل خالد إلى بلدة يقال لها أمغيشيا، وكان كل من قتل بهذه الوقعة يوم أليس منها، فأمر بخرابها واستولى على ما بها، فوجدوا بها مغنمًا عظيمًا، فقسم بين الغانمين، فأصاب الفارس بعد النفل ألفًا وخمسمائة غير ما تهيأ له مما قبله، وبعث خالد إلى الصديق بالبشارة والفتح والخمس من الأموال والسبي. تخلص المسلمون من نصارى العرب في العراق. بثت المعركة هذه الرعب في نفوس الفرس بقوة الجيش الإسلامي. كانت المعركةُ استمرارًا للفتوحات الإسلامية في بلاد ما وراء النهر. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /357- 358)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /238)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /346).