البحث

عبارات مقترحة:

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

البر

البِرُّ في اللغة معناه الإحسان، و(البَرُّ) صفةٌ منه، وهو اسمٌ من...

معركة أجنادين

في السنة الخامسة من الهجرة نزل عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة على أهل بيسان، فافتتحاها وصالحا أهل الأردن، فلما وصل إلى الرملة وجد عندها جمعًا من الروم عليهم الأرطبون في جيش عظيم، فكتب عمرو إلى عمر بالخبر فبعث له عمر بالأمداد، فعمل عمرو على مشاغلة الأرطبون في نواحيه حتى يتفرغ له، فلما لم يقدر عليه عزم على الدخول عليه بنفسه ولقيه وأفلت منه بحيلة ودهاء، فلما عرف مدخله شن الغارة عليه، فكان قتالًا شديدًا لا يفوقها شدة إلا اليرموك، حتى كثرت القتلى، وانتصر المسلمون وانهزم الارطبون، وسار إلى بيت المقدس وتحصن فيه.

اسم المعركة

معركة أجنادين

وقتها

اختلف أهل المغازي والسير في وقتها وفي أحداثها، فقد ذكرها بعضهم قبل معركة اليرموك، أي مع حوادث سنة 13ه /634م، في آخر خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حتى أن المتتبع ليخيل اليه انها كانت جزءا من معركة اليرموك، لورود أسماء قادتها من الفريقين وهم نفس قادة معركة اليرموك، وذكرها بعضهم بعد اليرموك، أي مع حوادث سنة 15ه /636م، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. قال محمد الجنباز بعد ذكره لاختلاف العلماء في تاريخها واحداثها: «. .. ومرة اخرى مع حوادث سنة 15ه، وفي رأيي هي الأصح، لاقترانها بمعارك فلسطين كفتح بيسان ثم القدس وقيسارية وغزة». انظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (2 /51). وذكرها ابن كثير وابن الأثير والطبري في الموضعين، لاختلاف أحداثها، فمرة ذكروها أثناء حكايتهم لحوادث اليرموك، ومرة مع حوادث سنة 15ه. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /415- 418، 605) "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /260، 328)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /7، 54).

موقعها

وقعت معركة أجنادين في أرض فلسطين بالقرب من مدينة الرملة. والرملة مدينة عظيمة معروفة بفلسطين. قال الحموي: «فأما رملة فلسطين فبينها وبين البيت المقدس ثمانية عشر يومًا، وهي كورة من فلسطين، وكانت دار ملك داود وسليمان ورحبعم بن سليمان، ولما ولي الوليد بن عبد الملك وولّى أخاه سليمان جند فلسطين نزل لدّ ثمّ نزل الرملة ومصّرها، وكان أوّل ما بنى فيها قصره ودارا تعرف بدار الصباغين واختط المسجد وبناه». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (3 /69). وأجنادين: موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين، وهو بلد بين الرملة وبيت جبرين من أرض فلسطين. انظر: "معجم البلدان" لياقوت الحموي (1 /103)، "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /417)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /260).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومعه شرحبيل بن حسنة، وعددهم (33) ألفاً.

الطرف الثاني

جيش الروم بقيادة الأرطبون، وعددهم (90) ألفاً.

سببها

كانت سبب معركة اليرموك رغبة الجيش الإسلامي في نشر دعوة الإسلام وتوسيع دائرة الفتوحات الإسلامية في جهة الشام. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /605)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /191)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /328)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /54).

أحداثها

فمن جعل معركة أجنادين من حوادث سنة 13ه فقال فيها: سار خالد من مرج راهط إلى بصرى وعليها أبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان، فصالحهم أهلها على الجزية، فكانت أول مدينة فتحت بالشام في خلافة أبي بكر. ثم ساروا جميعا إلى فلسطين مددا لعمرو بن العاص وهو مقيم بالعربات، واجتمعت الروم بأجنادين وعليهم تذارق أخو هرقل لأبويه، وقيل كان على الروم القبقلار، وأجنادين بين الرملة وبيت جبرين من أرض فلسطين، وسار عمرو بن العاص حين سمع بالمسلمين فلقيهم، ونزلوا بأجنادين وعسكروا عليهم، فبعث القبقلار عربيا إلى المسلمين يأتيه بخبرهم، فدخل فيهم وأقام يوما وليلة ثم عاد إليه، فقال: ما وراءك؟ فقال: بالليل رهبان وبالنهار فرسان، ولو سرق ابن ملكهم قطعوه، ولو زنى رجم لإقامة الحق فيهم. فقال: إن كنت صدقتني لبطن الأرض خير من لقاء هؤلاء على ظهرها، ولوددت أن حظي من الله أن يخلي بيني وبينهم، فلا ينصرني عليهم، ولا ينصرهم علي قال: ثم تزاحف الناس، فاقتتلوا، فلما رأى القبقلار ما رأى من قتال المسلمين، قال للروم: لفوا رأسي بثوب، قالوا له: لم؟ قال: يوم البئيس، لا أحب أن أراه! ما رأيت في الدنيا يوما أشد من هذا! قال: فاحتز المسلمون رأسه، وإنه لملفف. والتقوا يوم السبت لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، فظهر المسلمون وهزم المشركون، وقتل القبقلار وتذارق، واستشهد رجال من المسلمين، منهم: سلمة بن هشام بن المغيرة، وهبار بن الأسود، ونعيم بن عبد الله النحام، وهشام بن العاص بن وائل، وقيل: بل قتل باليرموك، وجماعة غيرهم انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /415- 418)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /260- 261)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /7). أما من جعل معركة أجنادين من حوادث سنة 15ه فقال فيها: لما انصرف أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد إلى حمص نزل عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة على أهل بيسان، فافتتحاها وصالحا أهل الأردن، واجتمع عسكر الروم بغزة وأجنادين وبيسان، وسار عمرو وشرحبيل إلى الأرطبون ومن معه وهو بأجنادين، واستخلف عمرو على الأردن أبا الأعور السلمي، فلما وصل إلى الرملة وجد عندها جمعا من الروم عليهم الأرطبون، وكان الأرطبون أدهى الروم وأبعدها غورا، وكان قد وضع بالرملة جندا عظيما، وبإيلياء جندا عظيما، فلما بلغ عمر بن الخطاب الخبر قال: قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب، فانظروا عمّ تنفرج. وعمل عمرو على مشاغلة الجنود خارج أجنادين بعدد من قادته، وتفرغ للأرطبون يخطط للقضاء عليه، فجعل علقمة بن حكيم الفارسي ومسروق بن فلان العكي على قتال أهل إيلياء، فشغلوا من به عنه، وجعل أبا أيوب المالكي على من بالرملة من الروم، فشغلهم عنه، وكان معاوية قد شغل أهل قيسارية عن عمرو، وتتابعت الأمداد من عند عمر بن الخطاب إلى عمرو، وكلما قدم عليه أمداد يبعث منهم طائفة إلى هؤلاء وطائفة إلى هؤلاء، فأقام عمرو على أجنادين لا يقدر من الأرطبون على شيء، ولا تشفيه الرسل، فسار إليه بنفسه، فدخل عليه كأنه رسول، ففطن به الأرطبون وقال: لا شك أن هذا هو الأمير أو من يأخذ الأمير برأيه، فأمر إنسانا أن يقعد على طريقه ليقتله إذا مر به، وفطن عمرو لفعله فقال له: قد سمعت مني وسمعت منك، وقد وقع قولك مني موقعا، وأنا واحد من عشرة، بعثنا عمر إلى هذا الوالي لنكانفه، فأرجع فآتيك بهم الآن، فإن رأوا الذي عرضت علي الآن فقد رآه الأمير وأهل العسكر، وإن لم يروه رددتهم إلى مأمنهم. فقال: نعم، ورَدّ الرجل الذي أمر بقتله، فخرج عمرو من عنده، وعلم الرومي أنها خدعة اختدعه بها فقال: هذا أدهى الخلق! وبلغت خديعته عمر بن الخطاب فقال: لله در عمرو! ثم إن عمرو بن العاص عرف مكان الضعف عند الارطبون فلقيه وشن عليه الحرب، فاقتتلوا بأجنادين قتالا شديدا كقتال اليرموك، حتى كثرت القتلى بينهم، وانهزم أرطبون إلى إيلياء، ونزل عمرو أجنادين، وأفرج المسلمون الذين يحاصرون بيت المقدس لأرطبون، فدخل إيلياء وأزاح المسلمين عنه إلى عمرو. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /605- 606)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /191- 192)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /328)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /54).

نتيجتها

انتصر المسلمون وانهزم الأرطبون، وكثرت القتلى من قومه، وهرب الأرطبون إلى بيت المقدس وتحصن فيه. أبرزت المعركة قوة المسلمين أمام أعدائهم. كانت هذه المعركة استكمالا للفتوحات الإسلامية في الدولة الرومانية. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /606)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /192)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /328)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /54).