البحث

عبارات مقترحة:

الآخر

(الآخِر) كلمة تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

الوتر

كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...

فتح دمشق

في السنة الثالثة عشرة من الهجرة سار المسلمون وقائدهم أبو عبيدة بن الجراح ومعه خالد بن الوليد وعمرو بن العاص، فقدموا دمشق، وعليها نسطاس بن نسطوس، فتحصن أهل دمشق بحصونهم، فحاصرهم المسلمون ستة أشهر، حتى صعد خالد وأصحابه الشجعان بالحبال كهيئة السلاليم وأوهاقًا إلى السور، فكبروا، وجاء المسلمون إلى الباب، وقتل خالد البوابين ودخلها عنوة، وفتح لهم الباب، فلما رأى الروم ذلك ذهب أهل كل باب فسألوا من أميرهم الذي عند الباب الصلح، ثم قصدوا أبا عبيدة وبذلوا له الصلح، فقبل منهم وفتحوا له الباب، وقالوا له: ادخل وامنعنا من أهل ذلك الجانب، فبذلك تم لهم فتح دمشق، ولم يعلم بقية الصحابة ما صنع خالد، ودخل أهل كل باب بصلح مما يليهم، ودخل خالد عنوة، ودخل غيره مصالحة، فالتقى خالد والقواد في وسط البلد، وصالح أبو عبيدة أهل دمشق على البقاء فيها، ودفع الجزية، وكتب في ذلك كتابًا، وأرسل إلى عمر بالبشارة والفتح والنصر .

اسم المعركة

فتح دمشق.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث السنة الثالثة عشرة من الهجرة سنة 13ه /634م، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في شهر صفر، ويقال: فتحت دمشق سنة أربع عشرة من الهجرة في رجب. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /461)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /143)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /268)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /22)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 52).

موقعها

في السنة الثالثة عشرة من الهجرة كان فتح دمشق. قال الحموي: «البلدة المشهورة قصبة الشام، وهي جنة الأرض بلا خلاف لحسن عمارة ونضارة بقعة وكثرة فاكهة ونزاهة رقعة وكثرة مياه ووجود مآرب». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (2 /463). وكذا انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /461)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /143)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /268)، "البداية والنهاية" لابن كثير (9 /577)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 52).

الطرف الأول

كان على كل باب من أبواب دمشق قائد. نزل خالد بن الوليد على الباب الشرقي وإليه باب كيسان أيضًا، ونزل أبو عبيدة على باب الجابية الكبير، ونزل يزيد بن أبي سفيان على باب الجابية الصغير، ونزل عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة على بقية أبواب البلد.

الطرف الثاني

جيش الروم بقيادة نسطاس بن نسطوس، يمده هرقل بالمدد والقوة.

سببها

كانت سبب فتح دمشق رغبة الجيش الإسلامي في نشر دعوة الإسلام وتوسيع دائرة الفتوحات الإسلامية. وذلك أن الله عز وجل شأنه لما هزم أهل اليرموك استخلف أبو عبيدة على اليرموك بشير بن كعب الحميري، وسار حتى نزل بمرج الصفر، وهو عازم على حصار دمشق، وقد كان عمر عزل خالد بن الوليد واستعمل أبا عبيدة على جميع الناس، فأتاه الخبر بقدوم مددهم من حمص، وجاءه الخبر بأنه قد اجتمع طائفة كبيرة من الروم بفحل من أرض فلسطين، وهو لا يدري بأي الأمرين يبدأ، فكتب إلى عمر في ذلك، فأجابه عمر يأمره بأن يبدأ بدمشق، فإنها حصن الشام وبيت ملكهم، وأن يشغل أهل فحل بخيل تكون بإزائهم، وإذا فتح دمشق سار إلى فحل، فإذا فتحت عليهم سار هو وخالد إلى حمص، وترك شرحبيل بن حسنة وعمرا بالأردن وفلسطين. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /461)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /143)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /268)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /19)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 52).

أحداثها

أرسل أبو عبيدة إلى فحل طائفة من المسلمين فنزلوا قريبا منها، وبعث جندا آخر فنزلوا بين حمص ودمشق، وأرسل جندا آخر، فكانوا بين دمشق وفلسطين، وسار أبو عبيدة وخالد فقدموا على دمشق، وعليها نسطاس، فنزل أبو عبيدة على ناحية، وخالد على ناحية، وعمرو على ناحية، وعلى الخيل عياض بن غنم، وعلى الرجالة شرحبيل بن حسنة، فقدموا دمشق وعليها نسطاس بن نسطوس، فنزل خالد بن الوليد على الباب الشرقي وإليه باب كيسان أيضا، ونزل أبو عبيدة على باب الجابية الكبير، ونزل يزيد بن أبي سفيان على باب الجابية الصغير، ونزل عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة على بقية أبواب البلد ونصبوا المجانيق والدبابات، وقد أرصد أبو عبيدة أبا الدرداء على جيش ببرزة يكونون ردءا له. فحاصر المسلمون أهل دمشق سبعين ليلة حصارًا شديدًا، وقيل أربعة أشهر، وقيل ستة أشهر، وقيل أربعة عشر شهرًا، وقاتلوهم بالزحف والمجانيق، وأهل دمشق ممتنعون من المسلمين غاية الامتناع، ويرسلون إلى ملكهم هرقل يطلبون منه المدد، وكان هرقل قريب حمص، وجاءت خيول هرقل مغيثة دمشق، فمنعتها خيول المسلمين التي عند حمص، فخذل أهل دمشق، وطمع فيهم المسلمون. فلما أيقن أهل دمشق أنه لا يصل إليهم مدد أبلسوا وفشلوا وضعفوا، وقوي المسلمون واشتد حصارهم، وجاء فصل الشتاء واشتد البرد وعسر الحال وعسر القتال، فقدر الله الكبير المتعال، ذو العزة والجلال، أن ولد لبطريق دمشق الذي على أهلها مولود في تلك الليالي، فصنع لهم طعاما وسقاهم بعده شرابا. وباتوا عنده في وليمته قد أكلوا وشربوا وتعبوا فناموا عن مواقفهم، واشتغلوا عن أماكنهم، ووفطن لذلك أمير الحرب خالد بن الوليد فإنه كان لا ينام ولا يترك أحدا ينام، ولا يخفى عليه من أمورهم شيء، بل مراصد لهم ليلا ونهارا، وله عيون وقصاد يرفعون إليه أحوال المقاتلة صباحا ومساء، فلما رأى خمدة تلك الليلة، وأنه لا يقاتل على السور أحد، وكان قد اتخذ حبالا كهيئة السلاليم وأوهاقا، فلما أمسى ذلك اليوم نهد هو ومن معه من جنده الذين قدم عليهم، وتقدمهم هو والقعقاع بن عمرو ومذعور بن عدي وأمثاله، وقالوا: إذا سمعتم تكبيرا على السور فارقوا إلينا، واقصدوا الباب، فلما وصل هو وأصحابه إلى السور ألقوا الحبال، فعلق بالشرف منها حبلان، فصعد فيهما القعقاع ومذعور وأثبتا الحبال بالشرفات، وكان ذلك المكان أحصن موضع بدمشق، وأكثره ماء، فصعد المسلمون، ثم انحدر خالد وأصحابه وترك بذلك المكان من يحميه وأمرهم بالتكبير، فكبروا، فأتاهم المسلمون إلى الباب وإلى الحبال، وانتهى خالد إلى من يليه فقتلهم، وقصد الباب فقتل البوابين، وقطع خالد وأصحابه أغاليق الباب بالسيوف، وفتحوا الباب عنوة، فدخل الجيش الخالدي من الباب الشرقي، وثار أهل المدينة لا يدرون ما الحال، وتشاغل أهل كل ناحية بما يليهم، فجعل كلما قدم أحد من أصحاب الباب الشرقي قتله أصحاب خالد، ودخل خالد البلد عنوة فقتل من وجده. فلما رأى الروم ذلك قصدوا أبا عبيدة وبذلوا له الصلح، فقبل منهم وفتحوا له الباب، وقالوا له: ادخل وامنعنا من أهل ذلك الجانب، وذهب أهل كل باب فسألوا من أميرهم الذي عند الباب من خارج الصلح، وقد كان المسلمون دعوهم إلى المشاطرة فيأبون عليهم، فلما دعوهم إلى ذلك أجابوهم، ولم يعلم بقية الصحابة ما صنع خالد، ودخل أهل كل باب بصلح مما يليهم، ودخل خالد عنوة، فالتقى خالد والقواد في وسط البلد، هذا قتلا ونهبا، وهذا صفحا وتسكينا، فأجروا ناحية خالد مجرى الصلح، وكان صلحهم على المقاسمة، وقسموا معهم للجنود التي عند فحل وعند حمص وغيرهم ممن هو ردء للمسلمين. ثم إن أبا عبيدة كتب لاهل دمشق كتاب الصلح، وأرسل إلى عمر بالبشارة والفتح والنصر. واختلف العلماء في دمشق هل فتحت صلحًا أو عنوة، فأكثر العلماء على أنه استقر أمرها على الصلح، لأنهم شكوا في المتقدم على الآخر: أفتحت عنوة ثم عدل الروم إلى المصالحة، أو فتحت صلحًا، أو اتفق الاستيلاء من الجانب الآخر قسرًا؟ فلما شكوا في ذلك جعلوها صلحًا احتياطًا، وقيل: بل جعل نصفها صلحًا ونصفها عنوة، وهذا القول قد يظهر من صنع الصحابة في الكنيسة العظمى التي كانت أكبر معابدهم حين أخذوا نصفها وتركوا لهم نصفها، والله أعلم. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /437-441)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /142- 144)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /268- 270)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /19- 23)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 52- 53).

نتيجتها

1- فتح المسلمون دمشق بعد حصار دام عدة أشهر، وصالحوا الروم على البقاء فيها، ودفع الجزية للمسلمين. 2- كان فتح دمشق من أكبر الانتصارات التي يحققها المسلمون على الإمبراطورية البيزنطية ومن أعظمها. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /440)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /142)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /270)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /22- 23)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 53).