البحث

عبارات مقترحة:

الولي

كلمة (الولي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (وَلِيَ)،...

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

المحيط

كلمة (المحيط) في اللغة اسم فاعل من الفعل أحاطَ ومضارعه يُحيط،...

معركة المذار

في السنة الثانية عشرة من الهجرة سار خالد بن الوليد بجيشه إلى المَذَار، لمّا سمع باجتماع الفارين من معركة ذات السلاسل فيها، وكان قارن قائد فارس قد جاء بمدد من كسرى عظيم الفرس لغزوهم في معركة ذات السلاسل، فالتقى الجيشان في منطقة المَذَار أو الثِّنْيِ، وهو النهر، ودعا قارن للمبارزة، فقتله معقل، كما قُتِل قباذ وأنوشجان من قادة الفرس، واقتتل الفريقان قتالًا شديدًا حتى انتصر ا لمسلمون، و قُتِل من الفرس مقتلة عظيمة نحو من ثلاثين ألف، وفَرّ من بقي، وغرق الكثير منهم في النهر، وغنم المسلمون غنائم كثيرة، وبعث خالد بالبشارة والفتح والخمس من الأموال والسبي إلى الصديق.

اسم المعركة

تسمى معركة المَذَار، أو وقعة الثِّنْيِ.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث السنة الثانية عشرة من الهجرة (12ه /633م) في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وذكر ابن كثير والطبري أن وقعة المَذَار كانت في شهر صفر. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /351)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /102)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /236)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /344).

موقعها

وقعت معركة المَذَار في منطقة المَذَار، وهو مكان يقع على الشاطئ الشرقي لدجلة. قال الحموي: «و المَذَار: في ميسان بين واسط والبصرة وهي قصبة ميسان، بينها وبين البصرة مقدار أربعة أيام، وبها مشهد عامر كبير جليل عظيم قد أنفق على عمارته الأموال الجليلة وعليه الوقوف وتساق إليه النذور، وهو قبر عبد الله بن علي بن أبي طالب». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (5 /88). ويقال لها أيضًا منطقة الثِّنْيِ، وهو النهر. قال الحموي: «والثِّنْي من كل نهر أو جبل منعطفه، ويقال: الثني اسم لكل نهر، ويوم الثني لخالد بن الوليد على الفرس قرب البصرة مشهور». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (2 /86). انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /351)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /102)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /236)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /344).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد.

الطرف الثاني

جيش الفرس بقيادة قارن بن قريانس.

سببها

بعث كسرى عظيم الفرس إلى قائده هرمز الذي كان يخوض معركة ذات السلاسل في العراق مددًا بقيادة قارن بن قريانس، ولم يصل قارن بجيشه إلى العراق حتَّى جاءه خبر انتصار جيش المسلمين وهزيمتهم للفرس في معركة ذات السلاسل، ففرَّ من الفرسِ من فرَّ في البداية، ولكنَّ قارن أعاد استجماع الجنود الفارين مع جنوده، وسار بهم إلى المَذَار، لتدور المعركة هناك. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /351)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /102)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /236)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /344).

أحداثها

أرسل كسرى عظيم الفرس قارن قائدا للمدد الفارسي لمعركة ذات السلاسل، فلما بلغ قارن انتصار جيوش المسلمين قام بإعادة تثبيت الفرس المنهزمين الفارِّين من المعركة، فضم الفارين إلى جنده، ومعهم قباذ وأنوشجان من قادة الفرس، ونزل بهم إلى منطقة المَذَار، وهي منطقة الثِّنْيِ، والثِّنْيِ هو اسم نهر من فروع نهر دجلة في العراق، وقد كان خالد بن الوليد يعتمد في حروبه على استطلاع أخبار العدو، فلمَّا عرف بأمر الفرس المعسكرين في المَذَار أرسل إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه يخبره بأمر الفرس، وأنه سيقاتلهم، وكان جيش الفرس يتألف من ثمانين ألف مقاتل، قد جهَّزوا السفن في النهر للهرب عند الهزيمة. التقى الجيشان في منطقة المَذَار أو الثِّنْيِ، وخرج قارن يطلب المبارزة، فبارزه معقل بن الأعشى بن النباش فقتله، وقتل عدي بن حاتم قباذ، وقتل عاصم أنوشجان، ثمَّ دارت معركة حامية الوطيس، انتهت بانتصارٍ عظيمٍ للمسلمين وفرار الفرس، وقَتْل ثلاثين ألفًا منهم، وغرق من غرق منهم في نهر الثِّنْيِ. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /351- 352)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /236)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /344- 345).

نتيجتها

قُتِل من الفرس مقتلة عظيمة يبلغون ثلاثون ألف مقاتل، وغرق الكثير منهم، ومنعت المياه المسلمين من طلبهم، وكانت الغنيمة عظيمة، وسبى عيالات المقاتلة، وقسم الفيء، وأنفذ الأخماس إلى المدينة، وأعطى الأسلاب من سلبها، وأخذ الجزية من الفلاحين وصاروا ذمة، وكان في السبي أبو الحسن البصري، والد التابعي المعروف بالحسن البصري، وكان نصرانيًّا، وبعث خالد بالخمس والفتح والبشارة إلى الصديق مع سعيد بن النُّعمان. قُتل قارن قائد المعركة، قتله معقل بن الأعشى بن النباش، وقتل عاصم أنوشجان، وقتل عدي بن حاتم قباذ، وكان شرف قارن انتهى، ولم يقاتل المسلمون بعده أحدا انتهى شرفه. سيطر المسلمون بعد هذه المعركة على الميناء الوحيد للفرس في العراق، وهو ميناء الأبلة. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /352)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /102)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /236)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /345).