البحث

عبارات مقترحة:

المقدم

كلمة (المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من التقديم، وهو جعل الشيء...

البصير

(البصير): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على إثباتِ صفة...

القريب

كلمة (قريب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فاعل) من القرب، وهو خلاف...

معركة عقرباء

بعد موت الرسول ارتد من ارتد من أحياء العرب، فأرسل أبو بكر الصدِّيق جيشًا بقيادة خالد بن الوليد إلى بني حنيفة، وكان مسيلمة الكذّاب رجلًا منهم ادعى النبوة، التقى الجيشان في منطقة عقرباء حتى كانت معركة اليمامة، وكانت الحرب يومئذ تارة للمسلمين وتارة للكافرين، وسقط من المسلمين كثير من الشهداء؛ أمثال زيد بن الخطاب وسالم مولى أبي حذيفة وغيرهم، حتى دخلت بنو حنيفة الحديقة، فاقتحم البراء بن مالك عليهم الحديقة، وقاتل على الباب، وفتحه للمسلمين ودخلوها عليهم، فاقتتلوا أشد القتال، وكثر القتلى في الفريقين لا سيما في بني حنيفة، فلم يزالوا كذلك حتى قتل مسيلمة، وولَّى قومُه منهزمين، وصالحهم خالد على الذهب والفضة والسلاح ونصف السبي، ثم دعاهم إلى الإسلام فأسلموا فرد عليهم بعض ما أخذ منهم.

اسم المعركة

تسمى معركة عقرباء، أو معركة اليمامة، أو معركة حديقة الموت.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث السنة الحادية عشرة من الهجرة (11 ه /632م) في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /281)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /214)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /323).

موقعها

وقعت معركة اليمامة في منطقة تسمّى عقرباء. قال الحموي: «منزل من أرض اليمامة في طريق النباج قريب من قرقرى وهو من أعمال العرض، وهو لقوم من بني عامر ابن ربيعة كان لمحمد بن عطاء أحد فرسان ربيعة المذكورين، وخرج إليها مسيلمة لما بلغه سرى خالد إلى اليمامة فنزل بها في طرف اليمامة ودون الأموال وجعل ريف اليمامة وراء ظهره». انظر: "معجم البلدان" لياقوت الحموي (4 /135)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /323).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد.

الطرف الثاني

جيش مسيلمة بقيادة مسيلمة الكذاب.

سببها

وقعت المعركة بسبب ردة بني حنيفة عن الإسلام، وادعاء رجل منهم النبوة، وهو مسيلمة الكذّاب. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /281)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /214)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /323).

أحداثها

لما مات النبي ارتد من ارتد من أحياء العرب، وخاض المسلمون معارك الردة ضدهم، واتبعوا فلولهم وأماكنهم، بعث أبو بكر الصدِّيق السرايا إلى المرتدين، فأرسل جيشًا بقيادة عكرمة بن أبي جهل إلى مسيلمة، وأتبعه شُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ، وأوصاه ألَّا يبدأ القتال وأن ينتظر تجمع جيوش المسلمين، لكنه شنّ الغارة مستبِقًا قبل تجمع الجيوش، فأصيب بهزيمة منكرة، فوجّهه أبو بكر إلى بلاد عمان والمهرة وحضرموت، وقال له: لا أرينَّك ولا تراني، لا ترجعنَّ فَتُوهِنَ الناس. ثمَّ أرسل أبو بكر شرحبيل بن حسنة، فكتب إلى شرحبيل بالمقام إلى أن يأتي خالد، فإذا فرغوا من مسيلمة تلحق بعمرو بن العاص تعينه على قضاعة، لكنَّ شرحبيل تعجل بلقاء العدو، فأُصيب جنده أيضًا، وأقام خالد بالبطاح ينتظر وصول البعث إليه، فلما وصلوا إليه سار إلى اليمامة، وكان معه المهاجرين والأنصار، وكان حامل لواء الأنصار في جيش المسلمين ثابت بن قيس، وحامل لواء المهاجرين سالم مولى أبي حذيفة وزيد بن الخطاب، وبقيَّة العرب كل قبيلة على راياتها، فتقدَّم خالد بجيشه إلى جيش مسيلمة، وبنو حنيفة يومئذ كثيرون، كانت عدتهم أربعين ألف مقاتل، وعسكر مسيلمة في عَقْرَباء، وأرسل من يستطلِع أخبار خالد، فوقع جواسيس مسيلمة في يد المسلمين فأسروهم، فقتلهم خالد، وأبقى على حياة مُجَّاعَةُ بْنُ مُرَارَةَ أسيرًا عنده، لشرفه ومكانته في بني حَنيفة. وكان مع مسيلمة نَهَارٌ الرَّجَّالُ بْنُ عُنْفُوَةَ، وكان قد هاجر إلى النبي وقرأ القرآن، وفقه في الدين، وبعثه معلمًا لأهل اليمامة، وليشغب على مسيلمة، فكان أعظم فتنة على بني حنيفة من مسيلمة، شهد أن محمدًا يقول: إن مسيلمة قد أشرك معه، فصدقه بنو حنيفة واستجابوا له، وكان مسيلمة ينتهي إلى أمره، وكان يؤذّن له عبد الله بن النواحة، والذي يقيم له حجير بن عمير، فكان حجير يقول: أشهد أن مسيلمة يزعم أنه رسول الله. ثمَّ التقى الجيشان في عقرباء، وترك مسيلمة الأموال وراء ظهره، فقال شرحبيل بن مسيلمة: يا بني حنيفة، قاتلوا؛ فإن اليوم يوم الغيرة، فإن انهزمتم تستردف النساء سبيات، وينكحن غير خطيبات، فقاتلوا عن أحسابكم وامنعوا نساءكم، وكان أول من لقي المسلمين نهار الرجال بن عنفوة فقتل، قتله زيد بن الخطاب، واشتد القتال، ولم يلقَ المسلمون حربًا مِثْلها في الشدَّة والعنف، وانهزم المسلمون، ووصل بنو حنيفة إلى مُجَّاعة ففَكُّوا أسْرَه، ثمَّ إن المسلمين تنادوا على بعضهم ليصمدوا، فتقدَّم ثابت بن قيس حامل لواء الأنصار فقاتَلَ حتى قُتل، ثمَّ حمل خالد بالناس حتى ردوهم إلى أبعد مما كانوا، واشتد القتال وتذامرت بنو حنيفة، وقاتلت قتالًا شديدًا، وكانت الحرب يومئذ تارة للمسلمين وتارة للكافرين، وسقط من المسلمين كثير من الشهداء؛ أمثال زيد بن الخطاب وسالم مولى أبي حذيفة وغيرهم. فلما رأى خالد ما الناس فيه قال: امتازوا أيها الناس؛ لنعلم بلاء كل حي، ولنعلم من أين نُؤتى، فامتازوا، وكان أهل البوادي قد جنبوا المهاجرين والأنصار، وجنبهم المهاجرون والأنصار، فقال كل حي: اليوم يُستحى من الفرار، فما رئي يوم كان أعظم نكاية من ذلك اليوم، ولم يدر أي الفريقين كان أعظم نكاية، وثبت مسيلمة فدارت رحاهم عليه، فعرف خالد أنها لا تركد إلا بقتل مسيلمة، ولم تحفل بنو حنيفة بمن قتل منهم. ودارت رحا المسلمين، ولحق خالد بمسيلمة وأرهقه، فأدبر وزال أصحابه، وصاح خالد في الناس فركبوهم، فكانت هزيمتهم، فقال بنو حنيفة لمسيلمة: أين ما كنت تعدنا؟ فقال لهم: قاتِلوا على أحسابكم، ونادى الْمُحَكَّم: يا بني حنيفة، الحديقة الحديقة! فدخلوها وأغلقوا عليهم بابها، فلما دخلت بنو حنيفة الحديقة قال البراء بن مالك: يا معشر المسلمين، ألقوني عليهم في الحديقة. فقالوا: لا نفعل، فقال: والله لتطرحنني عليهم بها! فاحتمل حتى أشرف على الجدار فاقتحمها عليهم، وقاتل على الباب وفتحه للمسلمين ودخلوها عليهم، فاقتتلوا أشد قتال، وكثر القتلى في الفريقين لا سيما في بني حنيفة، فلم يزالوا كذلك حتى قتل مسيلمة، وولَّى قومُه منهزمين، وقبَض خالد على مجّاعة مرَّة ثانية، وقال له: أين مسيلمة؟ فتفقَّدوه بين القتلى، فدلَّهم عليه، فإذا مسيلمة رجل ذو جسم صغير، فقال خالد: هذا الذي فعل بكم ما فعل. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /281- 299)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /214- 218)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /323- 325).

نتيجتها

1- قُتِل من المهاجرين والأنصار من أهل المدينة ثلاثمائة وستون، ومن المهاجرين من غير المدينة ثلاثمائة رجل، وقتل ثابت بن قيس، قطع رجل من المشركين رجله، فأخذها ثابت وضربه بها فقتله، ويقال: قُتِل من المهاجرين والأنصار ستة وستون رجلًا. 2- وقُتِل من بني حنيفة بعقرباء سبعة آلاف، وبالحديقة مثلها، وفي الطلب نحو منها، ويقال: قُتِل من جيش مسيلمة الكذاب قريباً من عشرين ألفًا. 3-القضاء على مسيلمة الكذاب ومحكم اليمامة، واشترك في قتل مسيلمة الكذاب وحشي مولى جبير بن مطعم ورجل من الأنصار، كلاهما قد أصابه، أما وحشي فدفع عليه حربته، وأما الأنصاري فضربه بسيفه، فكان وحشي يقول: ربك أعلم أينا قتله، وكان الذي قتل محكم اليمامة عبد الرحمن بن أبي بكر، رماه بسهم في نحره وهو يخطب ويحرض الناس، فقتله. 4- القضاء على أكبر قوة للمشركين في جزيرة العرب، مما جعل أمور الخلافة الإسلامية تستقيم بتخلصها من هذه القوة. 5- عزم على غزو الحصون ولم يكن بقي فيها إلا النساء والصبيان والشيوخ الكبار، فخدعه مجاعة فقال: إنها ملأى رجالا ومقاتلة، فهلم فصالحني عنها، فصالحه خالد على الذهب والفضة والسلاح ونصف السبي، وقيل: ربعه، ووصل كتاب أبي بكر إلى خالد أن يقتل كل محتلم، وكان قد صالحهم، فوفى لهم ولم يغدر. 6- دعا خالد بني حنيفة إلى الإسلام فأسلموا عن آخرهم، ورجعوا إلى الحق، ورد عليهم خالد بعض ما كان أخذ من السبي، وساق الباقين إلى الصديق، وقد تسرى علي بن أبي طالب بجارية منهم، وهي أم ابنه محمد الذي يقال له: محمد بن الحنفية رضي الله عنه. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /290- 299)، الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /218)، "البداية والنهاية" لابن كثير (6 /325).