البحث

عبارات مقترحة:

الشافي

كلمة (الشافي) في اللغة اسم فاعل من الشفاء، وهو البرء من السقم،...

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

غش الإمام الرعية

إمامةُ المسلمين أمرٌ عظيم، ولها مسؤولية عظيمة، لذا جعل الإسلام غشّ الإمام رعيته من الكبائر، لما فيه من الإفساد في الأرض، وإلحاق الضرر بالأمة الإسلامية على وجه العموم، وفيه خيانة للأمانة التي وكله الله بها.

التعريف

التعريف اصطلاحًا

ظلم الإمام الأعظم أو نائبه، وكل من تولى أمر المسلمين لهم، والاحتجاب عنهم، وعدم قضاء حوائجهم. انظر "الذخائر " للسفاريني (417)، "موسوعة الأخلاق الإسلامية: الدرر السنية" (2 /375).

الأدلة

القرآن الكريم

غش الإمام الرعية في القرآن الكريم
توعَّدَ الله الظالمين في كتابه بالعذاب الأليم فقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الشورى: 42] وقال تعالى: ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227] - وذكر في كتابه أن الله ليس بغافلٍ عنهم إنما يؤخر عذابهم ليوم الآخرة: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ [إبراهيم: 42] وهذا التوعد للظالمين عامٌ يدخل فيه ظلم الراعي لرعيته بل من بابٍ أولى دخوله، فهو أقدر الناس على الظلم، وظلمه لهم يناقض الأمر الذي تقلده، فإنما قلّد أمور المسلمين للقيام بحقوقهم، وبظلمه لهم جمع بين تضييع الأمانة، وظلم الناس.

السنة النبوية

غش الإمام الرعية في السنة النبوية
1- حذر الرسول من الظلم فعن عبدالله بن عمر: أن ارسول قال: «الظُّلْمُ ظُلُماتٌ يَومَ القِيامَةِ». أخرجه البخاري (2447). 2-ونبه الرسول على المسؤلية التي يتحملها الإمام فعن عبدالله بن عمر أن الرسول قال: «كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ ، والأمِيرُ راعٍ ، والرَّجُلُ راعٍ على أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ على بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ». أخرجه البخاري (5200). 3- وذكر عليه الصلاة والسلام أن مصير الراعي الذي غش رعيته في النار فعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : «مَا مِنْ رَاعٍ غَشَّ رَعِيَّتَهُ إِلَّا وَهُوَ فِي النَّارِ». " المعجم الكبير " للطبراني (20 /288) رقم الحديث (533). 4- وذكر أن الجنة حرام عليه فقد أخرج مسلم في صحيحه أن عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيادٍ عادَ مَعْقِلَ بنَ يَسارٍ المُزَنِيَّ في مَرَضِهِ الذي ماتَ فِيهِ، قالَ مَعْقِلٌ: إنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِن رَسولِ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، لو عَلِمْتُ أنَّ لي حَياةً ما حَدَّثْتُكَ، إنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «ما مِن عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَومَ يَمُوتُ وهو غاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ ، إلّا حَرَّمَ اللَّهُ عليه الجَنَّةَ» أخرجه مسلم (142).

أقوال أهل العلم

السياسةُ نوعان: سياسة ظالمة، فالشريعة تحرمها، وسياسة عادلة تخرج الحق من الظالم الفاجر، فهي من الشريعة، علمها من علمها، وجهلها من جهلها. ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "الطرق الحكيمة " لابن القيم (1 /7-8).
ابن عُثَيْمِين
أَبُو الوَفاء البَغْدادي

الأضرار والمفاسد

غش الراعي للرعية خيانة للأمانة ومن مضارها: 1- كبيرةٌ من الكبائر التي تدخل صاحبها النار، وتجلب سخط الله تعالى لصاحبها. 2- تنشر الظلم بين الناس. 3- تؤدي إلى فساد المجتمع اقتصاديًا وسياسيًا وأخلاقيًا. 4- تفسد سوية الفطر السليمة وتحيلهم وحوشاً يسعون وراء شهواتهم. 5- انتشار الغلول والرشوة والمطل والغش لأنها كلها من الخيانة. 6- تراجع الأمة الإسلامية، وتخلفها عن قيادة الإنسانية. انظر "نضرة النعيم في أخلاق الرسول الكريم " (10 /497).

وسائل الاجتناب

1- استحضار عذاب الله والدّار الآخرة وما يجنبيه على نفسه الذي يغشُّ. 2- استحضار الأمانة التي حمّلها اللهُ الإمام، فله أجرها وعليه وزرها. 3- التّزود بالعلم الشرعي الذي يعصم صاحبه عن الزلل. 4- أن يستيعن الحاكم برفقاء وحاشية أتقياء يعينونه على الخير، ويذكرونه بالله، ويصدقونه الخبر عن أحوال الرعية. قال العيني: «ينبغي للسلطان أن يجتهدَ أن ترضى عنه جميعُ رعيَّتِه بموافقة الشرع، وينبغي ألا يغترَّ بكُلِّ من وصَل إليه وأثنى عليه، وألا يعتقدَ أنَّ جميعَ الرعية مثلُه راضون عنه، فإن الذي يثني عليه إنما يفعل ذلك من خوفه منه أو من طمعه، بل ينبغي أن يُرتِّب ناسًا يعتمد عليهم يسألون عن حالاته من الرعية، ويتجسسون ليعلم عيبه من ألسنة الرعية». "السيف المُهنَّد في سيرة الملك المُؤيَّد" (ص288).