الغلول

أهداف المحتوى:


  • أن يفهم ما هو الغلول .
  • أن يدرك خطورة الغلول، ومضارّه .
  • أن يتعرف على العقوبة والآثار المترتبة على الغلول في الدنيا والآخرة .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن الغلول
  • عن عدي بن عميرة الكندي -رضي الله عنه- مرفوعاً: «من اسْتَعْمَلْنَاهُ منكم على عمل، فكَتَمَنَا مِخْيَطًا فما فوقه، كان غُلُولا يأتي به يوم القيامة». فقام إليه رجلٌ أسودُ من الأنصار، كأني أنظر إليه، فقال: يا رسول الله، اقبل عني عَمَلَكَ، قال: «وما لك؟» قال: سمعتك تقول كذا وكذا، قال: «وأنا أقوله الآن: من اسْتَعْمَلْنَاهُ على عمل فلْيَجِيْء بقليله وكثيره، فما أُوتِيَ منه أَخَذَ، وما نهي عنه انْتَهَى». شرح وترجمة الحديث
  • عن بُرَيْدَة بن الحُصَيب الأَسْلَمِيّ -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أمَّر أميرًا على جَيْش أو سَرِيَّة أَوْصَاه بتَقْوَى الله، ومَن معه مِن المسلمين خيرًا، فقال: "اغْزُوا بسم الله في سبيل الله، قاتِلُوا مَن كَفَر بالله، اغْزُوا ولا تَغُلُّوا ولا تَغْدِروا ولا تُـمَثِّلُوا ولا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وإذا لَقِيتَ عَدُوَّك مِن المشركين فادْعُهم إلى ثلاث خِصال -أو خِلال-، فأيَّتُهُنَّ ما أجابوك فاقْبَلْ منهم وكُفَّ عنهم، ثم ادْعُهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقْبَلْ منهم. ثم ادْعُهم إلى التَّحَوُّل مِن دارهم إلى دار المهاجرين، وأَخْبِرْهم أنهم إن فَعَلُوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، فإن أَبَوْا أن يَتَحَوَّلُوا منها فأَخْبِرْهم أنهم يكونون كأَعْرَاب المسلمين يَجْرِي عليهم حُكْمُ الله تعالى، ولا يكون لهم في الغَنِيمَة والفَيْء شيءٌ إلا أن يُجَاهِدُوا مع المسلمين، فإن هم أَبَوْا فاسْأَلْهم الجِزْيَةَ، فإن هم أجابوك فاقْبَلْ منهم وكُفَّ عنهم، فإن هم أَبَوْا فاستَعِن بالله وقَاتِلْهم. وإذا حاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فأرادُوك أن تَجْعَلَ لهم ذِمَّةَ الله وذِمَّةَ نَبِيِّه، فلا تَجْعَلْ لهم ذِمَّةَ الله وذِمَّةَ نَبِيِّه، ولكن اجْعَلْ لهم ذِمَّتَك وذِمَّةَ أصحابك؛ فإنكم أن تُخْفِرُوا ذِمَمَكم وذِمَّةَ أصحابكم أَهْوَنُ مِن أن تُخْفِرُوا ذِمَّةَ الله وذِمَّةَ نَبِيِّه، وإذا حاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فأرادُوك أن تُنْزِلَهم على حُكْم الله فلا تُنْزِلْهم، ولكن أَنْزِلْهم على حُكْمِك، فإنك لا تَدْرِي أَتُصِيبُ فيهم حُكْمَ الله أم لا". شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: «غَزَا نَبِيٌّ مِن الأَنبِيَاء -صلوات الله وسلامه عليهم- فقال لقومه: لاَ يَتبَعَنِّي رجُل مَلَك بُضْعَ امرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أنْ يَبنِي بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا، وَلاَ أحَدٌ بَنَى بُيُوتًا لم يَرفَع سُقُوفَهَا، ولاَ أَحَدٌ اشتَرَى غَنَمًا أو خَلِفَات وهو يَنتظِرُ أَولاَدَها، فَغَزَا فَدَنَا مِنَ القَريَةِ صَلاةَ العَصر أو قَرِيباً مِن ذلك، فَقَال للشَّمسِ: إِنَّك مَأمُورَة وأَنَا مَأمُور، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَينَا، فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ الله عليه، فَجَمَع الغَنَائِم فَجَاءَت -يعني النار- لِتَأكُلَهَا فَلَم تَطعَمها، فقال: إِنَّ فِيكُم غُلُولاً، فَليُبَايعنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَة رجل، فَلَزِقَت يد رجل بِيَدِهِ فقال: فِيكُم الغُلُول فلتبايعني قبيلتك، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول، فَجَاؤوا بِرَأس مثل رأس بَقَرَةٍ من الذَّهَب، فَوَضَعَهَا فجاءت النَّارُ فَأَكَلَتهَا، فَلَم تَحِلَّ الغَنَائِم لأحَدٍ قَبلَنَا، ثُمَّ أَحَلَّ الله لَنَا الغَنَائِم لَمَّا رَأَى ضَعفَنَا وَعَجزَنَا فَأَحَلَّهَا لَنَا». شرح وترجمة الحديث
  • عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: كان على ثَقَلِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ يُقالُ له كِرْكِرَةٌ، فماتَ، فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «هو في النَّارِ». فذهبوا ينظرونَ إليهِ، فَوَجَدُوا عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا شرح وترجمة الحديث
  • «لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول ».
  •  بعثني النبي ﷺ ساعيا ثم قال انطلق أبًا مسعود ولا ألفينك يوم القيامة تجيء وعلى ظهرك بعير من إبل الصدقة له رغاء قد غللته قال إذا لا أنطلق قال إذا لا أكرهك ».

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • (الغلول ): لغة : مصدر قولهم : غلّ يغلّ إذا خان في الفيء أو الغنيمة أو غيرهما، وهو مأخوذ من مادّة (غ ل ل ) الّتي تدلّ على تخلّل شيء وثباته، كالشّيء يغرز، من ذلك قول العرب : «غللت الشّيء في الشّيء »: إذا أثبتّه فيه كأنّك غرزته، ومن الباب : الغلول في المغنم، وهو أن يخفى الشّيء فلا يردّ إلى القسم، كأنّ صاحبه قد غلّه بين ثيابه . اصطلاحا : الخيانة في بيت مال أو زكاة أو غنيمة وقيّده البعض بالغنيمة فقط . (من أنواع الغلول وصوره ): 1- الغلول في الفيء أو الغنائم، وهذا هو المشهور الّذي ينصرف إليه اللّفظ عند الإطلاق . 2- الغلول في الزّكاة، بدليل ما رواه أبو مسعود الأنصاريّ من قوله صلّى الله عليه وسلّم : «لا ألفينّك يوم القيامة تجيء على ظهرك بعير من إبل الصّدقة قد غللته ..». [رواه أبو داود ] 3- ومن الغلول أيضا ما ذكره القرطبيّ من هدايا العمّال (الموظّفين ) قال : «وحكمه في الفضيحة في الآخرة حكم الغالّ ».
    4- ومن الغلول : حبس الكتب عن أصحابها، ويدخل غيرها في معناها، وسيأتي في الآثار قول الزّهريّ : «إيّاك وغلول الكتب، فقيل له : وما غلول الكتب؟ قال : حبسها عن أصحابها ».
    5- الاختلاس من الأموال العامّة، عن المستورد بن شدّاد قال : سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول : «من كان لنا عاملا فليكتسب زوجة، فإن لم يكن له خادم فليكتسب خادما، فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكنا، قال أبو بكر : قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : «من اتّخذ غير ذلك فهو غالّ أو سارق ». [رواه أبو داود ] 6- ومن الغلول أيضا اغتصاب الأرض أو العقار أو ما أشبه ذلك، بل إنّ ذلك من أعظم الغلول . (حكم الغلول ): محرم وكبيرة من كبائر الذنوب، قال ابن حجر : نقل النوويّ الإجماع على أنّ الغلول من الكبائر . (من مضار الغلول ): (1) الغلول من الكبائر الّتي يعاقب عليها في الآخرة أشدّ عقاب حتّى ليجيء الغالّ يحمل ما غلّه على ظهره يوم القيامة . (2) الغالّ عقوبته الفضيحة في الدّنيا والآخرة . (3) المداراة على الغلول يعاقب عليها بعقوبة الغلول نفسه . (4) الغلول عار وشنار على صاحبه يوم القيامة . (5) الغلول يفقد الثّقة بأصحابه، وقد حذّرنا المصطفى صلّى الله عليه وسلّم من السّريّة الّتي تكون هذه صفتها . (6) صدقة الغلول مرفوضة لا يقبلها الله عزّ وجلّ . (7) الغلول يبعد صاحبه من الجنّة . (8) الغلول علامة من علامات النّفاق . (9) الغلول يورث الكراهية ويضيع الحقوق . (10) الغلول من بيت المال وأموال الزّكاة يعطّل المصالح العامّة ويفقد الفقراء والمساكين جزءا من حقوقهم الّتي كفلها الشّارع الحكيم .
    (الترهيب من الوقوع فيه ): 1/ قال الله تعالى : ﴿ وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُون ﴾ [سورة آل عمران : 161].
    2/ عن أبي حميد السّاعديّ - رضي الله عنه - أنّه أخبر أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم استعمل عاملا فجاءه العامل حين فرغ من عمله فقال : يا رسول الله، هذا لكم وهذا أهدي لي .
    فقال له : أفلا قعدت في بيت أبيك وأمّك فنظرت أيهدى لك أم لا؟ » ثمّ قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عشيّة بعد الصّلاة فتشهّد وأثنى على الله بما هو أهله ثمّ قال : «أمّا بعد فما بال العامل نستعمله، فيأتينا فيقول : هذا من عملكم وهذا أهدي إليّ، أفلا قعد في بيت أبيه وأمّه فنظر هل يهدى له أم لا؟ فو الّذي نفس محمّد بيده، لا يغلّ أحدكم منها شيئا إلّا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه إن كان بعيرا جاء به له رغاء، وإن كانت بقرة جاء بها لها خوار، وإن كانت شاة جاء بها تَيْعَر . فقد بلّغت » فقال أبو حميد : ثمّ رفع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يده حتّى إنّا لننظر إلى عفرة إبطيه . قال أبو حميد : وقد سمع ذلك معي زيد بن ثابت من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسلوه .
    [رواه البخاري ]3/ عن عديّ بن عميرة الكنديّ قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول «من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة ». [رواه مسلم ]
ماذا نفعل بعد ذلك
  • أن نحذر من هذا الذنب العظيم، ونعرف أنه من الكبائر التي توعَّد الله أصحابها بسوء العاقبة في الدنيا والآخرة .
  • أن نحذر من الخوض في أموال المسلمين العامة، ونبتعد عن التأويلات الباطلة .
  • أن نعرف الوعيد الشديد، والخزي الدنيوي والأخروي لهذه المعصية؛ فنجتنبها، ونبتعد عنها .

المحتوى الدعوي:



العنوان اللغة
الغلول العربية
التحذير من الغلول العربية
الغلول العربية