الغلو في الصالحين

مصطلحات ذات علاقة:


الْغُلُوّ


مجاوزة حد ما شرعه الله –تَعَالَى - بقول، أو فعل، أو اعتقاد . مثل قوله عَزَّ وجَلَّ
انظر : شرح الأصبهانية لابن تيمية، ص :124، اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية، ص :52، تيسير العزيز الحميد لسليمان بن عبدالله، ص :255

أهداف المحتوى:


  • أن يتعرَّف على معاني الغلو .
  • أن يعتدل في تعامله مع الصالحين .
  • أن يستدلَّ على تحريم الغلو في الصالحين .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن الغلو في الصالحين
  • عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تُطْروني كما أَطْرت النصارى ابنَ مريم؛ إنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله». شرح وترجمة الحديث
  • عن عائشة -رضي الله عنها-: "أن أم سلمة ذكرت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور، فقال: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله". شرح وترجمة الحديث
  • عن علي رضي الله عنه قال : قال لي النبي ﷺ : «فيك مَثَل من عيسى : أبغَضَتْه اليهودُ حتى بهتوا أمَّه، وأحبَّتْه النصارى حتى أنزلوه بالمنزلةِ التي ليس به »

نقولات عن المفردة


اقتباسات عن الغلو في الصالحين
«يهلَك فيَّ رجلان : مُحِبٌّ مُفرِط يُقرِّظُني بما ليس فيَّ، ومُبغِض يحمِلُه شَنآني على أن يبْهَتَني ». معجم الأعلام : علي بن أبي طالب رضي الله عنه

قصص حول المفردة:


قصص عن الغلو في الصالحين
  • جاء ناس من الشيعة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقالوا : يا أمير المؤمنين أنت هو؟ قال : مَن أنا؟ قالوا أنت هو؟ قال : ويلكم من أنا؟ قالوا : أنت ربُّنا قال : ارجعوا . فأبوا فضرب أعناقهم، ثم حفر لهم في الأرض، ثم قال : يا قنبر، ائتني بحزم الحطب فأحرقهم بالنار، ثم قال :لما رأيت الأمر أمرا منكرا ... أجَّجت ناري ودعوتُ قَنْبرا

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • (الغلو في الصالحين ): هو مجاوزة الحد في رفعهم فوق منزلتهم، وتقديسهم، والمبالغة في مدحهم .
    (تحذير الإسلام من الغلو ): قال تعالى : ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ﴾ [المائدة : 77] وقال النبي ﷺ : «إيَّاكم والغُلوَّ، فإنما أهلكَ مَن كان قبلَكم الغُلوُّ في الدينِ » [النسائي : 3057]، وقد حذَّر النبي ﷺ من الغلو في مدحه عليه الصلاة والسلام، فقال : «لا تُطْروني كما أَطرَت النَّصارى ابنَ مريم، فإنما أنا عبدٌ، فقولوا : عبدُ اللهِ ورسولُه » [البخاري : 3445].
    وقد ثبت أن الغلو في الصالحين كان هو أول وأعظم سبب أوقع بني آدم في الشرك الأكبر، فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه أخبر عن أصنام قوم نوح أنها صارت في العرب، ثم قال : "أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلَكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصِبوا إلى مجالسِهم التي كانوا يجلسون أنصابًا وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تُعبد، حتى إذا هلك أولئك، ونُسخ العلم، عُبِدت ".
    (أنواع الغلو المحرَّم في الصالحين ):أولاً : المبالغة في مدحهم، كما يفعل كثير من المبتدعة في تعظيم رؤسائهم، وقد أدَّت هذه المبالغة بكثير منهم في آخر الأمر إلى الوقوع في الشرك الأكبر في الربوبية، وذلك باعتقاد أن بعض الأولياء يتصرَّفون في الكون، وأنهم يسمعون كلام من دعاهم ولو من بُعد، وأنهم يجيبون دعاءه، وأنهم ينفعون ويضرون، وأنهم يعلمون الغيب، مع أنه ليس لديهم دليل واحد يتمسَّكون به في هذا الغلو، سوى أحاديث مكذوبة أو واهية ومنامات، وما يزعمونه من الكشف إما كذبًا، وإما من أثر تلاعب الشيطان بهم .
    وقد أدَّى بهم هذا الغلو إلى الشرك في الألوهية أيضًا، فدَعوا الأموات من دون الله، واستغاثوا بهم، وهذا والعياذ بالله من أعظم الشرك، وقد حذَّر النبي ﷺ من الغلو في مدحه عليه الصلاة والسلام، فقال : «لا تُطْروني كما أَطرَت النَّصارى ابنَ مريم، فإنما أنا عبدٌ، فقولوا : عبدُ اللهِ ورسولُه » [البخاري : 3445].
    وإذا كان هذا في حقِّه ﷺ فغيره من البشر أولى أن لا يزاد في مدحهم، فمن زاد في مدحه ﷺ أو في مدح غيره من البشر فقد عصى الله تعالى، ومن دعا إلى هذا الغلو وأصرَّ عليه بعد علمه بنهي النبي ﷺ فقد ردَّ سنته ﷺ، ودعا الناس إلى عدم اتباعه عليه الصلاة والسلام، وإلى اتباع وتقليد اليهود والنصارى في ضلالهم وغلوهم في أنبيائهم، والذي نهاهم الله تعالى عنه .
    ثانياً : تصوير الأولياء والصالحين : كما يقصده بعض الناس لأجل تكريمهم أو تذكُّر عبادتهم، ومن المعلوم أن أول شركٍ حدَث في بني آدم سببه الغلو في الصالحين بتصويرهم، كما حصل من قوم نوح عليه السلام، ...
    ولخطر التصوير وعِظَم جُرم فاعله وردت نصوص شرعية فيها تغليظ على المصوِّرين، وتدل على تحريم التصوير لذوات الأرواح، ومن النصوص الواردة في ذلك قوله ﷺ : «إنَّ أشدَّ الناسِ عذابًا يوم القيامة المصوِّرون » [البخاري : 5950].
ماذا نفعل بعد ذلك
  • الحذر من الغلو في الصالحين، والمبالغة في مدحهم وتقديسهم .
  • الحرص على إنزال الناس منازلهم، بعَدلٍ وعلم، ودون إفراط ولا تفريط .
  • الحرص على سد الذرائع والأبواب المؤدِّية إلى الشرك الأكبر، ومنها الغلو في الصالحين .