العفو
كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نَهى رسول الله ﷺ عن الصلاة نِصف النَّهار حتى تَزول الشمس إلا يوم الجُمعة.
[ضعيف.] - [رواه الشافعي.]
معنى الحديث النَّهي عن التَّنفل بالصلاة قُبيل الزَّوال، أي قبل أذان الظهر بدقائق يسيرة، واستثناء يوم الجُمعة من هذا النَّهي. والحديث ضعيف ويغني عنه فعل أصحاب النبي ﷺ؛ فإنهم كانوا يُصَلُّون نصف النَّهار يوم الجُمعة من غير نَكِير، ولأنه ﷺ حَثَّ على التَّبكير إلى الجمعة، ثم رغَّب في الصلاة إلى خروج الإمام، والغالب أن الإمام لا يخرج إلا بعد الزَّوال، وهذا يؤدي إلى أن جزءًا من الصلاة سيكون في وقت النهي. ثم إن ضبط وقت الزوال يوم الجُمعة فيه عُسر ومشقة خاصة في الأزمان السابقة قبل فشو الساعات؛ لأن الناس يكونون في المساجد تحت السقوف، ولا يشعرون بالزوال، ومطالبة المصلي بالخروج، وتخطي رقاب الناس؛ للنظر في زوال الشمس فيه مشقة لا تأتي الشريعة بمثله.
حتَّى تزول | حتَّى تميلَ عن وسط السماء نحو المغرب. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".