التعريف

التعريف اصطلاحًا

إحياء الموات: الأرض التي لا يختص بنفعها أحد، ولا يملكها أحد. انظر "الملخص الفقهي " للفوزان (2 /179).

الحكم التكليفي

إحياء الموات جائز، لحديث جابر عن النبي ﷺ: «من أحيا أرضًا ميتةً لم تكن لأحد قبله فهي له». أخرجه أبو داود (3074).

الأسباب

سبب إحياء الموات هو: ليتملك الأرض على وجهٍ شرعيٍّ. انظر "زاد المستقنع في اختصار المقنع " للحجاوي (ص137).

الصور

الصور التي يحصل بها إحياء الأرض: 1- بإحاطتها بحائط منيع، فإذا أحاطها بسور يمنعُ مَنْ خارِجَه من الدخول إلى تلك الأرض فقد ملكها، ولو لم يزرعها أو يبنِ فيها. 2- إجراء ماءٍ إلى أرض لا تُزرع إلا به، سواءً أجراه من نهرٍ أو بئرٍ أو غير ذلك، ولا تُملك الأرض بمجرد الزرع، فلو وضع في أرضٍ بذرًا فسُقي بالمطر، ونبت لم يعتبر فعله إحياءً. 3- أن يقطع الماء التي تمنع من الزراعة فيها، فالأرض التي تمتنع زراعتها لكثرة مياهها يحصل إحياؤها بمجرد إبعاد المياه الزائدة عنها، بحيث تصير صالحة للزرع. 4- حفر بئر في الأرض الموات، فيحصل به الإحياء بشرط الوصول إلى الماء، سواءً حفر بئراً كانت مطمورة، أو حَفَر بئرًا جديدة. 5- غَرْس الشجر فيها، فيحصل بالغرس الإحياء، ومن غرس شجرة واحدة ملك ما تحت أغصانها. انظر «الروض المربع» للبهوتي (2 /448).

الأقسام

تنقسم الأراضي إلى ثلاثة أقسام: 1- الأراضي التي يُعلم لها مالك - ولو كان المالك ميتاً لا وارث له -، فإنها لا تملك بالإحياء لها بل هي لبيت المال، إلا إذا كان المالك كافرًا. 2- الأراضي التي جرى عليها مُلْكٍ بوجود آثار عِمارة فيها، لكن لا يعلم لها مالكًا حاليًّا كالقرى القديمة التي هاجر منها أهلها وماتوا جميعًا، فهذه تملك بالإحياء لها. 3- الأراضي التي لم يجرِ عليها ملك ولا يوجد بها أثر عمارة من بناءٍ أو زرعٍ أو غراسٍ كالصحاري، وهذه تملك بالإحياء. انظر "الحواشي السابغات على أخصر المختصرات" للقعيمي (ص482).

الأركان

1- الشخص الذي ملكها بإحيائها. 2- الأرض الميتة التي لم يملكها أحد، التي ستملك بإحيائها. انظر "الشرح الممتع على زاد المستقنع " لابن عثيمين (10 /317).

الشروط

شروط ملك الأرض بالإحياء: 1- أن لاتكون قد مُلكت من قبل. 2- أن لا تكون من اختصاص فلانٍ بالنفع، ومن أمثلته: الأماكن التي يقطعها ولي الأمر للجلوس في الأسواق للتجار، فمن قُطع له شيء منها فله أن ينتفع به ويبيع فيه بضاعته، لكن ليس له بيع المحل. 3- أن يفعل ما يحصل به الإحياء: كأن يحوطها بسور منيع، أو يحفر فيها بئر، أو يجري الماء إليها، أو يغرس به الشجر. انظر "أخصر المختصرات " لابن بلبان (ص222).

مسائل متعلقة

استثناءٌ من الأراضي التي تملك بإحيائها

هناك أراضي موات لا تملك بالإحيا، ء ولو لم يملكها من قبل، ولو لم يوجد بها أثر عمارة، مثل: 1-أراضي عرفة، التي يقف الحجيج بها. 2- وجميع أراضي الحرم المدني والمكي. 3- والمقابر التي يُدفَن فيها المسلمون 4- والأراضي القريبة من المدن وتتعلّق بمصالحها، كالطرق وما اتسع أمام البلد. انظر "الروض المربع " للبهوتي (2 /447).

مذاهب الفقهاء

- ذَكَر ابن قدامة أن عامة الفقهاء على أن من أحيا أرضاً تملكها بإحيائها، وذكر أنهم اختلفوا في شروطها. -و لا فرق بين المسلم والذمي في الإحياء، نص عليه أحمد، وبه قال مالك، وأبو حنيفة. وقال مالك: لا يملك الذمي بالإحياء في دار الإسلام. انظر "المغني " لابن قدامة (5 /416).