البحث

عبارات مقترحة:

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...

الظهار

احترمَ الإسلامُ المرأة وكرَّمها وجعلَ لها حقوقًا، ولها ما عليها بالمعروف، وقد حرّم ما كان من عادة الجاهلية التي يقصد بها الإضرار بالمرأة، كالظّهار الذي يقصد به الرجل الإضرار بالمرأة في عدم وطئها، ولذلك أحكام سنبيّنها.

التعريف

التعريف لغة

الظهار: قول الرَّجل لزوجته: أنت عليَّ كظهر أمّي، يقال: ظاهر الرَّجل من امرأته واظاهر، وتظاهر منها، ظِهارًا ومُظاهَرَةً، والكلمة مأخوذةٌ من الظَّهر، وهو: أعلى الشَّيء وما يظهر منه،. ويأتي الظّهار بمعنى التَّباعد والتَّدابر والاحتراز، فيقال: تظاهر القَوم: إذا تَدابروا وأعطى كلُّ واحد منهم ظهره لصاحبه. ويطلق أيضاً على مقابلة الظَّهر بالظَّهر، وإنَّما خصُّوا الظَّهر؛ لأنَّ الظَّهر موضع الرُّكوب، والرَّجل راكبٌ والمرأة مركوبة أثناء الجماع، فكأنَّه إذا قال: أنت عليَّ كظهرأمّي، يريد: نكاحك حرامٌ عليَّ كنكاح أمي. انظر " مقاييس اللغة " (3 /471)، " لسان العرب " (4 /520).

التعريف اصطلاحًا

الظهار: أن يشبه زوجته أو بعضَ زوجته بمن تحرم عليه، أو بعض من تحرم عليه، أو يشبها برجل. انظر "الملخص الفقهي " للفوزان (2 /406).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

المعنى الاصطلاحي أخذ من المعنى اللغوي على سبيل الاستعارة، لأن الظهر موضع الركوب، والرجل راكبٌ والمرأة مركوبةٌ.

الحكم التكليفي

- محرّم؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا﴾ [المجادلة: 2]. - يحرم على المظاهِر والمظاهَر منها الوطءُ ودواعيه كالقبلة قبل كفارة الظهار، وذلك لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا﴾ [المجادلة، 3]. انظر "الشرح الممتع على زاد المستقنع " لابن عثيمين (13 /235).

الصور

1- أن يشبه زوجته بامرأة تحرم عليه: مثلاً: أنتِ عليَّ مثل أمي. 2- أن يشبه زوجته بجزء من مرأة تحرم عليه: مثلاً: أنتِ عليَّ كظهر أو يدي أمي. 3- أن يشبه زوجته برجل: أنت عليّ كزيد، أو أنت معي كفلان. انظر "نيل المآرب بشرح دليل الطالب " للتغلبي (2 /260).

الأركان

1- المظاهِر: وهو الزوج. 2- المظاهَر منها: وهي الزوجة التي شبهها الزوج بمن تحرم عليه. 3- الصيغة: وهو الكلام الذي حصل به الظهار. انظر "الشرح الكبير على المقنع " لابن أبي عمر الشارح (23 /225).

الشروط

1- أن يكون الظهار من الرجل. 2- أن يكون عاقلاً، فلا يصح ظهار المجنون. 3- أن يكون مميزاً يفهم ما يقول. 4- أن لا يجبره أحد بتهديد. انظر "حاشية الروض المربع " لابن قاسم (7 /3).

الصيغة

له صيغ كثيرة منها: 1- أن يقول: أنت عليّ كظهر أمي: - إن نوى الظهار أو لم ينوِ شيئاً: فهو ظهار، فيجب عليه كفارة الظهار قبل أن يمس امرأته. - وإن نوى أنها كأمه في الكرامة أو المحبة، فليس ظهاراً. 2- أن يقول: أنت أمي، أو مثل أمي: - إن لم ينوِ شيئاً؛ فلا يكون ظهاراً. - وإن نوى الظهار، فيجب عليه كفارة الظهار قبل أن يمس امرأته. 3- وإن قال: أنت علي كفلانة الأجنبية، أو أنت علي حرام، أو ما أحل الله لي حرام: فهذا ظهار في ولم ينوِ؛ لأنه صريح، فيجب عليه كفارة الظهار قبل أن يمس امرأته. 4- إن قال: أنت علي الميتة أو الدم أو الخنزير: - يقع ما نواه، فإن نوى الظهار وقع، وإن نوى الطلاق وقع. - إذا لم ينوِ شيئاً وقع ظهاراً، لأن معناه أنت علي حرام، كالميتة والدم. انظر "تيسير الفقه الحنبلي" للزحيلي (246/3).

مسائل متعلقة

حالات لا يصح فيها الظهار

حالات لا يصح فيها الظهار، ويكون باطلاً: 1- ولا يصح ظهار الطفل. 2- ولا ظهار المكره المجبر. 3- ولا ظهار الزائل عقله بالجنون أو الإغماء، أو نوم. 4- ولا يصح ظهار المرأة، وعليها الكفارة. انظر "كشاف القناع عن متن الإقناع " للبهوتي (5 /372).

ظهار المرأة من زوجها

إذا ظاهرت المرأة من زوجها، لم يصح؛ لأن الظهار خاص بالزوج، ويترتب عليها أحكام: 1- يجب عليها كفارة ظهار. 2- لا يجوز لها أن تبتدىء زوجها بالقبلة والاستمتاع قبل التكفير، وعليها أن تكمن زوجها من جماعها إذا أراد؛ لأنه حق له. انظر "زاد المستقنع في اختصار المقنع " للحجاوي (ص190).

كفارة الظهار

- يحرم على المظاهِر والمظاهَر منها الوطءُ ودواعيه، كالقبلة قبل كفارة الظهار، وأقسام كفارة الظهار على الترتيب: 1- أن يعتق رقبة مؤمنة. 2- فإن لم يجد فيصوم شهرين متتابعين، ويجب عليه في هذا الصيام؛ أن تكون النية للصيام في الليل، وينوي صيام كفارة الظهار. 3- فإن لم يقدر: أطعم ستن مسكينًا مسلمًا، ويجوز دفعها لمن يأخذ الزكاة لحاجة، وهم أربعة: الفقير، والمسكين، وابن السبيل، والمديون لفقره، ويكون الإطعام من الأصناف الأربعة، وهي: الشعير والأقط والتمر والزبيب، ولابد من تمليك الطعام للمساكين هذا الطعام، فلا يجوز أن يغديهم أو يعشيهم، ولا يجوز إخراج القيمة في هذه الكفارة. انظر "الروض المربع " للبهوتي (3 /245). والزمن الذي تعتبر فيه الكفارة هو وقت الوجوب، ووقت الوجوب في كفارة الظهار: هو وقت العود للجماع. انظر "الحواشي السابغات على أخصر المختصرات " للقعيمي (633).

مذاهب الفقهاء

الظهار ثابتٌ بالكتاب والسنة والإجماع واختلف العلماء في عدة مسائل من الظهار من أهمها: 1- من ظاهر من امرأةٍ واحدةٍ أكثر من مرةٍ على أقوالٍ: أ- عليه كفارةٌ واحدةٌ روي هذا القول عن علي بن أبي طالب، وعطاء بن أبي رباح، وجابر بن زيد، والشعبي، وطاووس وبه قال الزهري، ومالك، والأوزاعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو عبيد، وأبو ثور. ب- عليه كفاراتٌ إذا نوى بكل ظهارٍ غير السابق وهذا قول الثوري، وبه قال الشافعي في العراق. ج- إذا ظاهر من امرأته في مجالس فعليه كفارةٌ بكل مجلسٍ وإذا كان في مجلسٍ واحدٍ فكفارةٌ واحدةٌ ولو كان أكثر من ظهارٍ ويروى عن علي وبه قال قتادة وعمرو بن دينار. د- إذا ظاهر من امرأته في مجالس فعليه كفارةٌ بكل مجلسٍ وإذا ظاهر مراتٍ في مجلسٍ واحدٍ فعليه كفاراتٌ بعدد مرات الظهار إلا أن ينوي الظهار الأول وهو قول الأحناف. 2- من ظاهر من أكثر من زوجةٍ: أ- عليه كفارةٌ واحدةٌ يروى عن عمر وهو قول الحسن، وعطاء، وعروة، وربيعة، ومالك، والأوزاعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور. ب- عليه لكل امرأةٍ كفارةٍ وهو قول النخعي، والزهري، ويحيى الأنصاري، والثوري، والأحناف، والشافعي. 3- ما يتحقق به الظهار: أ- يتحقق الظهار بكل ذوات المحارم كأن يقول: أنت علي كظهر أمي أو أختي أو خالتي، وهو قول الحسن البصري، والشعبي، والنخعي، وجابر بن زيد، وعطاء، والزهري، ومالك، والأوزاعي، والثوري، والأحناف، و أحمد، وإسحاق، وأبو عبيد، وأبو ثور، والشافعي في الجديد. ب- لا يكون الظهار إلا بالأم أو الجدة وهو قول قتادة. ج- لا يكون الظهار إلا بالأم وحدها وهو قول الشعبي ونقله أبو ثور عن الشافعي. واختلفوا في غيرها من مسائل الظهار. انظر "الإشراف على مذاهب العلماء " لابن المنذر (5 /287- 289).

أحاديث عن الظهار

المواد الدعوية