البحث

عبارات مقترحة:

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

الوهاب

كلمة (الوهاب) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) مشتق من الفعل...

صفة الاستواء

كلمة الاستواء في اللغة مصدر من الفعل استوى، ويأتي بمعنى: علا وارتفع، وبمعنى: أقبل إلى الشيء وتوجّه إليه، وصفة الاستواء صفة ثابتة من صفات الله تعالى الخبرية الفعلية، ومعناها أنه سبحانه عالٍ في السماء، وأنه مرتفع فوق عرشه، وذلك معلوم، وكيفيته مجهولة، فيُثبت لله كما أخبر به عن نفسه بلا تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل. وهي صفة ثابتة لله تعالى في الكتاب والسنة، وعليها إجماع الأمة.

التعريف

التعريف لغة

الاستواء في اللغة مصدر من الفعل (استوى)، وهو من المادة اللغوية (سوي)، قال ابن فارس في معناها: «السين والواو والياء أصل يدل على استقامة واعتدال بين شيئين» "المقاييس" (3 /113)، وفي معناها اختلاف بحسب السياق الذي ترد فيه. فإن كانت متعدية بحرف الجر (على) فمعناها العلوّ قال الأخفش: «استوى أي علا، ويقول: استويتُ فوق الدابة، وعلى ظهر الدابة، أي: علوته»، وإن كانت متعدية بـ(إلى) فمعناها قصد الشيء والتوجه إليه، وقد يكون الأول بهذا المعنى، قال الفرّاء: «كان فلان مُقبلًا على فلان ثم استوى علَّي وإليَّ يُشاتِمني، على معنى: أقبل إليّ وعليّ، فهذا معنى قوله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ﴾ [فصلت: 11]، والله أعلم». وتأتي بمعنى الكمال عندما تكون مفردة غير متعدّية، كقوله تعالى في قصة موسى عليه السلام: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ﴾ [القصص: 14]. انظر "التهذيب" للأزهري (13 /85)، فهي إما بمعنى العلوّ والارتفاع، أو القصد والتوجّه، أو الكمال.

التعريف اصطلاحًا

هي صفة من صفات الله تعالى الثابتة له عز وجل على وجه يليق به، بلا تعطيل ولا تأويل ولا تشبيه، وهي ثابتة له بمعنى القصد والتوجه إلى السماء وهو الصعود إليها، كما في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ﴾ [فصلت: 11]، وبمعنى الارتفاع والعلو، كما قال تعالى: ﴿الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ﴾ [الرحمن: 5]، وهي تدل على تمام الارتفاع والعلو، قال ابن عثيمين رحمه الله: «بل إنها تدل مع ذلك على الكمال، لأن أصل هذه المادة (استوى) بمعنى كمل، فتكون استوى على العرش أي: علا عليه علوًّا تامًّا» ووردت عن السلف أيضًا بمعنى الاستقرار على العرش. انظر للاستزادة "شرح الطحاوية" لابن عثيمين (ص473). وهي من صفات الله الفعلية الخبرية.

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنيين واضحة، فإن ما دلت عليه اللغة من معنيي: العلو، والتوجه ثابت لله تعالى على وجه يليق به.

الفروق

الفرق بين صفة الاستواء و صفة العلو

الفرق بين العلوّ والاستواء أن العلوَّ هو صفة ذاتية لازمة له سبحانه، فهو عالٍ في السماء لم يزل في علوّه، وهي صفة يثبتها العقل والفطرة، والنقل، أما الاستواء فهو علوٌّ خاص أثبته الله لنفسه بصيغة الفعل، فهي صفة فعلية خبرية لا ذاتية. انظر "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (5/121-122). انظر: صفة العلو

الأدلة

القرآن الكريم

صفة الاستواء في القرآن الكريم
وردت صفة الاستواء في القرآن الكريم في تسعة مواضع، موضعان منها جاءا في إثبات استوائه سبحانه إلى السماء، والبقية في إثبات استوائه على العرش: · فأما إثبات الاستواء إلى السماء فجاء في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 29 ]، وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [فصلت: 11]. · وأما إثبات الاستواء إلى العرش فمنه قوله جل وعلا: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54]، وقوله سبحانه: ﴿اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ﴾ [الرعد: 2].

السنة النبوية

صفة الاستواء في السنة النبوية
وردت صفة الاستواء على العرش في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أنّ النبي أخذ بيده، فقال: «يا أبا هريرة! إن الله خلق السماوات والأرضين وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش يومَ السابعِ وخلقَ التُّربةَ يومَ السبتِ. ..» النسائي (412). وكذا في حديث قتادة بن النعمان رضي الله عنه: قال: سمعت رسول الله يقول: «لما فرغ الله من خلقه؛ استوى على عرشه». الخلال في "السنة" (119).

الإجماع

صفة الاستواء صفة ثابتة لله عز وجل بالإجماع، قال ابن عثيمين رحمه الله: «وأجمع عليه السلف رحمهم الله». "شرح الطحاوية" (ص471)

أقوال أهل العلم

«لا نقول كما قالت الجهمية: إنه في الأرض ههنا، بل على العرش استوى». ابن المُبَارَك "خلق أفعال العباد" للبخاري (2/15)
«وأهل السنة وسلف الأمة متفقون على أن مَن تأوّل (استوى) بمعنى: استولى، أو بمعنى آخر ينفي أن يكون الله فوق سماواته فهو جهمي ضال» ابن تَيْمِيَّة "التسعينية" (2/545)
«فَلَهُمْ عِباراتٌ عليها أرْبَعٌ ***** قد حُصِّلَتْ لِلْفارِسِ الطَّعّانِ وهِيَ اسْتَقَرَّ وقَدْ عَلا وكَذلِكَ ارْ ***** تَفَعَ الذي ما فِيهِ من نُكْرانِ وكذاك قد صَعِدَ الذي هُوَ رابِعٌ *****وأبُو عُبَيْدَةَ صاحِبُ الشَّيْبانِي يَخْتارُ هذا القَوْلَ في تَفْسِيِرِه *****أدْرى مِنَ الجَهْمِيِّ بالقُرْآنِ» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "النونية" (1/215)
«هذه الصفات من الاستواء، والإتيان، والنزول، قد صحّت بها النصوص، ونقلها الخلف عن السلف، ولم يتعرّضوا لها بِرَدٍّ ولا تأويل، بل أنكروا على من تأوَّلها، مع اتفاقهم على أنها لا تشبه نعوت المخلوقين، وأن الله ليس كمثله شيء ولا تنبغي المناظرة ولا التنازع فيها، فإن في ذلك مخولة للرد على الله ورسوله، أو حومًا على التكييف أو التعطيل». أَحمد الذَّهَبي "سير أعلام النبلاء" (11/376).

مذاهب المخالفين

ممن خالف في هذه الصفة الجهمية والمعتزلة، فهم ينفون صفات الله عز وجل ومنها الاستواء، فيؤوّلونها بالاستيلاء، ولا يصح عندهم تفسير الاستواء بالعلو والاستقرار؛ لأنه يلزم منه الجسمية، واستدلّوا ببيت الأخطل: قد استوى بشر على العراقِ***** من غير سيف أو دمٍ مِهراقِ جاء في تفسير البغوي: «وأوِّلت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء، وأما أهل السنة، فيقولون: الاستواء على العرش صفة لله تعالى بلا كيف، يجب على العبد الإيمان يه، ويَكِلُ العلمَ فيه إلى الله عز وجل» "تفسير البغوي" (2/237)، فهذا بيانٌ لمذهب أهل السنة، والرد على نُفاة هذه الصفة من أوجه: إن تفسير الاستواء بالاستيلاء يُفهم منه أن الرب جل وعلا، لم يكن مستوليًا على العرش حتى خلق السماوات والأرض؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [الأعراف: 54]، وهذا ظاهر البطلان. وأما قولهم بلزوم الجسمية من الاستواء فلا يُقَرّون عليه، ونقول: لا نثبت لله إلا ما أثبته هو لنفسه في كتاب أو سنة، والجسمية لم ترد فيهما، فنثبت ما أثبته ونترك ما لم يثبته، وإنما استلزموا هذا اللازم بسبب طلب معرفة الكيف، وهو متعذّر في صفات الله تعالى. انظر للاستزادة "شرح الواسطية" لخالد مصلح (ص87). إن معنى الاستواء مشهور ومعلوم عند العلماء من السلف، ولو لم يكن معلوماً ما قال الإمام مالك رحمه الله «الكيف مجهول» فنفيُ الكيف دلالة على العلم بالأصل. انظر "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (5/144 – 149). وأما استدلالهم بالبيت فلا يصح؛ لأنه ليس ثابتًا، قال ابن تيمية رحمه الله: «ولم يثبت نقل صحيح أنه شعر عربي، وكان غير واحد من أئمة اللغة أنكروه، وقالوا: إنه بيت مصنوع لا يعرف في اللغة، وقد علم أنه لو احتجَّ بحديث رسول الله لاحتاج إلى صحته، فكيف ببيت من الشعر لا يُعرف إسناده؟ وقد طعن فيه أئمة اللغة» "مجموع الفتاوى" (5/146)