البحث

عبارات مقترحة:

المليك

كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...

العفو

كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...

صفة الرضا

هي صفة من صفات الله تعالى الفعلية الخبرية الثابتة لله في الكتاب والسنة، وعليها إجماع سلف الأمة، وخالف فيها المتكلمون، فجعلها الجهمية والمعتزلة مخلوقًا من مخلوقات الله، وأوَّلها الأشاعرة بإرادة الثواب.

التعريف

التعريف لغة

الرضا في اللغة مصدر من الفعل رَضِيَ يرضَى، قال ابن فارس في معناها: «الراء والضاد والحرف المعتل أصل واحد يدل على خلاف السخط. تقول رضي يرضى رضى. وهو راض، ومفعوله مرضي عنه. ويقال إن أصله الواو؛ لأنه يقال منه رضوان» "المقاييس" (2/402).

التعريف اصطلاحًا

هي صفة من صفات الله تعالى الفعلية الخبرية الثابتة لله في كتابه وسنة نبيه ، وهذا الرضى يليق بجلاله بلا كيف، ولا صرف. انظر "معجم ألفاظ العقيدة" لعامر فالح (ص195). وهذه الصفة هي مطلب كل عابد، وغاية كل سالك من طاعتهم وعباداتهم. ومن الأدعية المأثورة التي يدعو بها طلاب الرضا في أرجى الأوقات ومظان إجابة الدعاء: «اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار» فالرضى عنهم في دار الكرامة وعدم السخط عليهم بعد الرضى مطلب ليس بعده مطلب. انظر "الصفات الإلهية" للجامي (ص202).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

تظهر العلاقة بين المعنيين من حيث إن الرضا في كل منهما ضد السخط، فرضا الله عز وجل عن عبده ينافي سخطه عليه.

الأدلة

القرآن الكريم

صفة الرضا في القرآن الكريم
جاءت صفة الرضى في القرآن الكريم في مواضع عديدة، منها: قوله تعالى : ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ [الفتح: 18] وقوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [المائدة: 119] وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)  جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ [البينة: 7-8]

السنة النبوية

صفة الرضا في السنة النبوية
وردت صفة الرضى في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ: «اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ برِضاكَ مِن سَخَطِك، وبمُعافاتِك مِن عُقوبتِك، وأعوذُ بك مِنك، لا أُحْصي ثَناءً عليك، أنت كما أثْنَيتَ على نفْسِك» أبو داود (1427)، والنسائي (1747)، وأحمد (1294) واللفظ لهم، والترمذي (3566)، وابن ماجه (1179) باختلاف يسير. وجاء أيضًا في حديث عبدالله بن عمرو رِضى اللَّه عنهما: «رِضى الوالِدَينِ، وسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوالدينِ» الترمذي (1899)، وابن حبان (429)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (7830) واللفظ له.

الإجماع

صفة الرضا ثابتة بإجماع العلماء الذين يُعتد بإجماعهم من الأئمة الأربعة وغيرهم ممن هم في طبقتهم أو بعدهم من الذين ينهجون منهج السلف الصالح. انظر "الصفات الإلهية" للجامي (ص202).

أقوال أهل العلم

«لا يُوصَف الله تعالى بصِفَات المخلوقين، وغضَبُه ورضاه صِفَتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السُّنة والجماعة، وهو يَغْضب ويَرضى، ولا يُقال: غضَبُه عقُوبتُه، ورِضاه ثوابُه، ونَصِفُه كما وصَف نفْسَه؛ أحَدٌ صمَدٌ، لم يلد ولم يُولَد، ولم يكن له كفُؤًا أحد، حيٌّ قادر، سميع بصير، عالم، يَدُ الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلْقِه، ووَجْهه ليس كوجوه خلقه» أبو حنيفة "اعتقاد الأئمة الأربعة" للخميس (ص9)
«إن الله سميع بصير عليم خبير، يتكلم ويرضى، ويسخط ويضحك ويعجب» قِوَام السُّنَّة "الحجة في بيان المحجة" (1/223)
«ومذهب السلف وسائر الأئمة إثبات صفة الغضب والرضا والعداوة والولاية والحب والبغض ونحو ذلك من الصفات التي ورد بها الكتاب والسنة» ابن أَبي العِزّ "شرح الطحاوية" (ص 463)

مذاهب المخالفين

خالف في هذه الصفة عموم المتكلمين من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، فأما الجهمية فجعلوها مخلوقًا منفصلًا عن الله تعالى، وأما الأشاعرة فأوّلوها بإرادة الثواب. انظر "إيضاح الدليل" لابن جماعة (ص143). والرد عليهم أن يقال: أن ما ذهبوا إليه جميعًا من نفي الرضا وغيره من الصفات الاختيارية فرارًا من التشبيه والتركيب يلزمهم معه نفي ما أثبتوه من صفاته تعالى، لأن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر. فلا فرق بين ما أثبته ما أثبتته الأشاعرة من إرادة الباري عز وجل، وما أثبته السلف من الرضا والغضب والاستواء وغيرها، فالقول في هذه كالقول في تلك. انظر "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (5/351). يقول محمد ابن أبي بكر الرازي الماتريدي المتوفى سنة 660هـ في "الهداية في أصول الدين" : «واعلم ان الله تعالى يغضب ويرضى؛ لأنه من لا يغضب ولا يرضى لا يكون آمراً، ولا ناهياً، لا كأحد من الورى؛ لأنهما إذا دخلو في العبد غير عليه الحال، لأن غضب العبد ورضاه من صفاته، وهو بجميع صفاته مخلوق، والمخلوق لا يخلو من تغير الحال، وتبدل الأحوال. وأما غضب الله ورضاه لا يغير، ومن قال: (غضب الله النار، ورضاه الجنة) فقد تسفسط، وتزندق، وابتدع. لأن الجنة والنار مخلوقتان، والمخلوق لا يكون صفة الخالق؛ لأن العقوبة كانت بغضبه، وثوابه كان برضاه، ولذلك لا يجوز أن يقال كقولهم: (غضبه عقوبته، ورضاه ثوابه) وهما محدثان. فالمراد من ذلك: ان النار تستوجب بغضب الله، والجنة تستوجب برضا الله، فعقوبته نار، وآفة، وبلاء، وثوابه جنة، وراحات، ونعماء».