البحث

عبارات مقترحة:

الجميل

كلمة (الجميل) في اللغة صفة على وزن (فعيل) من الجمال وهو الحُسن،...

الوهاب

كلمة (الوهاب) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) مشتق من الفعل...

البر

البِرُّ في اللغة معناه الإحسان، و(البَرُّ) صفةٌ منه، وهو اسمٌ من...

صفة الصورة

الصورة هي صفة من صفات الله تعالى الثابتة له سبحانه بالأحاديث الصحيحة، وعليها إجماع سلف الأمة، وهي صورة تليق به عز وجل، ولا يلزم من إثباتها التمثيل أو التشبيه. وخالف فيها نفاة الصفات من الجهمية وغيرهم، وأوّلوها بمعنى الصفة، كقول القائل: صورة الأمر كذا، أي: صفته.

التعريف

التعريف لغة

الصورة في اللغة من المادة اللغوية (صور)، قال ابن فارس في معناها: «الصّادُ والواوُ والرّاءُ كَلِماتٌ كَثِيرَةٌ مُتَبايِنَةُ الأُصُولِ. ولَيْسَ هَذا البابُ بِبابِ قِياسٍ ولا اشْتِقاقٍ، من ذلك الصورة؛ صورة كل مخلوق، والجمع صُوَر، وهي هيئةُ خِلقته. والله تعالى البارئ المصوِّر» "المقاييس" (3/320).

التعريف اصطلاحًا

هي صفة من صفات الله تعالى الثابتة بالأحاديث الصحيحة، وهي من الصفات الذاتية الخبرية، وتثبت لله عز وجل كما أثبته هو لنفسه، وعلى ما يَلِيق بجلال وجْهه وعظيم سُلْطانه. وهي صورة حقيقية لائقة بالله لا نعرف كنهها. انظر "مختصر الصواعق" لابن الموصلي (ص539)

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنى اللغوية والمعنى الاصطلاحي بيّنة، فما جاء في أصل اللغة موافق للاصطلاح، إلا أن المعنى الثابت لله لا يثبت لسواه إلا في أصله وحقيقته، دون كيفيته.

الأدلة

السنة النبوية

صفة الصورة في السنة النبوية
جاءت صفة الصورة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ ناسًا قالوا لرسول الله : يا رسول الله، هل نَرَى ربَّنا يوم القيامة؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «هل تُضَارّون في رؤْية القمر ليلةَ البدْر؟» قالوا: لا يا رسول الله... وفيه: «يجمع الله الناسَ يوم القيامة، فيقول: مَن كان يعبد شيئًا فلْيتبعه، فيَتبع مَن كان يعبد الشمسَ الشمسَ، ويتبع من كان يعبد القمرَ القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيتَ الطواغيت، وتَبقى هذه الأمَّة فيها منافقوها، فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يَعْرفون، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا يأتينا ربُّنا، فإذا جاء ربُّنا عرفناه، فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه» البخاري (6573) ومسلم (182). وجاءت أيضًا في حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنه الذي في أوله: «رأيت ربي في أحسن صورة» الترمذي (3235)، وأحمد (5/243)، وابن أبي عاصم في «السُّنة» (ص 465-471). وكذا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ على صُورَتِهِ» البخاري (6227)، ومسلم (2841).

الإجماع

ثبت إجماع سلف الأمة على صفة الصورة لله سبحانه وتعالى، قال ابن تيمية رحمه الله بعد أن ذكر حديث (خلق الله آدم على صورته): «والكلام على ذلك أن يقال: هذا الحديث لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد إلى الله فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة وسياق الأحاديث كلها يدل على ذلك وهو أيضًا مذكور فيما عند أهل الكتابين من الكتب كالتوراة وغيرها». "بيان تلبيس الجهمية" (6 /373).

أقوال أهل العلم

«والذي عندي - والله تعالى أعلم - أن الصُّورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حدٍّ» ابن تَيْمِيَّة أبو محمد ابن قتيبة
«لفظ (الصُّورة) في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات التي قد يسمى المخلوق بها على وجه التقييد، وإذا أطلقت على الله مختصة به؛ مثل العليم والقدير والرحيم والسميع والبصير، ومثل خلقه بيديه واستوائه على العرش ونحو ذلك» البَرْبَهاري "نقض تأسيس" (3/396)
«وقول الله للعبد: «إنَّ الله خلق آدم على صورته»، وقول النبي: «رأيت ربِّي في أحْسن صورة» وأشباه هذه الأحاديث، فعليك بالتَّسْليم والتصديق والتفويض والرِّضا، لا تفسِّرْ شيئًا من هذه بِهَواك؛ فإنَّ الإيمان بهذا واجب، فمَن فسَّر شيئًا من هذا بهواه، أو رَدَّه فهو جهْمِي» "شرح السنة" (ص56)

مذاهب المخالفين

ذهب المخالفون إلى نفي الصورة عن الله تعالى، وذكروا أن الواجب على المسلم أن يعتقد بأن الله ليس بذي صورة ولا هيئة؛ لأن الصورة تقتضي الكيفية، وهي عن الله وعن صفاته منفية. والرد عليهم أن يقال: لا شك أن نفي الصورة عن الله في غاية البطلان، لمصادمته ظاهر الأدلة الصحيحة المتواترة، منها حديث «فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون» البخاري (6573) ومسلم (182) وغيره. وأما التأويلات التي ذكروها فكلها فاسدة لأمور؛ منها: - الأمر الأول: أن إثبات الصورة لله هو على وجه لا يماثل فيه المخلوقين على ضوء قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11]، وعليه فهذا الإثبات لا يقتضي تكييفًا ولا تشبيهًا بالمخلوقين كما توهّموه. - الأمر الثاني: أن تلك التأويلات التي صرفوا بها النصوص عن ظاهرها خالية عن الحجة والبرهان، وما كان كذلك فهو فاسد؛ لأن هذا القوم على الله بلا علم وهو حرام، ثم إن الأصل إبقاء دلالة النصوص على ظاهرها ولا يجوز الخروج عن هذا الأصل إلا بدليل، ولا دليل عند المخالفين هنا. انظر "موسوعة العقائد والأديان" (4/1875-1876).