البحث

عبارات مقترحة:

العفو

كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...

المجيب

كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...

الفتاح

كلمة (الفتّاح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من الفعل...

صفة اليدين

هي صفة من صفات الله تعالى الذاتيّة الخبرية الثابتة لله عز وجل في الكتاب والسنة، وعليها إجماع سلف الأمة، وهي ثابتة له على حقيقتها المعروفة، وكيفيتها المجهولة، ولا تؤوَّل بشيء يخالف ظواهر النصوص. وخالف في هذه الصفة المعتزلة والجهمية ومتأخرو الأشاعرة.

التعريف

التعريف لغة

اليد في اللغة من الكلمات ذات المعاني العديدة، ذكر ابن فارس منها: «أصل بناء اليد للإنسان وغيره، ويستعار في المنّة فيقال: له عليه يد. ويُجمع على الأيادي واليُدِيّ... واليد: القوة، ويجمع على الأيْدِيْ. وتصغير اليد يُدَيَّة. وجَمَع ناس يد الإنسان على الأيادي» "المقاييس" (6/151)، وذكر الأزهري معانيَ لليد نقلًا عن ابن الأعرابي، قال: «اليَدُ النِّعْمَة، واليَدُ القُوّة، واليَد القُدرة، واليدُ المِلْك، واليَدُ السُّلْطان، واليَدُ الطاعةُ، واليَد المجاعة، واليَد الأكل» "تهذيب اللغة" (14/168)، والمعنى المراد هنا هو اليد الحقيقيّة، لما لهذا المعنى من القرائن التي تعضده وتدل عليه.

التعريف اصطلاحًا

هي صفة من صفات الله تعالى الذاتيّة الخبرية الثابتة لله تعالى في كتابه وسنة نبيه ، وهما يدان ثِنتَان، حقيقيتان، يحصل بهما الخلق، والقبض، والبسط، والإعطاء، والإمساك، والمسح، واللمس، وغير ذلك من الأوصاف التي جاءت في النصوص. انظر "العقود الذهبية" للعميري (1/419).

الأدلة

القرآن الكريم

صفة اليدين في القرآن الكريم
أثبت الله تعالى صفة اليدين في كتابه فقال: 1 - قوله تعالى: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾ [المائدة: 64]. 2 - وقوله تعالى: ﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾[ص: 75].

السنة النبوية

صفة اليدين في السنة النبوية
صفة اليد ثابتة لله تعالى في السنة النبوية الصحيحة، وذلك في سياقات عديدة، من ذلك: ذكر البسط: حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: «إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها». مسلم (2760). حديث الشفاعة الذي يرويه أبو هريرة وغيره، جاء في رواية أبي هريرة: «كُنّا مع النبيِّ في دَعْوَةٍ، فَرُفِعَ إلَيْهِ الذِّراعُ، وكانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ منها نَهْسَةً. وَقالَ: أَنا سَيِّدُ القَوْمِ يَومَ القِيامَةِ، هلْ تَدْرُونَ بمَ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ في صَعِيدٍ واحِدٍ، فيُبْصِرُهُمُ النّاظِرُ ويُسْمِعُهُمُ الدّاعِي، وتَدْنُو منهمُ الشَّمْسُ، فيَقولُ بَعْضُ النّاسِ: أَلا تَرَوْنَ إلى ما أَنْتُمْ فِيهِ، إلى ما بَلَغَكُمْ؟ أَلا تَنْظُرُونَ إلى مَن يَشْفَعُ لَكُمْ إلى رَبِّكُمْ، فيَقولُ بَعْضُ النّاسِ: أَبُوكُمْ آدَمُ فَيَأْتُونَهُ فيَقولونَ: يا آدَمُ أَنْتَ أَبُو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بيَدِهِ ، ونَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ، وأَمَرَ المَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، وأَسْكَنَكَ الجَنَّةَ، أَلا تَشْفَعُ لَنا إلى رَبِّكَ» إلى آخر الحديث. البخاري (3340)، ومسلم (194). حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة! فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك …» البخاري (7518)، ومسلم (2829). وحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا». مسلم (1827). ذكر الكف: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، إِلَّا أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِينِهِ ، وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً، فَتَرْبُو فِي ‌كَفِّ ‌الرَّحْمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ». أخرجه مسلم (1014). ذكر القبض: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ، ‌ وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْض». أخرجه البخاري (4812، 6519، 7382) ومسلم (2787). ذكر اليمين: وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي : «يَمِينُ اللهِ مَلْأَى سَحَّاءُ لَا يَغِيضُهَا شَيْءٌ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ». أخرجه البخاري (7419) ومسلم (993). ذكر الكتابة: وفي حديث احتجاج آدم وموسى قول آدم لموسى عليهما السلام: «كَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ». أخرجه مسلم (2652).

الإجماع

أجمعت الأمة على ثبوت صفة اليد لله سبحانه وتعالى، وعلى أنهما يدان مبسوطتان، نقل هذا الإجماع الإمام أبو الحسن الأشعري فقال: «وأجمعوا على أنه عز وجل يسمع ويرى وأن له تعالى يدين مبسوطتين» "رسالة إلى أهل الثغر" (ص225)

أقوال أهل العلم

«باب ذكر البيان من سنة النبي على إثباتِ يد الله جل وعلا، موافقًا لما تَلَوْنا من تنزيل ربنا لا مخالفًا، قد نزَّه الله نبيه، وأعلى درجته، ورفع قدره عن أن يقول إلا ما هو موافق لما أنزل الله عليه من وحيه». ابن خُزَيْمَة "كتاب التوحيد" (1/‏118)
«ونَصِفُه كما وصَف نفْسَه؛ أحَدٌ صمَدٌ، لم يلد ولم يُولَد، ولم يكن له كفُؤًا أحد، حيٌّ قادر، سميع بصير، عالم، يَدُ الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلْقِه، ووَجْهه ليس كوجوه خلقه» أبو حنيفة اعتقاد الأئمة الأربعة" للخميس (ص9)
«وأجمعوا على أنه عز وجل يسمع ويرى، وأن له تعالى يدين مبسوطتين» أَبُو الحَسَن الأَشْعَري "رسالة إلى أهل الثغر" (ص 225)
«وخلق آدم عليه السلام بيده، ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، بلا اعتقاد كيف يداه، إذ لم ينطق كتاب الله تعالى فيه بكيف» الإِسْماعِيلي "اعتقاد أئمة الحديث" (ص 51)
«إن لله تعالى يدين مختصتان به ذاتيتان له كما يليق بجلاله» ابن تَيْمِيَّة "مجموع الفتاوى" (6/‏263)
«ورد لفظ اليد في القرآن والسنة وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من مئة موضع وروداً متنوعاً متصرفاً فيه، مقروناً بما يدل على أنها يد حقيقية؛ من الإمساك، والطـي، والقبض، والبسط». ابن المَوْصِلي "مختصر الصواعق المرسلة" (2/171)

مذاهب المخالفين

خالف في صفة اليدين الجهمية والمعتزلة ومتأخرو الأشاعرة، فأوّلوا معناها بتأويلات كثيرة مختلفة، أشهرها: القدرة، والقوة، والنعمة، والنصرة، والملك والتصرف. والرد عليهم أن يقال: · أنه مخالفٌ لإجماع السلَف، فلا يعرف أحد أولها بالقدرة أو النعمة أو غير ذلك. · أن جميع تلك المعاني التي أوِّلت بها اليد مردودة لا تصح، فأما بالنسبة لمعنيي القدرة والنعمة فقد قال ابن حجر رحمه الله: «لو كانت اليد بمعنى القدرة، لم يكن بين آدم وإبليس فرقٌ لتشاركهما فيما خلق كل منهما به وهي قدرته، ولقال إبليس: وأي فضيلة له علي وأنا خلقتني بقدرتك كما خلقته بقدرتك، فلما قال : ﴿خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾ [الأعراف: 12]، دلَّ على اختصاص آدم بأن الله خلقه بيديه، ولا جائزٌ أن يُراد باليدين النعمتان؛ لاستحالة خلق المخلوق بمخلوق؛ لأن النعم مخلوقة» "فتح الباري" (13/294). وذكر أبو القاسم الأصبهاني كلامًا وافيًا في الردَّ على التأويل بالنعمة وغيره من المعاني، قال رحمه الله: «فإذا تدبره متدبر ولم يتعصب بانَ له صحة ذلك وأن الإيمان به واجب، وأن البحث عن كيفية ذلك باطل، وهذا لأن اليد في كلام العرب تأتي بمعنى القوة، يقال لفلان يد في هذا الأمر، أي: قوة، وهذا المعنى لا يجوز في قوله: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [ص: 75] وقوله: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾ [المائدة: 64]؛ لأنه لا يقال: لله قوتان. ومنها اليد بمعنى النعمة والصنيعة يقال: لفلان عند فلان يد أي: نعمة وصنيعة، وأيديت عن فلان يدًا أي: أسديت إليه نعمة، ويديت عليه، أي: أنعمت عليه، قال (وهو بشر بن أبي حازم): يديتُ على ابن حسحاس بن وهب***** بأسفل ذي الجذاة يدَ الكريمِ وهذا المعنى أيضا لا يجوز في الآية، لأن تثنية اليد تبطله، لا يقال لله نعمتان. وقد تأتي اليد بمعنى النصرة والتعاون ، قال رسول الله : «وهُم يدٌ على من سواهم». أي: يعاون بعضهم بعضًا على من سواهم من الكفار، وهذا أيضًا لا يجوز؛ لأنه لا يجوز أن يقال: (لما خلقتُ بنصرتي). وقد تكون اليد بمعنى الملك والتصرف، يقال: هذه الدار في يد فلان، أي: في تصرفه وملكه، وهذا أيضًا لا يجوز لتثنية اليد، وليس لله تعالى ملكان وتصرفان. ومنها اليد التي هي معروفة فإذا لم تحتمل الأوجه التي ذكرنا لم يبقَ إلا اليد المعلوم كونها، المجهولة كيفيتها، ونحن نعلم يد المخلوق وكيفيتها، لأنَّا نشاهدها ونعايُنها فتعرفها، ونعلم أحوالها، ولا نعلم كيفية يد الله تعالى، لأنها لا تشبه يد المخلوق، وعِلْم كيفيتها علمُ الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله تعالى، بل نعلم كونها معلومة لقوله تعالى، وذكره لها فقط، ولا نعلم كيفية ذلك وتأويلها». "الحجة" (ص259-261).