البحث

عبارات مقترحة:

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

الوتر

كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...

صفة الإرادة

هي صفة من صفات الله تعالى الذاتية الفعلية الثابتة له عز وجل في القرآن والسنة، وعليها إجماع سلف الأمة، وهي نوعان: إرادة كونية وتعني مشيئة الله، ويلزم منها وقوع الشيء المراد، ولا تتعلق بمحبة الله له، والنوع الثاني الإرادة الشرعية، وتعني المحبة، ولا يلزم منها وقوع الشيء المحبوب. وخالف في هذه الصفة الأشاعرة فقالوا بأنها صفة ذاتية لا تتعلق بالمشيئة.

التعريف

التعريف لغة

الإرادة في اللغة هي المشيئة. "الصحاح" (2/478). وأراد الشيء: شاءه؛ وقَوْلُهُ عز وجل: ﴿فَوَجَدا فِيها جِدارًا يُرِيدُ أنْ يَنْقَضَّ فَأقامَهُ﴾ [الكهف: 77]، أي: أقامه الخَضِرُ. وقالَ: يُرِيدُ، والإرادة إنما تَكُونُ من الحَيَوان (يعني: الكائنَ الحي)، والجدار لا يريد إرادةً حقيقيّةً؛ لأن تهَيُّؤَه للسقوط قد ظهر كما تظهر أفعال المُريدين، فوصف الجدارَ بالإرادة إذ كانت الصورتان واحدة؛ ومثلُ هذا كثير في اللغة والشعر». "اللسان" لابن منظور (3 /188).

التعريف اصطلاحًا

هي صفة من صفات الله تعالى الثابتة له شرعًا وعقلًا، وهي من الصفات الذاتية الفعلية، ذاتيةٌ باعتبار أصلها وهو وجودها القديم، وفعليةٌ باعتبار فرعها وهو التعلق بالمراد، قال ابن تيمية رحمه الله: «فنوع الإرادة قديم، وأما إرادة الشىء المعين: فإنما يريده في وقته» "مجموع الفتاوى" (10/583). والإرادة تنقسم إلى قسمين: الأولى: إرادة كونية، لا بد فيها من وقوع المراد، وقد يكون المراد فيها محبوبًا أو غير محبوب، وليس هذا مخالفًا لأصل معنى الإرادة فإنها تكون في المحبوب وغيره، قال ثعلب: «الإرادة تكون محبة، وغير محبة». "اللسان" لابن منظور (3 /188)، فهي هنا بمعنى: المشيئة. الثانية: إرادة شرعية، لا يلزم فيها وقوع المراد ولا يكون المراد فيها إلا محبوبًا إلى الله. انظر "معجم ألفاظ العقيدة" لعامر فالح (ص29)، فهي هنا بمعنى: المحبة.

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنى اللغوية والمعنى الاصطلاحي بيّنة، فما جاء في أصل اللغة موافق للاصطلاح.

الفروق

الفرق بين صفة الإرادة و المشيئة

الفرق بينهما أن الإرادة أعم من المشيئة، لأن الإرادة نوعان: كونية وشرعية، والمشيئة إنما تدل على أحد نوعي الإرادة، وهي الإرادة الكونية. انظر "شفاء العليل" لابن القيم (ص47-48).

الأدلة

القرآن الكريم

صفة الإرادة في القرآن الكريم
الآيات التي تثبت صفة الإرادة لله عز وجل كثيرة جدًّا، وقد جاءت بمختلف الصيغ: وقوله: ﴿وَلَوْلَا إذْ ‌دَخَلْتَ ‌جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ﴾ [الكهف: 39]. وقوله: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ [البقرة: 253]. وقوله: ﴿أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ﴾ [المائدة: 1] وقوله: ﴿فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾ [الأنعام: 125]. وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ﴾ [النساء: 27] وهذا من باب الإرادة الشرعية التي بمعنى المحبة. انظر "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (10/583). ومن النفي قوله جل وعلا: ﴿وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ﴾ [المائدة: 41].

السنة النبوية

صفة الإرادة في السنة النبوية
وردت صفة الإرادة في السنة النبوية في مواضع عدة منها: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه؛ أنَّ رسول الله قال: «وَكَّلَ اللَّهُ بالرَّحِمِ مَلَكًا، فيَقولُ: أيْ رَبِّ نُطْفَةٌ، أيْ رَبِّ عَلَقَةٌ، أيْ رَبِّ مُضْغَةٌ، فإذا أرادَ اللَّهُ أنْ يَقْضِيَ خَلْقَها، قالَ: أيْ رَبِّ، أذَكَرٌ أمْ أُنْثى، أشَقِيٌّ أمْ سَعِيدٌ، فَما الرِّزْقُ، فَما الأجَلُ، فيُكْتَبُ كَذلكَ في بَطْنِ أُمِّهِ» البخاري (6595) ومسلم ((2646 ومنها حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «سمعت رسول الله يقول: «إذا أرادَ اللَّهُ بقَوْمٍ عَذابًا، أصابَ العَذابُ مَن كانَ فيهم، ثُمَّ بُعِثُوا على أعْمالِهِمْ» البخاري (7108) ومسلم (2879). وذكرت أيضًا في الحديث الطويل الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه وأوله: «يا رَسولَ اللَّهِ هلْ نَرَى رَبَّنَا يَومَ القِيَامَةِ؟» فقد جاء فيه: «حتَّى إذَا أرَادَ اللَّهُ رَحْمَةَ مَن أرَادَ مِن أهْلِ النَّارِ، أمَرَ اللَّهُ المَلَائِكَةَ: أنْ يُخْرِجُوا مَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، فيُخْرِجُونَهُمْ ويَعْرِفُونَهُمْ بآثَارِ السُّجُودِ، وحَرَّمَ اللَّهُ علَى النَّارِ أنْ تَأْكُلَ أثَرَ السُّجُودِ». البخاري (806) رواه مسلم (2846).

الإجماع

أجمع سلف الأمة على إثبات صفة الإرادة لله تعالى، قال ابن تيمية رحمه الله (ص32) : «وأما ما يوصف به الرب من الكلام والإرادة، فقد دلت عليه أسماؤه الحسنى وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن الله تعالى متكلم بكلام قائم به وأن كلامه غير مخلوق، وأنه مريد بإرادة قائمة به، وأن إرادته ليست مخلوقة».

العقل

صفة الإرادة ثابتة لله تعالى عقلًا، جاء في "العقيدة الأصبهانية": «والدليل على إرادته تخصيصه الأشياء بخصوصياته واستحالة المخصص من غير مخصص» وشرح هذا الدليل وبيّنه شيخ الإسلام رحمه الله فقال: «هذا الدليل مشهور للنُّظَّار، ويقرَّرُ هكذا: أن العالَم فيه تخصيصات كثيرة، مثل تخصيص كل شيء بما له من القدر والصفات والحركات، كطوله وقصره، وطعمه ولونه، وريحه وحياته، وقدرته وعلمه وسمعه وبصره، وسائر ما فيه، مع العلم الضروري بأنه من الممكن أن يكون خلاف ذلك؛ إذ ليس واجبَ الوجود بنفسه. ومعلوم أن الذات المجرَّدةَ التي لا إرادة لها لا تخصِّصُ، وإنما يكون التخصيص بالإرادة، ولو قيل التخصيص هو بأسباب معلومة كالأرض والأشجار تكون مختلفة فإذا سُقِيَتْ بماء واحد اختلف ثمارها لاختلاف القوابل؛ كما أن الشمس تختلف آثارها بحسب القوافل كما تبيِّضُ الثوبَ وتسوِّد وجهَ القَصَّار وتُلَيِّنُ اليابسَ الذي لم ينضج بما تجذبه إليه من الرطوبة، وتجفف الرطب الذي كمُل نضجه لانقطاع الرطوبة عنه! قيل: هب أن الأمر كذلك فما الموجب لاختلاف القوابل حتى خُصَّت هذه الشجرة وهذا الجسم بسبب آخر، فلا بد أن ينتهي الأمر إلى سبب لا سبب فوقه» "شرح الأصبهانية" لابن تيمية (ص62-63).

أقوال أهل العلم

«ومن مذهب أهل السنة والجماعة: أن الله عز وجل مريد لجميع أعمال العباد خيرها وشرها، ولم يؤمن أحد إلا بمشيئته، ولو شاء لجعل الناس أمة واحدة، ولم شاء أن لا يُعصى ما خلق إبليس. فكفر الكافرين وإيمان المؤمنين بقضائه وقدره وإرادته ومشيئته، أراد كل ذلك وشاءه وقضاه» الصَّابُوني "عقيدة السلف وأصحاب الحديث" (ص285-286)
«وأجمعوا على إثبات حياة الله عز وجل لم يزل بها حيًّا، وعلمًا لم يزل به عالمًا، وقدرة لم يزل بها قادرًا، وكلامًا لم يزل به متكلمًا، وإرادة لم يزل بها مريدًا، وسمعًا وبصرًا لم يزل به سميعًا بصيرًا». أَبُو الحَسَن الأَشْعَري "رسالة إلى أهل الثغر" (ص 214)
«وكذلك وصف نفسه بالمشيئة، ووصف عبده بالمشيئة … وكذلك وصف نفسه بالإرادة، ووصف عبده بالإرادة … ومعلوم أنّ مشيئة الله ليست مثل مشيئة العبد، ولا إرادته مثل إرادته». ابن تَيْمِيَّة "التدمرية" (ص25)

مذاهب المخالفين

خالف الأشاعرة في صفة الإرادة، فهم أثبتوها لله عز وجل ولكنها عندهم إرادة واحدة قديمة، وإنما يتجدد تعلقها بالمراد، ونسبتها إلى الجميع واحدة، ولكن من خواص الإرادة أنها تخصِّصُ بلا مخصِّص، فهم يقولون: إن العالم حدث في الوقت الذي تعلقت الإرادة القديمة بحدوثه فيه من غير حدوث إرادة، ومن غير أن تتغير صفة القديم. إن فساد هذا المذهب معلوم بالاضطرار، ولم يقل به أحد من العقلاء. وبطلانه من جهات: من جهة جعل إرادة هذا غير إرادة ذاك. ومن جهة جعل الإرادة تخصَّص لذاتها. ومن جهة أن هذا المذهب لم يجعل عند وجود الحوادث شيئًا حدث حتى تخصص أو لا تخصص، بل تجددت نسبة عدمية، ليست وجودًا، وهذا ليس بشيء، فلم يتجدد شيء، فصارت الحوداث تحدث وتتخصص بلا سبب حادث ولا مخصص. انظر للاستزادة "موسوعة العقيدة والأديان" (1/126). وهذا القول وهو أن الله يعلك الأشياء بعلم واحد قديم، ويريد الأشياء بإرادة واحدة قديمة، ويقدر على الأشياء بقدرةٍ واحدةٍ قديمة، ويبصر الأشياء ببصر واحد قديم، ويتكلم بكلام واحد قديم: من أكثر الأمور إشكالًا وغموضًا في المذهب الأشعري. وقد أقر عدد من علماء الأشاعرة بذلك، وممن أقر بذلك الجويني، حيث يقول في كتابه "الإرشاد" (ص136) بعد أن ذكر أن الله يعلم الأشياء بعلم واحد، وكذلك كل الصفات، يقول: «والقضاء باتحاد الصفات ليس من مدارك العقول، بل هو مستند إلى قضية الشرع وموجب السمع». ومعنى هذا الكلام: أن القول باتحاد الصفات ليس عليه دليل عقلي، ولا يمكن إقامة الدليل العقلي عليه، وإنما هو مبني على نصوص الشريعة، والمشكل أن نصوص الشريعة تناقض هذا القول تمام المناقضة!. "العقود الذهبية على مقاصد العقيدة الواسطية" للعُمَيري (1/389).