البحث

عبارات مقترحة:

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

العالم

كلمة (عالم) في اللغة اسم فاعل من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...

صفة الساق

هي صفة من صفات الله الذاتية الخبرية، ثابتة لله تعالى بالكتاب وصريح السنة الصحيحة. وخالف في إثباتها أهل التعطيل فقالوا معناها: نور عظيم أو ما يتجدد للمؤمنين عند رؤية ربهم من الفوائد والألطاف، وهو تأويل فاسد بلا شك.

التعريف

التعريف لغة

الساق في اللغة من المادة اللغوية (سَوَقَ)، وهي تدل على حدو شيء إلى شيء، بمعنى قَودِه، قال ابن فارس: «السِّينُ والواوُ والقافُ أصْلٌ واحِدٌ، وهُوَ حَدْوُ الشيء. يُقالُ ساقَهُ يَسُوقُهُ سَوْقًا... والسُّوقُ مشتقةٌ مِن هَذا، لما يساق إليها من كل شيء، والجمع أسواق، والسّاقُ للإنسان وغيره، والجمع سُوقٌ، إنما سمّيت بذلك لأنّ الماشِيَ يَنْساقُ عليها». "المقاييس" (3/117). فالساق المرادة هنا هي ساق القدم، وذكر الجوهري ذلك ثم قال: «وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ [القلم: 42] أي عن شدّة، كما يقال: قامت الحرب على ساق، ومنه قولهم: ساوَقَهُ، أي فاخره أينا أشد» "الصحاح" (4/1499). فالساق عنده هي الشدة.

التعريف اصطلاحًا

هي صفة من صفات الله الذاتية الخبرية، ثابتة لله تعالى بالكتاب وصريح السنة الصحيحة، انظر "صفات الله الواردة في الكتاب والسنة" لعلوي السقاف (ص189)، وذلك من غير تكييف ولا تأويل ولا تمثيل ولا تشبيه بساق المخلوقات.

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

المعنيان متوافقان؛ فإن ما دلت عليه اللغة موافق لما في الاصطلاح، إلا أن المعنى الثابت لله لا يماثله ولا يشابهه شيء مما يثبت لسواه.

الأدلة

القرآن الكريم

صفة الساق في القرآن الكريم
جاءت هذه الصفة في كتاب الله في موضع واحد، وهو قوله جل وعلا: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ﴾ [القلم: 42]. وقد فسّرها بعض السلف كابن عباس رضي الله عنه بمعنى الشدة، انظر "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (6 /494)، وهو معنى يتفق مع ما في لغة العرب أيضًا، وليس في ذلك نفي للصفة، إذ إثبات الصفة لا يبطل بمجرد تفسير الساق في هذه الآية بالشدة، لورود ما يدل على إثباتها في السنة.

السنة النبوية

صفة الساق في السنة النبوية
جاءت صفة الساق في حديث الشفاعة المشهور، الذي يرويه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: «قالَ: فَيَأْتِيهِمُ الجَبَّارُ في صُورَةٍ غيرِ صُورَتِهِ الَّتي رَأَوْهُ فِيهَا أوَّلَ مَرَّةٍ، فيَقولُ: أنَا رَبُّكُمْ، فيَقولونَ: أنْتَ رَبُّنَا، فلا يُكَلِّمُهُ إلَّا الأنْبِيَاءُ، فيَقولُ: هلْ بيْنَكُمْ وبيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ؟ فيَقولونَ: السَّاقُ، فَيَكْشِفُ عن سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ له كُلُّ مُؤْمِنٍ، ويَبْقَى مَن كانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ رِيَاءً وسُمْعَةً» البخاري (7439).

أقوال أهل العلم

«وإنما أثبتوه بحديث أبي سعيد الخدري المتفق على صحته، وهو حديث الشفاعة الطويل، وفيه: «فيكشف الرب عن ساقه، فيخرون له سجدًا»، ومن حمل الآية على ذلك؛ قال: قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ [القلم: 42] مطابق لقوله : «فيكشف عن ساقه، فيخرون له سجدًا» وتنكيره للتعظيم والتفخيم، كأنه قال: يكشف عن ساق عظيمة؛ جلَّت عظمتها، وتعالى شأنها أن يكون لها نظير أو مثيل أو شبيه. قالوا: وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه، فإنَّ لغة القوم في مثل ذلك أن يقال: كشفت الشدة عن القوم، لا كُشِف عنها، كما قال الله تعالى: ﴿فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون﴾ [ الزخرف: 50] ، وقال: ﴿ وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ﴾ [المؤمنون: 75] فالعذاب والشدة هو المكشوف لا المكشوف عنه، وأيضًا فهناك تحدث الشدة وتشتد ولا تزال إلا بدخول الجنة، وهناك لا يُدعون إلى السجود، وإنما يدعون إليه أشد ما كانت الشدة». ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "الصواعق المرسلة" (1/252).
«إذا كان يوم القيامة، وانكشف فيه من القلاقل والزلازل والأهوال ما لا يدخل تحت الوهم، وأتى الباري لفصل القضاء بين عباده ومجازاتهم فكشف عن ساقه الكريمة التي لا يشبهها شيء، ورأى الخلائق من جلال الله وعظمته ما لا يمكن التعبير عنه، فحينئذ يدعون إلى السجود لله» ابن سَعْدي "تيسير الكريم الرحمن" (ص881)
«فإن سياق الحديث يجاري سياق الآية تمامًا، فتُحمل الآية على ما جاء في الحديث، وتكون إضافتنا الساق لله في الآية بناءً على الحديث، ومن المعلوم أن الحديث يفسر القرآن، وبهذا تكون القاعدة مطردة ليس فيها نقض». ابن عُثَيْمِين "شرح السفارينية" (ص263)

مذاهب المخالفين

خالف في صفة الساق أهل التعطيل من المعتزلة والأشاعرة، وأوّلوها بأنها نور عظيم، أو ما يتجدد للمؤمنين عند رؤية الله تعالى من الفوائد والألطاف. والرد عليهم أن يقال: أن هذا مخالف لظاهر حديث أبي سعيد عن النبي ، ولتفسير بعض السلف للآية، ولا قرينة تصرف المعنى الذي أثبته الله عز وجل لنفسه، إلا دعوى التشبيه التي يدعونها، و«قد دلت سنة النبي عليه الصلاة والسلام الصحيحة التي لا معارض لها ولا مضاد على أن الساق ثابت لله تعالى، وكما أننا نثبت لله تعالى ذاتًا لا تشبه الذوات، فكذلك نقول في صفات الله تعالى كالساق وغيرها: إنها لا تشبه صفات المخلوقين؛ لأن الله جل وعلا ليس كمثله شيء، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فنثبت لله تعالى الصفات وننفي عنه مماثلة المخلوقات، وهذا هو حقيقة الإيمان. أي: أن نسلِّم لله عز وجل بما أمرك ونهاك، ونبرأ من أهل التحريف والبطلان، فلا ننفي عن الله تعالى صفة صحت بها النصوص كالساق وغيرها، من أجل دعوى المعطلين أن هذا يقتضي تشبيها، بل نثبت لله تعالى الصفات على ما جاءت في الكتاب والسنة، وننكر عليهم ونجهلهم ونضللهم لمخالفتهم لكتاب ربهم وسنة نبيهم ». "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (6/25).