الغني
كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...
«وإنما أثبتوه بحديث أبي سعيد الخدري المتفق على صحته، وهو حديث الشفاعة الطويل، وفيه: «فيكشف الرب عن ساقه، فيخرون له سجدًا»، ومن حمل الآية على ذلك؛ قال: قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ [القلم: 42] مطابق لقوله ﷺ: «فيكشف عن ساقه، فيخرون له سجدًا» وتنكيره للتعظيم والتفخيم، كأنه قال: يكشف عن ساق عظيمة؛ جلَّت عظمتها، وتعالى شأنها أن يكون لها نظير أو مثيل أو شبيه. قالوا: وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه، فإنَّ لغة القوم في مثل ذلك أن يقال: كشفت الشدة عن القوم، لا كُشِف عنها، كما قال الله تعالى: ﴿فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون﴾ [ الزخرف: 50] ، وقال: ﴿ وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ﴾ [المؤمنون: 75] فالعذاب والشدة هو المكشوف لا المكشوف عنه، وأيضًا فهناك تحدث الشدة وتشتد ولا تزال إلا بدخول الجنة، وهناك لا يُدعون إلى السجود، وإنما يدعون إليه أشد ما كانت الشدة». ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "الصواعق المرسلة" (1/252).
«إذا كان يوم القيامة، وانكشف فيه من القلاقل والزلازل والأهوال ما لا يدخل تحت الوهم، وأتى الباري لفصل القضاء بين عباده ومجازاتهم فكشف عن ساقه الكريمة التي لا يشبهها شيء، ورأى الخلائق من جلال الله وعظمته ما لا يمكن التعبير عنه، فحينئذ يدعون إلى السجود لله» ابن سَعْدي "تيسير الكريم الرحمن" (ص881)
«فإن سياق الحديث يجاري سياق الآية تمامًا، فتُحمل الآية على ما جاء في الحديث، وتكون إضافتنا الساق لله في الآية بناءً على الحديث، ومن المعلوم أن الحديث يفسر القرآن، وبهذا تكون القاعدة مطردة ليس فيها نقض». ابن عُثَيْمِين "شرح السفارينية" (ص263)