البحث

عبارات مقترحة:

الباطن

هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...

المحيط

كلمة (المحيط) في اللغة اسم فاعل من الفعل أحاطَ ومضارعه يُحيط،...

إلياس عليه السلام

إلياس عليه السلام هو نبيٌ من أنبياء الله الكرام، أرسله الله تعالى إلى قومه لِيدعوهم إلى عبادة الله وحده ونبذ ما دونه من الأصنام، وقد أثنى الله عليه بأن أبقى لهُ ذِكرًا طيبًا في القادمين من بعده.

اسمه ونسبه

إلياس عليه السلام الراجح أنه من أنبياء بني إسرائيل، مثل: ذي الكفل واليسع وإدريس ويونس وأيوب عليهم السلام، كما رجح الطبري في تفسيره أن إلياس من ذرية هارون عليه السلام. انظر: "تفسير الطبري" (11 /508)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (4 /98).

معنى الاسم لغة

إلياس اسمُ علمٍ أعجمي، ممنوعٌ من الصَرف للعلمية والعجمة، ويعرف عند أهل الكتاب بايليا والياس التشبي، ويسمى أيضًا ياسين، وإلياسين أو إل ياسين، والعرب يتصرفون في النطق به على ما يناسب أبنية كلامهم، فيقولون مثلًا: إبراهيم وإبراهام وإبرهام، وإسرائيل وإسرائين، وهكذا، فكذلك إلياس وإلياسين هو واحد. انظر: "موسوعة العقيدة والأديان والفرق والمذاهب المعاصرة" (1 /356)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (4 /98).

ذكره في القرآن الكريم

ورد ذكر اسم إلياس عليه السلام في موضعين في القرآن الكريم: الأولى: في سورة الأنعام. قال تعالى: ﴿وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾ سورة الأنعام: 85. الثانية: في سورة الصافات. قال تعالى: ﴿وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ * أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ * اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾ سورة الصافات: 123- 132. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (4 /97- 98).

صفته الخُلُقيَّة

كانَ إلياس عليه السلام مؤمنًا بالله عزَّ وَجلَّ، مُخلصًا في عبادته، واتَصَفَ بالصبر في دعوته لقومه، حتى أثنى الله عليه وأبقى عليه بالذكر الحَسن، والثناء الطيب. قال تعالى: ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ﴾ سورة الصافات: 129. واثنى الله عليه ووصفه بالاحسان والايمان. قال تعالى: ﴿إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾ سورة الصافات: 131- 132. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (4 /98- 102).

قصصه

دعوة إلياس عليه السلام لِقومِهِ.

أرسلَ الله عزّ وجلّ إلياس عليه السلام لقومه، لِيدعوهم لعبادة الله بعد أن كانوا يعبدون صنمًا، لكنهم رفضوا دعوته، فأهلكهم الله، واستثنى المؤمنين الصالحين الذين آمنوا به. وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ * أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ * اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾ سورة الصافات: 123- 132. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (4 /98- 101).

نبوته

أخبرنا الله تعالى في سورة الصافات أنَّ إلياس عليه السلام كان نبيًا رسولاً. قال تعالى: ﴿وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ سورة الصافات: 123.

دعوته

دعا إلياس عليه السلام قومَهُ لعبادة الله عزّ وجلّ وتوحيده، فَوَجدَهم يعبدون صنمًا، ويعتبرونه ربًّا معبودًا، وسموه بعلًا، والبَعلُ هو الصنم الذي لا يضرُ ولا ينفع، فأنكرَ إلياس عليه السلام عليهم عبادة غير الله تعالى، لكن القوم رفضوا دعوته، وأصرّوا على كُفرهم، وعكفوا على عبادة مَعبودهم بَعْل، فأهلكهم الله تعالى بعذابه، ونجّا إلياس عليه السلام ومن آمن معه، ولم يستجب لدعوة إلياس عليه السلام إلا أقلية من المؤمنين، الذين آمنوا بالله وحده، وأخلصوا الدينَ له وحده، فنجاهم الله تعالى. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (4 /98- 101).

توجيه مواقف مشكلة

بطلان دعوى أن إلياس عليه السلام لم يمت. وقد ذهب جماعة من الناس إلى القول ببقاء إلياس عليه السلام حيا إلى الآن لم يمت، وخالفوا بهذا القول الصحيح الثابت من النصوص الشرعية، ومن هؤلاء الناس: الصوفية والشيعة. أما الصوفية؛ فقالوا بأنهم يلقونه في الفلوات، ليؤكدوا مزاعمهم ومزاعم شيوخهم الباطلة في الاجتماع به، والأخذ عنه والتلقي به، أما الشيعة؛ فتمسكوا بهذا القول لتعليل طول أمد غيبة إمامهم المنتظر، والذي تجاوز مدة غيابه الألف ومائة سنة، فيقولون: إن بقاء مهديهم كبقاء الياس. والأدلة على موته وعدم حياته كثيرة، منها: قوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ سورة الأنبياء: 134، فهو بشر داخل في هذا لاعلموم لا محالة. وروى عبد الله بن عمر، قال: «صلى بنا النبي العشاء في آخر حياته، فلما سلم قام، فقال: أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن رأس مائة سنة منها، لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد». أخرجه البخاري (116)، ومسلم (2537). فإن كان الياس لم يكن أدرك زمن رسول الله ، وهو المقطوع التي لا شك به، فلا يكون هناك إشكال، وإن كان أدرك زمن رسول الله ، فهذا الحديث يستبعد أن يكون عاش أكثر من مئة سنة، لأنه داخل في العموم لا محالة. يقول ابن تيمية: «إن الذي يقوم عليه الدليل أن الخضر مات وكذلك إلياس عليه السلام». "منهاج السنة النبوية" لابن تيمية (1 /96). انظر: "قصص الأنبياء" لابن كثير (2 /241- 246)، "موسوعة العقيدة والأديان والفرق والمذاهب المعاصرة" (1 /357- 358).