البحث

عبارات مقترحة:

الحق

كلمة (الحَقِّ) في اللغة تعني: الشيءَ الموجود حقيقةً.و(الحَقُّ)...

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

الوارث

كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...

زكريا عليه السلام

زكريا عليه السلام نبي من أنبياء الله الكرام، و هو من آخر الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى إلى بني إسرائيل سوى عيسى عليه السلام، كان زكريا عليه السلام من الصالحين العابدين لله عزَّ وَجلَّ، وكانَ يعمل بيده، كي لا يكون عالة على أحد.

اسمه ونسبه

زكريا عليه السلام من أنبياء بني اسرائيل، أما نَسبُه فهو من مبهمات القرآن التي لا نخوض فيها. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (4 /111).

معنى الاسم لغة

زكريا اسمُ علمٍ أعجمي، لا يبحث عن معناه في العربية، وليست لَهُ مادة اشتقاقٍ فيها. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (4 /110).

ذكره في القرآن الكريم

ورد ذكر اسم زكريا عليه السلام في القرآن الكريم سبعَ مراتٍ، في المواضع التالية: في سورة الأنعام ذكر زكريا عليه السلام ضمن جملة من الأنبياء، وأثنى الله عليه بالصلاح. قال تعالى: ﴿وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾ سورة الأنعام: 85. وفي سورة الأنبياء تشير الآيات إلى دعاء زكريا عليه السلام. قال تعالى: ﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ سورة الأنبياء: 89- 90. وفي سورة مريم تشير الآيات إلى دعائه عليه السلام لله تعالى أن يرزقه الولد، وتبشيره الملائكة بيحيى عليه السلام. قال تعالى: ﴿كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا * يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا * قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا * قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾ سورة مريم: 1- 11. وفي سورة آل عمران تشير الآيات إلى حمل ام مريم بها، ثم ولادتها، وكفالة زكريا عليه السلام لها، ودعاء زكريا عليه السلام الله عز وجل بالولد، وتبشيره الملائكة بيحيى عليه السلام. قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ * هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ * قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾ آل عمران: 35- 41. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (4 /109).

ذكره في السنة النبوية

ورد ذكر زكريا عليه السلام في حديث واحد. روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: «كانَ زكريا نجارًا». أخرجه مسلم (2379).

صفته الخُلُقيَّة

كان زكريا عليه السلام لا يقبلُ أن يكونَ عالةً على قومَه، وهذا من فَضله، فكانَ يَعملُ بنفسه، واتَّخذ النجارة مهنة له. روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: «كانَ زكريا نجارًا». أخرجه مسلم (2379). وكانَ زكريا كريمًا عابدًا لله تعالى، ذكره الله عزّ وجلّ في كتابه، ووصفه بأنه من الصالحين، قال تعالى: ﴿وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾ سورة الأنعام: 85. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (4 /111)، "الأحاديث الصحيحة من أخبار وقصص الأنبياء" لإبراهيم العلي (ص 190).

قصصه

كفالة زكريا عليه السلام لمريم ابنة عمران.

كان زكريا عليه السلام متزوجًا من أخت مريم الكبرى، وكان لمريم ابنة عمران أخت أكبر منها، ولها أخ أيضا اسمه هارون، وكان زوجة زكريا عليه السلام عاقرا، لم تحمل ولم تنجب. نذرت امرأة عمران إن ولدت بمولود ان تجعله موقوفا على عبادة الله، خالصا لدين الله، محررا من كل قيود هذه الحياة، ولما ولدتها رات انها انثى، قدرا من الله لحكمة يريدها، فسمتها مريم، ولجأت إلى الله تدعو لها ولذريتها. قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ آل عمران: 35- 36. وقامت بالوفاء بنذرها ووهبتها للمعبد، فاختلف الكهنة والصالحون فيمن يكفل هذه الطفلة الصغيرة، فاقترعوا فيما بينهم، وخرجت القرعة على زكريا عليه السلام زوج أختها. قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾ آل عمران: 44. وعاشت مريم في كفالة زكريا عليه السلام، ولما شبت وصارت فتاة وكانت في غاية الصلاح والتقوى أكرمها الله عزّ وجلّ بكراماتٍ خاصة، وكان زكريا عليه السلام كلما يَدخُلُ على مريم البتول يجد عندها الرزق والطعام، فلما رأى زكريا عليه السلام إكرامات مريم، سألها : من أين لكِ هذا؟ فقالت مريم: هو لي من عند الله، إنَّ الله يرزُقُ مَن يشاء بِغيرِ حِساب. قال تعالى: ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ آل عمران: 37. انظر: "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 440- 443)، "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (4 /172- 188، 111- 112).

استجابة الله عز وجل لدعوة زكريا عليه السلام في طلبه الذرية، وتبشير الملائكة له بِيحيى.

عندما رأى زكريا عليه السلام إكرام الله عز وجل للفتاة الصغيرة تحركت نفسه لطلب الولد الوارث له، وطمع في فضل الله وكرمه، وكان زكريا قد تَقدَّم في عمره ونفسه تتطلع إلى وَلد، فالله الذي أَكرَم هذه الفتاة قادرٌ على إكرام الشيخ الكبير، فدعا ربهُ طالبًا منه ذلك. قال تعالى: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ آل عمران: 38، وقال تعالى: ﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ﴾ الأنبياء: 89. وكانَ دُعاؤه عليه السلام خافتًا خَفيًا، وأخبر الله عز وجل فيه عن ضعفه وهرمه. قال تعالى: ﴿كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ مريم: 1- 6. استجابَ الله لِزكريا عليه السلام دعوته، وجاءت الملائكة تُبشره وهو قائم يُصلي في المِحراب بيحيى عليه السلام. قال تعالى: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ سورة الأنبياء: 90، ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ آل عمران: 39، ﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا﴾ مريم: 7. وكتب له الولد برحمته، وأجرى له معجزة خارقة، فأصلح الله له زوجه، ﴿وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ﴾ الأنبياء: 90، وجعلها قادرة على الإنجاب بأمر الله وإرادته، وقد استغرب عليه السلام وتعجب من ذلك، فأزالت الملائكة استغرابه وتعجبه. ﴿قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا * قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا﴾ مريم: 8- 9، ﴿ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ آل عمران: 40. طلب زكريا عليه السلام من الله ان يجعل له آية، وأن يمهد لمعجزة ولادة يحيى بمعجزة أخرى، يريها لقومه، فإذا شاهدوها استعدوا لقبول المعجزة الكبرى، فاستجاب الله لطلبه ، وأعطاه الآية المعجزة، فانحبس لسانه وأصبح لا يكلم قومه إلا بالايحاء والاشارة ثلاثة أيام بلياليها، وأمره الله عز وجل بالإكثار من ذكره وتسبيحه. ﴿قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾ سورة مريم: 10- 11، ﴿قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾ آل عمران: 41. بعد انقضاء الأيام الثلاثة أخبرهم زكريا أن الله حبس لسانه عن الكلام معجزة وتمهيدا لقدوم يحيى، فتحقق ذلك وأنجبت زوجته مولوده يحيى. انظر: "القصص القرآني" لصلاح الخالدي (4 /112- 143)، "فبهداهم اقتده" لعثمان الخميس (ص 426- 434).

نبوته

ذَكر الله عزّ وجلّ زكريا عليه السلام ضِمن الأنبياء الصالحين. قال تعالى: ﴿وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾ الأنعام : 85، وأرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل، وكان من آخر أنبيائهم، سوى عيسى عليه السلام.

دروس وعِبَر

يستفاد من قصة زكريا عليه السلام: أن النذر ما زال مشروعًا في الأمم السابقة. وأن من نعمة الله على العبد أن يكون في كفالة الصالحين الأخيار. وفيه إثبات لكرامات الأولياء. وغير ذلك من الفوائد العظيمة. انظر: "مصابيح الضياء" للسعدي (ص 59- 60).