البحث

عبارات مقترحة:

القاهر

كلمة (القاهر) في اللغة اسم فاعل من القهر، ومعناه الإجبار،...

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

القهار

كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...

خراب الكعبة

خراب الكعبة هو: هدمها على يد ذي السويقتين في آخر الزمان، وشهدت بذلك أحاديث كثيرة عن النبي ، ويجب الإيمان بذلك، ولعل الحكمة من تمكين الله تعالى ذي السويقتين من هدمها: استهانة أهلها بها وعدم تعظيمهم حرمتها، فجوزوا بحرمانهم من تلك النعمة العظيمة. وقد اختلف العلماء في وقت خراب الكعبة، والأظهر أنه يكون بعد أشراط الساعة الكبرى قرب قيام الساعة حين لا يكون في الأرض من يقول: الله الله.

التعريف

التعريف لغة

الخراب لغة: ضد العمارة، قال ابن فارس: «الْخَاءُ وَالرَّاءُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى التَّثَلُّمِ وَالتَّثَقُّبِ. فَالْخُرْبَةُ: الثُّقْبَةُ. وَالْعَبْدُ الْأَخْرَبُ: الْمَثْقُوبُ الْأُذُنِ. وَالْخُرْبُ: ثَقْبُ الْوَرِكِ. وَالْخُرْبَةُ: عُرْوَةُ الْمَزَادَةِ. وَمِنَ الْبَابِ، وَهُوَ الْأَصْلُ، الْخَرَابُ: ضِدُّ الْعِمَارَةِ». "مقاييس اللغة" (2/174). وقال الراغب: «يقال: خَرِبَ المكان خَرَاباً، وهو ضدّ العمارة، قال الله تعالى: وَسَعى فِي خَرابِها [البقرة /114]». "المفردات" (ص277). وانظر "لسان العرب" لابن منظور (1/347)، و"تاج العروس" للزبيدي (2/339). وأما الكعبة لغة: بيت الله الحرام وكل بيت على هيئة التربيع. قال ابن فارس: «وَالْكَعْبَةُ: بَيْتُ اللَّهِ تَعَالَى، يُقَالُ سُمِّيَ لِنُتَوِّهِ وَتَرْبِيعِهِ». "مقاييس اللغة" (5/186). قال الراغب: «والكَعْبَةُ: كلّ بيت على هيئته في التّربيع، وبها سمّيت الكَعْبَةُ. قال تعالى: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ [المائدة /97]. وذو الكَعْبَاتِ: بيت كان في الجاهلية لبني ربيعة، وفلان جالس في كَعْبَتِهِ، أي: غرفته وبيته على تلك الهيئة». "المفردات" (ص712، 713). وقال ابن منظور: «والكعبةُ: البيتُ الْحَرَامُ، مِنْهُ، لتَكْعِيبها أَي تَرْبِيعِهَا. وَقَالُوا: كَعْبةُ الْبَيْتِ فأُضِيفَ، لأَنهم ذَهَبُوا بكَعْبتِه إِلى ترَبُّعِ أَعلاه، وسُمِّيَ كَعْبةً لِارْتِفَاعِهِ وترَبُّعه. وَكُلُّ بيتٍ مُرَبَّعٍ، فَهُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ: كَعْبةٌ». "لسان العرب" (1/718). وانظر "تاج العروس" (4/151). فمعنى خراب الكعبة لغة: نقض عمارة بيت الله الحرام.

التعريف اصطلاحًا

خراب الكعبة اصطلاحًا: هو هدمها وسلب حليها وتجريدها من كسوتها واستخراج كنزها في آخر الزمان على يد ذي السويقتين من الحبشة. كما ثبت ذلك في الأحاديث النبوية قال البرزنجي: «ومن الأشراط العظام: هدم الكعبة وسلب حليها وإخراج كنزها» "الإشاعة لأشراط الساعة" (ص298) وانظر "نهاية العالم" للعريفي (ص175)

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين التعريفين علاقة عموم وخصوص مطلق، فإن خراب الكعبة اصطلاحًا أخص من خرابها لغة، حيث يختص بآخر الزمان، وبأن ذا السويقتين هو الذي سيهدمها ونحو ذلك مما هو أخص من مجرد المدلول اللغوي.

الأدلة

دل على خراب الكعبة في آخر الزمان عدد من الأحاديث، منها حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُخَرِّبُ الكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الحَبَشَةِ» أخرجه البخاري برقم (1591) ومسلم برقم (2909) قال ابن حجر: «ذو السويقتين: تثنية سويقة، وهي تصغير ساق، أي: له ساقان دقيقان» "فتح الباري" (3/461) ومنها حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَأَنِّي بِهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ، يَقْلَعُهَا حَجَرًا حَجَرًا». أخرجه البخاري برقم (1595). قال الخطابي: والأفحجُ: البعيدُ ما بينَ الرجلينِ "أعلام الحديث" (2/874) ومنها حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضيَ اللهُ عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «اتْرُكُوا الْحَبَشَةَ مَا تَرَكُوكُمْ، فَإِنَّهُ لَا يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ إِلَّا ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ» أخرجه أبو داود برقم (4309) وعنه أيضًا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ، وَيَسْلُبُهَا حِلْيَتَهَا، وَيُجَرِّدُهَا مِنْ كِسْوَتِهَا، وَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أُصَيْلِعَ أُفَيْدِعَ، يَضْرِبُ عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ وَمِعْوَلِهِ» أخرجه أحمد برقم (7053). قال السفاريني: «والأصيلع: تصغير أصْلَع -وَهُو مَنْ ذهب مقدمُ رأسه-، والأفَيْدع: تصغير أفدَعْ -وهو من في يديه اعوجاجٌ-» "البحور الزاخرة" (2/646). وجاء خبر خراب الكعبة عن بعض السلف، ففي حديث يعلى بن عطاء، عن أبيه، قال: كنت آخذا بلجام دابة عبد الله بن عمرو فقال: «كيف أنتم إذا هدمتم البيت ، فلم تدعوا حجرا على حجر» ، قالوا: ونحن على الإسلام؟ قال: «وأنتم على الإسلام» ، قال: ثم ماذا؟ قال: «ثم يبنى أحسن ما كان ، فإذا رأيت مكة قد بعجت ‌كظائم، ورأيت البناء يعلو رءوس الجبال؛ فاعلم أن الأمر قد أظلك». أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" برقم (37233). وفي هذا الحديث ذكر عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما علامتين تدلان على قرب الهدم. العلامة الأولى: أن البناء يعلو في مكة رؤوس الجبال. العلامة الثانية: أن يرى مكة قد بُعِجت كظائم، أي: حفرت قنوات. قاله ابن رسلان في "شرح سنن أبي داود" (2 /167).

الحكم

يجب الإيمان بأن خراب الكعبة شرَّفها الله واقع في آخر الزمان، وأنه يقع على يد ذي السويقتين من الحبشة، كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن النبي .

الحكمة

الحكمة من هدم الكعبة في آخر الزمان هو حرمان أهله منه بعد أن استهانوا بحرمته واستحلوه، كما في حديث أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ هَذَا الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ، فَلَا تَسَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ». أخرجه أحمد في "مسنده" برقم (8619). قال البرزنجي: «ففي زمن أصحاب الفيل ما كان أهله استحلوه، فمنعه الله منهم، وأما الحبشة فلا يهدمونه إلَّا بعد استحلال أهله له مرارًا، فقد استباحها أهل الشام في زمن يزيد بأمره، ثم الحجاج في زمن عبد الملك بأمره، ثم القرامطة بعد الثلاث مئة، فقتلوا من المسلمين في المطاف ما لا يُحصى، وقلعوا الحجر ونقلوه لبلادهم، وقد مر جميع ذلك في القسم الأول. فلما وقع استحلاله من أهله مرارًا أمكن الله غيرهم من ذلك أيضًا». "الإشاعة لأشراط الساعة" (ص300).

الأحداث

زمن خراب الكعبة

اختلف في زمن خراب الكعبة، فقيل: يكون زمن عيسى عليه السلام، وقيل: بل بعد الآيات كلها قرب قيام الساعة. قال البرزنجي: «اختلفوا في هدم الكعبة: هل هو في زمن عيسى عليه السلام، أو عند قيام الساعة حين لا يبقى أحد يقول: الله الله؟ فعن كعب رضي الله عنه: أنه في زمن عيسى عليه السلام، وكذا قال الحليمي، وأن الصريخ يأتي عيسى عليه السلام بذلك، فيبعث إليه طائفة ما بين الثمانية إلى التسعة. وقيل: هدمها في زمانه، وبعد هلاك يأجوج ومأجوج يحج الناس ويعتمرون؛ كما ثبت، وأن عيسى عليه السلام يحج أو يعتمر، أو يجمعهما، ولا ينافيه ما ورد: "لا تقوم الساعة حتي لا يُحَج البيت". وفي لفظ: "استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يُرفع؛ فقد هدم مرتين ويرفع في الثالثة"... وقيل: إن هدمها بعد الآيات كلها قرب قيام الساعة حتي ينقطع الحج، ولا يبقي في الأرض من يقول: الله الله. ويؤيد هذا: أن زمن عيسى عليه السلام كله زمن سِلْمٍ وخير وبركة وأمن، وأنها قبلة المسلمين والحج إليها أحد أركان الدين، فينبغي أن تبقى ببقاء المسلمين، وأنها تهدم مع رفع القرآن، وسنشير إليه ثَمَّ أيضًا إن شاء الله تعالى». وقال السفاريني عن القول بأن هدمها يكون بعد الآيات كلها قبل قيام الساعة: «وهذا أليقُ بكرم الله سبحانه وتعالى، سيما والبيت قبلةُ الإسلام والحج إليه أحد أركان الإسلام، فينبغي أن يبقى ببقاء المسلمين، فإذا جاءت الريحُ الباردة الطيبة، وقد قبضت المؤمنين فحينئذ يُهدم البيت، ويرتفع القُرآن، ولا يبقى في الأرض لا دين ولا إيمان. قال العلامة في "البهجة": وعن الثقات من الحُفاظ: يمكثُ الناس ما شاء الله في الخضب والدعة بعد يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس وخروج الدابة». "البحور الزاخرة" (2/649، 650). ونسبة القول بأنها تهدم زمن عيسى لكعب الأحبار فيه تأمل، فإنه قال أنه يظهر زمنه، وليس في كلامه ما يفيد أن الكعبة تهدم زمنه أيضًا، فإن ظهوره متقدم على هدمه إياها. انظر "النهاية في الفتن والملاحم" لابن كثير (1/170، 171). ولعل القول بأنها تهدم بعد الآيات كلها أقوى. والله أعلم. يقول أبو العباس القرطبي: «تخريب الكعبة على يدي هذا الحبشي إنما يكون عند خراب الدنيا، ولعل ذلك في الوقت الذي لا يبقى فيه إلا شرار الخلق». "المفهم" للقرطبي (7/246).