البحث

عبارات مقترحة:

الباطن

هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...

الباسط

كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...

الأعلى

كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...

خروج القحطاني

القحطاني: هو ملِك يخرج في آخر الزمان، ينقاد له الناس ويطيعونه، كما ثبت ذلك في السنة النبوية، ولا يُجزَم بكونه صالحًا أو غير صالح، لكن هناك بعض الآثار التي تدل على صلاحه.

التعريف

التعريف لغة

الخروج لغة: نقيض الدخول، وهو البروز من الحال أو المقر، قال الراغب: «خرج خروجا: برز من مقره أو حاله، سواء كان مقره دارا، أو بلدا، أو ثوبا» "المفردات" (ص278) وقال ابن منظور: «خرج: الخروج: نقيض الدخول. خرج يخرج خروجا ومخرجا، فهو خارج وخروج وخراج، وقد أخرجه وخرج به.» "لسان العرب" (2/249) وقال الزبيدي: «(خرج خروجا)، نقيض دخل دخولا» "تاج العروس" (5/508) وأما القحطاني فهو نسبة إلى قحطان، وهو أبو اليمن، قيل: هو هود عليه السلام، وقيل بل هو ابنه، وقيل غير ذلك، قال الأزهري: «وقال الليث: قحطان: أبو اليمن: وهو في قول نسابيهم قحطان بن هود، وبعض يقول: قحطان بن أرفخشذ بن سام بن نوح» "تهذيب اللغة" (4/20) وقال ابن منظور: «وقحطان: أبو اليمن، وهو في قول نسابتهم قحطان بن هود، وبعض يقول قحطان بن ارفخشذ بن سام بن نوح، والنسب إليه على القياس قحطاني، وعلى غير القياس أقحاطي، وكلاهما عربي فصيح» "لسان العرب" (7/374) وقال الزبيدي: «وقحطان بن عامر، هكذا في النسخ، والصواب عابر، بالموحدة ابن شالخ بن أرفخشذ ابن سام بن نوح صلى الله على نوح وعلى نبينا: أبو حي، بل أبو اليمن. وقال ابن الكلبي النسابة: عابر هذا هو هود النبي عليه السلام، وقال غيره بخلاف ذلك، ولذا وقع في عبارة بعضهم: قحطان بن هود، وعابر هذا هو الجد السابع والثلاثون لسيدنا رسول الله ، وهو جماع الأنساب، الراجع إليه جميع قبائل الأعراب: خندف وقيس ونزار ويمن، فهو جذم النسب وجرثومته، بلا خلاف، قال ابن الجواني: ومن ولد عابر قحطان ويقطن، قال قوم: قحطان هو يقطن، وإنما قحطان بالعربية، ويقطن بالعبرانية، ويقطان بالسريانية، وهو قول الزبير. ومن النسابين من جعل قحطان من ولد إسماعيل، ثم قال: وولد قحطان هم العرب المتعربة، وهم الذين نطقوا بلسان العرب العاربة، من ولده يعرب، وأعقب يعرب من ولده يشجب، وهو من ولده سبأ، وهو أبو حمير وكهلان القبيلتين العظيمتين. وهو قحطاني، على القياس، وأقحاطي، على غير قياس، نقله ابن دريد». "تاج العروس" (20/9).

التعريف اصطلاحًا

هو خروج ملك في آخر الزمان من ولد قحطان، تدين له الناس بالطاعة، وتجتمع عليه، وذلك عند تغير الزمان. "أشراط الساعة" للوابل (ص218).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين التعريفين علاقة عموم وخصوص مطلق، فإن خروج القحطاني لغة يعم كل قحطاني، أما اصطلاحًا فإنه يختص برجل معين يكون ملكًا وينقاد له الناس.

الأدلة

دلت السنة على خروج القحطاني آخر الزمان، كما ثبت في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ، حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ، يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ» أخرجه البخاري برقم (3517) ومسلم برقم (2910). قال ابن الجوزي: «إِنَّمَا ضرب الْعَصَا مثلا، وَالْمعْنَى أَن النَّاس ينقادون وَله ويطيعونه كَمَا ينقاد المسوق بالعصا، وَمثل هَذَا: وَلَا ترفع عصاك عَن أهلك. أَي: لَا تتْرك حملهمْ على الانقياد والتزام الطَّاعَة، وَلم يرد الْعَصَا الَّتِي يضْرب بهَا». "كشف المشكل" (3/410).

الحكم

يجب الإيمان بخروج القحطاني آخر الزمان، وأن الناس ينقادون له، لثبوت السنة بذلك، قال ابن هبيرة تعليقًا على حديث أبي هريرة المتقدم: «في هذا الحديث وجوب الإيمان بأن الله عز وجل لا بد أن يجري ما أخبر به رسوله من ذلك». "الإفصاح" (6/268).

الأحداث

جاء أن يحتمل أن يكون القحطاني في زمن عيسى ابن مريم عليه السلام، فقد ورد أنه يكون بعد المهدي، وعيسى عليه السلام إذا نزل يجد المهدي إمام المسلمين. كما ورد أنه يعيش في الملك عشرين سنةً، ويمكن أن يقيمه عيسى نائبًا عنه في أمور مهمة عامة. انظر "فتح الباري" لابن حجر.

مسائل متعلقة

هل القحطاني هو الجهجاه؟ ذهب بعض العلماء إلى أن القحطاني هو الجهجاه، وقد ورد ذكر الجهجاه في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : «لاَ تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي ، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْجَهْجَاهُ» أخرجه مسلم برقم (2911). قال أبو عبد الله القرطبي: «ولعل هذا الرجل القحطاني هو الرجل الذي يقال له الجهجاه» "التذكرة" (3/1235). وانظر "المفهم" لأبي العباس القرطبي (7/247). وقال البرماوي: «واسم الملِك الذي من قَحطان: الجَهْجَاه بن قَيس الغِفاري». "اللامع الصبيح" (10/89). واعترض ابن حجر على هذا القول، بأمرين: الأول: بأن جهجهاه من الموالي، وظاهر حديث كونه من قحطان أنه من الأحرار. الثاني: أنه يكون بعد المهدي وعلى سيرته وأنه ليس دونه. هل القحطاني رجل صالح؟ ليس في صحيح السنة التصريح بكونه صالحًا أو غير صالح، قال عمر الأشقر: «وهل يسوق هذا الرجل الناس إلى الخير أم الشر؟ ليس عندنا بيان من الرسول بذلك». "القيامة الصغرى" (ص203). لكن هناك آثار تشير إلى أنه صالح، قال ابن حجر: «وقد روى نعيم بن حماد في الفتن من طريق أرطأة بن المنذر أحد التابعين من أهل الشام أن القحطاني يخرج بعد المهدي، ويسير على سيرة المهدي، وأخرج أيضًا من طريق عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده مرفوعًا يكون بعد المهدي القحطاني، والذي بعثني بالحق ما هو دونه، وهذا الثاني مع كونه مرفوعًا ضعيف الإسناد، والأول مع كونه موقوفًا أصلح إسنادًا منه». "فتح الباري" (6/546). حول ما ورد عن معاوية رضي الله عنه في شأن القحطاني: ورد عن معاوية رضي الله عنه ما يفيد إنكاره خروج القحطاني، فعن الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عِنْدَهُ فِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ، فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَلاَ تُؤْثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَالأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ لاَ يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ، إِلَّا كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ، مَا أَقَامُوا الدِّينَ». أخرجه البخاري برقم (3500). ويمكن أن يجاب عن هذا بأجوبة: منها: أن معاوية أنكر أن يكون خليفة على الناس، ولم ينكر أن يكون ملكًا في بعض النواحي، قال المهلب: وأما حديث عبد الله بن عمرو أنه سيكون ملك من قحطان، فيحتمل أن يكون ملكًا غير خليفة على الناس من غير رضا به، وإنما أنكر ذلك معاوية لئلا يظن أحد أن الخلافة تجوز فى غير قريش. انظر "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (8/212). وقال ابن الملقن: «وإنكار معاوية عليه؛ لأنه حمل حديثه على ظاهره، وقد يخرج قحطاني في ناحية من نواحي الإسلام متغلبًا لا خليفة، ويحمل حديث معاوية على الأكثر، ولهذا قال: "الأمر في قريش" يعني: الخلافة». "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (20/30). ومنها: أن معاوية رضي الله عنه روى الحديث وفيه: (ما أقاموا الدين) وخروج القحطاني في آخر الزمان يكون عند حدوث الفتن وعدم إقامة الدين من قريش، قال صاحب "المفهم": «ولا تناقض بين الحديثين؛ لأنَّ خروجَ هذا القحطاني إنما يكون إذا لم تُقِمْ قريش الدينَ، فيُدالُ عليهم في آخر الزمان، ولعله هو الملِكُ الذي يخرج عليه الدجَّال». انظر "مصابيح الجامع" للدماميني (7/185). وقال ابن حجر: «وفي إنكار معاوية ذلك نظر، لأن الحديث الذي استدل به مقيد بإقامة الدين، فيحتمل أن يكون خروج القحطاني إذا لم تقم قريش أمر الدين، وقد وجد ذلك فإن الخلافة لم تزل في قريش، والناس في طاعتهم إلى أن استخفوا بأمر الدين فضعف أمرهم وتلاشى، إلى أن لم يبق لهم من الخلافة سوى اسمها المجرد في بعض الأقطار دون أكثرها». "فتح الباري" (6/535). ومنها: أن حديث معاوية في الاستحقاق، وحديث عبد الله حكاية عن الواقع، قال البرماوي: «ولكن هذا لا يردُّ حديث عبد الله في خروج القحطاني؛ لأنه حكايةٌ عن الواقع، وحديث مُعاوية في الاستحقاق، ولم يقل إنه لا توجد في غيرهم». "اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح" (10/89). وعلى كل حال فعبد الله بن عمرو لم يرفع الحديث إلى رسول الله ، وإلا فلو رفعه لم يسع معاوية ولا غيره ردَّه، قال العيني: «وَكَانَ ابْن عَمْرو قَرَأَ التَّوْرَاة، ويحكي عَن أَهلهَا، إلاَّ أَنه حدث بِهِ عَن سيدنَا رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذْ لَو حدث عَنهُ لما اسْتَطَاعَ أحد رده، لِأَنَّهُ لم يكن مُتَّهمًا». "عمدة القاري" (16/74).