البحث

عبارات مقترحة:

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...

البصير

(البصير): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على إثباتِ صفة...

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

رفع القرآن العظيم

رفع القرآن العظيم في آخر الزمان هو من أشراط الساعة، وقد ثبت رفعه بالسنة النبوية، وباتفاق أئمة السلف على ذلك، ويمحى من المصاحف، ثم يمحى من صدور العباد، فلا تبقى في الأرض منه آية، ويكون ذلك بعد موت سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام.

التعريف

التعريف لغة

رفع القرآن: مركب إضافي. فالرفع لغة: خلاف الوضع، قال الجوهري: «الرَفْعُ: خلاف الوضع. يقال: رَفَعْتُهُ فارْتَفع» "الصحاح" (3/1221). وقال ابن فارس: «الرَّاءُ وَالْفَاءُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، يَدُلُّ عَلَى خِلَافِ الْوَضْعِ. تَقُولُ: رَفَعْتُ الشَّيْءَ رَفْعًا، وَهُوَ خِلَافُ الْخَفْضِ». "مقاييس اللغة" (2/423). انظر "المفردات" للراغب (ص360، 361)، و"تاج العروس" للزبيدي (21/104). والقرآن لغة: مصدر قرأ، قال الجوهري: «وقرأت الكتاب قراءة وقرآنا، ومنه سمِّي القرآن. وقال أبو عبيدة: سمِّي القرآن لأنه يجمع السُّوَرَ فيضمها. وقوله تعالى: (إنَّ علينا جمعه وقرآنه) أي جمعه وقراءته، (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه) أي قراءته. قال ابن عبَّاس: فإذا بيَّنَّاه لك بالقراءة فاعمل بما بيَّنَّاهُ لك». وقال ابن منظور: «وقَرَأْتُ الشيءَ قُرْآناً: جَمَعْتُه وضَمَمْتُ بعضَه إِلَى بَعْضٍ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا قَرأَتْ هَذِهِ الناقةُ سَلىً قَطُّ، وَمَا قَرَأَتْ جَنِيناً قطُّ. أَي لَمْ يَضْطَمّ رَحِمُها على ولد». "لسان العرب" (1/128). وانظر "تاج العروس" (1/363، 364).

التعريف اصطلاحًا

المراد برفع القرآن العظيم اصطلاحًا: رفعه من المصاحف والصدور في آخر الزمان، فيمحى من المصاحف وينسى من الصدور، كما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: «يُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ فَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَا يُصْبِحُ فِي الْأَرْضِ آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَلَا مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَلَا الزَّبُورِ، وَيُنْتَزَعُ مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ فَيُصْبِحُونَ وَلَا يَدْرُونَ مَا هُوَ». أخرجه الحاكم برقم (8544).

الأدلة

ثبت رفع القرآن في آخر الزمان في عدد من الأحاديث، منها حديث حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله : «يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ، وَلَا صَلَاةٌ، وَلَا نُسُكٌ، وَلَا صَدَقَةٌ، وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ، فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ، يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَنَحْنُ نَقُولُهَا» فَقَالَ لَهُ صِلَةُ: مَا تُغْنِي عَنْهُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ، وَلَا صِيَامٌ، وَلَا نُسُكٌ، وَلَا صَدَقَةٌ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا، كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: «يَا صِلَةُ، تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ» ثَلَاثًا. أخرجه ابن ماجه برقم (4049). وكذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال : «يُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ فَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَا يُصْبِحُ فِي الْأَرْضِ آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَلَا مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَلَا الزَّبُورِ، وَيُنْتَزَعُ مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ فَيُصْبِحُونَ وَلَا يَدْرُونَ مَا هُوَ». أخرجه الحاكم برقم (8544). وعنه أيضا رضي الله عنه عن النبي قال: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُبْعَثَ رِيحٌ حَمْرَاءُ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ، فَيَكْفِتُ اللَّهُ بِهَا كُلَّ نَفْسٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَمَا يُنْكِرُهَا النَّاسُ مِنْ قِلَّةِ مَنْ يَمُوتُ فِيهَا: مَاتَ شَيْخٌ فِي بَنِي فُلَانٍ، وَمَاتَتْ عَجُوزٌ فِي بَنِي فُلَانٍ، وَيُسَرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ، فَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَا يَنْتَفِعُ بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، يَمُرُّ بِهَا الرَّجُلُ فَيَضْرِبُهَا بِرِجْلِهِ، وَيَقُولُ: فِي هَذِهِ كَانَ يَقْتَتِلُ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، وَأَصْبَحَتِ الْيَوْمَ لَا يُنْتَفَعُ بِهَا» أخرجه ابن حبان في "صحيحه" برقم (6853). وقد وردت الإشارة إلى ذلك في القرآن في قول الله تعالى: ﴿وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 86، 87] فقد ورد عن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنَّه قال : «إِنَّ أَوَّلَ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانَةُ ، وَآخَرَ مَا يَبْقَى الصَّلاَةُ ، وَأَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ يُوشِكُ أَنْ يُرْفَعَ ، قَالُوا : وَكَيْفَ يُرْفَعُ وَقَدْ أَثْبَتَهُ اللَّهُ فِي قُلُوبِنَا وَأَثْبَتْنَاهُ فِي مَصَاحِفِنَا ؟ قَالَ : يُسْرَى عَلَيْهِ لَيْلَةً فَيَذْهَبُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَمَا فِي مَصَاحِفِكُمْ ، ثُمَّ قَرَأَ : ﴿وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ﴾» أخرجه الحاكم برقم (8538) قال البقاعي: «وقد ورد أنه يذهب بالقرآن في آخر الزمان، يسري بما في المصاحف وبما في القلوب، وقد أفهمت ذلك هذه الآية لأن كلام الملوك يفهم أصل الشيء ولو كان في سياق الشرط» "نظم الدرر" (11/508) ودل عليه أيضًا إجماع السلف، قال ابن تيمية: «واتفق سلف الأمة وأئمتها على أن كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود. ومعنى قول السلف: إليه يعود، ما جاء في الآثار: «إن القرآن يسرى به حتى لا يبقى في المصاحف منه حرف ولا في القلوب منه آية». "شرح الأصفهانية" (ص20، 21). قال ابن الحنبلي: «وإليه يعود: ذهابه من المصاحف والحفاظ بالنسيان والحرمان، وقد روي عن رسول الله أنه قال: «تعلموا الفراض وعلموها الناس، فإني امرؤ مقبوض، والعلم مرفوع، حتى يختلف الاثنان في الفريضة، فلا يجدان من يفصل بينهما»، وما قول رسول الله : «منه بدأ وإليه يعود» إلا بمنزلة رجل دخل بلدة ليس فيها أحد يحفظ القرآن ولا سمعه، فعلمهم ذلك الرجل حتى صاروا كلهم حفاظًا، فلم ينفصل من العلم ما معه من القرآن بتعليمهم، وقد ساووه في الفضيلة بما تعلموا منه، فلو نسوا جميعهم القرآن إلا المعلم وحده لكان في ذلك معنى «منه بدأ وإليه يعود»، علم القرآن، ولا زادت صفته بنسيان المتعلم بقوله: وإليه يعود». "الرسالة الواضحة" (ص530-535).

الحكم

يجب الإيمان برفع القرآن من المصاحف والصدور في آخر الزمان، وقد استفاضت عن السلف عبارة تدل عليه: وهي قولهم: (القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود) وقد سبق تفسير قولهم: (وإليه يعود). قال أحمد بن حنبل: لقيت الرجال والعلماء والفقهاء بمكة والمدينة والكوفة والبصرة والشام والثغور وخراسان فرأيتهم على السنة والجماعة وسألت عنها الفقهاء فكل يقول القران كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود. انظر "اختصاص القران بعوده إلى الرحيم الرحمن" للحافظ ضياء الدين المقدسي (ص21) وألف الحافظ ضياء الدين هذه الرسالة ردا على من أنكر عود القران إلى الله تعالى، وقال: «فالذي أخبر به رسول الله أعظم من إنكار هذا المنكر لهذه اللفظة التي قد وردت في بعض الأحاديث عن النبي وعن غير واحد من أصحابه وعن بعض التابعين وغيرهم من الأئمة رضوان الله عليهم». "اختصاص القران" (ص20).

الأحداث

متى يرفع القرآن؟

رفع القرآن يأتي بعد وفاة سيدنا عيسى عليه السلام، ويرفع أولًا من المصاحف، ثم من الصدور. قال السخاوي: «والصحيح أن هذا وخراب البيت إنما يكون بعد موت عيسى - عليه السلام -» "القناعة في أشراط الساعة" (1/90) قال السفاريني: «قال العلامة - يعني الشيخ مرعي - في "بهجته": قرَّر الأئمة أنهُ يُرفع أوّلًا من المصاحف، وذلك أنهم يبيتون فيصبحون، وليس فيها حرفٌ مكتوب، ثمَّ يرفعُ من الصدور عقب ذلك، لأعجل زمنٍ حتى لا يكون منه شيء محفوظٌ حتى يقول الحافظ للآخر، وقد سأله الآخر كنتُ أحفظ شيئًا نَسيتُه، لا أدري ما هو؟» "البحور الزاخرة في علوم الآخرة" (2/682)

أقوال أهل العلم

" أَكْثِرُوا زِيَارَةَ هَذَا الْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، وَيَنْسَى النَّاسُ مَكَانَهُ، وَأَكْثِرُوا تِلَاوَةَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ " ابن مَسْعُود "أخبار مكة" للفاكهي (1/192)