البحث

عبارات مقترحة:

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

القادر

كلمة (القادر) في اللغة اسم فاعل من القدرة، أو من التقدير، واسم...

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

خروج الدابة

خروج الدابة هو أحد أشراط الساعة التي تظهر عند فساد الناس وتبديل الدين، ودل على خروجها القرآن والسنة وإجماع الأمة، فيجب الإيمان بذلك وعدم إنكاره، ويكون لخروجها معجزات منها أنها تخاطب الناس وتُكلِّمُهم، وتَسِمُهم، فتميز المؤمن من الكافر، واختلف في مكان خروجها على أقوال كثيرة، والأشهر أنها تخرج من مكة المكرمة.

التعريف

التعريف لغة

الخروج لغة: نقيض الدخول، وهو البروز من الحال أو المقرّ، قال الراغب: «خَرَجَ خُرُوجاً: برز من مقرّه أو حاله، سواء كان مقرّه دارا، أو بلدا، أو ثوبا» "المفردات" (ص278) وقال ابن منظور: «خرج: الخُروج: نَقِيضُ الدُّخُولِ. خَرَجَ يَخْرُجُ خُرُوجاً ومَخْرَجاً، فَهُوَ خارِجٌ وخَرُوجٌ وخَرَّاجٌ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ وخَرَجَ بِهِ». "لسان العرب" (2/249). وقال الزبيدي: «(خَرَجَ خُرُوجاً)، نقيضِ دَخَلَ دَخُولاً». "تاج العروس" (5/508). الدابة مشتقة: من دبَّ يدُبُّ دبيبًا، وهي لغة: اسم لما دبَّ من الحيوان، مميزًا كان أو غير مميز، قال الزجاج في تفسير قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ﴾: «دَّابةُ اسمٌ لكلّ حَيَوَان مميِّز وغيرِه، فلمّا كَانَ لِما يَعقل ولِما لَا يَعقل قَالَ: فمِنْهم، وَلَو كَانَ لِما لَا يعقِل لقِيلَ فَمِنْهَا أَو فمنهنّ». "معاني القرآن وإعرابه" (4/50). قال ابن فارس: «الدَّالُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ صَحِيحٌ مُنْقَاسٌ، وَهُوَ حَرَكَةٌ عَلَى الْأَرْضِ أَخَفُّ مِنَ الْمَشْيِ. تَقُولُ: دَبَّ دَبِيبًا. وَكُلُّ مَا مَشَى عَلَى الْأَرْضِ فَهُوَ دَابَّةٌ». "مقاييس اللغة" (2/263). وقال ابن منظور: «والدَّابَّة: اسمٌ لِمَا دَبَّ مِنَ الحَيَوان، مُمَيِّزةً وغيرَ مُمَيِّزة». "لسان العرب" (1/369). وأخرج بعض العلماء الطير من الدوابّ، قال الدميري: «الدابة: ما دب من الحيوان كله، وقد أخرج بعض الناس منها الطير لقوله تعالى: ﴿وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ﴾ ، ورُدَّ بقوله تعالى: ﴿وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ﴾. .. ولأن الطير يدب على الأرض برجليه في بعض حالاته». "حياة الحيوان الكبرى" (1/441). وقد غلب اسم الدابة على ما يركب من الدوابِّ، قال الزبيدي: «(و) قَدْ (غَلَبَ) هَذَا الاسمُ (عَلَى مَا يُرْكَبُ) مِنَ الدَّوَابِّ». "تاج العروس" (2/393).

التعريف اصطلاحًا

الدابة اصطلاحًا: هي دابة من جنس الحيوان، تخرج من الأرض في آخر الزمان، عند فساد الناس وتركهم أوامر الله، وتبديلهم الدين الحقّ، فتكلِّم الناس وتخاطبهم، تسم الناس فتميز المؤمن والكافر. انظر "تفسير ابن كثير" (6/210)، و"الدابة دراسة في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة" لمحمد بن عبد العزيز العلي (ص18، 19).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين التعريفين علاقة مطابقة، لأن (أل) في (الدابة) عهدية، يراد بها الدابة التي تظهر في آخر الزمان فتكلم الناس وتميز المؤمن من الكافر، وبهذا لا يختلف التعريف اللغوي عن الاصطلاحي، إلا أننا بينا في التعريف اللغوي أصل الاشتقاق وبينا في التعريف الاصطلاحي المعهود.

الأدلة

دلَّ على خروج الدابة قوله تعالى: ﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ﴾ [النمل: 82]. قال ابن عطية: «فمعنى الآية وإذا أراد الله أن ينفذ في الكافرين سابق علمه لهم من العذاب أخرج لهم دابة من الأرض، وروي أن ذلك حين ينقطع الخير ولا يؤمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ولا يبقى منيب ولا تائب». "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" (4/270). وقال السعدي: «﴿أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً﴾ خارجة ﴿مِنَ الأرْضِ﴾ أو دابة من دواب الأرض ليست من السماء، وهذه الدابة ﴿تُكَلِّمُهُمْ﴾ أي: تكلم العباد أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون، أي: لأجل أن الناس ضعف علمهم ويقينهم بآيات الله، فإظهار الله هذه الدابة من آيات الله العجيبة ليبين للناس ما كانوا فيه يمترون. وهذه الدابة هي الدابة المشهورة التي تخرج في آخر الزمان وتكون من أشراط الساعة كما تكاثرت بذلك الأحاديث، ولم يأت دليل يدل على كيفيتها ولا من أي: نوع هي وإنما دلت الآية الكريمة على أن الله يخرجها للناس وأن هذا التكليم منها خارق للعوائد المألوفة وأنه من الأدلة على صدق ما أخبر الله به في كتابه، والله أعلم». "تفسير السعدي" (ص610). وكذلك دلت السنة على خروج الدابة، كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاَثٌ إِذَا خَرَجْنَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأَرْضِ». أخرجه مسلم برقم (158). وعنه أيضًا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أَوِ الدُّخَانَ، أَوِ الدَّجَّالَ، أَوِ الدَّابَّةَ، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ، أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ». أخرجه مسلم برقم (2947). وكذلك حديث حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ ، قَالَ : اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ ، فَقَالَ : مَا تَذَاكَرُونَ ؟ قَالُوا : نَذْكُرُ السَّاعَةَ ، قَالَ : «إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ ، فَذَكَرَ ، الدُّخَانَ ، وَالدَّجَّالَ ، وَالدَّابَّةَ ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَثَلاَثَةَ خُسُوفٍ : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ ، تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ». أخرجه مسلم برقم (2901). وكذلك حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : «إِنَّ أَوَّلَ الآيَاتِ خُرُوجًا، طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى، وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا، فَالأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا». أخرجه مسلم برقم (2941). وحكم الكتاني بتواتر أحاديث الدابة، انظر "نظم المتناثر من الحديث المتواتر" (ص230). وكذلك مما يدل على خروج الدابة: إجماع المسلمين على ذلك، قال الأشعري: «وكذلك أجمعوا على ما روي من خبر الدجال ونزول عيسى ابن مريم وقتله الدجال، وغير ذلك من سائر الآيات التي تواترت الرواية بين يدي الساعة من طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة وغير ذلك مما نقله إلينا الثقات عن رسول الله وعرفونا صحته». "رسالة إلى أهل الثغر" (ص166). وقال ابن زيد القيرواني: «فصل: فيما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة من السنن التي خلافها بدعة وضلالة». وذكر منها: «الإيمان بما ثبت من خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام حَكَمًا عدلًا، وقتله الدجال، وبالآيات التي بين يدي الساعة: من طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وغير ذلك مما صحَّت به الروايات». انظر "اجتماع الجيوش الإسلامية" لابن القيم (1/220). وقال الكتاني عن خروج الدابة: «انعقد عليه إجماع العلماء». "نظم المتناثر من الحديث المتواتر" (ص230).

الحكم

يجب الإيمان بخروج الدابة آخر الزمان، وأن خروجها من أشراط الساعة، تصديقًا لكتاب الله وسنة رسوله ، قال الطحاوي: «ونُؤْمِنُ بِأشْراطِ السّاعَةِ مِن خُرُوجِ الدَّجّالِ ونُزُولِ عِيسى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام مِنَ السَّماء، ونُؤْمِنُ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، وخروج دابة الأرض من موضعها». "العقيدة الطحاوية" (ص31). وقال ابن الحنبلي: «والإيمان بأن الدابة تخرج بين الصفا والمروة، ويكون معها خاتم سليمان بن داود عليه السلام، وعصا موسى، فتُبين حين ذلك المؤمن من الكافر، وأهل الجنة من أهل النار». "الرسالة الواضحة" (ص1073-1074). وقال الموفق ابن قدامة: «ويجب الإيمان بكل ما أخبر به النبي وصح به النقل عنه فيما شاهدناه، أو غاب عنا، نعلم أنه حق، وصدق، وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه، ولم نطلع على حقيقة معناه... ومن ذلك أشراط الساعة، مثل خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام فيقتله، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وأشباه ذلك مما صح به النقل». "لمعة الاعتقاد" (ص28-31). و قال ابن حمدان: «يجب الإيمان جزمًا بالساعة وأشراطها من الدجال، ويأجوج ومأجوج، ونزول عيسى، وخروج النار والدابة». "نهاية المبتدئين" (ص54). وقال الطوفي في تفسير آية النمل: «هذه من غائبات القرآن الواجب وقوعها، ومن معجزات النبي صلّى الله عليه وسلّم وإخباره بالغائبات التي لا بد من وجودها». "الإشارات الإلهية" (ص478).

الأحداث

بعض أعمال الدابة عند خروجها

ثبت في القرآن تكليم الدابة للناس، واختلف في معنى التكليم في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ﴾ [النمل: 82]. القول الأول: المراد به المخاطبة، ويشهد لهذا القول قراءة أبيّ (تنبئهم) وقراءة يحيى بن سلام (تحدثهم). قال الألوسي: «وكون التكليم من الكلام هو الظاهر، ويؤيده قراءة أبي- تنبئهم- وقراءة يحيى بن سلام تحدثهم» "روح المعاني" (10/235). القول الثاني: المراد به الوسم، من الكلم وهو الجرح، ويشهد لهذا القول قراءة ابن عباس وغيره (تَكلِمهم). القول الثالث: المراد به المخاطبة والوسم فكلاهما يقع. قَالَ أَبُو الْجَوْزَاءِ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: "تُكَلِّمُهُمْ أَوْ تَكْلِمُهُمُ"؟ قَالَ: كُلُّ ذَلِكَ تَفْعَلُ، تُكَلِّمُ الْمُؤْمِنَ، وَتَكْلِمُ الْكَافِرَ. انظر "تفسير البغوي" (6/177). قال ابن كثير: «قال ابن عباس، والحسن، وقتادة -وروي عن علي رضي الله عنه -: تكلمهم كلاما أي: تخاطبهم مخاطبة... وقال ابن عباس -في رواية -تجرحهم. وعنه رواية، قال: كلا تفعل يعني هذا وهذا، وهو قول حسن، ولا منافاة، والله أعلم» "تفسير ابن كثير" (6/210، 211). والظاهر من معنى التكليم في الآية هو المخاطبة، وهو لا ينافي الوسم، وقد ثبت وسمها الناس بالسنة النبوية، كما في حديث أَبِي أُمَامَةَ عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَخْرُجُ الدَّابَّةُ فَتَسِمُ النَّاسَ عَلَى خَرَاطِيمِهِمْ، ثُمَّ يَغْمُرُونَ فِيكُمْ حَتَّى يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ الْبَعِيرَ فَيَقُولُ: مِمَّنْ اشْتَرَيْتَهُ؟ فَيَقُولُ: اشْتَرَيْتُهُ مِنْ أَحَدِ الْمُخَطَّمِينَ» أخرجه أحمد في "مسنده" برقم (22308). وراجع "من أشراط الساعة خروج دابة الأرض" لسامي القليطي (ص74-88). وقد ذكر في بعض الأحاديث أن الدابة تقتل إبليس، ولكنها أحاديث ضعيفة أو موضوعة، فلا يثبت بها شيء، قال ابن كثير: «وقد ورد ذلك في حَدِيثٌ غَرِيبٌ رَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ... عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا خَرّ إِبْلِيسُ سَاجِداً ينَادِي ويَجْهَرُ مُرْني أنْ أَسْجد لِمَنْ شِئْتَ، قَالَ: فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ زَبَانِيَتُه يَقولونَ لَه يَا سَيِّدَهُمْ: مَا هَذَا التَّفَزعُ؟ فَيَقولً: إِنَّما سَألتُ رَبي أنْ يُنْظِرَنِي إِلَى الوَقْتِ المَعْلوم. قَال: "ثُمّ تَخْرجُ دَابَّةُ الأَرْض مِنْ صَدْع فِي الصَّفَا قَالَ: فَأوَّلُ خُطْوَةٍ تَضَعُها بِإِنطَاكِيَّةَ، فَيأتي إِبْلِيسُ فَتَلطِمُه". وهذا غريب جداً ورفعه فيه نكارة ولا بد أنه من المزملتين اللَّتَيْنِ أَصَابَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يَوْمَ الْيَرْمُوكِ مِنْ كُتُبِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَكَانَ يُحَدِّثُ منهما بأشياء غَرَائِبَ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي خَبَرِ ابْنِ مَسْعُودٍ الذي رواه أبو نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي الْفِتَنِ أَنَّ الدَّابَّةَ تَقْتُلُ إِبْلِيسَ، وَهَذَا مِنْ أَغْرَبِ الْأَخْبَارِ، وَاللَّهُ تعالى أَعْلَمُ». "النهاية في الفتن والملاحم" (1 /183، 184).

مسائل متعلقة

مكان خروج الدابة اختلف العلماء في مكان خروج الدابة، ولكن أكثر الأقوال على أنها تخرج من مكة: إما من الصفا أو المروة أو جبل أبي قبيس أو شعب أجياد أو من صدع في الكعبة، إلى غير ذلك من الأقوال. قال السخاوي: «وخروجها في آخر الزمان من مكة إما من صدع الصفا، وبه جزم غير واحد، أو من المروة، أو من شعب أجياد، أو من بعض أودية تهامة من وراء مكة، أو من مدينة قوم لوط». "القناعة فيما يحسن الإحاطة به من أشراط الساعة" (1/54). وقال القنوجي: «وخروج الدابة ؛ قيل : من مدينة قوم لوط، وقيل : من بعض أودية تهامة خارج مكة، وقيل : من مكة، وهو المشهور. ثم اختلف، فقيل: من صدع بالصفا، وقيل : بالمروة، وقيل : من شعب أجياد. ويجمع بين هذه الأقوال بما جاء في الأحاديث المرفوعة والموقوفة كما قال الحافظ السخاوي وغيره، من أنها تخرج ثلاث خرجات: الأولى من أقصى البادية، ولا يدخل ذكرها القرية، يعني: مكة ؛ ثم يمكث زمانا طويلا، ثم تخرج مرة أخرى دون تلك، أي : من بادية قريبة من تلك البادية، فيعلو ذكرها في أهل البادية، ويدخل ذكرها القرية، يعني : مكة؛ الثالثة: خروجها العامّ من مكة، فتسم المؤمن فيبيض وجهه، ويكتب بين عينيه : مؤمن؛ وتسم الكافر، ويكتب بين عينيه : كافر، فيسود وجهه؛ وتطوف الأرض كلها». "الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة". (ص212، 213). و«أشهر ما جاء في المسألة وتكاد كثير من الأقوال تجتمع عليه، وجزم به غير واحد من العلماء والمفسرين هو: أن خروجها سيكون من مكة المكرمة، وأن ذلك يكون من المسجد الحرام من عند الصفا أو من شعب أجياد». "من أشراط الساعة خروج دابة الأرض". لسامي القليطي (ص104). وراجع "من أشراط الساعة خروج دابة الأرض" لسامي القليطي (ص103-113)، و"الدابة في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة" لمحمد بن عبد العزيز العلي (ص61-75).