البحث

عبارات مقترحة:

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

الباطن

هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...

المعطي

كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...

ادعاء النبوة

لا شكّ أنّ من زعم أنّه ممن أوحي إليه فقد ارتكب ناقضًا من نواقض الإيمان صاحبه يعدّ مكذّبًا لصريح الكتاب والسنّة، وصاحبه كافرٌ إجماع العلماء إن بيّن له فأصرّ على ذلك.

الأهمية

إنّ الإيمان بختم النبوّة جزء من الإيمان بنبوّته، فهو الذي قال عليه الصلاة والسلام: «أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي». وقد قال الله تعالى: ﴿سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذابٌ شَدِيدٌ﴾ [الأنعام: 124]. يقول ابن كثير: «هذا وعيد شديد من الله، وتهديد أكيد لمن تكبر عن اتباع رسله، والانقياد له فيما جاءوا به فإنه سيصيبه يوم القيامة بين يدي الله صغار، وهو الذلة الدائمة» "تفسير ابن كثير" (2 /165).

التعريف

التعريف لغة

«ادعيت الشيء: زعمته لي حقا كان أو باطلا. والاسم الدعوى والدعوة، قال الليث: دعا يدعو دعوة ودعاء وادعى يدعي ادعاء ودعوى» "لسان لعرب" (14 /261) «والنبوة: الجفوة. والنبوة: الإقامة. والنبوة: الارتفاع. ابن سيده: النبو العلو والارتفاع، وقد نبا. والنبوة والنباوة والنبي: ما ارتفع من الأرض. وفي الحديث : فأتي بثلاثة قرصة فوضعت على نبي أي على شيء مرتفع من الأرض، من النباوة والنبوة الشرف المرتفع من الأرض؛ ومنه الحديث: لا تصلوا على النبي أي على الأرض المرتفعة المحدودبة. والنبي: العلم من أعلام الأرض التي يهتدى بها. قال بعضهم: ومنه اشتقاق النبي لأنه أرفع خلق الله، وذلك لأنه يهتدى به» "لسان العرب" (15 /302)

التعريف اصطلاحًا

«النبي : من أوحي إليه وحيا خاصا من الله بتوسط ملك أو بإلهام في قلبه، أو بالرؤيا الصالحة». "معجم لغة الفقهاء" (474) «والنبوة اسم مشتق من النبأ، وهو الخبر إلا أن المراد به في هذا الموضع خبر خاص، وهو الذي يكرم الله عز وجل به أحدا من عباده فيميزه عن غيره بإلقائه إليه، ويوقفه به على شريعته بما فيها من أمر ونهي ووعظ وإرشاد، ووعد ووعيد» "شعب الإيمان" للبيهقي (1 /279) وبناء عليه فتعريف ادّعاء النبّوة هو: أن يزعم المرء بأنّه ممن أوحي إليه وحيا خاصا من الله بتوسط ملك أو بإلهام في قلبه، أو بالرؤيا الصالحة.

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

هي العموم والخصوص المطلق والاستعارة، إذ استعيرت رفعة الأرض إلى رفعة النبي على الخلق، وعلوه علو مخصوص من مطلق العلو، وكذلك هدايته هداية مخصوصة يقول صالح آل الشيخ: «النبي: مأخوذ من النَّبْوَة وهي الارتفاع وذلك لأنَّه بالإيحاء إليه وبالإخبار إليه أصبح مرتفعاً على غيره». "شرح العقيدة الطحاوية لصالح آل الشيخ" (ص 78).

الأقسام والأنواع

أمّا ادّعاء النبّوة فإنّ من يدّعيها لا يخرج من رجلين: 1-إمّا أن يدّعيها أصدق الصادقين. 2-أو يدّعيها أكذب الكاذبين. "شرح العقيدة الطحاوية"، لابن أبي العزّ (1 /140)، "تفسير ابن كثير" (2 /392)، وانظر (3 /475). فهما طرفي نقيض ولا يلتبس أمرهما على عاقل، بل الواقع كما يقول ابن كثير: «لا يخفى أمره على الأغبياء، فكيف يشتبه حال هذا بالأنبياء؟ فإن من قال هذه المقالة صادقاً، أو كاذباً فلا بد أن الله ينصب عليه من الأدلة على بره أو فجوره ما هو أظهر من الشمس، فإن الفرق بين محمد ، وبين مسيلمة الكذاب لمن شاهدهما أظهر من الفرق بين وقت الضحى، وبين نصف الليل في حندس الظلام». تفسير ابن كثير (2 /392)، وانظر (3 /475). وقد ذكر العلماء صورًا لمن يدّعيها من الكاذبين وهي كالآتي: 1-من ادعى نبوة أحد مع نبينا 2-أو بعده 3- أو ادّعى النبوة لنفسه، 4-أو جوز اكتسابها، والبلوغ بصفاء القلب إلى مرتبتها. 5-وكذلك من ادعى منهم أنه يوحى إليه، وإن لم يدع النبوة.. فهؤلاء كلهم كفار مكذبون. "الشفا" للقاضي عياض (ج 2 /ص 1070- 1071) بتصرّف.

الفروق

الفرق بين ادعاء النبوة و الرسالة

الفرق بين النبوّة والرسالة: يقول البيهقي رحمه الله : «. فتكون النبوة على هذا الخبر والمعرفة بالمخبرات الموصوفة، والنبي هو المخبر بها، فإن انضاف إلى هذا التوقيف أمر بتبليغه الناس ودعائهم إليه كان نبيا رسولا، وإن ألقي إليه ليعمل به في خاصته، ولم يؤمر بتبليغه، والدعاء إليه كان نبيا، ولم يكن رسولا، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا» "شعب الإيمان" (ج1 /ص 279) قال ابن تيمية رحمه الله: «. والمقصود هنا: الكلام على النبوة؛ فالنبي هو الذي ينبئه الله، وهو ينبئ بما أنبأ الله به؛ فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه؛ فهو رسول، وأما إذا كان إنما يعمل بالشريعة قبله، ولم يرسل هو إلى أحد يبلغه عن الله رسالة؛ فهو نبي، وليس برسول». "النبوات" (ج 2 /ص 714)

الأدلة

القرآن الكريم

ادعاء النبوة في القرآن الكريم
﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ﴾ [الأنعام، آية 93]. قال السعدي: «لا أحد أعظم ظلماً، ولا أكبر جرماً، ممن كذب على الله، فإنه نسب إلى الله قولاً أو حكماً، وهو تعالى بريء منه، وإنما كان هذا أظلم الخلق؛ لأن فيه من الكذب، وتغيير الأديان أصولها وفروعها، ونسبة ذلك إلى الله وهو من أكبر المفاسد، ويدخل في ذلك إدعاء النبوة، وأن الله يوحي إليه وهو كاذب في ذلك، فإنه مع كذبه على الله، وجرأته على عظمته وسلطانه، يوجب على الخلق أن يتبعوه. ويجاهدهم على ذلك، ويستحل دماء من خالفه وأموالهم. ويدخل في هذه الآية كل من ادعى النبوة كمسليمة الكذاب، والأسود العنسي والمختار وغيرهم ممن اتصف بهذا الوصف». " تفسير السعدي" (ج 2/ص 434). ولأنه أيضًا تكذيب للقرآن الكريم الذي نص على أن محمدًا هو خاتم النبيين، قال تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾. [الأحزاب: 40].

السنة النبوية

ادعاء النبوة في السنة النبوية
ما جاء عن ثوبان رضي الله عنه عن رسول الله، ، أنّه قال: «وإنه سيكون في أمتي كذابون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي». رواه أبو داود (4252) والترمذي (2219) وأحمد (5/278) (22448). وقال ابن كثير: «أخبر الله تعالى في كتابه ورسوله في السنة المتواترة عنه أن لا نبي بعده، ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك دجال ضال مضل». "تفسير القرآن العظيم" ابن كثير (3 /493).

الإجماع

قال القاضي عياض رحمه الله: «أخبر النَّبيّ أنَّه خاتم النَّبيِّين لا نبي بعده، وأخبر عن الله تعالى أنَّه خاتم النبيِّين، وأنَّه أرسل كافّة للنّاس. وأجمعت الأمة على حمل هذا الكلام على ظاهره، وأن مفهومه المراد منه دون تأويل ولا تخصيص، فلا شك في كفر هؤلاء الطوائف كلها قطعًا وإجماعاً وسمعاً». "الشفا" (2 /1070- 1071). يقول ابن حزم: «اتفقوا أن دين الإسلام هو الذي لا دين لله في الأرض سواه، وأنه ناسخ لجميع الأديان قبله، وأنه لا ينسخه دين بعده أبدًا، وأن من خالفه ممن بلغه كافر مخلد في النار أبدًا». "مراتب الإجماع" (ص167، 173).

وجه عده من النواقض

ادعاء النبوة يتضمن أنواعًا كثيرة من المخالفات المناقضة لدين الله تعالى وآياته ورسوله: 1-كذّب بصريح الكتاب والسنّة والإجماع: قال ابن تيمية رحمه الله: «من ادعى النبوة وهو كاذب فهو من أكفر الكفار، وأظلم الظالمين قال تعالى: ﴿ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله﴾ [الأنعام: 93]». "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" لابن تيمية (6 /421). 2-خالف قطعيًا من قطعيات الشريعة التي تواترت به القرآن والسنّة ونقل الإجماع عليه ، وفي هذا السياق يقول عبد القاهر البغدادي: «كل من أقر بنبوة نبينا محمد ، أقر بأنه خاتم الأنبياء والرسل، وأقر بتأييد شريعته، ومنع من نسخها. وقد تواترت الأخبار عنه بقوله: "لا نبي بعدي" ومن رد حجة القرآن والسنة فهو الكافر». "أصول الدين" (ص 162، 163).

أقوال أهل العلم

«ويكفر بأن ادعى شركاً أي شخصاً مشاركاً مع نبوة نبينا محمد ، لمخالفته قوله تعالى ﴿وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب، آية 40] ويكفر إن جوز اكتساب النبوة بتصفية القلب، وتهذيب النفس، والجد في العبادة، لاستلزامه جوازها بعد سيدنا محمد ، وتوهين ما جاء به الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم». المَرْداوي محمد عليش المالكي
«قد أخبر الله تبارك وتعالى في كتابه ورسوله في السنة المتواترة عنه أنه لا نبي بعده، ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك دجال ضال مضل». النَّوَوِي ابن كثير
«إذا ادعى النبوة بعد نبينا ، أو صدق مدعيًا لها... فكل هذا كفر». "روضة الطالبين" (10 /64- 65).
ويَكْفُرُ أيضًا مُدَّعٍ لِنُبُوَّةٍويَكْفُرُ في تَصديقِهِ كُلُّ مُسْعَدِ
"الألفية في الآداب الشرعية" (ص69).

اعتراضات وأجوبتها

زعم المعتزلة والجهمية تعارض ظاهر حديث ختم النبوة مع نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان ومن رأى رأيهم من إنكار نزول عيسى لما فيه من مخالفة قول الله تعالى عن محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿خَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾، وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا نبي بعدى)، وإجماع المسلمين على ذلك، وعلى أن شريعة الإسلام باقية غير منسوخة. "إكمال المعلم" (ج 8 /ص 492 - 493). وقد أجاب العلماء عن هذا الإشكال: قال النووي رحمه الله: «ينزل حاكمًا بهذه الشريعة ، لا ينزل نبيًّا برسالة مستقلة وشريعة ناسخة؛ بل هو حاكم من حكام هذه الأمة». شرح صحيح مسلم" (2 /190)، "فتح الباري" (6 /491). الاعتراض الثاني: ورود (وضع الجزية) عن الكفّار على يد عيسى عليه السلام، وهذا دليل على نسخه لشريعة محمّد عليه الصلاة والسّلام. قال صلى الله عليه وسلّم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ» رواه البخاري (2222) ومسلم (155). فيجاب عن ذلك: أنّ هذا بيان من النبيّ صلى الله عليه وسلّم ومن دلائل نبوّته عليه الصلاة ولسلام كما قال بدر الدّين العيني: «وليس هو بناسخ، بل نبينا هو الذي بيّن بالنسخ، وأن عيسى، عليه الصلاة والسلام، يفعل ذلك بأمر نبينا ». "عمدة القاري" (13 /28).