البحث

عبارات مقترحة:

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

المجيب

كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...

المؤخر

كلمة (المؤخِّر) في اللغة اسم فاعل من التأخير، وهو نقيض التقديم،...

ابن محيصن

تُعتبر قراءة ابن مُحَيْصِن من القراءات الشاذة التي يحرم القراءة بها، لكن العلماء أجازوا تعلُّمها وتعليمها إذ هي قراءة لها أصول وقواعد، وأجازوا كذلك تدوينها في الكتب والاستفادة منها في اللغة والفقه وغيره.
ابن مُحَيْصِن، إمام إحدى قراءات القرآن الكريم التي عدّها العلماء من القراءات الشاذة الزائدة على العشر، لقراءته أصول وقواعد ألّف فيها الأهوازي مفردةً، وكتب في قراءته كذلك سبط الخياط في كتاب أسماه ( المبهج في القراءات الثمان وقراءة الأعمش وابن محيصن واختيار الخلف واليزيدي) . تُعتبر قراءته من القراءات الشاذة التي يحرم القراءة بها، لكن العلماء أجازوا تعلُّمها وتعليمها إذ هي قراءة لها أصول وقواعد، وأجازوا كذلك تدوينها في الكتب والاستفادة منها في اللغة والفقه وغيره.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

هو محمد بن عبد الرحمن بن مُحَيْصِن السهمي مولاهم، المكي القرشي، وقيل: اسمه عمر، وقيل: عبد الرحمن بن محمد، وقيل: محمد بن عبد الله، وذكر الذهبي أنَّ في اسمه ستة أقوال. كنيته أبو عبد الله، وذكر ابن حجر أنّ كنيته أبو حفص. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (223/1)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (148/2)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (239/3).

شهرته

ابن مُحَيْصِن

وفاته

تُوفي بمكة سنة مائة وثلاث وعشرين من الهجرة، وقيل: سنة مائة واثنتين وعشرين. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (223/1)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (148/2).

شيوخه

قرأ على مجاهد بن جبير، ودرباس مولى ابن عباس، وسعيد بن جبير. وروى الحديث عن أبيه، وعن صفية بنت شيبة، ومحمد بن قيس بن مَخْرَمة، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهم. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (222/1)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (148/2).

تلاميذه

شبل بن عباد، وأبو عمرو بن العلاء، وإسماعيل بن مسلم المكي، وعيسى بن عمر البصري، ويحيى بن جرجة. وروى عنه الحديث ابن جريج، وابن عيينة، وهشيم، وعبد الله بن المؤمل المخزومي. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (222/1)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (148/2).

أقوال العلماء وثناؤهم

قال ابن مجاهد: وكان ممَّن تجرَّد للقراءة وقام بها في عصر ابن كثير محمد بن عبد الرحمن بن محيصن. وكان يقول أيضاً: ابن محيصن: يَبني ويرصّ، يعني أنه عالم بالعربية والأثر. قال أبو حاتم: ابن محيصن من قريش، وكان نحوياً قرأ القرآن على ابن مجاهد. قال أبو عبيد: وكان من قرّاء مكة عبد الله بن كثير، وحميد بن قيس، ومحمد بن محيصن، وكان ابن محيصن أعلمهم بالعربية وأقوالهم عليها. قال البزي: قلتُ لوهب بن واضح: أخبرني عن ابن محيصن على من قرأ وقراءة من هذه؟ قال: سبق اللحن، قلت: أي شيء تعني بسبق اللحن؟ قال: كان رجلاً قرشياً عربي اللسان، وكان في عصر ابن مجاهد فما زاد عليه. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال عنه الذهبي: وهو في الحديث ثقة احتجّ به مسلم وغيره. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (222/1)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (148/2)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (239/3).

الرواة عنه

روى عنه القراءة البزي، وأبو الحسن بن شنبوذ. والبزي هو أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة، مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام. أمّا ابن شنبوذ فهو محمد بن أحمد بن أيوب بن شنبوذ، ويُكنى أبا الحسن، شيخ الإقراء بالعراق. انظر "إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر" للبنا (75/1)، و"القراءات الشاذة" لعبد الفتاح القاضي (ص12).

أصول القراءة

كتاب "مفردة ابن محيصن المكي" لأبي علي الحسن الأهوازي، وكتاب "المبهج في القراءات الثمان وقراءة الأعمش وابن محيصن واختيار الخلف واليزيدي" لأبي محمد عبد الله بن علي المعروف بسبط الخياط هما الكتابان اللذان يُرجع إليهما في بيان قراءة ابن محيصن، ووُجِدت فروق بين هذين الكتابين في قراءة ابن محيصن، وأذكر أبرز أصول قراءته من الكتابين ممَا لم يكن فيه اختلاف بينهما، وهي: في الاستعاذة كان يقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). في البسملة كان يبسمل أول كل سورة، وفي رؤوس الأجزاء، وحيث ابتدأ بالقراءة ويجهر بها. في الإدغام أدغم الضاد في الطاء إذا اجتمعتا في كلمة نحو ﴿اْضْطُرِرْتُمْ﴾، والظاء في التاء في ﴿سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ﴾[الشعراء: 136] مع بقاء صوت الإطباق، وأدغم الباء في الميم في ﴿وَاْللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ﴾[النساء: 81]. في المد كان يمدّ المنفصل حركتين، والمتصل أربع حركات. في الإمالة كان لا يُميل أي كلمة في القرآن. كان يقرأ بضم ميم الجمع وصلتها حيث وقعت إذا كان بعدها متحرك. كان يحذف هاء السكت حال الوصل في الكلمات التالية: ﴿يَتَسَنَّهْ﴾[البقرة: 259]، و﴿اْقْتَدِهْ﴾[الأنعام: 90]، و﴿كِتَٰبِيَهْ﴾[الحاقة: 25، 19]، و﴿حِسَابِيَهْ﴾[الحاقة: 26، 20]، و﴿مَالِيَهْ﴾[الحاقة: 28]، و﴿سُلْطَٰنِيَهْ﴾[الحاقة: 29]، و﴿مَا هِيَهْ﴾[القارعة: 10]. ياء الإضافة أسكنها في مواضع، وفتحها في مواضع. انظر "مفردة ابن محيصن المكي" لأبي علي الحسن الأهوازي (102-105)، و"فتح المهيمن في قراءة ابن محيصن من طريق المبهج" لتوفيق ضمرة (14-33).

مثال للقراءة

﴿ عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ﴾[الغاشية: 3]: قرأها ابن محيصن (عاملةً ناصبةً) بنصبهما على الحال من الضمير المستكن في خاشعة. ﴿ لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ﴾[الغاشية: 11]: قرأ ابن محيصن (تُسْمَعُ) بضم التاء، وقرأ (لَٰغِيَةٌ) بتنوين الضم. ﴿ كَلَّاۖ لَيُنۢبَذَنَّ فِي اْلْحُطَمَةِ﴾[الهمزة: ]: قرأ ابن محيصن (لينبذان) بألف بعد الذال، وكسر النون والألف للتثنية، والمراد المال وصاحبه. انظر "القراءات الشاذة" لعبد الفتاح القاضي (ص92 و94)، و"فتح المهيمن في قراءة ابن محيصن من طريق المبهج" لتوفيق ضمرة (ص153).

الانتشار الجغرافي للقراءة

تُعتبر قراءة ابن محيصن من القراءات الشاذة للقرآن الكريم، ونقل ابن الجزري عن ابن مجاهد قوله: «كان لابن محيصن اختيار في القراءة على مذهب العربية، فخرج به عن إجماع أهل بلده، فرغب الناس عن قراءته، وأجمعوا على قراءة ابن كثير لاتباعه»، ومن أسباب الحكم على قراءته بالشذوذ مخالفتها بعض ما جاء في رسم المصحف، وهو شرط من شروط القراءة الصحيحة. ونقل النووي عن ابن عبد البر إجماع المسلمين على تحريم قراءة القرآن بالشاذ، وأنه لا يُصلّى خلف من يقرأ بها. ورغم تحريم العلماء القراءة بالشواذ لكنّهم أجازوا تعلّمها وتعليمها، وتدوينها في الكتب، وبيان وجهها في اللغة والإعراب، واستنباط الأحكام الشرعية منها، والاستدلال بها على وجه من وجوه اللغة. انظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (148/2)، و"التبيان في آداب حملة القرآن" النووي (ص82)، و"القراءات الشاذة" لعبد الفتاح القاضي (ص10)، و"القراءات الشاذة في مفردة ابن محيصن" لخديجة إبراهيم عثمان (ص10).