البحث

عبارات مقترحة:

الفتاح

كلمة (الفتّاح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من الفعل...

الخالق

كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...

الحيي

كلمة (الحيي ّ) في اللغة صفة على وزن (فعيل) وهو من الاستحياء الذي...

يحيى اليزيدي

يحيى اليزيدي، إمام إحدى قراءات القرآن الكريم التي عدّها العلماء من القراءات الشاذة الزائدة على العشر، تُعتبر قراءته من القراءات الشاذة التي يحرم القراءة بها، لكن العلماء أجازوا تعلُّمها وتعليمها إذ هي قراءة لها أصول وقواعد، وأجازوا كذلك تدوينها في الكتب والاستفادة منها في اللغة والفقه وغيره .

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

هو يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي البصري، مولى بني عدي بن عبد مناة بن تميم، وقيل: اسمه عبد الرحمن، والأشهر يحيى. كنيته أبو محمد، واشتُهر باليزيدي لصحبته يزيد بن منصور الحميري، خال المهدي، فكان يؤدب ولده. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (320/1)، و" غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (327/2)، و"طبقات النحويين واللغويين" للزبيدي (ص61-62).

شهرته

يحيى اليزيدي، اشتُهر به لصحبته يزيد بن منصور الحميري، فقد كان مؤدب ولده. انظر " غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (327/2)

مولده

وُلد سنة مائة وثمان وثلاثين من الهجرة، ولم نقف في المصادر التي رجعنا إليها على مكان مولده. انظر "الأعلام" للزركلي (163/9).

وفاته

توفي سنة مائتين واثنتين من الهجرة بمرو في خراسان، وله أربع وسبعون سنة، وقيل: بل جاوز التسعين وقارب المائة. قال ابن قتيبة: «وكان مؤدب المأمون وخرج معه إلى خراسان وتوفي بها». وقيل: توفي ببغداد. انظر "سير أعلام النبلاء" للذهبي (563/9)، و" غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (329/2)، و"طبقات النحويين واللغويين" للزبيدي (ص62 و65).

شيوخه

قرأ على أبي عمرو البصري، وحمزة، وحدّث عن ابن جريج، وأخذ العربية عن الخليل وعن أبي عمرو. انظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (327/2)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (563/9).

تلاميذه

روى القراءة عنه أولاده: محمد، وعبد الله، وإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق. وابن ابنه أحمد بن محمد. وكذلك أبو عمر الدوري، وأبو شعيب السوسي، وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وعامر بن الموصلي، وأبو خلاد سليمان بن خلاد، وأبو أيوب سليمان بن الحكم الخيّاط، ومحمد بن سعدان، وأحمد بن جبير الأنطاكي، ومحمد بن شجاع، وغيرهم. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (320/1)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (327/2).

مؤلفاته

كتاب (النوادر) في اللغة، ألَّفه لجعفر بن يحيى، وكتاب (المقصور والممدود)، وكتاب (المشكل)، وكتاب (نوادر اللغة،)، وكتاب في النحو مختصر ألَّفه لبعض ولد المأمون، وكتاب(مناقب بني العباس)، وكان شاعراً وله نظم حسن في ديوان، قال إسماعيل بن أبي محمد: «كان لأبي شعر كثير في الرشيد وجعفر بن يحيى. وغيرهما، فلمّا حضره الموت أخذ علينا ألّا نُخرج له غير المواعظ»، وفي (طبقات النحويين واللغويين) للزبيدي بعض من أشعاره. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (322/1)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (328/2)، و"طبقات النحويين واللغويين" للزبيدي (62-65).

أقوال العلماء وثناؤهم

قال ابن المنادي: أكثرت السؤال عن اليزيدي، ومحلّه من الصدق، ومنزلته من الثقة من شيوخنا، بعضهم أهل عربية، وبعضهم أهل قرآن وحديث، فقالوا: ثقة صدوق لا يدفع عن سماع، ولا يرغب عنه شيء ممّا يتوهم عليه في الميل إلى المعتزلة. قال ابن مجاهد: وإنّما عوّلنا على اليزيدي وإن كان سائر أصحاب أبي عمرو أجلّ منه، لأجل أنه انتصب للرواية عنه، وتجرّد ولم يشتغل بغيرها، وهو أضبطهم. قال الذهبي: كان ثقة علّامة فصيحاً مُفوَّهاً بارعاً في اللغات والآداب، أخذ عن الخليل وغيره حتى قيل: إنه أملى عشرة آلاف ورقة عن أبي عمرو خاصة. قال الفضل بن شاذان: كان اليزيدي مؤدباً على باب أبي عمرو، وكان يخدمه في حوائجه، وربما أمسك المصحف على أبي عمرو فقرأ عليه. قال الزركلي: كان له خمسة بنين كلهم علماء أدباء شعراء رواة للأخبار، وكلهم ألّف في اللغة والأدب، وهم: محمد، وإبراهيم، وإسماعيل، وعبد الله، وإسحاق. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (322/1)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري(328/2)، و"الأعلام" للزركلي (163/3).

الرواة عنه

رواته ابن الحكم، وابن فرح. وابن الحكم هو سليمان بن أيوب بن الحكم أبو أيوب الخياط البغدادي، روى قراءة اليزيدي عنه. أمّا ابن فرح فهو أحمد بن فرح بن جبريل أبو جعفر الضرير البغدادي المفسّر، روى قراءة اليزيدي عن الدّوري عنه، فهو ليس من تلاميذه. انظر "غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1 /89 و238)، و"إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر" للبنا (79/1)، و"صفحات في علوم القراءات" لعبد القيوم السندي (ص378).

أصول القراءة

قال ابن الجزري: «وله اختيار خالف فيه أبا عمرو في حروف يسيرة قرأت به من كتاب المبهج والمستنير وغيرهما»، وأبرز أصول قراءته: في الاستعاذة كان يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. في البسملة لم يعدّ البسملة آية من الفاتحة، وله بين السوريين: الوصل بلا بسملة، والسكت بلا بسملة. أدغم ذال (إذ) في حروف (التاء والجيم والدال والزاي والسين والصاد)، وأدغم دال (قد) في حروف (السين والدال والذال والضاد والظاء والزاي والجيم والصاد والشين)، وأدغم تاء التانيث الساكنة في حروف (السين والثاء والصاد والدال والزاي والظاء والجيم)، وأدغم لام (هل) في التاء في مواضع مخصوصة، وأدغم الباء المجزومة في الفاء، وأدغم أيضاً حروفاً في مواضع مخصوصة. في المد يقصر المنفصل فيمدّه حركتين، ويشبع المتصل فيمده ست حركات، وقيل فيه التوسط. في هاء الكناية قرأ ﴿فِيهِۦ مُهَانًا﴾[الفرقان: 69] بقصر الهاء، وقرأ ﴿أَرْجِهْ وَأَخَاهُ ﴾[الاعراف: 111]و[الشعراء: 36] بضم الهاء دون صلة مع زيادة همزة قبلها، وله وجهان في ﴿يَرْضَهُ﴾[الزمر: 7] الضم مع الصلة، والإسكان. يكسر ميم الجمع وصلاً إذا وقع بعدها ساكن، وكان قبلها هاء مسبوقة بكسر أو ياء ساكنة، نحو ﴿قُلُوبِهِم اْلْعِجْلَ﴾[البقرة: 93]. في الهمزتين من كلمتين إن اتفقتا في الحركة فإنه يُسقط الهمزة الأولى، وإن اختلفتا في الحركة ففيها خمس حالات. في الهمزتين من كلمة يُسهل الهمزة الثانية، والهمزة الأولى لا تأتي إلا مفتوحة، أما الثانية فإذا كانت مفتوحة أو مكسورة فيدخل ألف الفصل بينهما فيكون النطق بهمزة محققة فألف فهمزة مسهلة بين بين، وإذا كانت الثانية مضمومة فله الوجهان: الإدخال، وعدم الإدخال وهو المقدم. أمال كل ألف أصلها ياء أو رسمت في المصحف ياء ووقعت بعد راء، وأمال الألف الواقعة بين راءين أولاهما مفتوحة والثانية متطرفة مجرورة، وأمال بعض الحروف في مواضع مخصوصة. أسكن ياء الإضافة في مواضع مخصوصة. أثبت ياء الزوائد في وسط الآي وصلاً لا وقفاً نحو ﴿اْلدَّاعِ﴾[القمر: 6، 8]، وفي رؤوس الآي نحو ﴿أَكْرَمَنِ﴾[الفجر: 15]. وقف على كل تاء تأنيث رسمت تاء مفتوحة في آخر الأسماء بالهاء نحو ﴿رَحْمَتَ﴾، واستثنى مواضع ستة وقف عليها بالتاء. انظر "الروض الندي في قراءة اليزيدي" لتوفيق إبراهيم ضمرة (ص14-38).

مثال للقراءة

﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٞ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالٗا لُّبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُۥٓ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَل لَّهُۥ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانٗا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَٰهُ اْلنَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اْقْتَحَمَ اْلْعَقَبَةَ (11) وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا اْلْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَٰمٞ فِي يَوْمٖ ذِي مَسْغَبَةٖ (14)﴾[البلد: 5-14]. قرأ ﴿ أَيَحْسَبُ﴾ في الآيتين بكسر السين (أيحسِب). قرأ ﴿ أَدْرَىٰكَ﴾ بإمالة فتحة الراء والألف. قرأ ﴿ فَكُّ﴾ بفتح الكاف (فكَ). قرأ ﴿ رَقَبَةٍ﴾ بتنوين الفتح وصلاً (رقبةً). قرأ ﴿ إِطْعَٰمٞ﴾ بفتح الهمزة دون ألف بعد العين وفتح الميم (أطعَمَ). انظر "الروض الندي في قراءة اليزيدي" لتوفيق إبراهيم ضمرة (ص197).

الانتشار الجغرافي للقراءة

تُعتبر قراءة يحيى اليزيدي من القراءات الشاذة، قال الذهبي عنه: «وله اختيار كان يُقرئ به أيضاً خالف فيه أستاذه أبا عمرو في أماكن يسيرة». وقال النويري: «أجمع الأصوليون والفقهاء على أنه لم يتواتر شيء مما زاد على القراءات العشر، وكذلك أجمع عليه القراء أيضاً إلا من لا يُعتد بخلافه»، لذلك لا يقرأ بقراءته المسلمون اليوم، وقد نقل النووي عن ابن عبد البر إجماع المسلمين على أنه لا تجوز القراءة بالشواذ، وأنه لا يُصلّى خلف من يقرأ بها. لكنّ العلماء وإن قالوا بعدم جواز القراءة بها لكنهم أجازوا تعلُّمها وتعْليمها، وتدوينها في الكتب، وبيان وجهها من حيث اللغة والإعراب والمعنى، واستنباط الأحكام الشرعية منها عند القائلين بصحة الاحتجاج بها، والاستدلال بها على وجه من وجوه اللغة العربية. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (321/1)، و " التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي (ص82)، و"القراءات الشاذة" لعبد الفتاح القاضي (ص9-10).