البحث

عبارات مقترحة:

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

العزيز

كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...

الأعمش

هو سليمان بن مهران الكاهلي المعروف بالأعمش، إمام إحدى قراءات القرآن الكريم التي عدّها العلماء من القراءات الشاذة الزائدة على العشر. وُلد بالكوفة سنة ستين من الهجرة، وتوفي بها سنة مائة وثمان وأربعين. أخذ القراءة عن: إبراهيم النخعي، وزرّ بن حبيش، وزيد بن وهب، وعاصم بن أبي النجود وغيرهم. وروى الحديث عن زيد بن وهب، وأبي وائل، ومجاهد بن جبر، وخلق كثير. روى القراءة عنه: حمزة الزيات، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وجرير بن عبد الحميد، وزائدة بن قدامة، وأبان بن تغلب وغيرهم. أثنى عليه العلماء فقد كان إماماً عالماً عابداً ثقة قارئاً للقرآن وله رواية للأحاديث النبوية،وله نوادر وطرائف ذكرها العلماء. روى عنه القراءة الشنبوذي، والمطوعي بسندهما إلى ابن قدامة عنه. تعتبر قراءته من الشواذ التي يحرم القراءة بها، لها أصول وقواعد تُعرف في كتب هذا الفن.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

هو سليمان بن مهران الأعمش الكاهلي مولاهم الكوفي، كنيته أبو محمد ، وأصله من طبرستان، وقيل: من قرية يُقال لها (دُنْباوَنْد) من رستاق الريّ، قال العجلي: «وكان أبوه من سبي الديلم». انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (214/1)، وانظر غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (286/1)، وانظر "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" للمزي (76/12).

شهرته

الأعمش ، لِعمشٍ كان في عينيه، ولم تصرّح الكثير من المصادر التي وقفنا عليها على سبب هذا اللقب لكنه يُفهم ممّا يُذكر في ترجمته. وممّا يُروى عنه ما جاء في كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان: «وأراد إبراهيم النخعي أن يماشيه فقال الأعمش: إن الناس إذا رأونا معاً قالوا: أعور وأعمش، قال النخعي: وما عليك أن نؤجر ويأثموا، فقال له الأعمش: وما عليك أن يسلموا ونسلم». وروى أيضاً: «وجرى بينه وبين زوجته كلام، وكان يأتيه رجل يقال له أبو ليلى مكفوف فصيح يتكلم بالإعراب يتطلب الحديث منه، فقال: يا أبا ليلى، امرأتي نشزت علي وأنا أحب أن تدخل عليها فتخبرها مكاني من الناس وموضعي عندهم، فدخل عليها وكانت من أجمل أهل الكوفة فقال: يا هنتاه إن الله قد أحسن قسمك، هذا شيخنا وسيدنا وعنه نأخذ أصل ديننا وحلالنا فلا يغرنك عموشة عينيه ولا حموشة ساقيه، فغضب الأعمش وقال: يا أعمى يا خبيث، أعمى الله قلبك كما أعمى عينيك، قد أخبرتها بعيوبي كلها؛ اخرج من بيتي». "وفيات الأعيان" لابن خلكان (401/2).

مولده

وُلد بالكوفة سنة ستين من الهجرة، ويُقال إنّه وُلد يوم عاشوراء يوم قَتْل الحسين، وذلك سنة إحدى وستين. قال ابن خلكان : «وكان أبوه من دُنْباوَنْد، وقدم الكوفة وامرأته حامل بالأعمش، فولدته بها». والأعمش من التابعين، رأى أنساً وابن أبي أوفى، وفي سماعه منهما خلاف بين العلماء. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (215/1)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (286/1)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (109/2)، و"وفيات الأعيان" لابن خلكان (400/2).

وفاته

توفي في الكوفة في ربيع الأول سنة مائة وثمان وأربعين من الهجرة، عن سبع وثمانين سنة، وقيل: توفي سنة مائة وسبع وأربعين. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (219/1)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (286/1)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (110/2)، و"الأعلام" للزركلي (135/3).

شيوخه

أخذ القراءة عن: إبراهيم النخعي، وزرّ بن حبيش، وزيد بن وهب، وعاصم بن أبي النجود، وأبي حصين، ويحيى بن وثاب، ومجاهد بن جبير، وأبي العالية الرياحي. وروى الحديث عن: زيد بن وهب، وأبي وائل، ومجاهد بن جبر، وخلق كثير. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1 /214-215)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (286/1)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (109/2).

تلاميذه

روى القراءة عنه: حمزة الزيات، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وجرير بن عبد الحميد، وزائدة بن قدامة، وأبان بن تغلب، وطلحة بن مصرف، وإبراهيم التيمي، ومنصور بن المعتمر، وعبد الله بن إدريس، وأبو عبيدة بن معن الهذلي، وروى عنه الحروف: محمد بن عبد الله المعروف بزاهر، ومحمد بن ميمون. وروى عنه الحديث الحكم بن عُتيبة، وأبو إسحاق السبيعي، وشعبة، والسفيانان، وغيرهم خلق كثير. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1 /215)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (286/1)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (109/2).

أقوال العلماء وثناؤهم

قال هشام: ما رأيت بالكوفة أحدًا أقرأ لكتاب الله عزّ وجل من الأعمش. قال ابن عيينة: كان الأعمشُ أقرأَهم لكتاب الله تعالى، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض. قال أبو بكر بن عياش: كان الأعمش يعرض فيمسكون عليه المصحف فلا يُخطيء في حرف. وروى أبو بكر بن عياش عن مغيرة أنه قال: لما مات إبراهيم اختلفنا إلى الأعمش في الفرائض. قال يحيى بن معين: كان جرير إذا حدّث عن الأعمش قال: هذا الديباج الخسرواني. قال شعبة: ما شفاني أحد في الحديث ما شفاني الأعمش. قال أبو حفص الفلّاس: كان الأعمش يُسمّى (المصحف) من صدقه. قال يحيى القطان: الأعمش علّامة الإسلام. قال وكيع: بقي الأعمش قريبًا من سبعين سنة لم يفته التكبيرة الأولى. قال الخريبي: ما خلّف الأعمش أحدًا أعبد منه، وكان صاحب سنة. قال الذهبي: أقرَأَ الناس ونشر العلم دهرًا طويلًا، وازدحموا عليه حتى أبرموه، ويقال: ختم عليه القرآن ثلاثة أنفس. وقال أيضًا: مناقب الأعمش جمّة، وله نوادر وإساءة خلق على المحدثين، وهم مع ذلك يحتملون أخلاقه، خرج يومًا إليهم فقال: لولا أنّ في المنزل من هو أبغض إليّ منكم ما خرجت إليكم. قال ابن المديني: حفظ العلم على أمّة محمد ستة: عمرو بن دينار بمكة، والزهري بالمدينة، وأبو إسحاق السبيعي والأعمش بالكوفة، وقتادة ويحيى بن أبي كثير بالبصرة. ووثّقه ابن معين والنسائي. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (1 /217-218)، و"غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (286/1)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (2 /109-110).

الرواة عنه

روى عنه القراءة الشنبوذي، والمطوعي بسندهما إلى ابن قدامة عنه. والشنبوذي هو أبو الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم الشنبوذي البغدادي الشطوي. أمّا المطوعي فهو أبو العباس الحسن بن سعيد بن جعفر العبّاداني العمري المطوعي البصري. انظر "إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر" للبنا (76/1)، و"صفحات في علوم القراءات" لعبد القيوم السندي (ص384).

أصول القراءة

في الاستعاذة كان يتعوذ بلفظ (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم) مع إدغام الهاء في الهاء في (الله هو) من رواية الشنبوذي، أمّا المطوعي فكان يظهرهما. أثبت البسملة في أول الفاتحة، أمّا بين السورتين فيفضل بينهما بالبسملة من رواية المطوعي، ويصل السورتين من غير بسملة من رواية الشنبوذي. في الإدغام أدغم ذال (إذ) في حروف (الزاي والسين والصاد)، وزاد المطوعي فأدغم ذال (إذ) في حرف الجيم، وأدغم دال (قد) في حروف (السين والذال والضاد والظاء والزاي والشين والجيم والصاد)، وأدغم تاء التأنيث الساكنة في (السين والثاء والصاد والزاي والظاء والجيم)، وأدغم الباء المجزومة في الفاء، وأدغم حروفاً أخرى في مواضع مخصوصة. في المد كان يشبع المتصل والمنفصل (ست حركات) من رواية الشنبوذي، ويوسطهما (أربع حركات) من رواية المطوعي. في هاء الكناية قرأ ﴿يُؤَدِّهِۦٓ﴾[آل عمران: 75]، وقرأ ﴿نُؤْتِهِۦ﴾[آل عمران: 145] و [الشورى: 20]، وقرأ ﴿نُوَلِّهِۦ ﴾ و ﴿نُصْلِهِۦ﴾[النساء: 115] بإسكان الهاء. وقرأ ﴿يَتَّقْهِ﴾ [النور: 52] بإسكان الهاء مع كسر القاف. وقرأ ﴿فِيهِۦ مُهَانًا﴾ [الفرقان: 69] بقصر الهاء بدون صلة، وقرأ ﴿وَمَآ أَنسَىٰنِيهُ﴾ [الكهف: 63] و﴿عَلَيْهُ اْللَّهَ﴾ [الفتح: 10] بكسر الهاء. كان يحقق الهمزتين من كلمة، ومن كلمتين. في الإمالة له إمالات كثيرة منها أنه أمال كل ألف متطرفة منقلبة عن ياء أصلية وصلاً ووفقاً كيفما جاء نحو: ﴿اْلْهُدَىٰ﴾، وأمال ألفات التأنيث المقصورة على وزن فعْلَى سواء كانت الفاء مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، وأمال كل ألف متطرفة رسمت ياء نحو ﴿مَتَىٰ﴾، وأمال حروف (حي طهر) من فواتح السور، وله إمالات أخرى تُراجع في كتب هذا الفن. ياء الإضافة سكّنها في مواضع عديدة. ياءات الزوائد أثبتها وصلاً ووفقاً في ﴿أَتُمِدُّونَنِِ﴾ [النمل: 36]، ووصلاً لا وقفاً في ﴿دُعَآءِ﴾[إبراهيم: 40]، وحذفها في ﴿ءَاتَىٰنِۦَ ﴾[النمل: 36] وصلاً ووقفاً. في الهمز المفرد قرأ بالإبدال والحذف والتسهيل في ألفاظ معينة كما هَمزَ ألفاظاً لا يهمزها حفص. انظر "الميسر في القراءات الأربع عشر" لمحمد فهد خاروف (ص5 و8 و73 و74)، وانظر "نيل الوطر في أصول قراءات الأربعة عشر" لتوفيق ضمرة (ص391-408).

مثال للقراءة

﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ اْلثَّقَلَانِ﴾[الرحمن: 31]: قرأ الأعمش ﴿ سَنَفْرُغُ﴾ من رواية المطوعي بالياء وفتح الراء (سيفرَغ)، من باب فرح يفرح. ﴿يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٖ﴾[الرحمن: 44]: قرأ الأعمش ﴿ يَطُوفُونَ﴾ من رواية الشنبوذي بفتح الطاء مشدّدة، وتشديد الواو مفتوحة (يُطَّوَّفون) والأصل يتطوفون، قلبت التاء طاء، وأدغمت في الطاء. ﴿إِذْ نَادَىٰهُ رَبُّهُۥ بِاْلْوَادِ اْلْمُقَدَّسِ طُوًى﴾[النازعات: 16]: قرأ الأعمش ﴿طُوًى﴾ بكسر الطاء والتنوين (طِوًى)، ويميلها عند الوقف. ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَىٰهَآ﴾[الشمس: 11]: قرأ الأعمش ﴿ثَمُودُ﴾ بتنوين الضم (ثمودٌ) ووجه حرفه أنه اسم للأب أو للحي، فلا يكون فيه علتان تمنعان من صرفه. انظر "الميسر في القراءات الأربع عشرة" لمحمد فهد خاروف (ص532 و533 و584 و595)، و"نور الإعلام بانفراد الأربعة الأعلام" لمصطفى الإزميري (ص275 و278).

الانتشار الجغرافي للقراءة

تعتبر قراءة الأعمش من القراءات الشاذة للقرآن الكريم، قال الذهبي: «وللأعمش قراءة منقولة في (كامل الهذلي) وفي (المبهج) لأبي محمد سبط الخياط، معدودة في الشاذ عند الجمهور، لأنها لم تتواتر عنه»، وقال النويري: «أجمع الأصوليون والفقهاء على أنه لم يتواتر شيء ممّا زاد على القراءات العشر، وكذلك أجمع عليه القرّاء أيضاً إلا من لا يُعتد بخلافه». وقد نقل النووي عن ابن عبد البر إجماع المسلمين على أنه لا تجوز القراءة بالشواذ، وأنه لا يُصلّى خلف من يقرأ بها. ولذلك لا يقرأ المسلمون بقراءة الأعمش ولا بقراءة غيره من القراءات الشاذة، لكن العلماء وإن قالوا بعدم جواز القراءة بالشواذ، لكنهم أجازوا تعلّمها وتعليمها وتدوينها في الكتب، وبيان وجهها من حيث اللغة والإعراب والمعنى واستنباط الأحكام الشرعية منها عند القائلين بصحة الاحتجاج بها، والاستدلال بها على وجه من وجوه اللغة العربية. انظر "معرفة القراء الكبار" للذهبي (217/1)، و"التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي (ص82)، و"القراءات الشاذة" لعبد الفتاح القاضي (ص9-10).