البحث

عبارات مقترحة:

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...

الخالق

كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...

الوكيل

كلمة (الوكيل) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (مفعول) أي:...

بر الوالدين

الوالدان هما السبب -بعد الله تعالى- في وجود الأولاد، وقد تحملا في سبيل تربية أبنائهما عبئًا كبيرًا، ولاقيا صعابًا جمة، وخاصة الأم التي حملت ولدها كرهًا ووضعته كرهًا، فعلى الأولاد أن يُكرِمَا آباءَهُما، ويردوا بعض الجميل لهما ببرهما والإحسان إليهما. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

بر: البر مصدر من الفعل برر. ومعنى البر: الصدق. يقال: صدق فلان وبر، وبرت يمينه أي: صدقت، وأبرها أمضاها على الصدق، وتقول بر الله حجك وأبره، وحجة مبرورة أي: قبلت قبول العمل الصادق، ومن ذلك قولهم: يبر ربه أي: يطيعه، وهو من الصدق. والبر إذا أضيف إلى الوالدين، أو ذي القرابة كان معناه خلاف العقوق. تقول: بررت والدي -بفتح الراء الأولى وكسرها- أبره برًا؛ فأنا بر به، وبار به. ومن هذا الباب قولهم: هو يبر والديه، وذا قرابته، وأصله الصدق في المحبة. يقال في الوصف منه: رجل بر وبار. وجمع البر: أبرار، وجمع: البار بررة. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (78/1)، "الصحاح"، للجوهري: (588/2). الوالدين: الوالِدُ: الأبُ. والوالِدَةُ: الأمُّ. ويقال لهما: الوالِدان تغليبًا. والوالد: من الولادة لاستبقاء ما يتوقع ذهابه بظهور صورة منه تخلف صورة نوعه. "الصحاح"، للجوهري: (554/2)، "تاج اللغة"، للزبيدي: (329/9)، "التوقيف"، للمناوي: (333). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

بر: البر هو: التوسع في فعل الخير. أو هو: اسم جامع للخيرات كلها، يراد به التخلق بالأخلاق الحسنة مع الناس بالإحسان إليهم وصلتهم والصدق معهم، ومع الخالق بالتزام أمره واجتناب نهيه، كما يطلق ويراد به العمل الدائم الخالص من المأثم. "التوقيف"، للمناوي: (74)، "معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية"، لمحمود عبد المنعم: (370/1). الوالدين: الأبوان: الأب والأم أو الأب والجد أو الأب والعم أو الأب والمعلم، وكذا كل من كان سببًا لإيجاد شيء أو إصلاحه أو ظهوره. "التوقيف"، للمناوي: (35). بر الوالدين: التوسع في الإحسان إليهما، وتحري محابهما، وتوقي مكارههما، والرفق بهما، وضده العقوق. أو هو: طاعتهما وصلتهما وعدم عقوقهما، والإحسان إليهما مع إرضائهما بفعل ما يريدانه ما لم يكن إثمًا. "معجم "التوقيف"، للمناوي: (74)، "المصطلحات والألفاظ الفقهية"، لمحمود عبد المنعم: (371/1). قال النووي رحمه الله تعالى: «بر الوالدين مأمور به، وعقوق كل واحد منهما محرم معدود من الكبائر بنص الحديث الصحيح، وصلة الرحم مأمور بها، فأما برهما، فهو الإحسان إليهما، وفعل الجميل معهما، وفعل ما يسرهما من الطاعات لله تعالى، وغيرها مما ليس بمنهي عنه، ويدخل فيه الإحسان إلى صديقهما، ففي «صحيح مسلم» أن رسول الله قال: إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه. وأما العقوق، فهو كل ما أتى به الولد مما يتأذَّى به الوالد، أو نحوه تأذِّيًا ليس بالهين، مع أنه ليس بواجب. وقيل: تجبُ طاعتُهما في كل ما ليس بحرام، فتجبُ طاعتهما في الشبهات». "روضة الطالبين" (5/389). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي لبر الوالدين يتبين لنا أن التعريف الاصطلاحي مبنيٌّ على التعريف اللغوي، وأن المعنى الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- أخبر الله تعالى أن بر الوالدين أو أحدهما صفة من صفات الأنبياء والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام-، قال تعالى: ﴿يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا * وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: (15-12)]. وقال تعالى في حق نبيه عيسى -عليه السلام-: ﴿وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا﴾ [مريم: (32)]. 2- أخبر رسول الله أن بر الوالدين أفضل الأعمال بعد الصلاة التي هي أعظم دعائم الإسلام، فعن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: «سَأَلْتُ النَّبِيَّ : أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا»، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ» قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ». [أخرجه البخاري: (527)]. 3- قرن الله تعالى الأمر ببر الوالدين بعبادته وتوحيده، قال تعالى: ﴿وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً﴾ [الإسراء: (23)]. 4- قرن الله تعالى الأمر بشكر الوالدين بشكره، قال تعالى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [لقمان: (14)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

بر الوالدين في القرآن الكريم
1- أمر الله تعالى ببر الوالدين والإحسان، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً﴾ [البقرة: (83)]، وقال أيضًا: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً﴾ [النساء: (36)]. 2- أوصى الله تعالى الإنسان بوالديه أن يبرهما، ويحسن إليهما بالقول والعمل، قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ ﴾[لقمان: (14)]. 3- أوجب الله تعالى وألزم الإنسان بالإحسان إلى والديه، وخصوصًا في حالة الشيخوخة، فلا يتضجر ولا يستثقل شيئًا يراه من أحدهما أو منهما، ولا يسمعهما قولًا سيئًا، حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ، ولا يصدر منه إليهما فعل قبيح، ولكن يرفق بهما، ويقول لهما -دائمًا- قولًا لينًا لطيفًا. قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾[الإسراء: (24-23)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

بر الوالدين في السنة النبوية
1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ ، فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ». [أخرجه البخاري: (5971)، ومسلم: (2548)]. 2- عن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ اللهِ فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ، أَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنَ اللهِ، قَالَ: «فَهَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟» قَالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا، قَالَ: «فَتَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنَ اللهِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا». [أخرجه مسلم: (2549)]. وعن عبد الله بن عمرو، قال: جاء رجلٌ إلى النبي فاستأذنَه في الجهاد، فقال: «أحيٌّ والداك؟» قال: نعم. قال: «ففيهما فجاهد» متفق عليه. وفي رواية: عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله : «ارجع إلى أبوَيكَ فاستأذنهما، فإن أذنا لك فجاهد، وإلا فبرَّهما» رواه أحمد، وأبو داود، والحاكم، صحيح الجامع الصغير: 892. وعن عبد الله بن عمرو: أنَّ رجلاً أتى النبي ، فقال: إني جئتُ أبايُعكَ على الهجرةِ، ولقد تركتُ أبوَيَّ يبكيان! قال: «ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما» صحيح سنن النسائي: 3881. 3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ، قَالَ: «رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ»، قِيلَ: مَنْ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ» [أخرجه مسلم: (2551)]. 4- عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ : إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ: «نَعَمْ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا» [أخرجه أبو داود: (5142)]. 5- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ» قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ: أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ» فَمَا زَالَ يَقُولُهَا، حَتَّى قُلْتُ: لاَ يَسْكُتُ [أخرجه البخاري: (5976)]. 6- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: «يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ» [أخرجه البخاري: (5973)]. 7- عن عبد الله بن مسعود، قال: سألتُ رسولَ الله ، قلتُ يا رسولَ الله! أيُّ العملِ أفضل؟ قال: «الصلاةُ على ميقاتها»، قلت: ثم أي؟ قال: «بِرُّ الوالدين». قلت: ثم أي؟ قال: «الجهادُ في سبيلِ الله» متفق عليه. 8 - وعن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله : «لا يُجزئُ ولدٌ والدَهُ إلا أن يجِدَهُ مملوكاً فيشتريَهُ فيُعتِقَهُ» أخرجه مسلم. 9- عن جابر بن سمرة، قال: صعدَ النبيُّ المنبرَ فقال: «أتاني جبريل فقال: يا محمد! من أدرَكَ أحدَ أبويه فمات فدخل النار، فأبعدَهُ الله، قل: آمين، فقلت: أمين. .» أخرجه الطبراني وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (2491). وفي رواية من حديث أبي هريرة: «ومن أدرك أبَوَيه أو أحدهما، فلم يبرُّهما فمات، فدخلَ النار، فأبعده الله، قل: آمين. فقلت: آمين» أخرجه ابن حبان، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (2492). وفي رواية من حديث ابن عباس: «ومن أدركَ والديهِ أو أحدَهُما فلم يبرَّهما؛ دخلَ النارَ، فأبعدَهُ اللهُ وأسحَقَهُ. قلت: آمين». 10- وعن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسولُ الله : «رِضا الله في رِضا الوالِد، وسخَطُ اللهِ في سَخَطِ الوالِد» أخرجه الترمذي وغيره، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (2501). وفي رواية عنه: «رضا الربِّ تباركَ وتعالى في رضا الوالدين، وسخَطُ الله تباركَ وتعالى في سخَطِ الوالدين» أخرجه البزار، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (2503). 11- وعن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله قال: «ثلاثُ دعواتٍ مُستجابات لهنَّ، لا شكَّ فيهنَّ: دعوةُ المظلوم، ودعوةُ المسافر، ودعوةُ الوالدين على ولدهما». أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (24). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الإجماع

أجمع أهل العلم على أن بر الوالدين فريضة. "الإقناع في مسائل الإجماع"، لابن القطان: (307/2)، "مراتب الإجماع"، لابن حزم: (157). قال ابن حزم: «واتفقوا على أن بر الوالدين فرض»، "مراتب الإجماع"، لابن حزم: (157). وقال النووي: «ونقل الحارث المحاسبي إجماع العلماء على أن الأم تفضل في البر على الأب، وحكى القاضي عياض خلافًا في ذلك، فقال الجمهور بتفضيلها، وقال بعضهم يكونُ بِرُّهُما سواء. قال: ونسب بعضهم هذا إلى مالك، والصواب الأول». "شرح مسلم"، للنووي: (102/16). وقال أيضًا: «قال القاضي: وأجمعوا على أن الأم والأب آكد حرمة في البر ممن سواهُمَا». "شرح مسلم"، للنووي: (102/16). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

بر الوالدين واجب على كل مسلم وإن كان الوالدان فاسقين أو كافرين، فيجب على المسلم طاعة والديه في غير معصية الله تعالى، وإن كانا كافرين يُصاحِبُهما في الدنيا معروفًا، ولا يطيعهما في كفر ولا في معصية الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: (23)]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: (15)]. وذهب فريق من العلماء إلى أن الأم أولى بالبر من الأب لقوله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ ﴾[لقمان: (14)]، ولأن النبي جاءه رجل فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ». [أخرجه البخاري: (5971)، ومسلم: (2548)]. "الآداب الشرعية"، لابن مفلح: (433/1).

أقوال أهل العلم

«إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدة» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن عبَّاس " الأدب المفرد"، للبخاري: (4)
«إن البر بالوالدين يزيد في العمر، والبر بالوالدة ينبت الأصل». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA وَهْب بن مُنَبِّه "الدر المنثور"، للسيوطي: (314/9).
«الْأَجْدَادُ آبَاءٌ، وَالْجَدَّاتُ أُمَّهَاتٌ فَلَا يَغْزُو الْمَرْءُ إِلَّا بِإِذْنِهِمْ، وَلَا أَعْلَمُ دَلَالَةً تُوجِبُ ذَلِكَ لِغَيْرِهِمْ مِنَ الْأُخُوَّةِ وَسَائِرِ الْقِرَابَاتِ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن المُنْذِر "الجامع لأحكام القرآن"، للقرطبي: (241/10)
«مَا مِنْ مُسْلِمٍ لَهُ وَالِدَانِ مُسْلِمَانِ، يُصْبِحُ إِلَيْهِمَا مُحْسِنًا، إِلاَّ فَتْحَ اللهُ لَهُ بَابَيْنِ، يَعْنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، وَإِنْ أَغْضَبَ أَحَدَهُمَا لَمْ يَرْضَ اللهُ عَنْهُ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ، قِيلَ: وَإِنْ ظَلَمَاهُ؟ قَالَ: وَإِنْ ظَلَمَاهُ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن عبَّاس " الأدب المفرد"، للبخاري: (7).
«بِرُّ الْوَالِدَيْنِ كَفَّارَةُ الْكَبَائِرِ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الإمام ابن حَنْبَل "غذاء الألباب"، للسفاريني: (299/1)
«من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله تعالى، ومن دعا لوالديه في أدبار الصلوات فقد شكرهما». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA سُفْيَان بن عُيَيْنَة "الجواهر الحسان"، للثعالبي: (321/4).
ويَحسُنُ تَحسينٌ لِخُلْقٍ وصُحبةٍ ***** ولا سِيَّمَا للوالدِ الْمُتَأَكِّدِ ولوْ كانَ ذا كُفْرٍ وأَوْجَبَ طَوْعَهُ ***** سِوى في حرامٍ أوْ لأمْرٍ مُؤَكَّدِ كتِطْلابِ عِلْمٍ لا يَضُرُّهُما بِهِ ***** وتطليقِ زَوجاتٍ برَأْيٍ مُجَرَّدِ وأَحْسِنْ إلى أصحابِهِ بعدَ مَوْتِهِ ***** ونَفِّذْ وَصايا منهُ في حُسْنِ مَعْهَدِ وأَكْرِمْهُ باستغفارِكَ انْ كُنْتَ بَارِرًا ***** فهذا بَقايا بِرِّهِ الْمُتَعَوِّدِ المَرْداوي "الألفية في الآداب الشرعية" (ص35).
وواجبٌ إطاعةُ الأبناءِ*****لأُمَّهاتِهم وللآباءِ في كُلِّ أمرٍ جائزٍ مُباحِ*****ليس به في الدِّينِ من جُنَاحِ فالوالدانِ لهمُ الإحسانُ*****على البنين من زمانٍ كانُوا والله في القُرآن أوصى بهما*****فلهما كن أبدًا مُعظِّمًا واخدمهما خدمة عبدٍ طائعِ*****وإن يقولا فاغدُ خيرَ سامعِ حُسَين الجِسْر "هدية الألباب في جواهر الآداب"

الآداب

آداب التعامل مع الوالدين

للتعامل مع الوالدين آداب عظيمة ينبغي على الأبناء مراعاتها من أهمها ما يأتي: 1- أن يطيعهما في غير معصية الله، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: (15)]. 2- أن يحسن إليهما، وأن يخفض جناحه لهما، قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: (24-23)]. 3- أن يتواضع لهما بعدم رفع الصوت عليهما، أو بحضرتهما، وعدم المشي أمامهما، أو الدخول والخروج قبلهما، أو التقدم بين أيديهما بأمر، وأن يقدمهما في كل أمر من الأمور، وأن يبسط الفراش لهما، وأن يجلسهما على الوثير من الفرش، وأن يقدم لهما الوسائد، وأن لا يبدأ قبلهما في الأكل والشرب. 4- أن يتلطف معهما بالقول اللين اللطيف، الكريم. قال تعالى: ﴿ وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾[الإسراء: (23)] 5- أن يطعمهما الطعام فهو من الإحسان المأمور به، وأن يقدم لهما أطايب الطعام والشراب، وأن يقدمهما على نفسه وولده وأهله. 1- أن يستأذنهما قبل الخروج للجهاد في سبيل الله، إذا لم يكن الجهاد مُتعيِّنًا، فلا يخرج إلا بإذنهما؛ لحديث عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ اللهِ فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ، أَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنَ اللهِ، قَالَ: «فَهَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟» قَالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا، قَالَ: «فَتَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنَ اللهِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا». [أخرجه مسلم: (2549)]، وحديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ: «هَلْ لَكَ أَحَدٌ بِالْيَمَنِ؟»، قَالَ: أَبَوَايَ، قَالَ: «أَذِنَا لَكَ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَاسْتَأْذِنْهُمَا، فَإِنْ أَذِنَا لَكَ فَجَاهِدْ، وَإِلَّا فَبِرَّهُمَا» [أخرجه أبو داود: (2530)]. 6- أن يعطيهما من المال ما يريدان، فلا يبخل بماله على من كان سببًا في وجوده، وحفظ حياته في صغره وضعفه، وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مَالًا وَوَلَدًا، وَإِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي، فَقَالَ: «أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ» [أخرجه ابن ماجه: (2291)]. 7- أن يبر بقسمهما إذا أقسما عليه بشيء ما، وليس فيه معصية لله تعالى، فعليه أن يبر بقسمهما. 8- ألا يتعرض لسبهما، أو يتسبب في ذلك، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ﴾ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: ﴿يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ» [أخرجه البخاري: (5973)]. 9- ألا يعقهما؛ لقول رَسُول اللَّهِ : «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ» قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ: أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ» فَمَا زَالَ يَقُولُهَا، حَتَّى قُلْتُ: لاَ يَسْكُتُ [أخرجه البخاري: (5976)]. 10- أن لا يقول لهما ما يكون فيه أدنى تبرم، قال تعالى: ﴿فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ﴾ [الإسراء: (23)]، وقول الولد أف للأبوين أردأ شيء؛ لأنه رفضهما رفض كفر النعمة، وجحد التربية، ورد الوصية الإلهية. 11- أن يراعيهما ويرعى أحوالهما في حالة الكبر؛ لأنها الحالة التي يحتاجان فيها إلى البر لتغير الحال عليهما بالضعف والكبر؛ ولأنهما قد صارا كلًا عليه، فيحتاجان أن يلي منهما في الكبر ما كان يحتاج إليه في صغره أن يليا منه، وأن يرحمهما كما رحماه، ويرفق بهما كما رفقا به، إذ ولياه صغيرًا، جاهلًا، محتاجًا، فآثراه على أنفسهما وأسهرا ليلهما، وجاعا وأشبعاه، وتعريا وكسواه، فلا يجزيهما إلا ببرهما وطاعتهما وحين يبلغان من الكبر الحد الذي كان فيه من الصغر، فعليه أن يلي منهما ما وليا منه، ويكون لهما حينئذ فضل التقدم، قال تعالى: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾[الإسراء: (24-23)] 12- أن يجعل نفسه مع أبويه في خير ذلة، في أقواله، وسكناته ونظره، ولا يحد إليهما بصره؛ فإن تلك نظرة الغاضب، قال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾[الإسراء: (24)]. 13- أن يقدم بر الأم على بر الأب، والمقصود بهذا الرقة للأم والإحسان لها، ومعاملتها باللطف والحنان أكثر من الأب، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ ، فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ». [أخرجه البخاري: (5971)، ومسلم: (2548)]. وعن معاوية بن جاهِمةَ، أن جاهِمةَ جاء إلى النبيِّ ، فقال: يا رسولَ الله! أردتُ أن أغزو، وقد جئت أستشيرك؟ فقال: «هل لك من أمٍّ؟» قال: نعم. قال: «فالزمها؛ فإن الجنَّةَ عند رِجلِها» رواه أحمد، والنسائي، والبيهقي في شعب الإيمان، أخرجه الألباني "مشكاة المصابيح" (4939). وفي رواية: «الزمها، فإنَّ الجنَّة تحتَ أقدامِها». "صحيح الجامع الصغير" (1249). وفي رواية: «الزَمْ رِجلَها، فثمَّ الجنَّة». رواه ابن ماجه وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (1248). وفي رواية: فقال النبيُّ : «ألكَ والدان؟»، فقلت: نعم، قال: «الزمْهُما؛ فإن الجنَّة تحتَ أرجُلِهما». أخرجه الطبراني وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (2485). وعن أبي أيوب، قال: سمعتُ رسولَ الله يقول: «من فرَّق بين والدةٍ وولَدِها فرَّقَ اللهُ بينه وبين أحبَّتهِ يومَ القيامة». رواه أحمد، والترمذي، والحاكم، "صحيح الجامع الصغير" (6412). وعن معاوية بن حيدة، قال: قال رسولُ الله : «أُمَّكَ، ثمَّ أُمَّك، ثم أمك، ثم أبَاك، ثمَّ الأقربَ فالأقرب». رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والحاكم، وصححه الألباني "صحيح الجامع" (1399). وعن صعصعة المُجاشعي، أنَّ النبيَّ قال: «أمَّك، وأبَاك، وأُختَك وأخاك، وأدناك أدناك». رواه الطبراني، والحاكم، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (1400). وعن المِقدام بن مَعدي كَرِب أنه سمع رسولَ الله يقول: «إنَّ اللهَ يُوصِيكم بأُمَّهاتِكم، ثمَّ يُوصيكم بأمهاتِكم، ثم يوصيكم بآبائِكم، ثم يُوصيكُم بالأقربِ فالأقرب». "صحيح الأدب المفرد" (44). وعن أبي بُردة أنه شَهد ابن عمر، ورجلٌ يمانيَّ يطوفُ بالبيت، حملَ أُمَّه وراء ظهره، يقول: إنِّي لها بعيرُها المُذلَّلْ*****إن أُذعِرَتْ رِكابُها لم أُذْعَرْ ثم قال: يا ابنَ عمر! أتُراني جزيتُها ـ أي كافأتها حقها علي ـ؟ قال: لا؛ ولا بزفرةٍ واحدة. "صحيح الأدب المفرد" (8). وعن أبي مُرَّة، مولى أمِّ هانئ بنت أبي طالب، أنه ركبَ مع أبي هريرة إلى أرضه بـ" العقيق"، فإذا دخَلَ أرضَه صاحَ بأعلى صوته: عليكِ السلامُ ورحمة الله وبركاته يا أُمَّاه! تقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، يقول: رَحمكِ الله كما ربيتِني صَغِيراً. فتقول: يا بُنيَّ! وأنتَ؛ فجزاك اللهُ خيراً ورَضيَ عنكَ كما بَرَرْتني كبيراً. "صحيح الأدب المفرد" (11). 14- أن يترحم عليهما وأن يدعو لهما بعد موتهما، قال تعالى : ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾[الإسراء: (24)]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» [أخرجه مسلم: (1631)]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: «تُرفَع للميتِ بعد موته درجَتُه، فيقول: أي رب! أي شيء هذه؟ فيُقال: ولدُكَ استغفرَ لك» أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (27) وصححه الألباني. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله! إنَّ أُمِّي توفيت ولم توصِ، أفينفعها أن أتصدَّقَ عنها؟ قال: «نعم». أخرجه البخاري في " الأدب المفرد" وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (30). 15- أن ينفذ عهدهما ووصيتهما بعد موتهما، وأن يستمر على الشيء الذي كانا عليه من أعمال البر والخير، وأن يداوم على ذلك، فإن ثوابه يصل إليهما، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ : إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ: «نَعَمْ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا» [أخرجه أبو داود: (5142)]. 16- أن يكرم صديقهما بعد موتهما، وأن يصل أهل ودهما، فينظر أصدقاءَ أبيه وأخلاءه فيزورهم، ويصلهم، ويُكرمهم، و أن يصل الرحم التي لا توصل إلا بهما؛ كالأعمام، والعمات، والأخوال، والخالات، والأجداد، والجدات، وأولادهم: فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ، وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ. وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً، كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ ابْنُ دِينَارٍ: فَقُلْنَا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللهُ إِنَّهُمُ الْأَعْرَابُ وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: «إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ» [أخرجه مسلم: (2552)]. عن ابن عمر، قال: قال رسولُ الله : «إن أبَرَّ البِرِّ أن يصلَ الرجلُ أهلَ ودِّ أبيه، بعد أن يُولِّي الأبُ». رواه أحمد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (1525). " أهل ودّه"؛ أي أخلاؤه وأصحابه. وقوله: «بعد أن يُولِّي»؛ أي بعد أن يموت. وعن أبي بردة قال: قدمتُ المدينةَ، فأتاني عبدُ الله بنُ عمرَ، فقال: أتدري لِمَ أتيتُكَ؟ قال: قلت: لا، قال: سمعتُ رسولَ الله يقول: «من أحبَّ أن يصلَ أباهُ في قبره، فليصل إخوانَ أبيه بعدَه»، وإنه كان بين أبي عُمرَ وبين أبيكَ إخاءٌ وودٌّ، فأحببتُ أن أصِلَ ذلك رواه ابن حبان في "صحيحه"، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (2506). وعن أنس، قال: قال رسولُ الله : «من البرِّ أن تصلَ صديقَ أبيك». رواه الطبراني في "الأوسط"، وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (5901). وعن أبي أُسيد قال: أتى رسولُ الله رجلٌ من بني سلمَة، وأنا عنده، فقال: يا رسولَ الله، إن أبوَيَّ قد هلَكا، فهل بقي لي بعد موتها من بِرّهما شيءٌ؟ قال رسولُ الله : «نعم؛ الصلاةُ عليهما، والاستغفارُ لهما، وإنفاذُ عهودِهما من بعدِهما، وإكرامُ صديقهما، وصِلَةُ رحمهما التي لا رحمَ لك إلا من قِبَلِهما». قال الرجل: ما أكثر هذا يا رسولَ الله وأطيبَهُ؟ قال: «فاعمل به». رواه ابن حبان في صحيحه، وصححه الحاكم في "المستدرك" (4/155)، ووافقه الذهبي. انظر "الجامع لأحكام القرآن"، للقرطبي: (238/10). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحقوق

حقوق الوالدين

لِلْوَالِدَيْنِ عَلَى أْوَلَادِهما، عَشَرَةُ حُقُوقٍ هي: 1- أنَّ يطعمهما إِذَا احْتَاجَا إِلَى الطَّعَامِ. 2- أن يكسوهما إذَا احْتَاجَا إِلَى الكُسْوَةِ. 3- أن يخدمهما إِذَا احْتَاجَ أَحَدُهُمَا إِلَى خِدْمَتِهِ أو كليهما. 4- إجابتهما والحضور عندهما إِذَا دَعَياهُ. 5- طاعتهما إِذَا أَمَرَاهُ بِأَمْرٍ مَا لَمْ يَأْمُرْا بِالْمَعْصِيَةِ. 6- أنْ يَتَكَلَّمَ مَعَهُما بِاللِّينِ وَلَا يَتَكَلَّمَ مَعَهُما بِالْكَلَامِ الْغَلِيظِ. 7- أنْ لَا يَدْعُوهُما بِاسْمِهِما. 8- أ نْ يَمْشِي خَلْفَهُما. فعن عُروةَ، أن أبا هريرة أبصَرَ رجلين، فقال لأحدهما: ما هذا منكَ؟ فقال: أبي، فقال: ﴿لا تُسمِّهِ باسمهِ، ولا تمشِ أمامَه، ولا تجلِسْ قبلَه﴾ أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (32). وعن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله : «لا يجلِسُ الرجلُ بين الرجلِ وابنه في المجلس». أخرجه الطبراني وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3556). 9- أنْ يَرْضَى لَهُما مَا يَرْضَى لِنَفْسِهِ، وَيَكْرَهَ لَهُما مَا يَكْرَهُ لِنَفْسِهِ. 10- أنْ يَدْعُوَ لَهُما بِالْمَغْفِرَةِ كُلَّمَا دعا لِنَفْسِهِ. "تنبيه الغافلين"، للسمرقندي: (128). والإخلال بحقوق الوالدين يؤدي إلى عقوقهما، وهو: «كل ما أتى به الولد مما يتأذَّى به الوالد، أو نحوه تأذِّيًا ليس بالهين، مع أنه ليس بواجب. وقيل: تجبُ طاعتُهما في كل ما ليس بحرام، فتجبُ طاعتهما في الشبهات». "روضة الطالبين" للنووي (5/389). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفوائد والمصالح

لبر الوالدين فوائد عظيمة من أهمها: 1- بر الوالدين من كمال الإيمان وحسن الإسلام. 2- بر الوالدين من أفضل العبادات وأجل الطاعات. 3- بر الوالدين طريق موصل إلى الجنة. 4- بر الوالدين يزيد في الأجل وينمي في المال والنسل. 5- بر الوالدين يرفع الذكر في الآخرة ويحسن السيرة في الناس. 6- بر الوالدين سبب لبر الأبناء، والجزاء من جنس العمل. 7- بر الوالدين يفرج الكرب. 8- بر الوالدين سبب لاستمرار نور العبد، فمن حفظ ود أبيه لا يطفأ الله نوره. "نضرة النعيم"، لصالح بن حميد: (779/3). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: «إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ، وَلَهُ وَالِدَةٌ وَكَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ» [أخرجه مسلم: (2542)]، وفي رواية «كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمَنِ، سَأَلَهُمْ: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ فَقَالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرَأْتَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ، يَقُولُ: «يأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ، مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ» فَاسْتَغْفِرْ لِي، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْكُوفَةَ، قَالَ: أَلَا أَكْتُبُ لَكَ إِلَى عَامِلِهَا؟ قَالَ: أَكُونُ فِي غَبْرَاءِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ حَجَّ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ، فَوَافَقَ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ عَنْ أُوَيْسٍ، قَالَ: تَرَكْتُهُ رَثَّ الْبَيْتِ، قَلِيلَ الْمَتَاعِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ، يَقُولُ: «يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ، إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ» فَأَتَى أُوَيْسًا فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بِسَفَرٍ صَالِحٍ، فَاسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بِسَفَرٍ صَالِحٍ، فَاسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: لَقِيتَ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ، فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ». [أخرجه مسلم: (2542)]. 2- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ، وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ. وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً، كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ ابْنُ دِينَارٍ: فَقُلْنَا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللهُ إِنَّهُمُ الْأَعْرَابُ وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: «إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ» [أخرجه مسلم: (2552)]. 3- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «بَيْنَمَا ثَلاَثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ، أَخَذَهُمُ المَطَرُ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ، فَادْعُوا اللَّهَ بِهَا لَعَلَّهُ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ، قَالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ، كُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهِمْ، فَإِذَا رُحْتُ عَلَيْهِمْ حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ أَسْقِيهِمَا قَبْلَ بَنِيَّ، وَإِنِّي اسْتَأْخَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُمَا نَامَا، فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا فَرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللَّهُ، فَرَأَوُا السَّمَاءَ، وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنَّهَا كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، فَطَلَبْتُ مِنْهَا، فَأَبَتْ عَلَيَّ حَتَّى أَتَيْتُهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَبَغَيْتُ حَتَّى جَمَعْتُهَا، فَلَمَّا وَقَعْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا، قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، وَلاَ تَفْتَحِ الخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا فَرْجَةً، فَفَرَجَ، وَقَالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ، قَالَ: أَعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ، فَرَغِبَ عَنْهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرَاعِيَهَا، فَجَاءَنِي فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، فَقُلْتُ: اذْهَبْ إِلَى ذَلِكَ البَقَرِ وَرُعَاتِهَا، فَخُذْ، فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تَسْتَهْزِئْ بِي، فَقُلْتُ: إِنِّي لاَ أَسْتَهْزِئُ بِكَ، فَخُذْ، فَأَخَذَهُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ مَا بَقِيَ، فَفَرَجَ اللَّهُ». [أخرجه البخاري: (2333)، ومسلم: (2743)]. 4- عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللهِ مَا أَكْرَهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ وَأَنَا أَبْكِي، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «اللهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ» فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللهِ ، فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ، فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ، فَقَالَتْ: مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ، قَالَ: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا، فَفَتَحَتِ الْبَابَ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ ، فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَبْشِرْ قَدِ اسْتَجَابَ اللهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ خَيْرًا، قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «اللهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا - يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ - وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِمِ الْمُؤْمِنِينَ» فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي إِلَّا أَحَبَّنِي. [أخرجه مسلم: (2491)]. 5- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ، قَالَ: «لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا، فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً، فَكَانَ فِيهَا، فَأَتَتْهُ أُمُّهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَقَالَتْ: اللهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ، فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ وَكَانَتِ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا، فَقَالَتْ: إِنْ شِئْتُمْ لَأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ، قَالَ: فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ يَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ، فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ، فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ، فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ، فَوَلَدَتْ مِنْكَ، فَقَالَ: أَيْنَ الصَّبِيُّ؟ فَجَاءُوا بِهِ، فَقَالَ: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ، فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبِيَّ فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ، وَقَالَ: يَا غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ الرَّاعِي، قَالَ: فَأَقْبَلُوا عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ، وَقَالُوا: نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: لَا، أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ، فَفَعَلُوا. وَبَيْنَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ مِنْ أُمِّهِ، فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ، وَشَارَةٍ حَسَنَةٍ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا، فَتَرَكَ الثَّدْيَ وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهِ فَجَعَلَ يَرْتَضِعُ ﴾. قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ وَهُوَ يَحْكِي ارْتِضَاعَهُ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ فِي فَمِهِ، فَجَعَلَ يَمُصُّهَا، قَالَ: ﴿ وَمَرُّوا بِجَارِيَةٍ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ: زَنَيْتِ، سَرَقْتِ، وَهِيَ تَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ، فَقَالَتْ: حَلْقَى مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ فَقُلْتُ: اللهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ، فَقُلْتَ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَمَرُّوا بِهَذِهِ الْأَمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ زَنَيْتِ، سَرَقْتِ، فَقُلْتُ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا فَقُلْتَ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، قَالَ: إِنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ كَانَ جَبَّارًا، فَقُلْتُ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَإِنَّ هَذِهِ يَقُولُونَ لَهَا زَنَيْتِ وَلَمْ تَزْنِ، وَسَرَقْتِ وَلَمْ تَسْرِقْ فَقُلْتُ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا». [أخرجه مسلم: (2550)]. 6- عن سَعِيد بْن أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: «سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، أَنَّهُ شَهِدَ ابْنَ عُمَرَ وَرَجُلٌ يَمَانِيٌّ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، حَمَلَ أُمَّهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، يَقُولُ: إِنِّي لَهَا بَعِيرُهَا الْمُذَلَّلُ... إِنْ أُذْعِرَتْ رِكَابُهَا لَمْ أُذْعَرِ ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ أَتُرَانِي جَزَيْتُهَا؟ قَالَ: لاَ، وَلاَ بِزَفْرَةٍ وَاحِدَةٍ». "الأدب المفرد"، للبخاري: (11). 7- عن العوَّام بن حَوشَب قال: «نزلتُ مرةً حيَّاً وإلى جانبِ الحيِّ مقبرةٌ، فلما كان بعدَ العصر انشقَّ فيها قبرٌ، فخرجَ رجلٌ رأسُه رأسُ الحمار، وجسدُه جَسدُ إنسانٍ، فنهقَ ثلاثَ نهقاتٍ ثم انطبقَ عليه القبرُ، فإذا عَجوزٌ تَغزلُ شَعراً أو صوفاً، فقالت امرأةٌ: ترى تلكَ العجوز؟ قلتُ: ما لها؟ قالت: تلك أمُّ هذا، قلتُ: وما كان قصَّتُه؟ قالت: كان يشربُ الخمرَ، فإذا راحَ، تقول له أمُّه: يا بُني اتقِ الله، إلى متى تَشرَبُ هذه الخمرَ؟! فيقول لها: إنما أنتِ تنهقين كما ينهقُ الحمارُ! قالت: فمات بعد العصر. قالت: فهو ينشقُّ عنه القبرُ بعد العصر كلَّ يومٍ فينهقُ ثلاثَ نهَقَاتٍ ثم ينطبقُ عليه القبرُ. رواه الأصبهاني، وقال: حدَّث به أبو العباس الأصم إملاءً بنيسابور بمشهد من الحفَّاظ فلم ينكروه». "صحيح الترغيب" (2517). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA