البحث

عبارات مقترحة:

الرزاق

كلمة (الرزاق) في اللغة صيغة مبالغة من الرزق على وزن (فعّال)، تدل...

الحكم

كلمة (الحَكَم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من...

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...

الإحسان إلى الخدم

أوصى الإسلام بالخدم خيرًا، ودعا إلى الرفق بهم والإحسان إليهم، كما أوصى بكل ضعيف من النساء واليتامى والمساكين وغيرهم ؛ لأنهم بشر كسائر البشر، وفي هذه المفردة سنتعرف على آداب الإحسان إلى الخدم وبيان حقوقهم وواجباتهم. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

الإحسان: الحاء والسين والنون أصل واحد يدل على الحسن الذي هو ضد القبح. يقال رجل حسن وامرأة حسناء وحسانة، والمحاسن من الإنسان وغيره: ضد المساوي. والإحسان مأخوذ من الحسن، وهو عبارة عن كل مبهج مرغوب فيه، وذلك ثلاثة أضرب مستحسن من جهة العقل، ومستحسن من جهة الهوى، ومستحسن من جهة الحس. والإحسان هو: فعل ما ينبغي أن يفعل من الخير. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (57/2)، "تاج العروس"، للزبيدي: (418/34)، "المفردات"، للراغب الأصفهاني: (235). الخدم: الأصل في معنى الفعل خدم هو: إطافة الشيء بالشيء، يقال: خَدَمَهُ يَخْدُمُهُ خِدْمَةً. والخادِمُ: واحد الخَدَمِ، غلامًا كان أو جاريةً. وأَخْدَمَهُ، أي أعطاه خادمًا. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (162/2)، "الصحاح"، للجوهري: (1909/5). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

الإحسان: هو فعل ما ينفع غيره بحيث يصير الغير حسنًا به؛ كإطعام الجائع، أو يصير الفاعل به حسنًا بنفسه. أو هو: أن يُعطى أكثر مما عليه، ويأخذ أقل مما له، فتحرى العدل واجب، وتحرى الإحسان ثواب وتطوع. "المفردات"، للراغب الأصفهاني: (235)، "التعريفات"، للجرجاني: (7)، "الكليات"، لأبي البقاء: (53)، "معجم الألفاظ والمصطلحات الفقهية"، لمحمود عبد المنعم: (82/1). الخدم جمع خادم وهو: مَنْ خدم أحدًا ومَهَنه وعمل له غلامًا كان أو جاريةً. "التعريفات الفقهية"، للبركتي: (84). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي للخدم يتبين لنا أن التعريف الاصطلاحي مبني على التعريف اللغوي، وأن المعنى الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- ذكر الله تعالى حسن الصحبة والوفاء مع الخادم في ما قاله شعيب -عليه السلام- لموسى -عليه السلام- لما استأجره ليعمل عنده في رعي ماشيته ثماني سنين، قال: فإن أكملت عشر سنين فإحسان من عندك، وما أريد أن أشق عليك بجعلها عشرًا، ستجدني إن شاء الله من الصالحين. قال تعالى: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾. [القصص: (27)]. 2- وصف الصحابي الجليل أنس بن مالك خادم رسول الله حسن تعامل معه فقال: «خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي: أُفٍّ، وَلاَ: لِمَ صَنَعْتَ؟ وَلاَ: أَلَّا صَنَعْتَ». [أخرجه البخاري: (6038)]. 3- Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

الإحسان إلى الخدم في القرآن الكريم
أخبر الله تعالى أنه رفع بعض الناس فوق بعض درجات، فجعل منهم الغني والفقير، والقوي والضعيف؛ ليكون بعضهم مُسَخَّرًا لخدمة بعض في المعاش. قال تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾. [الزخرف: (32)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

الإحسان إلى الخدم في السنة النبوية
1- أرشد النبي الصحابي الجليل أبا ذر رضي الله عنه إلى الإحسان إلى الخادم في طعامه ولباسه وألا يكلف فوق طاقته وقدرته، فعَنِ المَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، وَعَلَى غُلاَمِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ». [أخرجه البخاري: (30)]. 2- أكد النبي الوصية في حق الرقيق وما ملكت اليمين ولا شك أن حق الخادم ارفع درجة من حق الرقيق إذ أن الخادم حر هذا عبد، قال : «اللهَ اللهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ، أَشْبِعُوا بُطُونَهُمْ، وَأَلْبِسُوا ظُهُورَهُمْ، وَلَيِّنُوا الْقَوْلَ لَهُمْ». [أخرجه الطبراني، المعجم الكبير: (89)]. 3- أعطى النبي الصحابي الجليل أبا الهيثم بن التيهان الأنصاري غلامًا وأمره أن يستوصي به خيرًا، فسأله النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ لَكَ خَادِمٌ؟» قَالَ: لاَ، قَالَ: «فَإِذَا أَتَانَا سَبْيٌ فَأْتِنَا فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَأْسَيْنِ لَيْسَ مَعَهُمَا ثَالِثٌ فَأَتَاهُ أَبُو الهَيْثَمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اخْتَرْ مِنْهُمَا»، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ اخْتَرْ لِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمُسْتَشَارَ مُؤْتَمَنٌ، خُذْ هَذَا فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي وَاسْتَوْصِ بِهِ مَعْرُوفًا»، فَانْطَلَقَ أَبُو الهَيْثَمِ إِلَى امْرَأَتِهِ فَأَخْبَرَهَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ امْرَأَتُهُ: " مَا أَنْتَ بِبَالِغٍ مَا قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ أَنْ تَعْتِقَهُ "، قَالَ: " فَهُوَ عَتِيقٌ ". أخرجه الترمذي: (2369). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَخْدُمَهُ، فَكَانَ هَوَ الَّذِي يَخْدُمُنِي» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA مجاهد بن جبر "الإشراف في منازل الأشراف"، لابن أبي الدنيا: (454).
«مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ بِيَدِهِ امْرَأَةً قَطُّ وَلَا خَادِمًا» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عائِشَة أم المُؤْمِنِين "مداراة الناس"، لابن أبي الدنيا: (168).
«لَمْ أَسْمَعِ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَلْعَنُ خَادِمًا لَهُ قَطُّ غَيْرَ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ غَضِبَ فِيهَا عَلَى بَعْضِ خَدَمِهِ، فَقَالَ: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ، كَلِمَةٌ لَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقُولَهَا» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA سالِم بن عبد الله "الصمت"، لابن أبي الدنيا: (378).
«يَا أَبَا بِشْرٍ! احْذَرِ النَّاسَ، فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَوْ أُعْطِيَ دِرْهَمًا عَلَى أَنْ يَقْتُلَ إِنْسَانًا قَتَلَهُ بَعْدَ أَنْ يَخْتَبِئَ لَهُ، فَلا تَتَّخِذْ مِنَ الْخَدَمِ إِلا مَا لا بُدَّ لَكَ مِنْهُ، فَإِنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ شَيْطَانًا». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA أَبُو حَمْزَة الثُّمالي "العزلة والانفراد"، لابن أبي الدنيا: (127).
«لَا تُكْثِرُوا مِنَ الْخَدَمِ فَتَكْثُرَ الشَّيَاطِينُ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA مجاهد بن جبر "الزهد"، للموصلي: (30)

الآداب

آداب التعامل مع الخدم

للتعامل مع الخدم آداب جمة من أهمها ما يأتي: 1- أن ينفق على الخدم بالمعروف؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أَمَرَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم بِصَدَقَةٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: عِنْدِي دِينَارٌ، قَالَ: «أَنْفِقْهُ عَلَى نَفْسِكَ»، قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: «أَنْفِقْهُ عَلَى زَوْجَتِكَ» قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: «أَنْفِقْهُ عَلَى خَادِمِكَ، ثُمَّ أَنْتَ أَبْصَرُ». [أخرجه البخاري، الأدب المفرد: (197)]. 2- أن يحسن معاملتهم، وأن يتجنب إهانتهم، أو ضربهم، أو الدعاء عليهم. فالعاقل من يحسن معاملة خدمه، وبذلك يضمن الإخلاص منهم والحرص والحب والوفاء، وقد قيل قديمًا: جبلت النفوس على حب من أحسن إليها. قال النبي : «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ». [أخرجه أبو داود: (1532)]. 3- أن يراعي مشاعرهم بالبعد عن كل ما يؤذيهم؛ كنداء الخادم بلفظ قبيح، أو قذفه وسب عرضه، أو شتمه واحتقاره، أو ضربه بغير حق. عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - وَكَانَ صَاحِبَ بَغْلَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّهْبَاءِ الَّذِي يَقُودُهَا فِي الْأَسْفَارِ - قَالَ: قُدْتُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ رَتْوَةً مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «انْخِ» فَأَنَخْتُ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: «ارْكَبْ يَا عُقْبَةُ»، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ عَلَى رَاحِلَتِكَ فَأَمَرَنِي فَقَالَ: «ارْكَبْ» فَقُلْتُ أَيْضًا مِثْلَ ذَلِكَ وَرَدَّدْتُ ذَلِكَ مِرَارًا حَتَّى خِفْتُ أَنْ أَعْصِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَكِبْتُ رَاحِلَتَهُ، ثُمَّ زَجَرَ نَاقَتَهُ فَقَامَتْ، ثُمَّ نَادَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَقَبٍ مِنْ النِّقَابِ فَقَالَ: «يَا عُقْبَةُ أَلَا أُعَلِّمُكَ سُورَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ هُمَا أَفْضَلُ الْقُرْآنِ أَوْ مِنْ أَفْضَلِهِ؟» فَقُلْتُ: بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَعَلَّمَنِي الْمُعَوِّذَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عُقْبَةُ، إِذَا رَأَيْتَ الْفَجْرَ فَأَعْلِمْنِي» فَلَمَّا رَأَيْتُ الْفَجْرَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْفَجْرُ فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ أَقَامَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَقَرَأَ بِهِمَا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: «يَا عُقْبَةُ، اقْرَأْ بِهِمَا كُلَّمَا قُمْتَ وَنِمْتَ». [أخرجه الطبراني، المعجم الكبير: (928)]. 4- أن يعفو عنهم عند الخطأ؛ لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمْ نَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ؟ فَصَمَتَ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ، فَصَمَتَ، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ، قَالَ: «اعْفُوا عَنْهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً». [أخرجه أبو داود: (5164)]. 5- أن لا يغتابهم؛ لحيث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كَانَتِ الْعَرَبُ يَخْدُمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْأَسْفَارِ، وَكَانَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَجُلٌ يَخْدُمُهُمَا، فَنَامَ، وَاسْتَيْقَظَا وَلَمْ يُهَيِّئْ طَعَامًا، فَقَالَا: إِنَّ هَذَا لَنَئُومٌ بَيْنَكُمْ. فَأَيْقَظَاهُ فَقَالَا: ائْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ يُقْرِآنِكَ السَّلَامَ، وَهُمَا يَسْتَأْدِمَانِكَ. فَأَتَاهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَخْبِرْهُمَا أَنَّهُمَا قَدِ ائْتَدَمَا». فَفَزِعَا، فَجَاءَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَعَثْنَا نَسْتَأْدِمُكَ، فَقُلْتَ: ائْتَدَمَا، فَبِأَيِّ شَيْءٍ ائْتَدَمْنَا؟ فَقَالَ: «بِأَكْلِكُمَا لَحْمَ أَخِيكُمَا، إِنِّي لَأَرَى لَحْمَهُ بَيْنَ ثَنَايَاكُمْ». فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاسْتَغْفِرْ لَنَا. قَالَ: «هُوَ، فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمَا». "مساوئ الأخلاق"، للخرائطي: (180). 6- أن يتجنب الخلوة بالخدم من النساء والنظر إليهن؛ لأنهن أجانب عن الرجال من أهل البيت، وكذلك الخدم من الرجال أجانب عن أهل البيت فلا يجوز للنساء الكشف عليهم ولا الخلوة بهم. 7- أن لا يكلفهم ما لا يطيقون. قال الله تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾. [البقرة" (286)]، وقال النبي : «لَا تُحَمِّلُوهُمْ مَا لَا يُطِيقُونَ، وَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ». [أخرجه البيهقي، السنن الكبرى: (15950)]. وقال أيضًا : «مَا خَفَّفْتَ عَنْ خَادِمِكَ مِنْ عَمَلِهِ كَانَ لَكَ أَجْرًا فِي مَوَازِينِكَ». [أخرجه البيهقي، شعب الإيمان: (8226)]. 8- أن يحسن إِلى الخدم في الطعام والشراب والكساء والمعاملة، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، إِذْ جَاءَهُ قَهْرَمَانٌ لَهُ فَدَخَلَ، فَقَالَ: أَعْطَيْتَ الرَّقِيقَ قُوتَهُمْ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَانْطَلِقْ فَأَعْطِهِمْ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ، عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ». [أخرجه مسلم: (996)]. "موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام"، لعطية صقر: (171-163/5)، "موسوعة الأخلاق"، لخالد الخراز: (448) Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحقوق

حقوق الخدم

1- أن يعطي الخادم حقَّه من الأجر مع عدم تأخيره؛ ليشعر باحترام الناس له، وتقدير عمله، ويقضي بها حاجاته في الحياة ومن يعول، ويدفعه لمواصلة العطاء. ثم إن المماطلة والتسويف مع القدرة ظلم، فالمبادرة بإعطاء الخادم حقه نوع من الالتزام الديني والإحسان؛ لأن الخادم قدم جهده، فالعاقل من يوفي الآخرين حقوقهم، وبذلك جاءت الشريعة. 2- أن لا يكلفه ما لا يطيق من العمل، وأن يعطيه وقتًا للراحة. فالأصل أن لا يكلف الخادم فوق طاقته، وأن يجعل له وقتًا للراحة، ووقت فراغ حتى يباشر أعماله؛ لأن الحرمان يؤدي إلى الإرهاق، وموت النشاط، والضيق. 3- أن يوفر له مكان ملائم للراحة إن كان ساكنًا مع صاحب الدار. ويشترط في المكان أن يكون بعيدًا عن رحبة البيت، حتى لا يطلع على عورة أهله. 4- أن يوفر له الطعام والكساء والدواء وأن يتواضع له ويطعمه مما يطعم حتى ينال منه خيرًا. قال : «إِذَا صَنَعَ لِأَحَدِكُمْ خَادِمُهُ طَعَامَهُ، ثُمَّ جَاءَهُ بِهِ، وَقَدْ وَلِيَ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ، فَلْيُقْعِدْهُ مَعَهُ، فَلْيَأْكُلْ، فَإِنْ كَانَ الطَّعَامُ مَشْفُوهًا قَلِيلًا، فَلْيَضَعْ فِي يَدِهِ مِنْهُ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ». [أخرجه مسلم: (1663)]. وفي رواية: «إِذَا كَانَ لِأَحَدِكُمْ خَادِمٌ قَدْ كَفَاهُ الْمَشَقَّةَ فَلْيُطْعِمْهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ، فَلْيُنَاوِلْهُ اللُّقْمَةَ». [أخرجه الطبراني، المعجم الأوسط: (37)]. 5- أن يعلمه ما يلزمه من أمور دينه وأن يعينه على ذلك. 6- أن يلبي له حاجاته عند القدرة؛ لحديث زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، عَنْ خَادِمٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجُلٍ أَوْ امْرَأَةٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَقُولُ لِلْخَادِمِ: «أَلَكَ حَاجَةٌ؟» قَالَ: حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَاجَتِي قَالَ: «وَمَا حَاجَتُكَ؟» قَالَ: حَاجَتِي أَنْ تَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: «وَمَنْ دَلَّكَ عَلَى هَذَا؟» قَالَ: رَبِّي قَالَ: «إِمَّا لَا، فَأَعِنِّي بِكَثْرَةِ السُّجُودِ». [أخرجه أحمد: (16076)]. "موسوعة الأخلاق"، لخالد الخراز: (448) Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

حقوق المخدومين

1- أن يطيع أوامر المخدومين مادامت مشروعة، وفى حدود الطاقة، شأنه شأن المملوك في هذه الناحية؛ لحديث: «ثَلاَثَةٌ لَهُمْ أَجْرَانِ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَآمَنَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالعَبْدُ المَمْلُوكُ إِذَا أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ، وَرَجُلٌ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ». [أخرجه البخاري: (97)]. 2- أن يتقن أعماله ويخلص في أدائها؛ ليكون محل تقدير وإكرام عند المخدومين، وسببًا من أسباب الاحتفاظ به في الخدمة ودوام التعامل معه، ومقابلة إحسانه بإحسان. وفي الحديث: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا نَصَحَ لِسَيِّدِهِ، وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ اللهِ، فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ». [أخرجه مسلم: (1664)]. 3- أن يتحلى بالأمانة، فهي من ألزم الواجبات على الخدم والعمال بوجه عام، ومن أبرز الصفات المطلوبة فيهم. والأمانة المطلوبة من الخادم هي: أمانة المال بعدم أخذ شيء منه بغير حق، وعدم الإِهمال في حفظه أو تثميره إِن كان ذلك مهمته، والأمر بالأمانة عام مشهور، فلا دين لمن لا أمانه له، وفى خصوص الأمانة في العمل جاء قول النبي : «وَاللَّهِ لاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ». [أخرجه البخاري: (1832)، ومسلم: (6979)]. أمانة العرض؛ لأن وجود الخادم مدة طويلة مع الأسرة يتِيح له الاطلاع على أشياء كثيرة تخفى على غيره، كما أن رفع الكلفة بينه وبين مخدوميه يجعلهم لا يتحرزون من إظهار شيئًا من أسرارهم أمامه. أمانة السر فالخادم يطلع على كثير من الأمور الخفية والتي هي أسرار مخدوميه التي ينبغي عليه حفظها ورعايتها، «فعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، قَالَ: فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ، فَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّي، فَلَمَّا جِئْتُ قَالَتْ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَةٍ، قَالَتْ: مَا حَاجَتُهُ؟ قُلْتُ: إِنَّهَا سِرٌّ، قَالَتْ: لَا تُحَدِّثَنَّ بِسِرِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا قَالَ أَنَسٌ: وَاللهِ لَوْ حَدَّثْتُ بِهِ أَحَدًا لَحَدَّثْتُكَ يَا ثَابِتُ». [أخرجه مسلم: (2482)]. 4- أن يشكر المخدومين على حسن معاملته له، ويظهر ذلك بالرضا والسرور بما يناله منه، «فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، وَاللهِ مَا قَالَ لِي: أُفًّا قَطُّ، وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا؟ وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا؟». [أخرجه مسلم: (2309)]. 5- أن يحسن الأدب في معاملة المخدومين شأنه في ذلك شأن الصغير مع الكبير. 6- أن يتحلى بالقناعة. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

«عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ، قَالَ : ذَكَرَ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ يَبْكِي ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ؟ فَقَالَ : نَبْكِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمًا مَا ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَيُفِيءُ عَلَيْهِمْ ، حَتَّى ذَكَرَ الشَّامَ ، فَقَالَ : إِنْ يُنْسَأْ فِي أَجَلِكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ فَحَسْبُكَ مِنَ الخَدَمِ ثَلاثَةٌ : خَادِمٌ يَخْدُمُكَ ، وَخَادِمٌ يُسَافِرُ مَعَكَ ، وَخَادِمٌ يَخْدُمُ أَهْلَكَ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ. وَحَسْبُكَ مِنَ الدَّوَابِّ ثَلاثَةٌ : دَابَّةٌ لِرَحْلِكَ ، وَدَابَّةٌ لِثَقَلِكَ ، وَدَابَّةٌ لِغُلامِكَ ثُمَّ هَذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى بَيْتِي قَدِ امْتَلأَ رَقِيقًا ، وَأَنْظُرُ إِلَى مِرْبَطِي قَدِ امْتَلأَ دَوَابَّ وَخَيْلاً ، فَكَيْفَ أَلْقَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بَعْدَ هَذَا ؟ وَقَدْ أوْصَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِنَّ أَحَبَّكُمِ إلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَنْ لَقِيَنِي عَلَى مِثْلِ الْحَالِ الَّتِي فَارَقَنِي عَلَيْهَا». [أخرجه أحمد: (1696)]. «عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ بِلَالًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِخَمْسَةِ أَوَاقٍ فَأَعْتَقَهُ، فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِلَّهِ فَدَعْنِي حَتَّى أَعْمَلَ لِلَّهِ، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا أَعْتَقْتَنِي لِتَتَّخِذَنِي خَادِمًا فَاتَّخِذْنِي "، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: " إِنَّمَا أَعْتَقْتُكَ لِلَّهِ، فَاذْهَبْ فَاعْمَلْ لِلَّهِ تَعَالَى ". "حلية الأولياء"، للأصبهاني: (150/1). «عن عَلِيٌّ رضي الله عنه، أَنَّ فَاطِمَةَ رضي الله عنها شَكَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَثَرَ الْعَجِينِ فِي يَدِهَا، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ فَأَتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَلَمْ تَجِدْهُ، فَرَجَعَتْ، قَالَ: فَأَتَانَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، قَالَ: فَذَهَبْتُ لِأَقُومَ، فَقَالَ: ﴿ مَكَانَكُمَا ﴾ فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ، فَقَالَ: ﴿ أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضْجَعَكُمَا سَبَّحْتُمَا اللهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَحَمِدْتُمَاهُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبَّرْتُمَاهُ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ ﴾. [أخرجه أحمد: (740)]. «عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي، فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْفِي صَوْتًا: ﴿ اعْلَمْ، أَبَا مَسْعُودٍ، لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ ﴾، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ، فَقَالَ: ﴿ أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ ﴾، أَوْ ﴿ لَمَسَّتْكَ النَّارُ ﴾. [أخرجه مسلم: (1659)]. «قِيلَ لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ الْحِلْمَ؟ قَالَ: مِنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيِّ، لَقَدِ اخْتَلَفْنَا إِلَيْهِ فِي الْحِلْمِ كَمَا نَخْتَلِفُ إِلَى الْفُقَهَاءِ فِي الْفِقْهِ. بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ وَهُوَ قَاعِدٌ بِفِنَائِهِ مُحْتَبٍ بِكِسَائِهِ؛ أَتَتْهُ جَمَاعَةٌ فِيهِمْ مَقْتُولٌ ومكتوف، فقالوا: هَذَا ابْنُكَ قَتَلَهُ ابْنُ أَخِيكِ. فَوَاللهِ! مَا حَلَّ حَبْوَتَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ كَلَامِهِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى ابْنٍ لَهُ فِي الْمَحْشِدِ، فَقَالَ: قُمْ؛ فَأَطْلِقْ عَنِ ابْنِ عَمِّكَ، وَوَارِي أَخَاكَ، وَاحْمِلْ إِلَى أُمِّهِ مِئَةً مِنَ الْإِبِلِ؛ فَإِنَّهَا غَرِيبَةٌ. وَأَنْشَأَ يَقُولُ: إِنِّي امْرُؤٌ لَا شَائِنٌ حَسَبِي*****دَنَسٌ يُعَيِّرُهُ وَلَا أَفَنُ مِنْ مِنْقَرٍ فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ*****وَالْغُصْنُ يَنْبُتُ حَوْلَهُ الْغُصُنُ خُطَبَاءُ حِينَ يَقُولُ قَائِلُهُمْ*****بِيضُ الْوُجُوهِ أَعِفَّةٌ لُسُنُ لَا يَفْطُنُونَ لِعَيْبِ جَارِهِمْ*****وَهُمْ بِحُسْنِ جِوَارِهِ فُطُنُ "المجالسة وجواهر العلم"، للدينوري: (165/3). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أحاديث عن الإحسان إلى الخدم