البحث

عبارات مقترحة:

الجواد

كلمة (الجواد) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعال) وهو الكريم...

الرب

كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...

الله

أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...

ذوق النبي صلى الله عليه وسلم

يُعبَّر عن الجمال المعنوي في مصطلحنا الحديث "بالذَّوق"، والذَّوق: كلمة تَحْمِلُ في طِيَّاتها معاني اللُّطفِ، وحُسْنِ المَعْشر واللَّفظ، وكمالِ التهذيبِ، وحسنِ التصرُّف، وتجنُّبِ ما يمنع من الإحراج وجرح الإحساسات بلفظ، أو إشارة أو نحو ذلك، والذَّوق بابٌ من أوسع أبواب الأدب، والناظر في هدي النبي يجده من أكثر الناس ذوقا وأدبا في جميع أحواله، قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ﴾. [القلم: 4].

التعريف

التعريف لغة

«الذَّالُ وَالْوَاوُ وَالْقَافُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ اخْتِبَارُ الشَّيْءِ مِنْ جِهَةِ تَطَعُّمٍ ثُمَّ يُشْتَقُّ مِنْهُ مَجَازًا فَيُقَالُ: ذُقْتُ الْمَأْكُولَ أَذُوقُهُ ذَوْقًا. وَذُقْتُ مَا عِنْدَ فُلَانٍ: اخْتَبَرْتُهُ». "مقاييس اللغة" لابن فارس(364/2). «[ذوق] ذقت الشئ أذوقة ذوقا وذواقا مذاقا ومذاقة. وما ذقت ذوقا، أي شيئا. وذقت ما عند فلان، أي خَبَرْتُهُ. وذُقْتُ القوسَ، إذا جذبتَ وترها لتنظرَ ما شدتها». الصحاح للجوهري(1479/4).

التعريف اصطلاحًا

«الذَّوْقُ: مُباشَرَة الحاسَّةِ الظّاهِرَة، أَو الباطِنةِ». "تاج العروس" للزبيدي(326/25). وقيل: "الذوق قوة إدراكية لها اختصاص بإدراك لطائف الكلام ومحاسنه الخفية". «كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم» للفاروقي(834/1). وقال الكفوي: «الذوق: تعرف الطّعْم، ثمَّ كثر حَتَّى جعل عبارَة عَن كل تجربة يُقَال (ذقت فلَانا) و (ذقت مَا عِنْده) وَقد اسْتعْمل الإذاقة فِي الرَّحْمَة والإصابة فِي مقابلتها قَالَ الله تَعَالَى: ﴿وَإِذا أذقنا النَّاس رَحْمَة﴾، والذوق والطبع قد يطلقان على الْقُوَّة المهيئة للعلوم من حَيْثُ كمالها فِي الْإِدْرَاك بِمَنْزِلَة الإحساس من حَيْثُ كَونهَا بِحَسب الْفطْرَة وَقد يخص الذَّوْق بِمَا يتَعَلَّق بلطائف الْكَلَام، لكَونه بِمَنْزِلَة الطَّعَام اللذيذ الشهي لروح الْإِنْسَان الْمَعْنَوِيّ والطبع بِمَا يتَعَلَّق بأوزان الشّعْر لكَونهَا بمحض الجبلة، بِحَيْثُ لَا ينفع فِيهَا أَعمال الجبلة إِلَّا قَلِيلا». "الكليات" للكفوي(ص462).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

المعنى الاصطلاحي يرتبط بالمعنى اللغوي من جهة التذوق وتعرف الطعم، غير أنه في الاصطلاح يعمل ويشمل كل تجربة.

الأدلة

القرآن الكريم

ذوق النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ﴾. [القلم: 4]. قال تعالى: ﴿فبِمَا رَحْمَةٖ مِّنَ اْللَّهِ لِنتَ لَهُمْۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ اْلْقَلْبِ لَاْنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَۖ﴾ [آل عمران: 159]. قال تعالى: ﴿اْلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ اْلرَّسُولَ اْلنَّبِيَّ اْلْأُمِّيَّ اْلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي اْلتَّوْرَىٰةِ وَاْلْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِاْلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَىٰهُمْ عَنِ اْلْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ اْلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ اْلْخَبَٰٓئِثَ﴾. [الأعراف: 157].

السنة النبوية

ذوق النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية
عن عائشة رضي الله عنها : «كنتُ أتعرَّقُ العَرْقَ فيضَعُ رسولُ اللَّهِ فاهُ حيثُ وضعتُهُ وأنا حائضٌ، وَكنتُ أشرَبُ منَ الإناءِ فيضَعُ فاهُ حيثُ وضعتُ وأنا حائضٌ» أخرجه النسائي (340). عن ابن عمر رضى الله عنهما: «أن رسول الله غير اسم عاصية وقال: أنت جميلة». أخرجه مسلم (2139). أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «مَا عَابَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ». أخرجه البخاري(3563)، ومسلم(2064). عن عائشة رضي الله عنه: «أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا دَخَلَ بَيْتَهُ بَدَأَ بالسِّواكِ». أخرجه مسلم(253).

قصص من حياة النبي صلى الله عليه وسلم

ذوْقه مع أزواجه

في حديث أم زرع عن عائشة رضي الله عنها قالت «جَلَسَ إحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وتَعَاقَدْنَ ألَّا يَكْتُمْنَ مِن أخْبَارِ أزْوَاجِهِنَّ شيئًا...وفيه قال النبي : «كنتُ لكِ كأبي زرع لأمِّ زرع». أخرجه البخاري(5189).

حسن استقباله وترحيبه بالضيف

عن ابن عباس رضي الله عنها: «إنَّ وفْدَ عبدِ القَيْسِ أتَوُا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: مَنِ الوَفْدُ أوْ مَنِ القَوْمُ قالوا: رَبِيعَةُ فَقالَ: مَرْحَبًا بالقَوْمِ أوْ بالوَفْدِ، غيرَ خَزَايَا ولَا نَدَامَى..». أخرجه البخاري (87)، ومسلم (17).

ذوقه في الاستئذان

روى أَبو مَسْعُودٍ البدري رضي الله عنه: «أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو شُعَيْبٍ، كَانَ لَهُ غُلاَمٌ لَحَّامٌ، فَقَالَ لَهُ أَبُو شُعَيْبٍ: اصْنَعْ لِي طَعَامَ خَمْسَةٍ لَعَلِّي أَدْعُو النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَامِسَ خَمْسَةٍ، وَأَبْصَرَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجُوعَ، فَدَعَاهُ فَتَبِعَهُمْ رَجُلٌ لَمْ يُدْعَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَذَا قَدِ اتَّبَعَنَا، أَتَأْذَنُ لَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ». رواه البخاري.

ذوقه في مراعاة حق الطفل

سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِشَرَابٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلاَمٌ وَعَنْ يَسَارِهِ الأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلاَمِ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلاَءِ؟، فَقَالَ الغُلاَمُ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لاَ أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا، قَالَ: فَتَلَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِهِ» متفق عليه.

ذوقه في بيان وتوضيح ما قد يحزن أصحابه

الصَّعْب بْنِ جَثَّامَةَ رضي الله عنه: «أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارًا وَحْشِيًّا، وَهُوَ بِالأَبْوَاءِ، أَوْ بِوَدَّانَ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وَجْهِهِ قَالَ: إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ». متفق عليه.

أقوال أهل العلم

«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْبَابَ مِنْ تِلْقَاءِ وَجْهِهِ، وَلَكِنْ مِنْ رُكْنِهِ الْأَيْمَنِ أَوِ الْأَيْسَرِ، وَيَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ». عَبْد الله بن بُسْر صحيح سنن أبي داود (5186).
«مَا رَأَيْتُ رَجُلًا الْتَقَمَ أُذُنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُنَحِّي رَأْسَهُ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يُنَحِّي رَأَسَهُ، وَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَخَذَ بِيَدِهِ فَتَرَكَ يَدَهُ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَدَعُ يَدَهُ» أَنَس بن مالِك أخرجه أبو داود (4794).
«أصدَقُ لَهْجَةً، وأوفى ذِمَّهْ ألينُهُمْ عَرِيكَةً في الأُمَّهْ»
علي بن أبي طالِب "ألفية السيرة" للعراقي(ص82).
«أَجْوَدُ النَّاسِ كَفًّا، وَأَجْرَأُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَصْدَقُ النَّاسِ لَهْجَةً، وَأَوْفَى النَّاسِ ذِمَّةً، وَأَلْيَنُهُمْ عَرِيكَةً، وَأَكْرَمُهُمْ عِشْرَةً، مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ، وَمَنْ خَالَطَهُ أَحَبَّهُ، يَقُولُ نَاعِتُهُ: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم». "السيرة النبوية" لابن هشام(35/2).