البحث

عبارات مقترحة:

الجميل

كلمة (الجميل) في اللغة صفة على وزن (فعيل) من الجمال وهو الحُسن،...

العزيز

كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...

الواسع

كلمة (الواسع) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَسِعَ يَسَع) والمصدر...

ضحك النبي صلى الله عليه وسلم وتبسُّمه

والضحك هو انبساط الوجه، حتى تظهر الأسنان من السرور، و الضحك لا يتعارض مع تقوى العبد وخوفه من ربه تبارك وتعالى، فقد خلق الله عز وجل الضحك والبكاء في النفس الإنسانية، فيُضْحِك الإنسانَ ويُبْكِيه، وكل ذلك مما ركبه الله في طبع الإنسان وفطرته، قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى﴾ [النجم: 43]. وأكثر أحوال النبي هي الابتسامة، وفي بعض الأحيان كان يزيد على ذلك فيضحك باعتدال وإن بدت نواجذه، دون إكثارٍ منه أو علوّ في الصوت ، وهذه سمة من سمات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقد قال الله تعالى عن سليمان عليه السّلام لما سمع قول النملة: ﴿فَتَبَسَّمَ ضَاحِكٗا مِّن قَوۡلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ ﴾. [النمل: 19].

التعريف

التعريف لغة

«يقال ضحك يضحك ضحكًا وضحكًا وضحكًا وضحكًا أربع لغاتٍ، ومن ذلك الضحك وهو دليل الانكشاف والبروز». انظر: "لسان العرب"، لابن منظور(10 /459)، "مقاييس اللغة" لابن فارس، (3 /393).

التعريف اصطلاحًا

«انبساط الوجه وتكشر الأسنان من سرور النفس». "المفردات"، للراغب الأصفهاني (ص 501). وقال الجرجاني: «كيفية غير راسخة تحصل من حركة الروح إلى الخارج دفعة، بسبب تعجب يحصل للضاحك، وحدُّ الضحك ما يكون مسموعًا له لا لجيرانه». "التعريفات" للجرجاني (ص137).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

المعنى اللغوي والاصطلاحي يدوران حول التكشف والبروز لسرور في النفس.

الأدلة

القرآن الكريم

ضحك النبي صلى الله عليه وسلم وتبسُّمه في القرآن الكريم
﴿فَبِمَا رَحْمَةٖ مِّنَ اْللَّهِ لِنتَ لَهُمْۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ اْلْقَلْبِ لَاْنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَۖ﴾. [آل عمران: 159].

السنة النبوية

ضحك النبي صلى الله عليه وسلم وتبسُّمه في السنة النبوية
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال: «إنِّي لأمزح، ولا أقول إلَّا حقًّا». أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7/219). عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما رأيتُ رسول الله ضاحكًا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم». أخرجه البخاري (6092). عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي قال: «لَوْ تَعْلَمُونَ ما أعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، ولَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا». أخرجه البخاري(6486).

قصص من حياة النبي صلى الله عليه وسلم

ضحكه من وصف الرجل أهل بيته

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أَتَى رَجُلٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: هَلَكْتُ، وقَعْتُ علَى أهْلِي في رَمَضَانَ، قالَ: أعْتِقْ رَقَبَةً قالَ: ليسَ لِي، قالَ: فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قالَ: لا أسْتَطِيعُ، قالَ: فأطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا قالَ: لا أجِدُ، فَأُتِيَ بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ - قالَ إبْرَاهِيمُ: العَرَقُ المِكْتَلُ - فَقالَ: أيْنَ السَّائِلُ، تَصَدَّقْ بهَا قالَ: علَى أفْقَرَ مِنِّي، واللَّهِ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا أهْلُ بَيْتٍ أفْقَرُ مِنَّا، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، قالَ: فأنتُمْ إذًا» أخرجه البخاري (6087).

ضحكه من رؤيا في المنام

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: «جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، رَأَيْتُ في المَنَامِ كَأنَّ رَأْسِي قُطِعَ، قالَ: فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَقالَ: إذَا لَعِبَ الشَّيْطَانُ بأَحَدِكُمْ في مَنَامِهِ، فلا يُحَدِّثْ به النَّاسَ. وفي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ إذَا لُعِبَ بأَحَدِكُمْ وَلَمْ يَذْكُرِ الشَّيْطَانَ». أخرجه مسلم(2268).

ضحكه لرضا أصحابه

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «لَمَّا حَاصَرَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الطَّائِفَ، فَلَمْ يَنَلْ منهمْ شيئًا، قالَ: إنَّا قَافِلُونَ إنْ شَاءَ اللَّهُ. فَثَقُلَ عليهم، وقالوا: نَذْهَبُ ولَا نَفْتَحُهُ! -وفي رِوايةٍ: نَقْفُلُ- فَقالَ: اغْدُوا علَى القِتَالِ. فَغَدَوْا فأصَابَهُمْ جِرَاحٌ، فَقالَ: إنَّا قَافِلُونَ غَدًا إنْ شَاءَ اللَّهُ. فأعْجَبَهُمْ، فَضَحِكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وفي رِوايةٍ: فَتَبَسَّمَ». أخرجه البخاري(4325).

ضحك النبي من خبر ابن رواحة رضي الله عنه مع زوجته

عن عكرمة قال: كان ابن رواحة مضطجعًا إلى جنب امرأته، فقام إلى جارية له في ‌ناحية ‌الحجرة فوقع عليها، وفزعت امرأته، فلم تجده في مضجعه، فقامت وخرجت، فرأته على جاريته، فرجعت إلى البيت فأخذت الشفرة، ثم خرجت، وفرغ فقام فلقيها تحمل الشفرة ، فقال: مهيم؟ فقالت: مهيم! لو أدركتك حيث رأيتُك لوجأت بين كتفيك بهذه الشفرة، قال: وأين رأيتني؟ ، قالت: رأيتك على الجارية، فقال: ما رأيتني، «وقد نهى رسول الله أن يقرأ أحدنا القرآن وهو جنب»، قالت: فاقرأ فقال: أتانا رسول الله يتلو كتابه*****كما لاح مشهور من الفجر ساطع أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا*****به موقنات أن ما قال واقع يبيت يجافي جنبه عن فراشه*****إذا استثقلت بالمشركين المضاجع فقالت: آمنت بالله، وكذبت البصر. ثم غدا على رسول الله ، فأخبره فضحك حتى رأيت نواجذه . أخرجه الدارقطني في "سننه" (432) وفي سنده انقطاع.

أقوال أهل العلم

«أن النبي كان طويل الصمت، قليل الضحك» ابن حَجَر العَسْقَلَاني تبسمه لأصحابه
«ما حجبني رسول الله منذ أسلمت، ولا رآني إلا ضحك» جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أخرجه البخاري(3822).
«وكان جلّ ضحكه التبسم، بل كله تبسم، فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه، وكان يضحك مما يُضحَك منه، وهو مما يُتعجب من مثله، ويُستغرب وقوعه ويستندر». "زاد المعاد" لابن القيم(175/1).
«‏‏ما كان ضحك رسول الله ‏ ‏إلا تبسُّمًا» ‏عبد الله بن الحارث صحيح الترمذي (3642).
«والذي يظهر من مجموع الأحاديث: أنه كان لا يزيد في معظم أحواله عن التبسُّم، وربما زاد على ذلك فضحك، والمكرُوه في ذلك إنما هو الإكثار من الضحك، أو الإفراط فيه، لأنه يُذهب الوقار» "فتح الباري" لابن حجر(505/10).