البحث

عبارات مقترحة:

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

الوهاب

كلمة (الوهاب) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) مشتق من الفعل...

أناة النبي صلى الله عليه وسلم وهدوؤه وطمأنينته

الأناة والطمأنينة من الأخلاق الفاضلة التي يحبها الله تعالى، فالتأني جزء من شخصية الإنسان الراسخة الواثقة، ولذا تجد صاحبه يكون أكثر نظرًا وتأملاً لحاله وخطواته التي يخطوها، فتراه واثق الخطى، بعيدًا عن التردد، يعي ماذا يقدم عليه، يمحصه بالدراسة والتشاور وبعد النظر، حتى إذا ما أقدم متوكلًا عل الله تعالى كان أكثر ثباتًا ونجاحًا، ولو وقع في خطأ فسرعان ما يرجع عنه، غير معاتب لنفسه ولا قنوط من ربه، وإن نبينا كان متصفًا بهذه الصفة التي يحبها الله حيث قال: «لِلأَشَجِّ، أشَجِّ عبدِ القَيْسِ: إنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُما اللَّهُ: الحِلْمُ، والأناةُ». أخرجه مسلم(17) .

التعريف

التعريف لغة

الأناة «الأَناةُ والأَنَى: الحِلم والوقار، وأَنِيَ وتَأَنَّى واسْتأْنَى: تَثبَّت، ورجل آنٍ -على فاعل- أَي: كثير الأَناة والحِلْم، وتقول للرَّجل: إنَّه لذو أناةٍ، أي: لا يَعجَل في الأمور، وهو آنٍ: وقورٌ». انظر: "الصحاح" للجوهري (2274/6)، "مقاييس اللغة" لابن فارس (1/142). الطمأنينة «هي الاسم من الاطمئنان الّذي هو مصدر قولهم: اطمأنّ الشّيء يطمئنّ إذا سكن، وذلك مأخوذ من مادّة (ط م ن) بزيادة الهمزة، يقال فيه: اطمأنّ المكان إذا ثبت واستقرّ. واطمأنّ الرّجل اطمئنانا وطمأنينة أي سكن، قال أبو إسحاق في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ [النساء: 103]، أي: إذا سكنت قلوبكم». انظر: "الصحاح" للجوهري (6 /2158)، و"لسان العرب" لابن منظور (13 /268).

التعريف اصطلاحًا

الأناة «التَّأنِّي والأناة هو: التَّثبُّت وترك العَجَلَة». "شرح صحيح مسلم" للنووي(189/1). وقال أبو هلال العسكريُّ: «الأناة: هي المبالغة في الرِّفق بالأمور والتَّسبُّب إليها». "الفروق اللغوية" للعسري (204/1). الطمأنينة. قال الرّاغب: «الطّمأنينة: هي السّكون بعد الانزعاج». "المفردات" للراغب (ص307)، وقال الكفويّ: «الطّمأنينة في الشّرع القرار بمقدار التّسبيحة في أركان الصّلاة». "الكليات" للكفوي(ص565)، وقال الحراليّ: «هي الهدوء والسّكون على سواء الخلقة واعتدال الخلق» انظر : "التوقيف على مهمات التعاريف" للمناوي(ص228).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

المعنى اللغوي والاصطلاحي للأناة متفقان ويدوران حول التثبت وترك العجلة، وكذا المعنى اللغوي والاصطلاحي للطمأنينة فيدوران حول السكون.

الأدلة

القرآن الكريم

أناة النبي صلى الله عليه وسلم وهدوؤه وطمأنينته في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾. [طه: 114]. قال تعالى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِۦٓ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُۥ وَقُرْءَانَهُ﴾. [القيامة: 16-17]. قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ﴾. [القلم: 4]. قال تعالى: ﴿خُذِ اْلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِاْلْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ اْلْجَٰهِلِينَ﴾. [الأعراف: 199].

السنة النبوية

أناة النبي صلى الله عليه وسلم وهدوؤه وطمأنينته في السنة النبوية
عن البراء- رضي الله عنه- قال: «رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم الأحزاب ينقل التّراب- وقد وارى التّراب بياض بطنه- وهو يقول: لولا أنت ما اهتدينا*****ولا تصدّقنا ولا صلّينا فأنزل السّكينة علينا*****وثبّت الأقدام إن لاقينا إنّ الألى قد بغوا علينا*****إذا أرادوا فتنة أبينا» أخرجه البخاري (2837)، ومسلم (1802). عن ابن عباس رضي الله عنه: «أن النبي قال لِلأَشَجِّ، أشَجِّ عبدِ القَيْسِ: إنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُما اللَّهُ: الحِلْمُ، والأناةُ». أخرجه مسلم(17). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «لو لبثتُ في السِّجن ما لبث يوسف لأجبت الدَّاعي». أخرجه البخاري (4694)، ومسلم (151). عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: لما أمر رسول الله بتخيير أزواجه بدأ بي، فقال: «إني ذاكر لك أمرًا، فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك». أخرجه البخاري (4786)، ومسلم (1475).

قصص من حياة النبي صلى الله عليه وسلم

أناته في الحج

عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّه دفع مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم عرفة، فسمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وراءه زجرًا شديدًا وضربًا وصوتًا للإبل، فأشار بسوطه إليهم، وقال: «أيّها النّاس، عليكم بالسّكينة، فإنّ البرّ ليس بالإيضاع». أخرجه البخاري (1671).

أناته في صلاة الكسوف

عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: خسفت الشّمس في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي. فأطال القيام جدّا، ثمّ ركع فأطال الرّكوع جدّا، ثمّ رفع رأسه فأطال القيام جدّا، وهو دون القيام الأوّل، ثمّ ركع فأطال الرّكوع جدّا، وهو دون الرّكوع الأوّل، ثمّ سجد، ثمّ قام فأطال القيام، وهو دون القيام الأوّل، ثمّ ركع فأطال الرّكوع، وهو دون الرّكوع الأوّل، ثمّ رفع رأسه فقام، فأطال القيام، وهو دون القيام الأوّل، ثمّ ركع فأطال الرّكوع، وهو دون الرّكوع الأوّل، ثمّ سجد. ثمّ انصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد تجلّت الشّمس، فخطب النّاس، فحمد الله، وأثنى عليه، ثمّ قال: «إنّ الشّمس والقمر من آيات الله وإنّهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فكبّروا وادعوا الله وصلّوا وتصدّقوا. يا أمّة محمّد! إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته. يا أمّة محمّد، والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا. ألا هل بلّغت؟». أخرجه البخاري(1044).

أناته في قيام الليل

عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: صلّيت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليلة فلم يزل قائما حتّى هممت بأمر سوء، قلنا: وما هممت؟ قال: هممت أن أقعد وأذر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم» أخرجه البخاري(1135)

أقوال أهل العلم

«كَانَ فِي كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ترتيل وترسيل». جابِر بن عبد الله "الشفا" للقاضي عياض(276/1).
«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحدِّث حَديثًا لو عدَّه العادُّ أحصاه». عائِشَة أم المُؤْمِنِين أخرجه البخاري(3567).
«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَحْلَمِ النَّاسِ وَأَصْبَرِهِمْ وَأَكْظَمِهِمْ لِلْغَيْظِ». عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى "أخلاق النبي وآدابه" لأبي الشيخ (ص468)