البحث

عبارات مقترحة:

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...

التقعر في الكلام

التقعر في الكلام آفة من آفات اللسان، وهو التشدق وتكلف السجع والفصاحة والتصنع فيه بالتشبيبات والمقدمات وما جرى به عادة المتفاصحين المدعين للخطابة، وكل ذلك من التصنع المذموم، ومن التكلف الممقوت، ولقد كان هدي النبي أكمل الهدي في الكلام والدعوة والخطابة، والتعليم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الأمور كلها، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لو عَدَّهُ العَادُّ لَأَحْصَاهُ». أخرجه البخاري (3567).

التعريف

التعريف لغة

«قَعْرُ الشيء: نهاية أسفله. وقوله تعالى: ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ﴾ [القمر: 20]، أي: ذاهب في قعر الأرض، وقصعة قَعِيرَةٌ: لها قعر، وقَعَّرَ فلان في كلامه: إذا أخرج الكلام من قعر حلقه». "المفردات" للراغب (ص679).

التعريف اصطلاحًا

«التشدق وتكلف السجع والفصاحة والتصنع فيه بالتشبيبات والمقدمات وما جرى به عادة المتفاصحين المدعين للخطابة». "إحياء علوم الدين" للغزالي (120/3).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

المعنى الاصطلاحي يشترك مع المعنى اللغوي في كون التقعر يعني التَّكَلُّف وهو اسم لما يفعل بمشقّة، أو تصنّع، أو تشبّع، وكذلك المعنى اللغوي وهو أسفل الشيء فيتوصل إليه بكلفة.

الأدلة

القرآن الكريم

التقعر في الكلام في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾. [النساء: 114]. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾. [المؤمنون: 3]. قال تعالى: ﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ﴾ [ص: 86].

السنة النبوية

التقعر في الكلام في السنة النبوية
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي قال: «هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ قالَها ثَلاثًا». أخرجه مسلم(2670). «المتنطعون: أي المتكلفون المتعمقون المتأنقون، الغالون في الكلام، المتكلمون بأقاصي حلوقهم، مأخوذ من النطع، وهو الغار الأعلى من الفم، ثم استعمل في كل متعمق قولاً وفعلاً، أو الغالون في عباداتهم بحيث تخرج عن قوانين الشريعة، أو الذي يدخل الباطل في قالب الحق، لقوة فصاحته، وأما الفصاحة التي توضح الحق، وترد الباطل، وتظهر عظمة العلم والدليل فممدوحة». "حاشية على كتاب التوحيد" للعاصمي (ص 152). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: «شِرارُ أُمَّتِي الثَّرْثارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ ، وخِيارُ أُمَّتِي أحاسِنُهمْ أخلاقًا». أخرجه أحمد (8822) باختلاف يسير، والبخاري في "الأدب المفرد" (1308) واللفظ له، والبزار (9442) مطولاً باختلاف يسير. عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي قال: «إنَّ في الجنَّةِ غُرفةً يُرى ظاهرُها مِن باطنِها، وباطنُها مِن ظاهرِها، أعَدَّها اللهُ لمَن أطعَمَ الطَّعامَ، وأَلانَ الكَلامَ، وتابَعَ الصِّيامَ، وصَلَّى والنَّاسُ نيامٌ». أخرجه أحمد (22905) واللفظ له، وعبدالرزاق (20883)، وابن خزيمة (2137). عن أبي أمامة الباهلي مرفوعًا: «سيكونُ رجالٌ من أمَّتي يأكلون ألوانَ الطَّعامِ ويشرَبون ألوانَ الشَّرابِ ويلبَسون ألوانَ الثِّيابِ ويتشدَّقون الكلامَ فأولئك شِرارُ أمَّتي». أخرجه الطبراني (7512). عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لو عَدَّهُ العَادُّ لَأَحْصَاهُ». أخرجه البخاري(3567). عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي قال: «إنَّ اللَّهَ يبغَضُ البليغَ منَ الرِّجالِ الَّذي يتخلَّلُ بلسانِهِ كما تتخلَّلُ البقرَةُ». صحيح الترمذي (2853).

أقوال أهل العلم

«الثرثار الذي يكثر الكلام تكلُّفًا وخروجًا عن الحق، والثرثرة كثرة الكلام وترديده، والمتشدق المتوسع في الكلام من غير احتياط واحتراز، ومثل المستهزئ بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم... والمتفيهق الذي يتوسع في الكلام ويفتح فاه به، مأخوذ من الفهق، وهو الامتلاء والاتساع». ابن الأَثِير "النهاية" لابن الأثير(3 /482).
"ومتى كان اللفظ كريمًا في نفسه، متخيرًا في جنسه، وكان سليمًا من الفضول بريئًا من التعقيد، حُبِّب إلى النفوس، واتصل بالأذهان، والتحم بالعقول، وهشت إليه الأسماع، وارتاحت له القلوب... ولم أجد في خطب السلف الطيب، والأعراب الأقحاح ألفاظًا مسخوطة، ولا معانِيَ مدخولة، ولا طبعا رديًا، ولا قولاً مستكرهًا". النَّوَوِي "البيان والتبيين" للجاحظ (2 /3 - 4).
«التقعر في الكلام هو التشدق، وتكلف السجع، والفصاحة، والتصنع فيه، فإنه من التكلف الممقوت، إذ ينبغي أن يقتصر في كل شيء على مقصوده، ومقصود الكلام التفهيم للغرض، وما وراء ذلك تصنع مذموم، ولا يدخل في هذا تحسين ألفاظ التذكير والخطابة من غير إفراط ولا إغراب، فلرشاقة اللفظ تأثير في ذلك». الجاحِظ "موعظة المؤمنين المؤمنين من إحياء علوم الدين" للقاسمي ص (287)
«يُكره التقعيرُ في الكلام بالتشدّق، وتكلفُ السجع والفَصاحة، والتصنّع بالمقدمات التي يَعتادُها المتفاصحون، وزخارف القول؛ فكلُ ذلك من التكلُّف المذمُوم، وكذلك تكلفُ السجع، وكذلك التحريّ في دقائق الإِعراب، ووحشي اللغة في حالة مخاطبة العوامّ؛ بل ينبغي أن يقصدَ في مخاطبته لفظاً يفهمهُ صاحبهُ فهماً جليّاً، ولا يستثقلُه». "الأذكار" للنووي(372).
جَمَال الدين القاسِمي

الصور

-كل سجع متكلف. - التفاصح الخارج عن حد العادة. - التكلف بالسجع في المحاورات. لا يدخل في هذه تحسين ألفاظ الخطابة والتذكير من غير إفراط وإغراب. انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (5/435-436).

العقوبة

- هلاك المتنطعين: عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي قال: «هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ قالَها ثَلاثًا». أخرجه مسلم(2670). - أن يكونوا من شرار الناس: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: «شِرارُ أُمَّتِي الثَّرْثارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ ، وخِيارُ أُمَّتِي أحاسِنُهمْ أخلاقًا». أخرجه أحمد (8822) باختلاف يسير، والبخاري في "الأدب المفرد" (1308) واللفظ له، والبزار (9442) مطولاً باختلاف يسير. - الخوف من حرمان الجنة: عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي قال: «إنَّ في الجنَّةِ غُرفةً يُرى ظاهرُها مِن باطنِها، وباطنُها مِن ظاهرِها، أعَدَّها اللهُ لمَن أطعَمَ الطَّعامَ، وأَلانَ الكَلامَ، وتابَعَ الصِّيامَ، وصَلَّى والنَّاسُ نيامٌ». أخرجه أحمد (22905) واللفظ له، وعبدالرزاق (20883)، وابن خزيمة (2137).

وسائل الاجتناب

- النظر في هدي النبي في الكلام والخطابة والتأسي به: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لو عَدَّهُ العَادُّ لَأَحْصَاهُ». أخرجه البخاري(3567). - الإقبال على تلاوة القرآن الكريم فإنها تقوم اللسان، قال تعالى: ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ [الشعراء: 195]. - الإكثار من ذكر الله: أنَّ أعرابيًّا قال لرسول الله : «إنَّ شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ، فأنبئني منها بشيء أتشبث به ، قال: لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله عزَّ وجلَّ» أخرجه الترمذي (3375)، وابن ماجه (3793). - لزوم الصمت: قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾. [الإسراء: 36]. - مصاحبة ومجالسة الأخيار: من جالس الأخيار يعينونه على طريق الخير، ويحمدونه إذا أحسن، وينصحونه إذا أخطأ، قال : «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل». أخرجه أبو داود (4833)، والتِّرمذي (2378).