البحث

عبارات مقترحة:

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

العالم

كلمة (عالم) في اللغة اسم فاعل من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

المزاح المذموم

ممَّا يُروَّح عن النفس به المزاحُ، فهو مندوبٌ بيْن الإخوة والأحباب والأهل؛ ترويحًا للنُّفوس، وتأنيسًا مِنَ الوحْشة، إذا كان على قدْر الحاجة ولم يُؤدِّ إلى العداوة والبغضاء، ويُسقط قدرَ الشخص فيَتطاول عليه الجميعُ، ف كما أنَّ المُزاحَ يكون مندوبًا إذا كان يؤدِّي إلى مصلحةٍ مِن غير مفسدة، فكذلك يكون محرَّمًا إذا كان يؤدِّي إلى مفْسَدة، فمن المُزاحِ المُحرِّم إخفاءُ حوائج الغيْر حتى يتعبَ في البحْث عنها، أو إخباره بأنَّها سُرِقت، أو نحو ذلك ممَّا يُدخِل الكدرَ على صاحبها، ويُتعِبه في البحْث عنها، ثم يَتفاجَأ أنَّ الأمر لا يعدو كونه مزاحًا ثقيلاً، وربَّما حصلتْ عداوةٌ بسبب ذلك؛ عن عبدالله بن السائب عن أبيه عن جَدِّه: أنَّه سَمِع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لا يأخُذنَّ أحدُكم متاعَ صاحبه جادًّا ولا لاعبًا، وإذا وجد أحدُكم عصا صاحبه فلْيردُدْها عليه». أخرجه أحمد (17184).

التعريف

التعريف لغة

«المزاح: الدُّعابة، وهو نقيضُ الجِدِّ، من مزَح يمزَح مَزحًا ومِزاحًا ومُزاحًا ومُزاحة، وقد مازحه ممازحة ومِزاحًا، والاسم المزاح، والمزاحة أيضًا». "لسان العرب" لابن منظور (2/593).

التعريف اصطلاحًا

المزاح: «المبَاسطة إلى الغير على جهة التَّلطُّف والاستعطاف، دون أذيَّة». "تاج العروس" للزبيدي (7/117). المزاح المذموم: المزاح المذموم هو ما اشتمل على محظور من المحظورات كترويع المسلمين أو الكذب، أو غلب على صاحبه وأفرط فيه، يقول النَّوويُّ: «المزَاح المنهيَّ عنه، هو الذي فيه إفراط ويُداوَم عليه، فإنَّه يورث الضَّحك وقسوة القلب، ويشغل عن ذكر الله والفِكْر في مهمَّات الدِّين، ويؤول في كثيرٍ من الأوقات إلى الإيذاء، ويُورث الأحقاد، ويُسقط المهابة والوَقَار». "الأذكار" للنووي (326).

الفروق

الفرق بين المزاح المذموم و الهزل

الفرق بين المزَاح والهَزْل: «أنَّ الهَزْل يقتضي تواضع الهازل لمن يهْزِل بين يديه، والمزَاح لا يقتضي ذلك، فالملِك يُمَازِح خدمه وإن لم يتواضع لهم تواضع الهازل لمن يهْزِل بين يديه، والنَّبي يُمَازِح، ولا يجوز أن يُقال يهْزِل. ويقال لمن يسخر: يهْزِل، ولا يقال: يمزح». "الفروق اللُّغويَّة" للعسكري (ص 255).

الفرق بين المزاح المذموم و الاستهزاء

- الفرق بين المزاح والاستهزاء: «أنَّ المزَاح لا يقتضي تحقير من يمازِحه، ولا اعتقاد ذلك، فالتَّابع يُمَازِح المتبوع من الرُّؤساء والملوك، ولا يقتضي ذلك تحقيرهم ولا اعتقاد تحقيرهم، ولكن يقتضي الاستئناس بهم، والاستهزاء يقتضي تحقير المسْتَهْزَأ به، واعتقاد تحقيره». "الفروق اللُّغويَّة" للعسكري (ص 254). وقيل: «المزاح: الإيهام للشَّيء في الظَّاهر، وهو على خلافه في الباطن، من غير اغترارٍ للإيقاع في مكروه. والاستهزاء: الإيهام لما يجب في الظَّاهر، والأمر على خلافه في الباطن، على جهة الاغترار». "الفروق اللُّغويَّة" للعسكري (ص 255).

الأدلة

القرآن الكريم

المزاح المذموم في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾. [الأنعام: 10]. ,قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾. [التوبة: 65]. وقال تعالى: ﴿​وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِۦٓ إِنَّ اْللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوٗاۖ قَالَ أَعُوذُ بِاْللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ اْلْجَٰهِلِينَ﴾ [البقرة: 67]. ذكر محمد بن مسعود أن عبيد الله بن الحسن العنبري القاضي مازحه فقال له: لا تجهل، قال: وأنى وجدت المزاح جهلاً؟ فتلا عليه: ﴿أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾. "الإكليل في استنباط التنزيل" للسيوطي (ص17).

السنة النبوية

المزاح المذموم في السنة النبوية
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «إنِّي لأمزح، ولا أقول إلَّا حقًّا». أخرجه الطبراني في "المعجم الصَّغير" (779). وعن معاوية بن حيدة القشيري أن النبي قال: «ويلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ بالحدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ القوْمَ فيَكَذِبُ ويلٌ لَهُ ويلٌ لَهُ». أخرجه الترمذي (2315). وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال «حدثنا أصحاب رسول الله : أنهم كانوا يسيرون مع رسول الله في مسير فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى نبل معه، فأخذها، فلما استيقظ الرجل فزع فضحك القوم فقال: ما يضحككم؟ فقالوا: لا إلا أنَّا أخذنا نبل هذا ففزع، فقال رسول الله : لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا». أخرجه أبو داود مُختَصَرًا (5004)، وأحمد (23114). وعن يزيد بن عبد الله أن النبي قال: «لا يأخُذنَّ أحدُكم متاعَ صاحبه جادًّا ولا لاعبًا، وإذا وجد أحدُكم عصا صاحبه فلْيردُدْها عليه». أخرجه أحمد (17184). وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحسنَ الناسِ خُلُقًا، وكان لي أخٌ يُقالُ له أبو عُمَيرٍ -قال: أحسِبُه- فَطيمٌ، وكان إذا جاء قال: «يا أبا عُمَيرٍ، ما فعَل النُّغَيرُ؟ نُغَرٌ كان يَلعَبُ به». أخرجه البخاري (6129)، ومسلم (2510).

أقوال أهل العلم

«مَن أكثرَ مِن شيءٍ عُرف به، ومَن مازح، استُخِفَّ به، ومن كَثُر ضَحِكه، ذهبت هيبته». عُمَر بن الخَطَّاب "الموشى" للوشاء (ص 13).
«اِنْهَ مَن قِبَلَك عن المزَاح، فإنَّه يُذْهِب المروءة، ويُوغِر الصَّدر». عُمَر بن عبد العَزِيز "المروءة" لابن المرزبان (ص 50).
«امتنعوا من المزَاح، تسلم لكم الأعراض» ابن المُنْكَدِر "الموشى" للوشاء (ص 14).
«قالت لي أمِّي: يا بُنيَّ، لا تُمَازِح الصِّبيان فتهون عليهم. وقد كانت أدركت النَّبي ». سَعِيد بن العاص "الموشى" للوشاء(ص14).
«يا بُنَيَّ، لا تُمَازِح الشَّريف، فيحقد عليك، ولا تُمَازِح الدَّنيَّ، فيجترئ عليك» ابن الوَرْدي "الصَّمت" لابن أبي الدنيا (ص 211).
وقَلِّلِ المُزَاحَ فهو إن غَلَبْأدَّى إلى زَرْعِ الشِّقَاقِ والعَتَبْ
يَعْلى بن أُمَيَّة عبد الله الحكمي
وَكَثْرَةُ المُزَاحِ إذ لا تُؤْمَنُ*****عادةً أن تنشَأ عنهَا الفِتَنُ وعدمُ الهيبَةِ، أما ما يَقِلّ*****منه تألُّفًا فندبُه نُقِلْ محمد مولود بن أحمد فال اليعقوبي الموسوي "اللآلىء الحسان على محارم اللسان" (ص35).
اعتَزِل ذِكْرَ الأغاني وَالغَزَلْوَقُلِ الفَصْلَ وجانِبْ مَن هَزَلْ
"لامية ابن الوردي" البيت (1)
«إيَّاكم والمزَاح؛ فإنَّه يُذهب بالبهاء، ويُعْقِب المذمَّة، ويزري بالمروءة» "المروءة" لابن المرزبان (54-55).
عُمَر بن عبد العَزِيز

الصور

- المزاح الذي فيه ترويع للمسلمين وأذية لهم. - المزاح الذي يمتزج با لكذب. يقول العز بن عبد السلام: «وشرط ‌المزاح المباح أن يكون بالصدق دون الكذب. وأما ما يفعله الناس من أخذ المتاع على سبيل ‌المزاح فهذا محظور لما فيه من ترويع صاحب المتاع، وقد جاء في الحديث: «لا يأخذ أحدكم متاع أخيه لاعبًا جادًّا» جعله لاعبًا من جهة أنه أخذه بنية رده، جادًّا من جهة أنه روع أخاه المسلم بفقد متاعه». "قواعد الأحكام" (2/212). - المزاح إذا غلب على صاحبه وأفرط فيه. انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (5 /462)، "الأذكار" للنووي (ص326)، "قواعد الأحكام" للعز بن عبد السلام (2/212)، "

العقوبة

- يورث قسوة القلب. - يشغل عن ذكر الله والفِكْر في مهمَّات الدِّين. يؤول في كثيرٍ من الأوقات إلى الإيذاء، ويُورث الأحقاد. - يُسقط المهابة والوَقَار. - الوعيد الشديد: عن معاوية بن حيدة القشيري أن النبي قال: «ويلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ بالحدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ القوْمَ فيَكَذِبُ ويلٌ لَهُ ويلٌ لَهُ». أخرجه الترمذي(2315). "الأذكار" للنووي (326).

وسائل الاجتناب

1- تذكر الأضرار التي قد تنتج عن استمراء المزَاح المذموم، والتفكر في مآلاته السَّيئة. 2- مراقبة الله سبحانه وتعالى وتعظيمه، وامتلاء القلب بمحبته. 3- النظر في سيرة النبي وسيرة أصحابه رضي الله عنهم. 4- شَغْل النَّفس بما ينفع، فالاشتغال بالنَّافع يُبعد المرء عن ممارسة الضَّار. 5- الصحبة الصالحة التي تذكرك بالخير وتعينك عليه. 6- كثرة ذكر الموت، ولقد أرشد إليه النَّبي ، حين مرَّ بقوم يتضاحكون ويتمازحون، فقال لهم النبي : «أكثروا من ذكر هاذم اللَّذَّات». أخرجه الترمذي (2307).