البحث

عبارات مقترحة:

العفو

كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...

السيد

كلمة (السيد) في اللغة صيغة مبالغة من السيادة أو السُّؤْدَد،...

الوعد الكاذب

إنَّ صدق الوعد خصلةٌ كريمةٌ من خصال الإيمان وخلقٌ عظيمٌ من أخلاق الإسلام،والكذب في الوعد صفةٌ قبيحةٌ من صفات المنافقين، وخُلُق سيءٌ من أخلاق الكذابينَ، وقد مدح الله بصدق الوعد المؤمنين المتقين الصادقين فقال تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا﴾ [البقرة: 177] ، فالوفاء بالعهد صفة من صفات المؤمنين.

التعريف

التعريف لغة

«الْوَاوُ وَالْعَيْنُ وَالدَّالُ: كَلِمَةٌ صَحِيحَةٌ تَدُلُّ عَلَى تَرْجِيَةٍ بِقَوْلٍ. يُقَالُ: وَعَدْتُهُ أَعِدُهُ وَعْدًا. وَيَكُونُ ذَلِكَ بِخَيْرٍ وَشَرٍّ». "مقاييس اللغة" لابن فارس(125/6). قال ابن منظور: «وعد: وعَدَه الأَمر وَبِهِ عِدةً ووَعْداً ومَوْعِداً ومَوْعِدةً ومَوْعوداً ومَوْعودةً». "لسان العرب" لابن منظور(461/3).

التعريف اصطلاحًا

«الوعد: العهد في الخير». "التوقيف على مهمات التعريف" للمناوي(ص339). «الوَعْدُ يكون في الخير والشّرّ. يقال وَعَدْتُهُ بنفع وضرّ وَعْداً ومَوْعِداً ومِيعَاداً، والوَعِيدُ في الشّرّ خاصّة. يقال منه: أَوْعَدْتُهُ، ويقال: وَاعَدْتُهُ وتَوَاعَدْنَا. قال الله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِ﴾[إبراهيم: 22]». "المفردات" للراغب (ص875).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

كلا المعنيين يدوران حول الترجية.

الأدلة

القرآن الكريم

الوعد الكاذب في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ﴾. [المائدة: 1]. وقال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً﴾. [الإسراء: 34]. وقال تعالى: ﴿أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ﴾ [الرعد: 19-20]. و قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾. [الفتح: 10].

السنة النبوية

الوعد الكاذب في السنة النبوية
قال النبي : «أربعٌ من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهنَّ، كانت فيه خصلةٌ من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر». أخرجه البخاري (34)، ومسلم (58). قال الغزالي: «وهذا ‌ينَزَّلُ ‌على من وعد وهو على عزمَ الخلف، أو ترك الوفاء من غير عذر، فأما من عزم على الوفاء فعَنَّ له عذرٌ منعه من الوفاء لم يكُن مُنافِقًا، وإن جرى عليه ما هو صورة النفاق، ولكن ينبغي أن يحترز من صورة النفاق أيضًا كما يحترز من حقيقته، ولا ينبغي أن يجعلَ نفسَهُ معذُورًا من غير ضرورة حافزة». "إحياء علوم الدين" (5 /476). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: «آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ». أخرجه البخاري(6095). وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال: «إذا جمع الله بين الأولين والآخرين يوم القيامة، يُرفع لكلِّ غادرٍ لواءٌ، فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان». أخرجه مسلم (1735). وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : «إن خيار عباد الله الموفون المطيبون». أخرجه أحمد (26355)، والبزار كما في "مجمع الزوائد»" للهيثمي (4/142). وعن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أبيه عن جده قال: «استقرض مني النبي أربعين ألفًا، فجاءه مال فدفعه إلي، وقال: "بارك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الحمد والأداء"». أخرجه النسائي (4683).

الإجماع

قال النووي: «وقد أجمعَ العلماءُ على أن مَن وعد إنساناً شيئاً ليس بمنهيّ عنه فينبغي أن يفي بوعده». "الأذكار" للنووي(ص317).

أقوال أهل العلم

«آفة المروءة خلف الموعد». علي بن أبي طالِب عوف الكلبي
«لأن أموت عطشًا، أحبُّ إليَّ من أكون مخلاف الموعدة». عوف بن النعمان الشيباني «الأمثال» لأبي عبيد بن سلام (ص 71).
«أنجز حرٌّ ما وعد» الحارث بن عمرو بن حجر الكندي «الأمثال» لأبي عبيد بن سلام (ص 71).
«أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب». "إحياء علوم الدين" للغزالي(136/3).

الأقسام والأنواع

قال الإمام النووي: «هل الوفاء بالوعد واجبٌ أم مستحبٌّ؟ فيه خلافٌ بينهم؛ ذهب الشافعيُ وأبو حنيفةَ والجمهورُ، رحمهمُ الله، إلى أنه مستحبّ، فلو تركهُ فاتهُ الفضلُ، وارتكب المكروه كراهةَ تنزيه شديدة، ولكن لا يأثم؛ وذهبَ جماعةٌ إلى أنه واجبٌ. قال الإِمامُ أبو بكرٍ ابن العربي المالكي: أَجَلُّ مَن ذهبَ إلى هذا المذهب عمرُ بن عبد العزيز. قال: وذهبتِ المالكية مذهباً ثالثاً أنه إن ارتبط الوعدُ بسببٍ، كقوله: تزوّج ولك كذا، أو احلف أنك لا تشتمني ولك كذا، أو نحو ذلك، وجب الوفاء؛ وإن كان وعدًا مُطلقًا لم يجب. واستدلّ مَن لم يوجبه بأنه في معنى الهبةِ، والهبةُ لا تلزمُ إلا بالقبضِ عند الجمهورِ، وعند المالكية: تلتزم قبل القبض». "الأذكار" (ص217). وذهب التقي السبكي وابن حجر العسقلاني من الشافعية إلى أنه يجب أداء ما وعد به، وإن لم يثبت في ذمته. انظر "التماس السعد في الوفاء بالوعد" للسخاوي (ص63). وقال المرداوي في بيان مذهب الحنابلة: «لا يلزم الوفاء بالوعد على الصحيح من المذهب، نص عليه، وعليه الأصحاب، لأنه لا يحرم بلا استثناء: ﴿ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا* إلا أن يشاء الله﴾ [الكهف: 23-24] ولأنه في معنى الهبة قبل القبض. ذكره في الفروع. وذكر الشيخ تقي الدين رحمه الله وجهًا: أنه ‌يلزمُه، ‌واختاره». "الإنصاف" (11/152). ونقل ابن حجر في "الفتح" عن الغزالي أن «خلف الوعد لا يقدح إلا إذا كان العزم عليه مقارنًا للوعد، أما لو كان عازمًا ثم عرض له مانع أو بدا له رأي فهذا لم توجد منه صورة النفاق». فعلى هذا يكون المخلف للوعد نوعين: النوع الأول: من كان عزمه على إخلاف الوعد مقارنًا له فهذا داخل في صورة النفاق الواردة في الحديث. والنوع الثاني: من وعد ثم عرض له بعده مانع، أو بدا له رأي، فليس في صورة النفاق. ونظم بعضهم النوعين فقال: وواعدٌ وعزمُهُ أن يُخلِفَا*****بصورةِ النِّفاقِ هذا وُصِفَا وخُلفُ وعدٍ إن لمانعٍ عَرَضْ*****أو إنْ بَدَا رأيٌ لَهُ لا يُعتَرَضْ "اللآلىء الحسان" لولد الخديم (ص20). وكل هذا في الوعد بالخير، أما الوعد بالشر فيستحب إخلافه، وقد يجب، ما لم يترتب على ترك إنفاذه مفسدة. "التماس السعد في الوفاء بالوعد" للسخاوي (ص63).

وسائل الاجتناب

1- صحبة الصادقين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119]. 2- تذكر ما أعد الله للصادقين: ﴿قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. [المائدة: 119]. 3- أن يعلم أن إخلاف الوعد مما يعرف به الكذابون. قيل للإمام أحمد رحمه الله: بم يعرف الكذابون؟ قال: بخلف المواعيد. "الإنصاف" للمرداوي (11/152). وقد ذكر بعض الفقهاء أن إخلاف الوعد مما تردُّ به الشهادة. "الحاوي الكبير" للماوردي (17/153). 4- النظر في سيرة النبي وسيرة أصحابه رضي الله عنهم.