البحث

عبارات مقترحة:

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

العلي

كلمة العليّ في اللغة هي صفة مشبهة من العلوّ، والصفة المشبهة تدل...

الشهيد

كلمة (شهيد) في اللغة صفة على وزن فعيل، وهى بمعنى (فاعل) أي: شاهد،...

حقوق الأبناء

للأبناء حقوق على آبائهم يترتب عليها صلاحهم وصلاح أحوالهم وصلاح مجتمعاتهم، وقد جاء بيان هذه الحقوق في كتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد ، فينبغي الاهتمام بهذه الحقوق والقيام بها. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

حقوق: جمع حق، والحق: نقيض الباطل، يقال: حَقَّ الأمْرُ يحِقُّ ويَحُقُّ حَقًّا وحُقُوقًا أي: صار حَقًا وثبتَ، وحَقَّه يَحُقُّهُ حَقًا وأحَقَّه كِلَاهُمَا أثْبَتَهُ. وَصَارَ عِنْده حَقًا لَا يَشُكُّ فِيهِ. وأصل الحق المطابقة والموافقة. "المحكم"، لابن سيده: (472/2)، "المفردات"، للراغب الأصفهاني: (246)، "تاج العروس"، للزبيدي: (166/25). الأبناء: جمع ابن وأصله بنو بفتحتين؛ لأنه يجمع على بنين، وهو جمع سلامة وجمع السلامة لا تغيير فيه وجمع القلة أبناء. وقيل أصله بنو بكسر الباء مثل: حمل بدليل قولهم بنت، وهذا القول يقل فيه التغيير ، وقلة التغيير تشهد بالأصالة. وهو ابن بين البنوة، ويطلق الابن على ابن الابن وإن سفل مجازا. "الصحاح"، للجوهري: (2286/6)، "المصباح المنير"، للفيومي: (62/1). قال ابن فارس: «الباء والنون والواو كلمة واحدة، وهو الشيء يتولد عن الشيء، كابن الإنسان وغيره». "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (303/1). قال أبو البقاء: «ثمَّ اعْلَم أَن الْمَعْنى الْحَقِيقِيّ للِابْن: هُوَ الصلبي» "الكليات"، لأبي البقاء: (27). وسمي الابن بهذا؛ لكونه بناء للأب، فإن الأب هو الذي بناه وجعله الله بناء في إيجاده، ويقال لكل ما يحصل من جهة شيء أو من تربيته، أو بتفقده أو كثرة خدمته له أو قيامه بأمره: هو ابنه، نحو: فلان ابن الحرب، وابن السبيل للمسافر، وابن الليل وفلان ابن بطنه وابن فرجه: إذا كان همّه مصروفًا إليهما، وابن يومه: إذا لم يتفكّر في غده. "المفردات"، للراغب الأصفهاني: (147). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

الحق: الصواب، ضد الباطل، وهو: الثابت الذي لا يسوغ إنكاره. يقال: حق الله أي: ما وجب لله تعالى على الإنسان. وحق الآدمي: أي ما وجب للآدمي على غيره. وحق الحيوان أي ما وجب للحيوان على غيره. "معجم لغة الفقهاء"، لقلعجي وقنيبي: (182) الأبناء: الابن: حيوان يتولد من نطفة شخص آخر من نوعه. "التعريفات"، للجرجاني: (7). وحق الأبناء هو: ما وجب للأبناء على آبائهم. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي للحقوق وللأبناء يتبين لنا الترابط بين المعنيين من حيث أن الحقوق ثابتة وواجبة، ولا يسوغ إنكارها، وكذلك معنى الأبناء ففيها تولد الأبناء من الآباء، وجهد الآباء في بناء الأبناء والقيام بخدمتهم ورعايتهم. فالمعنى الاصطلاحي لكلا الكلمتين لا يخرج عن المعنى اللغوي. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- جعل الله تعالى الأموال والأولاد جمال وقوة في هذه الدنيا الفانية. قال تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾. [الكهف: (46)]. 2- أخبر الله تعالى عن دعاء عباده أنهم يسألونه الأبناء الصالحين قائلين: ربنا هب لنا مِن أزواجنا وذريَّاتنا ما تَقَرُّ به أعيننا، وفيه أنسنا وسرورنا، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾. [الفرقان: (74)]. 3- أخبر النبي أن الله عز وجل يرفع العبد الصالح الدرجة في الجنة باستغفار ولده له. قال : «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَّى لِي هَذِهِ؟ فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ». [أخرجه أحمد: (10610)]. 4- أخبر النبي إنه إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منها ولد صالح يدعو له. قال : «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يدعو له». [أخرجه الترمذي: (1376)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

حقوق الأبناء في القرآن الكريم
1- أخبر الله تعالى أن نبيًا من أنبيائه رفع أكف الضراعة إلى الله تعالى ليرزقه نعمة الأبناء، فالأبناء نعمة عظيمة. قال تعالى: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾. [آل عمران: (38)]. 2- أمر الله تعالى عباده المؤمنين أن يحفظوا أنفسهم بفعل ما أمرهم به وترك ما نهاهم عنه، وأن يحفظوا أهليهم بما يحفظون به أنفسهم من نار وقودها الناس والحجارة. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾. [التحريم: (6)]. 3- وصى الله تعالى عباده في أبنائهم خيرًا، وجعل التركة من نصيبهم. قال تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ﴾. [النساء: (11)]. 4- نهى الله تعالى الآباء عن قتل أبنائهم خوف الفقر. قال تعالى: ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: (31)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

حقوق الأبناء في السنة النبوية
1- أمر النبي الآباء بأن يعدلوا بين أبنائهم. قال : «اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمُ اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ». [أخرجه أبو داود: (3544)]. 2- دعا النبي بالرحمة لوالد أعان ولده على بره، قال صلى الل عليه وسلم: «رَحِمَ اللَّهُ وَالِدًا أَعَانَ وَلَدَهُ عَلَى بِرِّهِ». [أخرجه ابن أبي شيبة، المصنف: (25924)]. 3- أخبر النبي أن الرجل راع لأبنائه وأهله ومسؤول عن رعيته، قال : «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». [أخرجه البخاري: (893)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«إِن الله سُبْحَانَهُ يسْأَل الْوَالِد عَن وَلَده يَوْم الْقِيَامَة قبل أَن يسْأَل الْوَلَد عَن وَالِده فإنه كَمَا أَن للْأَب على ابنه حَقًا، فللابن على أَبِيه حق فَكَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَوَصينَا الْإِنْسَان بِوَالِديهِ حسنًا﴾. [العنكبوت: (8)]. قَالَ تَعَالَى: ﴿قوا أَنفسكُم وأهليكم نَارا وقودها النَّاس وَالْحِجَارَة﴾. [التحريم: (6)]» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "تحفة المودود"، لابن قيم الجوزية: (229).
«مِنْ حَقِّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُحْسِنَ أَدَبَهُ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA سُفْيان الثَّوري "العيال"، لابن أبي الدنيا: (329)
«أَيْ بَنِيَّ هَلُمُّوا فَتَعَلَّمُوا فَإِنَّكُمْ تُوشِكُوا أَنْ تَكُونُوا كِبَارَ قَوْمٍ وَإِنِّي كُنْتُ صَغِيرًا َلاَ يُنْظَرُ إِلَيَّ فَلَمَّا أَدْرَكْتُ مِنَ السِّنِّ مَا أَدْرَكْتُ جَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونِي وَمَا أَشَدَّ عَلَى امْرِئٍ أَنْ يُسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ فَيَجْهَلَهُ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عُرْوَة بن الزبير "العيال"، لابن أبي الدنيا: (595)
«جَنِّبُوا أَوْلادَكُمْ قُرَنَاءَ السُّوءِ قَبْلَ أَنْ تَصْبِغُوهُمْ فِي الْبَلاءِ كَمَا يُصْبَغُ الثَّوْبُ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الحسن البَصْري "ذم الهوى"، لابن الجوزي: (116)
«الْمُقْتِرُ عَلَى عِيَالِهِ خَائِنٌ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA سُفْيان الثَّوري "النفقة على العيال"، لابن أبي الدنيا: (366)
«حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُحْسِنَ اسْمَهُ، وَأَنْ يُزَوِّجَهُ إِذَا بَلَغَ، وَأَنْ يُحْسِنَ أَدَبَهُ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA قَتَاَدة بن دعامة "البر والصلة"، للمروزي: (155)
«إِذَا بَلَغَ الْغُلَامُ فَلَمْ يُزَوِّجْهُ أَبُوهُ فَأَصَابَ فَاحِشَةً، أَثِمَ الْأَبُ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الشَّعْبي "النفقة على العيال"، لابن أبي الدنيا: (172)
«مَنْ زَوَّجَ فَاسِقًا فَقَدْ قَطَعَ رَحِمَهُ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "المصنف"، لابن أبي شيبة: (16785).
«فَمن أهمل تَعْلِيم وَلَده مَا يَنْفَعهُ وَتَركه سدى فقد أَسَاءَ إِلَيْهِ غَايَة الْإِسَاءَة وَأكْثر الْأَوْلَاد إِنَّمَا جَاءَ فسادهم من قبل الْآبَاء، وإهمالهم لَهُم، وَترك تعليمهم فَرَائض الدّين وسننه، فأضاعوهم صغَارًا، فَلم ينتفعوا بِأَنْفسِهِم، وَلم ينفعوا آبَاءَهُم كبارًا، كَمَا عَاتب بَعضهم وَلَده على العقوق فَقَالَ يَا أَبَت إِنَّك عققتني صَغِيرًا فعققتك كَبِيرا وأضعتني وليدًا فأضعتك شَيخًا» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA سَعِيد بن العاص "تحفة المودود"، لابن قيم الجوزية: (229).
«إِذَا عَلَّمْتُ وَلَدِيَ الْقُرْآنَ وَأَحْجَجْتُهُ، وَزَوَّجْتُهُ، فَقَدْ قَضَيْتُ حَقَّهُ، وَبَقِيَ حَقِّي عَلَيْهِ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الحَرْبي "الأدب"، لابن أبي شيبة: (82)

الآداب

الطفولة دون سن التمييز

أولًا: توضيح معاني التوحيد الكبرى: ينبغي للمربي أن يحرص على تأكيد معاني التوحيد الكبرى عند الطفل منذ صغره، ولا يترك هذه الأمور إلى حين بلوغه، فلا بد أن يعيد على مسامعه وبأساليب كثيرة أن الله تعالى خلقنا ورزقنا، وأنه لا شريك له، وأنه عظيم الشأن، ولا يحتاج إلى أحد، والخلق يحتاجونه، وأنه حكم عدل، وأنه لا يظلم الناس شيئًا، وأن له الصفات العليا. ثانيًا: التعويد على الشجاعة: الشجاعة خلق عظيم، به تحققت كثير من الأمور الصعاب، لذا ينبغي تدريب الأطفال على ذلك، وتعويدهم عليه، وقد يكون ذلك بأن يسمح الأب لأولاده بالمصارعة فيما بينهم على سبيل اللعب لتعويدهم على ذلك، مع مراقبتهم، حتى لا يخرج الأمر عن الهدف المبتغى من وراء ذلك. ثالثًا: بث الثقة في النفس: يحتاج الطفل أن يشعر بقدرته على الفعل، والقدرة على الاختيار، فيكلفه المربي ببعض الأمور التي في وسعه وطاقته، ليقوم الابن بتكوين صورة إيجابية عن نفسه، وعن نظرة المربي إليه، ويتيح له مجالًا للتجربة ليعطيه ذلك الثقة في نفسه، فالنتيجة التي يتوصل إليها الطفل بالتجربة أفضل من كلام وإرشاد كثير. فعلى المربي أن يقوي شعور الثقة بالنفس في الطفل، ولا يهدمه بالتأنيب إذا أخطأ في تكليف كلف به، بل عليه أن يفسح له المجال للتعلم، فالثقة بالنفس تبنى على مر الأيام، ويا لها من مهمة شاقة! أما هدمها فيمكن أن يتم بقليل من التهكم والتأنيب. رابعًا: اختيار الأوقات المناسبة للتربية، والتدرج فيها: يحتاج المربي إلى أن يعلم الأطفال أشياء كثيرة، وأن يربيه على أخلاق عديدة، وآداب جميلة، لكن لا ينبغي أن يحمله ذلك على عدم مراعاة المناسبة بين التربية والتعليم، أو التدرج فيها شيئًا فشيئًا، مثل تعليمه آداب الطعام قبل الطعام مباشرة. خامسًا: المداعبة والترويح: من الأمور المهمة أن يشعر الطفل بالجو الأسري المشحون بعاطفة الحب والمودة، والتي تدل عليها السلوكيات والأعمال لا مجرد الأقوال، فمداعبة المربي للطفل وإدخال جو السرور عليه أمر مطلوب. وينبغي أن تراعى ميول الطفل في الألعاب التي يختارها فلا يجبر على لعبة لا يحبها، أو يتفاعل معها، كما لا يمنع من لعبة يحبها إذا كان ذلك في الوقت المخصص للعب، ولم يكن فيها محذور شرعي. سادسًا: تلبية حاجات الطفل: للطفل حاجات منوعة يجب تحصيلها، بعضها من الحاجات المقبولة ككفايته من حيث المأكل والمشرب والملبس، وشعوره بالتقدير والعناية به، والعطف عليه، والجو الأسري المستقر، وبعضها غير مقبول، كالمبالغة في تلك الأمور المتقدمة حتى تخرج عن حد الاعتدال، وبعضها قد يكون تحصيله خلاف الأولى، أو من باب المكروهات، فلا ينبغي للمربي أن يتعامل مع هذه الحاجات معاملة واحدة، أو أن يسير فيها سيرة واحدة في القبول أو الرفض. سابعًا: العدل بين الأولاد: من الأمور المهمة في التربية عدم التفرقة بين الأطفال بسبب جنسهم، مثل تفضيل الذكر على الأنثى في التعامل أو العطية، أو العناية بتنشئة الابن في مقابل إهمال البنت، فإن ذلك كله من الظلم.

الطفولة في سن التمييز

أولًا: اتخاذ مرب للولد: تربية الأولاد من الأمور المهمة عند أوليائهم، وقد لا تسمح أحوالهم بالتفرغ للتربية، فإنه ينبغي لمن كانت عنده المقدرة المادية أن يتخذ مربيًا ومؤدبًا لأولاده، ولا يتركهم هملًا. ثانيًا: التقيد بالأدب النبوي: وذلك بأمر الأولاد بالصلاة لسبع سنين، ولذلك ينبغي تعليمهم كيفية الوضوء، ويذكر لهم مبطلاته، كما يعلمهم الصلوات وأعداد الركعات في كل صلاة، وكيفيتها ووقتها، ويدلهم على مبطلاتها، ويحفظهم من أذكارها وأدعيتها ما يسهل عليهم حفظه، ويحضهم على صلاة الجماعة. كما أمر بالتفريق بينهم في المضاجع، بأن يكون كل واحد في فراش خاص به، وإن كان في البيت متسع بجعل للبنين غرفة، وللبنات غرفة، ويكون كل واحد في فراش خاص به أيضًا. كما ينتبه في هذه المرحلة إلى تعليم الفتاة ألا تظهر أمام إخوانها بملابس ضيقة كلبس البنطال مثلًا، أو تعرية الذراع والكتفين، إو إظهار الفخذين أو الساقين، وما شابه ذلك، ويعلم الصبية غض البصر، وعدم النظر إلى عورات الآخرين أو لمسها. ثالثًا: التدريب على إصلاح النفس: حيث يبدأ المربي مع الصبي وهو في سن التمييز بتزكية نفسه، وتنقيتها من عيوبها، بل يبدأ معه في ذلك مع بداية سن التمييز، ويبين له أن الله مطلع عليه، لا يخفى عليه من أمره شيء، وأن الملائكة الكرام يكتبون له كل شيء عمله من خير أو شر، فيدعوه إلى فعل الخير. رابعًا: الحفظ من القرآن: حيث تشير الدراسات أن للصبيان مقدرة كبيرة على الحفظ في تلك السن، فيستفيد المربون من ذلك بتحفيظهم القرآن الكريم، ويلحقونهم بحلقات التحفيظ المنتشرة في أغلب بلدان المسلمين. خامسًا: إتاحة الفرصة المناسبة للعب المفيد: حرص المربي على أوقات الصبي ألا تضيع بغير فائدة أمر مطلوب، لكن لا ينبغي المبالغة في ذلك حتى يحرم الصبي من أي لون من ألوان اللعب، الذي يدخل السرور على النفس وينشطها، واللعب إذا حدث بهذه الطريقة فليس هو من ضياع الأوقات فيما لا يفيد، بل هو من المحافظة عليها، لأنه يجم النفس، ويعطيها النشاط. سادسًا: قبول المبادرات من الصبي وتنميتها عن طريق الثناء والتشجيع: يراد بالمبادرة أحد أمرين: الأول: الاستباق إلى الأمور المطلوبة من أول وقتها وعدم التأخير وينبغي تعويد الصبيان على ذلك، وحثهم عليه، مع التشجيع بالثناء ونحوه، كالمبادرة إلى الصلاة في أول وقتها، أو المبادرة إلى استذكار الدروس، والإجابة إلى التدريبات، وفائدة ذلك تظهر كثيرًا عند ظهور ما يعوق أو يؤخر تحقيق المطلوب. الثاني: يراد بالمبادرة الاستباق إلى اتخاذ تصرف إزاء موقف حادث من تلقاء نفس الصبي، أو دون أن يطلب أحد منه ذلك، كالمبادرة في العطف على محتاج أو مساعدة مسكين، أو المبادرة إلى إغلاق جهاز الحاسب – إذا كان يحسن ذلك – عندما ينسى أهله إغلاقه، ونحو ذلك من الأمور، فهذه المبادرات ينبغي قبولها والتشجيع عليها لأنها تعمل على سرعة إنضاج الصبي، وتزيد من تفاعله مع بيئته ومجتمعه. سابعًا: مراعاة تباين الأفهام (الفروق الفردية): استقبال الخطاب وفهم مراميه يختلف من شخص لشخص آخر وفق استعداداته وإمكاناته العقلية، ولذلك ينبغي مراعاة ذلك، حتى يكون لما يلقيه المربي من أقوال وتوجيهات قبول حسن ينتفع به سامعه. فعلى المربي أن يراعي هذه الفئة العمرية، ويختار لهم من الأساليب التعبيرية والألفاظ ما يسهل فهمه، فإنه إن تحدث بأسلوب يعلو فهمه على الصبي كان فيه إضاعة للوقت، وربما جنى من وراء ذلك مفسدة. ثامنًا: الاعتراف بالشخصية، وعدم هضم الطفل حقه بحجة أنه صبي: الصبي له شعوره وإحساسه، وهو يدرك من يعامله من الناس معاملة تليق بعمره، ومن يعامله كما يعامل الطفل المميز، لكن كثيرًا من الناس لا يفطنون لذلك، ويتعاملون مع الصبي وكأنه لا أحاسيس عنده، ولا شعور له، أو كأنه طفل صغير، وهذا له تأثير سلبي على الصبي من ناحية، كما يكون مدعاة له أن ينتقص من فعل ذلك معه من ناحية أخرى. ويكون ذلك بعدم التعدي على حقوقه، بل باستئذانه، فإن قبل فبها ونعمت، وإن رفض فلا تثريب عليه ولا يلام في ذلك. تاسعًا: كفه عن الحرام والباطل واللهو: ينبغي أن يعتني المربُّون بكف الصبي عن الأمور الباطلة، ولا يحملهم عدم تكليفه على التهاون فيها، حتى لا يعتادها، فيضيع عمره فيها من غير فائدة يجنيها، ولا يقدر على التخلص منها بعد التكليف، وذلك مثل الفضائيات الفاسدة، والقصص الخرافية، والمواقع السيئة. عاشرًا: الجمع بين العفو والصفح، والانتصار لأهل الظلم: فخلق العفو والصفح مطلوب، كما أن خلق الانتصار مطلوب أيضًا، ولا تستقيم الحياة بإهمال أحدهما وعدم التعويل عليه، وإذا كانت همم أغلب المربين متوجهة نحو ترسيخ معاني العفو والصفح، فإنه ينبغي ترسيخ معاني الانتصار من البغاة والطغاة. حادي عشر: التعامل مع البيئة وعدم الانعزال: فلا يمنع من استقبال أحد زملاء الدراسة في بيته، والترحيب به، وتقديم ما يقدم للضيف، ويعود على الذهاب لعيادة جاره، أو زميل الدراسة المريض. ينبغي إشعار الصبي بمكانته، وأن مثله يعتمد عليه، وأنه أهل للقيام بالمهام، وتحمل المسؤولية. ثاني عشر: مجالسة الكبار، وحضور مجالس العلماء للتخلق بأخلاقهم: فينبغي أن يمكن المربي الصبيان من حضور مجالس الكبار، فمنها يتعلمون أدب الحديث، وأدب المجالسة، وأدب الاستماع، ويسمعون من الكلام ما يستفيدون منه، وكذلك يفعل الجواري عند مجالسة النساء.

مرحلة البلوغ

أولًا: العناية بقلب الفتى: حيث يصبح الفتى في هذه المرحلة قابلًا للتلقي من خارج المحيط المعتاد له كالأسرة والمسجد والمدرسة، فلا ينبغي أن يكون أهل الشر أسرع إليه بشرهم من أهل بخيرهم. ثانيًا: التمسك بالكتاب والسنة: وذلك بإرشاد الفتى إلى بطلان ما خالف الكتاب والسنة من نظريات قادمة من مجتمعات غير إسلامية والتي تنشر في الكتب ووسائل الإعلام. ثالثًا: الحوار والإقناع: في هذه المرحلة تكون عقلية الفتى أو الفتاة قد اكتملت بدلالة توجه الخطاب بالتكاليف الشرعية، وفي هذه الحالة فإن محاولة فرض اجتهادات المربي وآرائه وتصوراته من غير إقناع لن تكون مجدية، ولن يترتب عليها أية منفعة ما لم تجد قبولًا أو صدى عن الفتى والفتاة، ولذلك كان لا بد من اللجوء إلى الحوار، ومحاولة الإقناع، وإقامة الحجة بالدليل. رابعًا: الوعظ مع بيان العلة أو الحكمة: قد يقتصر بعضنا في حديثه مع الفتيان على الوعظ، والوعظ أمر مهم لا بد منهم، لكنه قد لا يكفي وحده، خاصة مع من يكون واقعًا في أمر هو يعلم نتائجه، كما أن ذكر الحكم الشرعي وحده في هذه الحالة لا يكفي، لذلك لا بد من سلوك مسلك بيان الحكمة من الحكم الشرعي. خامسًا: الاقتراب والمصادقة: في هذه السن لم يعد يشعر الفتى أو الفتاة أنهما عالة على غيرهما في الأفكار والتصورات، بل يشعران بالقدرة الكبيرة على التفكير العميق الذي يستخلص النتائج من المقدمات، لذلك على الأبوين أن يحرصوا على الاقتراب من الفتى، وإيجاد قنوات الاتصال الصالحة، والتعرف عن قرب عما يمكن أن يكون في داخله. سادسًا: دورة في الطهارة: ببلوغ مرحلة الحلم يحتاج الفتى أو الفتاة إلى حديث خاص عن أحكام الطهارة التي تتعلق بكل منهما، ففي هذه المرحلة تَجِدُّ أمور لم تكن من قبل، وقد يكون من المناسب تنظيم دورة في أحد في المساجد عن أحكام الطهارة للبالغين، يعطيها الفتيان أحد الشيوخ، بينهما تعطيها للفتيات إحدى الداعيات، فإن في ذلك إزالة للحرج. سابعًا: الرفق والرحمة وعدم الإثقال في التعليم: رغبة المربي في الوصول بتلميذه إلى الدرجة العليا قد تدفعه إلى نسيان ما ينبغي عليه في ذلك، فيثقل كثيرًا على التلميذ، حتى يكاد التلميذ أن يمل من ذلك، ولكن ينبغي أن يراعي أوضاعهم حتى تؤتي التريبة ثمارها. ثامنًا: أدخلوه في مجتمع الرجال: لن يلبث الغلام أن يصبح رجلًا، فأدخله في الحياة العامة، وعرفه مجتمع الكبار، بما فيه من تنوع وخبرات، بشكل متدرج. والأهم أن يقبل المربي الأداء، فإن أصاب وأحسن في أي تكليف فشجعه وأثن عليه، وإن أخطأ فبين له وجه الصواب وأرشده إلى ما يفعله في المرات الآتية. تاسعًا: الإشراك الفعلي في تحمل المسؤولية: في هذه المرحلة صار الصبي فتى بالغًا، ولزمته التكاليف الشرعية، ما يعني اكتمال تحمله للمسؤولية، وترتب النتائج على التصرفات الصادرة منه، لذلك لا بد أن يقوم بدوره في تحمل المسؤولية، ويعوده مربيه على ذلك، حتى وإن أخطأ، فيستشيره مربيه في كثير من الأمور، ويناقشه، ويعمل بقوله إن بدا فيه الصواب. عاشرًا: مراعاة الرغبة والإقبال في التوجيه إلى العلم والمعارف والمهن: فلا ينبغي للمربين أن يجبروا الأولاد على الالتحاق بما لا يرغبون فيه، أو ما لا يتمكنون من تحصيله لضعف قدرتهم عليه، لأن ذلك يفضي إلى عكس المطلوب، بل يوجهونهم إلى ما تظهر رغبتهم فيه، وقدرتهم على إجادته، والتميز فيه. انظر: "نحو تربية إسلامية راشدة من الطفولة إلى البلوغ" لمحمد بن شاكر الشريف.

الحقوق

حقوق الأولاد قبل الولادة

1- أن يحسن الإنسان اختيار أم ولده، سواء كان أبًا أم أمًا، فيختارُ الأب لأولاده أمًا صالحة ترعى حقوقهم وتقوم على شئونهم، وعلى الأم أن تختار زوجًا صالحًا يحفظ أولادها، ويقوم على تربيتهم، فاختيار الزوج والزوجة حقٌ من حقوق الولد، قال : «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ». [أخرجه البخاري: (5090)، ومسلم: (1466)]. وكان بعض العرب يقول في ذكر إحسانه لأولاده باختيار أمهم: وأَوَّلُ إحسانِي إليهم تخَيُّرِي*****لماجدة الأعراق بادٍ عفافُها 2- أن يسمي الإنسان عند الجماع؛ لأن التسمية عند الجماع حرزٌ وحفظٌ من الله للولد من الشيطان الرجيم. قال : «لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ، قَالَ: بِاسْمِ اللهِ، اللهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا». [أخرجه البخاري: (141)، ومسلم: (1434)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

حقوق الأولاد بعد الولادة

1- أن يختار الإنسان لولده أفضل الأسماء وأكرمها. قال : «وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ، فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ». [أخرجه مسلم: (2315)]. 2- أن يعق الإنسان عن ولده، قال : «كُلُّ غُلَامٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ وَيُحْلَقُ وَيُسَمَّى». [أخرجه أبو داود: (2838)]. 3- أن يَختِن الإنسان ولده؛ لقوله : «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ - أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ - الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ». [أخرجه البخاري: (5889)، ومسلم: (257)]. 4- أن يكني الإنسان ولده؛ لأن الكنية تغرس في الولد معالم الرجولة، وقد كنى النبي أخًا لأنس بن مالك رضي الله عنهما، فعن أنس رضي الله عنه قال: إِنْ كَانَ النَّبِيُّ لَيُخَالِطُنَا، حَتَّى يَقُولَ لِأَخٍ لِي صَغِيرٍ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ». [أخرجه البخاري: (6129)]. 5- أن يلاطف الإنسان ولده ويداعبه ويقبله، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، أَبْصَرَ النَّبِيَّ يُقَبِّلُ الْحَسَنَ فَقَالَ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ الله : «إِنَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ». [أخرجه البخاري: (5997)، ومسلم: (2318)]. 6- أن يحسن الإنسان تربية ولده ورعايته، قال : «مَنِ ابْتُلِيَ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ». [أخرجه أحمد: (24055)]. وقال أيضًا : «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يدعو له». [أخرجه الترمذي: (1376)]. 7- أن يعلم الإنسان ولده الإيمان والتوحيد، قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾. [لقمان: (13)]. وقال النبي لابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ». [أخرجه الترمذي: (2516)]. 8- أن يعلم الإنسان ولده الصلاة ويأمره بها وهو ابن سبع سنوات، وأن يضربه عليها وهو ابن عشر سنوات، قال الله تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ﴾. [طه: (132)]، وقال : «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ». [أخرجه أبو داود: (495)]. 9- أن يفرق الإنسان بين أبنائه في المضاجع إذا بلغوا عشر سنوات، وقال : «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ». [أخرجه أبو داود: (495)]. 10- أن يوجه الإنسان ولده لمكارم الأخلاق ومحاسن العادات، قال الله تعالى على لسان لقمان: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ * وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾. [لقمان: (19-17)]. وقال : «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا». [أخرجه أبو داود: (4682)]. وقال :»أَكْرِمُوا أَوْلَادَكُمْ وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ». [أخرجه ابن ماجه: (3671)]. 11- أن يعود الإنسان ولده السلوك القويم ويصحح أخطاءهم؛ لحديث عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ رضي الله عنه، قال: كُنْتُ غُلاَمًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ : «يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ». [أخرجه البخاري: (5376)، ومسلم: (2022)]. 12- أن يهتم الإنسان بالتربية الجسدية لولده بالغذاء المفيد والنظافة والعلاج وغيرها، قال : «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ». [أخرجه مسلم: (2664)]. 13- أن يعتني الإنسان بتحفيظ ولده القرآن الكريم والسنة النبوية وأحكام الحلال والحرام. 14- أن يعدل بين أبنائه في العطية وجُوبًا، قال : «اتَّقُوا اللهَ، وَاعْدِلُوا فِي أَوْلَادِكُمْ». [أخرجه مسلم: (1623)]. فلا يفضل الإناث على الذكور، ولا يفضل الذكور على الإناث، وإنما يعدل بين الجميع. وإذا خصص الأب بعض أولاده بالعطية لقصد صحيح فلا إثم عليه. 15- أن يحزم الإنسان مع ولده عند الحاجة؛ لقوله : «عَلِّقُوا السَّوْطَ حَيْثُ يَرَاهُ أَهْلُ الْبَيْتِ، فَإِنَّهُ لَهُمْ أَدَبٌ». [أخرجه الطبراني، المعجم الأوسط: (4382)]. 16- أن لا يدعو الإنسان على ولده، قال : «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ». [أخرجه مسلم: (3009)]. 17- أن يُحسن الإنسان اختيار صحبة أبنائه. قال : «مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالجَلِيسِ السَّوْءِ، كَمَثَلِ صَاحِبِ المِسْكِ وَكِيرِ الحَدَّادِ، لاَ يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ المِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ، أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ، وَكِيرُ الحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ، أَوْ ثَوْبَكَ، أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً». [أخرجه البخاري: (2101)، ومسلم: (2628)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- «عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله: أنه كتب إلى مؤدب ولده: خذهم بالجفاء؛ فهو أمضى لإقدامهم، وترك الصبحة؛ فإن عادتها تكسب الغفلة، وقلة الضحك؛ فإن كثرته تميت القلب، وليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي الذي بَدْؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمن، وإنه بلغني عن الثقات من أهل العلم أن حضور المعازف واستماع الأغاني واللهج بها، ينبت النفاق في القلب كما ينبت العشبَ الماء، وليفتتح كل غلام منه بحزبه من القرآن يتثبت في قراءته، فإذا فرغ منه تناول قوسه ونبله وخرج إلى الغرض حافياً قدر سبعة أرشاق، ثم انصرف إلى القائلة؛ فإن ابن مسعود رضي الله عنه كان يقول: قيلوا؛ فإن الشياطين لا تقيل». "حسن التنبه"، للغزي: (157/6). 2- «عن علي بن عاصم يَقُولُ: دفع إليّ أبي مائة ألف درهم وقَالَ: اذهب فلا أرى وجهك إلا بمائة ألف حديث». "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم"، لابن الجوزي: (103/10). 3- «عن يُونُس الْمُؤَدَّب: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ قَالَ: كَانَ زُبَيْدٌ مؤذن مسجده فكان يَقُولُ لِلصِّبْيَانِ: تَعَالَوْا فَصَلُّوا أَهَبُ لَكُمُ الْجُوزَ، فَكَانُوا يُصَلُّونَ ثُمَّ يُحِوطُونَ بِهِ، فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ! فَقَالَ: وَمَا عَلَيَّ، أَشْتَرِي لَهُمْ جُوزًا بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ وَيَتَعَوَّدُونَ الصَّلاةَ». "تاريخ الإسلام"، للذهبي: (98/8). 4- «دخل الشافعي يومًا إلى بعض حجر هارون الرشيد ليستأذن له، ومعه سراج الخادم أقعده عند أبي عبد الصمد مؤدب أولاد هارون الرشيد. فقال سراج للشافعي: يا أبا عبد الله هؤلاء أولاد أمير المؤمنين وهذا مؤدبهم فلو أوصيته بهم فأقبل عليه، فقال: ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين إصلاحك نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك؛ فالحسن عندهم ما تستحسنه، والقبيح عندهم ما تكرهه، علمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه، ثم رَوِّهم من الشعر أعفه، ومن الحديث أشرفه، ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم». "صفة الصفوة"، لابن الجوزي: (437/1). 5- «عن أبي بُديل الوضاحي أنه قال: كان المأمون رحمه الله قد وكل الفراء يلقن ابنيه النحو، فلما كان يومًا أراد الفراء أن ينهض إلى بعض حوائجه، فابتدرا إلى نعل الفراء يقدمانه له، فتنازعا أيهما يقدمه، ثم اصطلحا على أن يقدم كل واحد منهما فردًا، فقدماها، وكان المأمون له على كل شيء صاحب خبر، فرفع ذلك إليه في الخبر، فوجه إلى الفراء فاستدعاه، فلما دخل عليه قال له: منْ أعز الناس؟ قال: ما أعرف أعز من أمير المؤمنين قال: بلى، من إذا نهض تقاتل على تقديم نعليه وليا عهد المسلمين، حتى رضي كل واحد منهما أن يقدم فردًا. قال: يا أمير المؤمنين، لقد أردت منعهما من ذلك، ولكن خشيت أن أدفعهما عن مكرمة سبقا إليها، أو أكسر نفوسهما عن شريفة حرصا عليها، وقد يروى عن ابن عباس أنه أمسك للحسن والحسين ركابيهما حين خرجا من عنده، فقال له بعض من حضر: أتمسك لهذين الحديثين ركابيهما وأنت أشرف منهما؟ قال له: اسكت يا جاهل، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل، وأنا ذو فضل، فقال له المأمون: لو منعتهما عن ذلك لأوجعتك لومًا وعتبًا، وألزمتك ذنبًا، وما وضع ما فعلاه من شرفهما، بل رفع من قدرهما وبين عن جوهرهما، ولقد تبينت لي مخيلة الفراسة بفعلهما، فليس يكبر الرجل وإن كان كبيرًا عن ثلاث: عن تواضعه لسلطانه، ولوالده، ولمعلمه العلم، ولقد عوضتهما عما فعلاه عشرين ألف دينار، ولك عشرة آلاف درهم على حسن أدبك لهما. "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم": (179/10)]. 6- «قال خلف الأحمر: بعث إليّ الرشيد في تأديب ولده محمّد الأمين فقال: «يا أحمر إنّ أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه وثمرة قلبه فصيّر يدك عليه مبسوطة وطاعته لك واجبة وكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين أقرئه القرآن وعرفه الأخبار وروّه الأشعار وعلّمه السّنن وبصّره بمواقع الكلام وبدئه وامنعه من الضّحك إلّا في أوقاته وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا عليه ورفع مجالس القوّاد إذا حضروا مجلسه. ولا تمرّنّ بك ساعة إلّا وأنت مغتنم فائدة تفيده إيّاها من غير أن تحزنه فتميت ذهنه. ولا تمعن في مسامحته فيستجلي الفراغ ويألفه. وقوّمه ما استطعت بالقرب والملاينة فإن أباهما فعليك بالشّدّة والغلظة». "ديوان المبتدأ والخبر"، لابن خلدون: (744/1) Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA